الخلافات الأوروبية حول مستقبل الأسد مستمرة..والجيش السوري يتقدم

الإثنين 22/مايو/2017 - 08:41 م
طباعة الخلافات الأوروبية
 
وزيار الخارجية الفرنسي
وزيار الخارجية الفرنسي والالمانى
الخلافات الأوروبية حول مستقبل بشار الأسد مستمرة، حيث تميل بعض الدول إلى دعم الحلول السياسية للتسوية، فى حين تتمسك أطراف أخري بضرورة التدخل العكسري والاطاحة بحكومة الأسد وتمكين فصائل المعارضة من التواجد فى مواقع الحكم، فى الوقت الذى يسيطر فيه الجيش السوري على عدد من المدن التى كانت خاضعة لسيطرة المعارضة  المسلحة، فى إطار تنفيذ الاتفاق الذى تم التوصل إليه مؤخرا بضمانات روسية تركية ايرانية. 
من جانبه دعا وزير الخارجية الألماني، زيجمار جابرييل، السلطات الإيرانية إلى وقف دعمها لبعض المجموعات المسلحة في كل من سوريا والعراق في حال ترغب في إقامة علاقات جيدة مع الغرب.
قال جابرييل، في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الفرنسي، جان-إيف لودريان، عقد عقب محادثاتهما في برلين، "إن إيران تقوم بدور معقد، وخاصة في سوريا والعراق".، وفي إشارة إلى فوز الرئيس الإيراني، حسن روحاني، في الانتخابات الأخيرة وتوليه ولاية رئاسية ثانية، اعتبر غابرييل أن من الضروري توجيه رسالة واضحة لطهران مفادها أن ألمانيا ودول الغرب الأخرى "مستعدة للعمل مع الحكومة الجديدة"، مضيفا في الوقت ذاته: "لكننا نتوقع أن تتصرف إيران بمسؤولية في المنطقة وألا تدعم الإرهاب، وإنما سياسات السلام".
نوه وزير الخارجة الألماني إلى أنه "عندما سيحدث ذلك فستعود الثقة بهذه البلاد كأرضية ملائمة للاستثمار". 
محاولات لتسوية سياسية
محاولات لتسوية سياسية فى سوريا
يأتى ذلك فى الوقت الذى أكد فيه وزير الخارجية الفرنسي، جان-إيف لودريان، أن الأزمة السورية لا يمكن حلها إلا بطريقة عسكرية، مؤكدا انه من الضروري أيضا إعداد حل سياسي"، مضيفا: "فرنسا تعتبر أن الحل السياسي المؤقت يحتاج إلى الالتزام بنظام وقف إطلاق النار ونأمل في توسيعه".
نوه وزير الخارجية الفرنسي في الوقت ذاته إلى أن الحل السياسي بعيد الأمد في سوريا يجب العمل على تحقيقه في إطار مفاوضات جنيف.
وتجدر الإشارة إلى أن هذه التصريحات تجري في وقت تصر فيه كل من روسيا والولايات المتحدة والأطراف الخارجية الأخرى المتورطة في الأزمة السورية على أن لا حل لها إلا سياسيا، رافضة على الإطلاق الدعوات لإنهائها بسبل عسكرية، وذلك في موقف أكد الالتزام به مرارا سلف لودريان، وزير الخارجية الفرنسي السابق، جان مارك إيرولت. 
يذكر أن لودريان، وهو وزير الدفاع الفرنسي السابق في فترة حكم الرئيس فرانسوا هولاند، تولى منصب وزير الخارجية مؤخرا بتعيين من الرئيس الفرنسي الجديد، إيمانويل ماكرون.
يذكر أن هذه التصريحات تأتي على خلفية الدعوة، التي وجهها الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، للعالم برمته، خلال مشاركته في القمة العربية الإسلامية الأمريكية في الرياض، إلى عزل إيران حتى تتخلى عن سياستها في " دعم الارهاب".
طرد عناصر داعش والمعارضة
