في اجتماع جديد.. هل تنجح اللجنة الرباعية في حل الأزمة الليبية؟

الثلاثاء 23/مايو/2017 - 02:54 م
طباعة في اجتماع جديد..
 
تتواصل المساعي من أجل حل الأزمة الليبية وعودة الأمان والاستقرار للبلاد، حيث يبدأ اجتماع المجموعة الرباعية حول ليبيا، اليوم الثلاثاء 23 مايو 2017 في بروكسل، بمشاركة أحمد أبوالغيط أمين عام الجامعة العربية، وفديريكا موجيريني الممثلة العليا للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية، ومارتن كوبلر المبعوث الأممي إلى ليبيا، وجاكايا كيكويتي الممثل الأعلى للاتحاد الأفريقي إلى ليبيا.
في اجتماع جديد..
وجدير بالذكر أن موجريني كانت أعلنت في مطلع الشهر الجاري عن استضافة اجتماع اللجنة الرباعية حول ليبيا في بلجيكا، وسبق اجتماع بروكسيل سلسلة لقاءات بين فرقاء ليبيين لتحقيق الوفاق والاستقرار السياسي والاقتصادي لبلاد تتقاتل فيها ميليشيات مسلحة متعددة منذ الإطاحة بالعقيد معمر القذافي، عام 2011.
ووفق بوابة الوسط الليبية فإن الاجتماع يهدف لمناقشة التنسيق بين الأطراف المشارِكة حول آخر المستجدات على الساحة الليبية، ويدرس تنفيذ عمل مشترك حيال العملية السياسية في إطار اتفاق الصخيرات السياسي.
ومن المرجح أن تناقش اللجنة الرباعية الهجوم الأخير ضد قاعدة براك الشاطئ العسكرية جنوب ليبيا، الذي خلف 140 قتيلاً بين مدني وعسكري، في واحدة من أكثر الهجمات المروعة التي تشهدها ليبيا منذ بدء الحرب العام 2011، وفق ما أوردت جريدة ذا جارديان البريطانية الإثنين.
وصرح الوزير المفوض محمود عفيفي المتحدث الرسمي باسم الأمين العام، أن الاجتماع يأتي متابعة للاجتماع الأول للمجموعة الرباعية بالقاهرة في 18 مارس الماضي، مشيرًا إلي أن اجتماع بروكسل يهدف إلى مواصلة تنسيق ومشاورات الجامعة العربية والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والاتحاد الأفريقي حول تطورات الشأن الليبي.
وأضاف عفيفي، في بيان صحافي أصدره أمس الاثنين، أن اجتماع بروكسل سوف يناقش أيضا آخر التطورات الأمنية على الساحة الليبية، “وخاصة في ضوء تصاعد حدة التوتر في العاصمة طرابلس والهجوم المسلح الوحشي الذي تعرضت له قاعدة براك الشاطئ الجوية جنوب ليبيا، موضحًا أن المجموعة الرباعية ستعيد التأكيد على موقفها الثابت الداعم لكافة الجهود الرامية إلى مكافحة الإرهاب في ليبيا، ورفض اللجوء إلى الخيار العسكري أو التدخل العسكري الأجنبي في البلاد.
وتتناول المشاورات أهمية مواصلة المسار السياسي للتوصل إلى الحلول التوافقية المطلوبة لاستكمال الاستحقاقات المنصوص عليها في اتفاق الصخيرات.
ويعترف الاتحاد الأوروبي بالمجلس الرئاسي وحكومة الوفاق الوطني كالسلطات الحكومية الشرعية الوحيدة بليبيا في إطار الاتفاق السياسي. ودعا الخصوم الليبيين إلى تجنب أعمال تقوّض عملية الانتقال السياسي في البلاد.
وقالت موجيريني إن الاجتماع يهدف إلى تحقيق وساطة الأمم المتحدة والعمل الإقليمي، وزيادة التنسيق من أجل المضي قدما في العملية السياسية بليبيا، وهذا هو الاجتماع الثاني للرباعية، بعد اجتماع استضافته جامعة الدول العربية في القاهرة 18 مارس الماضي.
وأكدت موغيريني أن الاتحاد الأوروبي سيشارك في كل جهود حل الأزمة الليبية وتوحيد الفرقاء وإقرار مساعدات لليبيا، مشيرة إلى أن الليبيين عانوا لفترة طويلة بسبب أزمة تعيشها البلاد.
