الأزمة السورية تحتل اهتمام بوتين ومحمد بن سلمان..وتوافق الرؤي يعجل بإنهاء الصراع

الثلاثاء 30/مايو/2017 - 06:47 م
طباعة الأزمة السورية تحتل
 
بوتين ومحمد بن سلمان
بوتين ومحمد بن سلمان
تصدرت الأزمة السورية على مباحثات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وولى ولى العهد السعودى محمد بن سلمان، والاشارة إلى ضرورة إنهاء الصراع بتوافق الأطراف المعنية، والاشادة بالعلاقات الاقتصادية بين البلدين، ومحاولة الوصول إلى اتفاقات جديدة لخدمة المصالح بين البلدين، فى الوقت الذى تجري فيه تحقيقات لمعرفة حقائق سقوط مدنين نتيجة غارات التحالف الدولى الذى تقوده واشنطن فى سوريا  
ياتى ذلك فى الوقت الذى أعلن فيه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لدى استقباله ولي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان آل سعود في موسكو أن روسيا والسعودية تعملان معا للتوصل لحل الأزمة السورية، وقال بوتين: "نحن نجري اتصالات على المستوى السياسي وبين العسكريين ونتعاون في مسائل تسوية الأزمات، بما في ذلك في سوريا".
أكد الرئيس الروسي أن موسكو تنتظر قيام الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود بأول زيارة له إلى روسيا، كما شكر الرئيس بوتين الرياض على موقفها في سوق النفط، مؤكدا أن الجهود المشتركة للبلدين تسمح بتحقيق الاستقرار في السوق العالمية للوقود.
من جانبه قال محمد بن سلمان إن هناك الكثير من النقاط المشتركة بين البلدين، مشيرا إلى أن هناك آلية واضحة لتجاوز كل الخلافات الموجودة.
وكشفت تقارير إعلامية في وقت سابق بأن مباحثات الأمير محمد بن سلمان في العاصمة الروسية ستتناول مسائل التعاون الثنائي والوضع في سوريا والعلاقات مع إيران، ومن المنتظر أن يوقع الجانبان أربع مذكرات حول التعاون بين البلدين.
وسبق لولي ولي العهد السعودي أن زار روسيا مرتين عام 2015، التقى خلالهما الرئيس الروسي في كل من سوتشي وسان بطرسبورج.
من جانبها أكدت وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون" أن التحالف الدولي ضد تنظم "داعش" يدرس تقارير بشأن سقوط ضحايا من المدنيين في غارة نفذتها طائراته على مدينة الرقة السورية.
ودعا وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الولايات المتحدة إلى المشاركة في العمل على تحديد أبعاد مناطق تخفيف التوتر في سوريا.
جهود روسية لبحث الأزمة
جهود روسية لبحث الأزمة السورية
قال لافروف إن موسكو قلقة جدا بشأن تعرض القوات السورية لضربات التحالف الدولي بقيادة واشنطن في جنوب سوريا: "كما تعلمون، كان هناك حادث استخدام القوة في هذه المنطقة (التنف)، وليس فقط التهديدات. وأعتقد أن هذا الوضع مقلق للغاية، لأنه يمس سيادة سوريا مباشرة. وبالطبع، هذه المسائل بحاجة إلى المعالجة، ويعمل عسكريونا على ذلك الآن".
أكد الوزير الروسي أن موسكو سترحب ليس فقط بمشاركة واشنطن في منع وقوع الحوادث، بل وتحديد أبعاد مناطق تخفيف التوتر في سوريا، مشيرا إلى أن ذلك سيبحث قريبا في اجتماع ضمن إطار عملية أستانا.
من جهة أخرى قال لافروف تعليقا على سؤال حول تصريحات الرئيس الفرنسي إمانويل ماكرون حول قناة "RT" ووكالة "سبوتنيك"، إن هذه التصريحات هي امتداد للحملة المعادية لروسيا التي لا تعتمد في الواقع على أي أساس أو أي أدلة.
ونقلت وكالة "نوفوستي" عن البنتاجون قوله إن "التحالف يأخذ على محمل الجد كل الادعاءات بشأن وقوع ضحايا بين المدنيين وسيدرسها".
