بعد وصمها بـ"الإرهاب" خلال قمة الرياض.. كيف علقت إيران على هذه الاتهامات؟

الإثنين 22/مايو/2017 - 07:47 م
طباعة بعد وصمها بـالإرهاب
 
فيما يعتبر اول رد فعل رسمي من قبل الجمهورية الإسلامية الإيرانية على سيل الاتهامات الموجهة لها خلال فعاليات القمة العربية الإسلامية الاميركية التي عقدت في الرياض، أمس الأحد، 21 مايو 2017، بدعم الإرهاب واستخدام المذهب الشيعي في التحريض الطائفي وإثارة النعارات، قال الرئيس الإيراني حسن روحاني، الذي جدد فيه الإيرانيون الثقة، إن الاجتماعات التي عقدها الرئيس الأمريكي في السعودية "صورية لا قيمة سياسية لها"، مؤكدا أن الشعب الإيراني هو من سيعيد الأمن إلى المنطقة.
كانت القمة العربية الإسلامية الأميركية، انتهت في وقت سابق من ليل أمس الأحد، واتفق المشاركون في القمة على ضرورة التصدي للإرهاب والعمل على وقف قنوات دعمه، كما اتفقت دول مجلس التعاون الخليجي خلال القمة التي تم عقدها مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على مكافحة الإرهاب والتصدي لكل محاولات الدول الداعمة للإرهاب، في إشارة للجمهورية الإسلامية الإيرانية.
بعد وصمها بـالإرهاب
كانت الكلمة التي ألقاها الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي وصفت على قطاع عريض من الخبراء والمراقبين بـ"الجيدة" وانها لمست كبد الحقيقة ووضعت العديد من النقاط على الحروف، حيث جاءت النقطة الأولى، إنه ينبغي محاربة جميع التنظيمات الإرهابية بدون تمييز، وعدم اقتصارها على تنظميين اثنين، ويجب أن تكون المواجهة شاملة ومتزامنة على جميع الجبهات، أما النقطة الثانية فهي من خلال المواجهة الشاملة التي تعني مواجهة كافة أبعاد الإرهاب فيما يتصل بالتمويل والتسليح والأبعاد السياسية والأيدلوجية، قائلا أين تتوفر الملاذات الإرهابية ومن يشتري منهم الموارد الطبيبعة كالبترول مثلا ومن يشتري منهم الآثار والمخدرات ومن يوفر لهم وسائل إعلام  وهناك دول تورطت في دعم الإرهاب وتوفير الملاذات لهم".
وفي النقطة الثالثة أشار السيسي إلى ضرورة القضاء على قدرة التنظيمات وعلى تجنيد واستمالة عناصر جدد، فالمعركة ضد الإرهاب هي معركة فكرية بامتياز، ووفقا للنقطة الرابعة في مبادرة السيسي، فإنه يجب الاعتراف بأن الشرط الضروي الذي يوفر البيئة الحاضنة للإرهاب هو تفكك المؤسسات الوطنية في العديد من بلدان وبالتالي سعي الإرهابيين لملء ذلك الفراغ، كما نوه إلى وجوب تكريس مسيرة الإصلاح السياسي والاجتماعي وحقوق الإنسان وتمكين المرأة واحترام الشباب.
الرئيس الإيراني حسن روحاني قال في أول مؤتمر صحفي له بعد إعادة انتخابه رئيسا للبلاد: "من سيحارب الإرهاب هو الشعب العراقي، والشعب السوري"، مؤكدا أن طهران ستواصل دعمها لسوريا والعراق، وأضاف: "مكافحة الإرهاب لا تكون بمؤتمرات أو بإنفاق أموال الشعوب" في إشارة إلى صفقات بيع الأسلحة الأمريكية للسعودية المبرمة خلال زيارة ترامب للرياض، والتي بلغت قيمتها المعلنة 110 مليارات من الدولارات، واعتبر أن "من موّلوا الإرهابيين لا يحق لهم إصدار تصريحات حول مكافحة الإرهاب".
