ارتفاع العنصرية ضد المسلمين في أمريكا

الإثنين 29/مايو/2017 - 02:15 م
طباعة ارتفاع العنصرية ضد
 
لم ينتشر ما يسمى بالإسلاموفوبيا في المجتمع الغربي من فراغ، فالمسؤول الأول بعد التنظيمات الإرهابية البعيدة كل البعد عن الإسلام الصحيح هو المجتمع الغربي نفسه، وعلى رأسه بعض الدوائر الرسمية فيه. ففي النموذج الأمريكي نلاحظ أن هناك تخوفًا أمنيًّا ملحوظًا من المسلمين، حتى إذ كانوا مواطنين يحملون الجنسية الأمريكية، خصوصا بعد انتخاب الرئيس الامريكي دونالد ترامب.

ارتفا نسبة العنصرية:

ارتفا نسبة العنصرية:
وقال مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية (كير)، في بيان عقب حادث بورتلاند، إن الحوادث المناهضة للمسلمين زادت بنسبة أكثر من 50% في الولايات المتحدة منذ عامي 2015 و2016.
واشار تقرير مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية الى ان هناك زيادة بنسبة 57 في المئة في عدد الوقائع في 2016، مقارنة بـ 1409 في 2015، وزادت بنسبة 5% من 2014 إلى 2015.
وارجع التقرير، الذي نقله ذكر موقع "ذا واير" الإخباري الأمريكي، تلك الزيادة في وقائع العنصرية ضد مسلمي امريكا الي خطاب الرئيس الأمريكى دونالد ترامب تجاه المسلمين والمهاجرين وتركيزه على الجماعات الإسلامية المتشددة، مضيفا ان التصاعد بدأ قبيل الصعود المفاجئ لدونالد ترامب في الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري العام الماضي وفوزه بانتخابات الرئاسة في نوفمبر.
وعرض الموقع بعض حوادث العنف والكراهية، حيث تعرض أقدم مسجد في رود أيلاند للتهديد في حين أضرمت النار أخرى في فلوريدا وتكساس، ونقلت عن فيصل الأنصاري عضو مجلس إدارة المسجد قوله، إن "السماع عن التهديدات ليس كتلقيها..إنه شعور غريب بالتأكيد".
وذكر الموقع ان مسؤولو مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية قد قرروا في سبتمبر البدء في إصدار تقارير فصلية، جاء ذلك بعد ملاحظة زيادة في الشكاوى بداية من 2014بعد زيادة عمليات القتل التي نفذها تنظيم داعش في الشرق الأوسط والهجمات التي وقعت في أوروبا والولايات المتحدة
ونقل الموقع عن المجلس رصده ل2123حادثة تحيّز ضد المسلمين الأمريكان العام الماضى، مقارنة بـ1409حادثة فى 2015، كما سجّلت ارتفاعًا 5% فى الفترة بين 2014إلى 2015.
ودعا المدير التنفيذي للمجلس نهاد عوض، الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن يعلن وقوفه ضد المدّ المتصاعد للخوف من الإسلام وغيره من أشكال التعصب والعنصرية في الولايات المتحدة.
وأضاف عوض أن البيان القوي من جانب رئيس الولايات المتحدة، سيبعث برسالة للمتعصبين بأن أعمال العنف التي تستهدف الأقليات العرقية والدينية غير مقبولة.
وكان رجل في مدينة بورتلاند الأمريكية أقدم مؤخراً على قتل رجلين وطعن ثالثاً على متن قطار؛ عندما حاولوا الدفاع عن امرأتين مسلمتين كان القاتل يهاجمهما بألفاظ عنصرية.
وقالت سلطات المدينة إن الضحيتين هما: ريك بيست (53 عاماً) وتاليسين ميردين نامكاي (23 عاماً)، ووصفتهما بالبطلين.
وأطلقت العديد من حملات التعاطف معهما، حيث سُجلت دعوات لجمع التبرعات لذويهما ووُضعت الأزهار مكان الحادث، مع تأكيد نبذ الكراهية.
وأُلقي القبض على الجاني الذي يدعى جيريمي جوزيف كريستيان ويبلغ من العمر 35 عاماً، قرب المحطة، ووُجهت له اتهامات بالقتل والتهديد وحيازة السلاح.

ترامب وارتفاع العنصرية:

ترامب وارتفاع العنصرية:
وفي وقت سابق، كشف تقرير صدر عن "مركز دراسة الكراهية والتطرف" في جامعة ولاية كاليفورنيا أن جرائم الكراهية ضد المسلمين الأمريكيين ارتفعت إلى أعلى مستوى لها هذا العام منذ هجمات 11 سبتمبر، حيث أكد التقرير أن هناك زيادة حادة في موجات الكراهية ضد المسلمين مما يدعو إلى القلق في ظل الدعوات التي تدعو إلى حظر الوجود الإسلامي في أمريكا والتي أطلقها الرئيس الامريكي دونالد ترامب خلال حملته الانتخابية.
وأفاد التقرير الذي يحلل بيانات جرائم الكراهية التي تم توثيقها رسميًا عبر 20 ولاية أمريكية أن جرائم الكراهية ضد المسلمين كانت بنسبة 78 في المئة خلال عام 2015، مع زيادة في الجرائم التي استهدفت العرب وكل ما يبدو عليه مظهر عربي هناك، وذلك ما بين عامي 2014 وحتى الآن عام 2016. ولاحظ الباحثون أن العوامل التي ساهمت في ارتفاع الخطاب المعادي للمسلمين والعنف ضدهم هي عوامل معقدة، ولا تنحصر فقط في الهجمات الإرهابية التي تعرضت لها دول غربية مثل تلك التي في العام الماضي في باريس وسان بيرناردينو، وكاليفورنيا، ولكن بسبب كذلك الأحكام المسبقة والصور النمطية المشوهة التي تدرج كافة المسلمين على قائمة الإرهاب.
 وأشاروا إلى أن تصريحات السياسيين المعادية للإسلام في حملاتهم الانتخابية ربما تكون قد ساهمت بشكل كبير في خلق مناخ من الكراهية، خاصة مع دعوات المرشحين الجمهوريين إلى إغلاق المساجد وقتل عائلات الإرهابيين، وتطوير اختبارات دينية لقبول اللاجئين، ووصف اللاجئين المسلمين بالكلاب المسعورة، و فرض حظر على جميع المسلمين من دخول الولايات المتحدة، وإنشاء سجل وطني لجميع المسلمين المقيمين في الولايات المتحدة الأمريكية.
 وقام الباحثين في "مركز دراسة الكراهية والتطرف" في جامعة ولاية كاليفورنيا بقياس مدى تأثير تصريحات المرشح الجمهورية المتطرف دونالد ترامب، وما ترتب عليها من وقوع العديد من جرائم الكراهية بعد أن اقترح ترامب حظر الوجود الإسلامي في أمريكا. 
 وأكد التقرير وقوع ثماني جرائم الكراهية ضد المسلمين بعد هجمات سان بيرناردينو، قبل تغريدة ترامب حول حظر الإسلام في 7 ديسمبر الماضي، ولكن في اليوم الذي اقترح فيه ترامب حظر الإسلام في أمريكا وعلى مدى الأيام الأربعة التالية لدعوته وقعت 15 جريمة كراهية موثقة ضد المسلمين. وقال الباحثون إن هذه الجرائم شملت هجمات متعددة وإطلاق نار ضد مسلمين مباشرة بعد ساعة واحدة من دعوة ترامب. ولاحظ الباحثون أيضا وجود زيادة أسبوعية متواترة في عمليات البحث على جوجل عن كلمات تحض على الكراهية، مثل "قتل جميع المسلمين"، بعد أن اقترحت ترامب حظر الإسلام في أمريكا. وإجمالا، كانت هناك زيادة بنسبة 87.5 في المئة في جرائم الكراهية ضد المسلمين في الأيام التالية مباشرة لدعوات وتصريحات ترامب. وقارن الباحثين بين نشاط جرائم الكراهية عقب خطاب الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش بعد ستة أيام فقط من هجمات 11 سبتمبر، وبين نشاطها عقب دعوات ترامب، حيث رفض بوش حينها أن ينسب الإرهاب إلى الإسلام، وذكر آيات من القرآن للدلالة على ذلك، وقال: "ما حدث ليس هو الإسلام .. الإسلام هو السلام". ووجد الباحثون بعد تحليل بيانات مكتب التحقيقات الفدرالي عن الأيام التي تلت 11 سبتمبر وخطاب بوش، أن هناك 77 جريمة كراهية ضد المسلمين موثقة بين 12 سبتمبر و 17 سبتمبر خلال الأيام الستة التي أعقبت خطابه، فيما تراجعت جرائم الكراهية ضد المسلمين وصولًا إلى يوم 26 سبتمبر.
الطريق طويل ووعر، ففي الأسابيع الأربعة الأولى بعد فوز ترامب تضاعف عدد جرائم الكراهية ضد المسلمين في نيويورك. ففي نوفمبر 2016 وجهت رسائل إلى "أبناء الشيطان" الذين يسمون "مسلمين" ووصفتهم بأنهم "أشخاص حقيرون وقذرون"، فيما كالت الثناء للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، متوعدة المسلمين بمصير مماثل "لما فعله هتلر باليهود". وُجهت هذه الرسائل المكتوبة بخط اليد إلى ثلاثة مساجد في ولاية كاليفورنيا ومسجد آخر في ولاية جورجيا. وجاء فيها كذلك بحسب مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية (كير)، الجمعية الرئيسية للمسلمين الأمريكيين، "قد جاءكم يوم الحساب (...) للمدينة شريف جديد هو الرئيس دونالد ترامب وسوف يطهر أمريكا ويعيد إليها ألقها. وسيبدأ بكم أنتم المسلمين". وذيلت الرسائل بتوقيع "أمريكيون من أجل طريق أفضل".
وفي أحد أيام ديسمبر 2016 تعرضت إحدى المسلمات العاملات في شبكة مترو الأنفاق للشتم بأنها إرهابية بسبب ارتدائها الحجاب ورُكلت من فوق درجات المحطة إلى أسفلها. ويقول رجل آخر إنه مر بأوقات صعبة.
يرد رئيس بلدية نيويورك، المشمئز من هذه الوقائع، على مثل تلك الحوادث ويحمل خطابات ترامب المليئة بالكراهية مسؤولية ما يحدث، ويضيف: "يتعين علينا الآن العمل بعضنا مع بعض. لدى ترامب الفرصة لأن يكون أفضل وأن يحل التسامح". غير أن رامي النشاشيبي يردف قائلاً: "لن يكون المسلمون ببساطة ضحايا سلبيين في ظل هذه الإدارة الجديدة. سننظم صفوفنا ليكون صوتنا مسموعاً".


شارك