تاريخية العلاقات بين قطر والإخوان وإيران

الأحد 28/مايو/2017 - 03:54 م
طباعة تاريخية العلاقات حسام الحداد
 
نشرت جريدة الاتحاد الاماراتية تقريرا عن العلاقات القطرية الايرانية وارتباط هذه العلاقات بجماعة الاخوان وتنظيمها الدولي جاء فيه أن التصريحات التي أدلى بها أمير قطر والتي تتعلق بعلاقات بلاده القوية مع إيران، تعكس وفي حقيقة الأمر مدى النفوذ الذي يتمتع به الإخوان في قطر، حيث يقول الإخوان إن أدبياتهم تركز على فكرة الإسلام الشامل والتقارب بين مذاهبه، لكن الفكرة في الواقع تتعدى لكونها نظرية دينية طيبة، فما أظهرته التجارب والوقائع، خاصة في العلاقة المشبوهة التي ربطت جماعة الإخوان منذ نشأتهم بنظام الملالي في إيران، يؤكد وجود ما هو أبعد من ذلك في أدبيات هذا التنظيم.
فالعلاقة الوطيدة التي جمعت الإخوان بإيران، حصلت على تأكيدات عديدة، أشهرها كان تصريح الأمين العام السابق للجماعة الإسلامية في لبنان، فتحي يكن، عندما قال إن «مدارس الصحوة الإسلامية تنحصر في 3 مدارس هي مدرسة حسن البنا ومدرسة سيد قطب ومدرسة الإمام الخميني». كما تؤكدها أيضاً تصريحات علي أكبر ولايتي، مستشار المرشد الإيراني عندما قال «الإخوان هم الأقرب إلى طهران بين المجموعات الإسلامية كافة».
وتقول شبكة «سكاي نيوز» في تقرير لها «الشواهد على هذه العلاقة كثيرة جداً، قد يكون أقربها إلى الذاكرة صمت الإخوان عن الاعتداء على السفارة السعودية في طهران والقنصلية في قم عام 2016».

تاريخية العلاقات
فضلاً عن ذلك، فإنه بعد أن أصبح محمد مرسي رئيساً لمصر وبشهور قليلة، وتحديداً في فبراير عام 2013، استضاف نظيره الإيراني آنذاك محمود أحمدي نجاد، خلال قمة إسلامية عقدها في القاهرة، بعد مظاهرات عمت البلاد ضد حكمه. وخطب نجاد في الأزهر الشريف، معبراً عن عمق العلاقة بين الجانبين، ومعتبراً ضمناً، أن مصر باتت بوابة تدخل إيران إلى المنطقة.
ولم تكن زيارة نجاد للقاهرة الوحيدة حينها، فشخصيات استخباراتية وعسكرية عدة زارت مصر خلال فترة حكم الإخوان، لعل أبرزها، وبحسب صحف بريطانية أبرزها «التايمز»، زيارة قام بها الجنرال قاسم سليماني، بعد طلب مرسي المساعدة من إيران سراً، لتعزيز قبضة الإخوان على السلطة. هذه الزيارات تعيدنا بالذاكرة إلى ثلاثينات القرن الماضي، عندما زار الخميني الذي أصبح فيما بعد مرشداً أعلى مصر، والتقى مع المرشد الأعلى لجماعة الإخوان حسن البنا.
وحتى في سوريا التي كان فيها النظام السوري حليفاً لها، استغلت إيران علاقتها الجيدة معه لتتوسط لديه للإفراج عن عدد كبير من قيادات الإخوان وكوادرهم من السجون، مع بدايات الأزمة السورية.
ورغم ما قد يبدو في الظاهر اختلافاً بين الدوحة وطهران فيما يتعلق بالملف السوري، إلا أنه وبرعاية قطرية إيرانية وشراكة «الإخوان» السوريين وفصائلهم المسلحة متعددة التسميات، تم فرض العديد من صفقات التهجير القسري من مدن وبلدات سورية كثيرة، كان آخرها وأشهرها ما عرف باتفاق المدن الأربع الذي تزامن مع الزيارة السرية لوزير خارجية قطر لبغداد ولقائه سليماني.