بعد وصمها بـالإرهاب
ورفض روحاني الاتهامات التي وجهها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لـ حزب الله" اللبناني بـ "الإرهاب" وقال متسائلا: "مَن يدعم محاربة الإرهاب في المنطقة غير روسيا وحزب الله اللبناني؟"، وأَضاف: "حزب الله هو تيار معتدل ومدعوم من الشعب الإيراني وفئات الشعب اللبناني، حتى غير المسلمين في لبنان، يحترمون هذا التيار"، وتابع: "مَن الذي يستطيع الإدعاء أنه بدون دعم إيران، يمكن أن يفرض الأمن في المنطقة؟".
وأعلن أن رسالة الشعب الإيراني في الانتخابات الرئاسية، التي جرت يوم الجمعة، هي تعزيز الوحدة الوطنية والانفتاح على العالم الخارجي، وأوضح: "الشعب الإيراني رفض الخداع والشعارات المزيفة واختار البرنامج المبني على العمل والتطور، وأثبت أنه شعب ثوري لا يحق لأحد مصادرة ثورته"، وتابع: "الشعب الإيراني أراد أن يقول لشعوب المنطقة - نحن بجانبكم".
وأعرب روحاني عن ثقته بأن تختار السعودية، يوما ما، طريق "صناديق الاقتراع" لكي يتم اختيار حكامها عبر انتخابات وليس بالوراثة، وأكد أن "الشعب السعودي صديقنا وجارنا ونحبه ومازلنا نحبه، على السعودية اختيار الدرب الصحيح"، كما شدد على أن إيران لا تحتاج إلى إذن أية جهة لتطوير برنامجها النووي من أجل الدفاع عن نفسها، مضيفا: "سلاحنا للسلام وصواريخنا للسلام، إذا لم يكن لإيران سلاح ولم تصنع السلاح ماذا كان يحدث"، وأكد على أن الولايات المتحدة إذا اختارت سبيلا غير الحوار في الملف النووي "فإنها سوف تُهزَم". 
بعد وصمها بـالإرهاب
وبحسب المؤشرات والاستنباطات التي يمكن تبنيها حيال ذلك الملف الشائك، فإن أميركا لن تغامر وتقوم بأي تحرك على الأرض ضد إيران، كون طهران قوة اقتصادية وعسكرية كبيرة في المنطقة، وأن أي تدخل في ضد إيران فستخدل المنطقة في تداعيات خطيرة وفوضى لايمكن لأحد تحمل تبعاتها بما فيها أميركا.
كما ان سياسات أميركا في المنطقة دفعتها إلى تسويات بعينها مع إيران فكثير من التحركات الامريكية في عراق لا تتم إلا بتفاهمات مع إيران، كما ان إيران هي المتحكمة بشكل كلي في الأوضاع في سورية  واليمن ولبنان، وأن أي تغييرات في تلك الملفات من فضلها إدخال المنطقة في تداعيلات لا يمكن توقعها.
بعد وصمها بـالإرهاب
وعقدت أميركا والدول الخمس الكبرى اتفاق نووي مع إيران، قالت أميركا أنه يضمن عدم حصول إيران على قنبلة نووية، في مقابل ان تقوم أميركا بفك تجميد الأرصدة البنكية لإيران في المصارف الدوية، ورفع العقوبات الاقتصادية عنها، وقال ترامب في وقت سابق إن الأجهزة الاستخباراتية الأمريكية تعيد تقييم الاتفاق النووي، وانه في حال كانت التقارير على عكس ما نشر عن الاتفاق وأهميته ستنحسب أميركا من الاتفاق، ورجّح العديد من الخبراء عدم انسحاب اميركا من الاتفاق كونها ترى فيه تعطيل لإيران في الحصول على القنبلة النووية.

شارك