اللافت للنظر ان العديد من التساؤلات كان لابد من طرحها بالتزامن مع استمرار عمليات الجيش المصري في ليبيا، بينهاهل ستتوقف العمليات المصرية في ليبيا على الطلعات الجوية، أم من الممكن ان يتم القيام بعمليات إنزال لجنود مصريين يقومون بتنفيذ عمليات ضد العناصر الإرهابية ثم الإجلاء فوراً، أم ستتمكز قوات مصرية على الأراضي الليبية لتقديم الدعم اللازم للجيش الليبي. 

كانت مصر قد أسست فرقة قوات التدخل السريع وقالت وقتها غنه فرقة تم تشكيلها للحفاظ على الامن القومي المصري في الداخل والخارج، وأن العديد من المراقبين رّحوا ان الهدف من تأسيس تلك القوات هو استخدامها إذا ما اقتضت الضرورة ذلك خاصة ان ليبيا تشهد انفلاتاً أمنياً منذ نحو ست سنوات، منذ إسقاط نظام الرئيس الليبي معمر القذافي. 

وأعلن مجلس النواب الليبي في طبرق، اليوم الأحد، تأييده للضربات التي تشنها مصر داخل الأراضي الليبية، مشددا على أنها تجري بالتنسيق مع القوات المسلحة الليبية، وقال الناطق باسم مجلس النواب الليبي عبد الله بليحق لـوكالة "سبوتنيك" الروسية: "بكل تأكيد نؤيد الغارات المصرية، وهذه ليست المرة الأولى، لأنها تتم بالتنسيق مع القوات المسلحة الليبية"، وأضاف بليحق أن "القوات المسلحة الليبية تحاصر مدينة درنة منذ أكثر من عامين، ونعلم أن من يتواجد فيها هم مجموعة من التنظيمات الإرهابية، التي تحتل هذه المدينة".

حول ما روّجته وسائل إعلام مختلفة عن عملية برية مرتقبة في درنة، قال بلحيق: "لا أعتقد أن الأمر يتطلب أي عمل بري، لأن الجيش الليبي موجود على الأرض ، ولا داعي لعملية برية، اللهم إلا أن تكون من القوات الليبية التي تحاصر درنة بالكامل".

كان الجيش المصري عزز رقابته على المثلث الحدودي مع ليبيا والسودان عند منطقة جبل العوينات في أقصى الجنوب الغربي، لضمان عدم تسلل أي متطرفين إلى الأراضي المصرية عبر تلك المنطقة، وأن تلك المنطقة الجبلية الوعرة ستحظى بإجراءات صارمة من أجل فرض السيطرة على المنطقة الحدودية، وأن أي محاولات ستستهدف الأمن القومي المصري انطلاقاً منها سيتم الرد عليها فوراً، كما يضاعف الجيش المصري عدد طلعاته الجوية لتمشيط المنطقة، ومراقبة الحدود بأجهزة متطورة، فضلاً عن زيادة أعداد وعتيد قوات الجيش فيها.

وتستخدم العناصر الإرهابية شبكة من الطرق الجبلية، خلال محاولاتها التسلل إلى مصر، عبر الحدود الليبية والسودانية، مشيرة إلى أنه تتم الاستعانة بأشخاص على دراية بهذه الطرق التي تربط مصر بالصحراء الليبية والسودانية، في تحركاتهم. 

في السياق، قال وزير الخارجية المصري سامح شكري في لقاء مع RT، إن الغارات التي شنتها بلاده على ليبيا هي دفاع شرعي عن النفس، معلنا أن القاهرة ستدافع عن أمنها القومي بكل الوسائل المتاحة، وأكد شكري في اللقاء أن ثمة أدلة دامغة على ارتباط المواقع، التي تم استهدافها في ليبيا بحادثة المنيا ضد الأقباط في مصر والحوادث السابقة.

وأضاف أنه لا يمكن أن يظل الإرهابيون في مأمن ويستفيدوا من عدم سيطرة المؤسسات الليبية على أراضي البلاد، ومن ثم يتخذوا الأراضي الليبية ملاذا آمنا للتدريب والتنظيم لدفع محاربين أجانب وغيرهم للنفاذ إلى الحدود المصرية واستهداف المواطنين المصريين.