تاريخ العلاقات القطرية الاخوانية:

تاريخ العلاقات القطرية
ان المتابع للشأن الإخواني خصوصا التنظيم الدولي للجماعة يعلم علم اليقين بأن دولة قطر وفرّت على مدار الاعوام الماضية ملاذاً للكثير من قادة الجماعة، وأن للإمارة الخليجية علاقة متميّزة ومتجذّرة بالجماعة شكَّلّت خلال المرحلة الماضية محطة مهمة لرموز "الإخوان" في العالم الإسلامي.
والإخوان في قطر، أسماء تتنوّع ما بينَ الدعاةِ والصِحافيينَ والسياسيينَ والإعلاميين، أبرزها الشيخ يوسف القرضاوي، الأب الروحي لتيار الإسلام السياسي المتنقّل ما بينَ تركيا وقطر، والمرشد العام المؤقت لجماعة الإخوان محمود عزت، وأمين عام الجماعة محمود حسين .
يعود التواجد الاخواني في الامارة الخليجية إلى خمسينياتِ القرنِ العشرين حيث وصلتِ الموجة الأولى من مِصرَ إلى الدوحة وذلك على إثْر الصراعِ بين العهدِ الناصري والجماعة.
 أما الموجة الثانية فجاءت من سوريا بعد الصِدامِ الذي وقع بين الإخوان والرئيس السوري الراحل حافظ الأسد، والذي بلغ ذروتَه في ما عرِف بأحداثِ حماة في العام اثنين وثمانين.
بعد ذلك، جاءتِ الموجة الإخوانية الثالثة من السعودية الى قطر في أعقابِ التوترِ بين الإخوان والمملكة في التسعينيات، وقد بلغت تلك الموجة ذروتَها بعد أحداثِ الحادي عشَر من سبتمبر 2001، وسبقتْها هجرة من الجزائر على رأسهم الشيخ عباس مدني رئيس الجبهة الاسلامية للانقاذ.
أما الموجة الرابعة فكانت بعد طرد قادة حركة "حماس" وعلى رأسهم خالد مشعل من الأردن، إذ أنّ الحركة تنتمي فكرياً للجماعة.
وفي أعقابِ الازمة السورية عام 2011، أغلقَتِ الحركة مكاتبَها في سوريا وغادرت الى الدوحة.
اما الموجة الاخيرة فكانت بعد عزل الرئيس محمد مرسي في أعقابِ ثورةِ الثلاثين من يونيو.
صحيح أنّ الجماعةَ قامت بحلّ نفسِها، ولم تنتقدِ النظامَ القطري، لكنّ عناصرَها نجحوا في التغلغل في شريان الحياةِ القطرية، على المتسوياتِ كافة، دينيا ودَعَويّا وتعليميا واجتماعيا، وصولا إلى النفوذ السياسي.، فكان مثلا للجماعة دور كبير في إنشاء وِزارةِ التربية والتعليم وصياغةِ المناهجِ التربوية والتعليمية في البلاد، واختيارِ أعضاء هيئات التدريس في كل مراحها.
وإلى جانبِ الملجأ وفرّتْ قطر لـ "الجماعة" دعما ماديا وسياسيا وغطاء إعلاميا، ودخلت في خصام معَ أشقائها الخليجيين الذين سحبوا سفراءَهم منها بسبب هذا الدعم.
ويتهم زعماء البيتِ الخليجي قطر باستثمار ورقة الاخوان لمد نفوذِها في المَنطِقة واحتواء نفوذِ الدول المنافسة لها عبر التهديد بالجماعة، ويؤكدون أنّ الإخوانَ بدورهم يستغلون هذا الدعمَ القطري لتحقيق احلامِهم وتطبيقِ أجَنْدَتِهم في المَنطِقة.
علاقة قوية إذا تلك التي تربط طهران بالإخوان، وقديمة قدم عمر التنظيم، فحسن البنا وسيد قطب لطالما أثارا إعجاب المرشد الأعلى علي خامنئي الذي وجّه بترجمة اثنين من كتب قطب إلى اللغة الفارسية.

شارك