وفي تقرير سابق لمجلس الشؤون الخارجية بالاتحاد الأوروبي، قال إن الاتحاد الأوروبي باعتباره أحد المجاورين لليبيا يظل ملتزما بالتوصل إلى تسوية سياسية شاملة في إطار الاتفاق السياسي الليبي (اتفاق الصخيرات)، ودعم المجلس الرئاسي وحكومة الوفاق الوطني برئاسة رئيس الوزراء فايز السراج، وبدعم الأمم المتحدة.
في اجتماع جديد..
ودعت فرنسا، أمس، السلطات الليبية إلى بذل ما في وسعها ليتم التعامل مع المهاجرين في شكل لائق؛ وذلك بعدما ندد المفوض الأعلى لشؤون اللاجئين بالظروف المروعة في مراكز احتجازهم بليبيا.
وقال المتحدث باسم الخارجية الفرنسية رومان نادال: إنها أولوية على صعيد احترام حقوق الإنسان ومكافحة الجريمة المنظمة.
وقام المفوض الأعلى لشؤون اللاجئين في الأمم المتحدة فيليبو غراندي، الأحد، بزيارة مفاجئة لليبيا مندداً بظروف مروعة في المراكز التي يحتجز فيها آلاف المهاجرين الذين اعتقلوا أو أنقذوا في البحر المتوسط خلال محاولتهم العبور إلى أوروبا.
واتفق وزراء داخلية إيطاليا وليبيا والنيجر وتشاد، أول أمس الأحد، على تنسيق التعاون بين دولهم لتأمين حدود ليبيا الجنوبية، وإنشاء مراكز استقبال خلفها لقطع أفواج الهجرة المتجهة إلى جنوب إيطاليا عبر المتوسط.
وتركز الدول الأوروبية، وبشكل خاص إيطاليا، على ملف أزمة الهجرة غير الشرعية من السواحل الليبية، وتسعى للتوصل إلى حلول جذرية لوقف تدفق المهاجرين منها.
وشهدت حركة المهاجرين من ليبيا إلى أوروبا زيادة ملحوظة في الآونة الأخيرة، إذ أعلن خفر السواحل الإيطالي إنقاذ 2100 مهاجر يوم الجمعة الماضي فقط.
 ووصل قرابة 45 ألف مهاجر إلى جنوب إيطاليا قادمين من ليبيا منذ بداية العام الجاري، في زيادة قدرها 35% مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي.
وينفذ الاتحاد الأوروبي برامج لتدريب قوات خفر السواحل والقوات البحرية الليبية، لزيادة قدرتها على وقف وتعقب مراكب الهجرة غير الشرعية وتدمير نموذج عمل شبكات التهريب.
والجدير بالذكر أن اللجنة الرباعية اجتمعت في 18 مارس الماضي، بمقر جامعة الدول العربية في القاهرة بمشاركة الأمين العام للجامعة، والممثلة العليا للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية فيديريكا موغيريني والمبعوث الأممي إلى ليبيا مارتن كوبلر وكذلك الممثل الأعلى للاتحاد الأفريقي إلى ليبيا جاكايا كيكويتي، بحثوا خلاله سبل الخروج من الأزمة الليبية، حيث أكد المجتمعون أنذاك الالتزام بالاتفاق السياسي الليبي الموقع في "الصخيرات"، والذي يوفر الإطار العام للتوصل إلى تسوية سياسية شاملة منشودة بين الليبيين.
وعلي الصعيد الميداني، انفجرت سيارة، جرَّاء سقوط قذيفة آر بي جي في شارع عمر المختار بالزاوية، وسيطر اللواء 12 التابع للجيش الليبي على مشروع الدابوات الزراعي بوادي الشاطئ، وطرد قوات درع الجنوب منه.
وتواصلت عمليات الجيش الوطني الليبي ضد آخر معاقل المسلحين في مدينة بنغازي، حيث نجحت وحدات من القوات الخاصة في السيطرة على منطقة سوق العرب ومقر أكاديمية الدراسات العليا في محور "وسط البلاد" بالمدينة، كما تواصلت العمليات العسكرية في حي الصابري.
وبدأ القتال في بنغازي 16 مايو 2014، حين أطلق القائد العام الحالي للقوات المسلحة الليبية المشير خليفة حفتر "عملية الكرامة" ضد مليشيات توصف بأنها متطرفة كانت تسيطر على معظم أحياء بنغازي، وبعد ثلاث سنوات من القتال العنيف، لم تعد تسيطر تلك المليشيات إلا على منطقة ضيقة في سوق الحوت والصابري.

شارك