طرد عناصر داعش والمعارضة المسلحة لتسوية سياسية للأزمة السورية
من ناحية أخري أعلن سيرجي ريابكوف، نائب وزير الخارجية الروسي، أن آليات منع وقوع حوادث جوية بين روسيا والولايات المتحدة في سوريا لا تزال تعمل، وقال ريابكوف، تعليقا على الضربة الأمريكية لقافلة قوات موالية للحكومة السورية، "العسكريون، كانوا على اتصال"، مؤكدا أن آلية "تخفيف النزاع" لا تزال تعمل.
أكد الدبلوماسي الروسي أن الحديث لا يدور عن قصف القوات الحكومية، إلا أن ذلك لا يؤثر على الموقف الروسي المبدئي بشأن الحادث المذكور، قائلا إن "الجانب الأمريكي انتهك مجددا القانون الدولي بشكل صارخ واستخدم القوة حيال دولة ذات سيادة، دون طلب من الحكومة الشرعية لهذا البلد". 
شدد ريابكوف على أن الجولة الأخيرة من المفاوضات السورية في أستانا أكدت فاعليتها في تخفيف العنف في سوريا، وأضاف: "لا أرى مشكلة في تنفيذ المذكرة الموقعة في أستانا".، وقال إن الجولة السادسة من المفاوضات السورية، تحت إشراف المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا، أكدت أن أحدا لا يشكك عموما في فعالية العمل في إطار عملية أستانا.
على صعيد أخر أعلنت الحكومة السورية أن قواتها استعادت السيطرة الكاملة على مدينة حمص بعدما غادر مسلحو المعارضة آخر منطقة كانت خاضعة لسيطرتهم، حيث جرى إجلاء نحو 700 مسلح وأسرهم، والذين يبلغ عددهم الإجمالي نحو 3000 شخص، من حي الوعر على متن حافلات، بحسب مسؤولين في الحكومة.
وقال محافظ حمص طلال البرازي "مدينة حمص خالية تماما من الأسلحة والمسلحين".
إجلاء المعارضة المسلحة
إجلاء المعارضة المسلحة من حمص السورية
وانتقل العديد من المسلحين إلى محافظة إدلب الخاضعة لسيطرة المعارضة بشمال غرب سوريا، وتوجه بعض مسلحي المعارضة إلى منطقة جرابلس، شمالي سوريا، الخاضعة لسيطرة معارضين تدعمهم تركيا، ودُفع كثيرون من المعارضة إلى مغادرة حمص في عام 2014، وذلك بعد حصار فرضته القوات الحكومية طيلة سنوات.
وفي وقت سابق من العام الجاري، جرى التوصل إلى اتفاق لإجلاء المسلحين وأسرهم برعاية روسيا، وبموجب الاتفاق، تم توفير ممر آمن لخروج المسلحين وبحوزتهم أسلحتهم من حمص إلى مناطق أخرى خاضعة لسيطرة المعارضة في سوريا.
الجيش السوري يتقدم
الجيش السوري يتقدم
تعتبر الحكومة السورية أن اتفاقات "المصالحة" من هذا القبيل، والتي تم التوصل إلى في عدد من المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة، ضرورية من أجل إنهاء الحرب المستمرة منذ ست سنوات، ويقول مسلحو المعارضة إنهم أُكرهوا على مثل هذه الاتفاقات جراء الحصار والقصف، وأصبحت حمص ساحة رئيسية للمعارك بعدما تبنى سكانها الدعوة إلى الإطاحة بنظام حكم الرئيس بشار الأسد في عام 2011، ودفعوا قوات الأمن من معظم أنحاء المدينة في العام اللاحق، ودفع هذا الحكومة إلى فرض حصار استمر عامين وأسفر عن تدمير أحياء بأكملها ودفع المسلحين في نهاية المطاف إلى الانسحاب من المدينة القديمة إلى حي الوعر، 
وقُتل 300 ألف شخص في أنحاء سوريا منذ عام 2011، بحسب تقديرات منظمات دولية وحقوقية. 

شارك