أضاف البنتاجون أن "التحالف ينفذ عادة ضربات ضد أهداف داعش حول الرقة لدعم تحركات الحلفاء من الجو.. قوات التحالف.. تتخذ جميع الاحتياطات اللازمة خلال تخطيط وتنفيذ الضربات الجوية للحد من المخاطر التي يمكن أن يتعرض لها المدنيون.. هدفنا أن لا يكون هناك أي ضحية بين السكان المدنيين".
أشار إلى أن 20 مدنيا لقوا حتفهم وأصيب آخرون السبت الماضي، جراء استهداف طائرات التحالف الدولي حافلات كانت تقل مدنيين من قريتي رطلة والكسرات جنوب مدينة الرقة.
من ناحية أخري كشفت صحيفة "نيزافيسيمايا جازيتا" عن الأوضاع في سوريا، يشير فيه إلى استمرار المنافسة بين روسيا والولايات المتحدة من أجل السيطرة على حقول النفط والغاز.
غارات على سوريا تسفر
غارات على سوريا تسفر عن ضحايا مدنيين
نوهت إلى أن مناطق خفض التوتر، التي أنشئت بمبادرة روسية، عملت على تنشيط العمليات العسكرية ضد "داعش"، ووسائل الإعلام العربية تشير إلى انطلاق عمليات هجومية للقوات الحكومية مع حلفائها في الشرق باتجاهين: الأول من حلب على امتداد نهر الفرات، والثاني من جانب تدمر باتجاه دير الزور. وتواجَه هذه القوات بمقاومة من جانب فصائل "داعش" الهاربة من الرقة تحت ضغط التشكيلات الكردية والعربية المدعومة من الولايات المتحدة.
كما تستمر المعارك في محافظة السويداء، حيث تستمر القوات الحكومية السورية في تقدمها باتجاه بلدة التنف على الرغم من تعرضها يوم 18 من الشهر الجاري لهجوم جوي من جانب طائرات التحالف الدولي.
وتشير وسائل إعلام عربية إلى نجاح القوات الحكومية، مذكِّرة بالدعم الذي تقدمه لها القوة الجو-فضائية الروسية، والمساعدة التي تتلقاها من لواء قوات الإنزال الجوي الروسية، ولا سيما أن وسائل الإعلام هذه تؤكد مشاركة أفراد هذه اللواء في العمليات الحربية "لطرد المجموعات الإرهابية واستعادة سيطرة القوات السورية على منطقة الحدود مع الأردن والعراق".
وأعربت وزارة الدفاع الأمريكية عن قلقها من تقدم القوات السورية بدعم روسي، باتجاه جنوب سوريا، ومن اقترابها من بلدة التنف، التي توجد فيها قاعدة أمريكية ومعسكر لتدريب مسلحي "جيش سوريا الحر". وقد بدأت الوحدات الأمريكية بمغادرة الأراضي السورية باتجاه الأردن، بحسب وسائل الإعلام العربية.
تمت الاشارة إلى أن الوحدات الأمريكية موجودة في شرق سوريا أيضا، حيث إنها تقدم الدعم إلى الوحدات الكردية المنضوية تحت راية "قوات سوريا الديمقراطية"، التي تهاجم بنجاح "داعش" في الرقة. وتؤكد وكالة إنترفاكس الروسية، استنادا إلى مصدر في وزارة الدفاع الروسية، أن " قيادة الوحدات الكردية وقادة فصائل "داعش" الإرهابية في الرقة توصلوا إلى اتفاق بفتح ممر آمن للإرهابيين، يمكنهم عبره الخروج من المدينة بشرط أن يتوجهوا نحو مدينة تدمر". ويبدو أن هذا الأمر صحيح، حيث تشير التقارير الواردة من سوريا إلى أن قوافل إرهابيي "داعش" خرجت من الرقة باتجاه الجنوب والجنوب-الغربي، حيث كانت الطائرات الروسية ووحدات القوات الخاصة بانتظارها. ويؤكد المصدر تعزيز المراقبة في محيط تدمر، حيث "تجري مراقبة مستمرة باستخدام طائرات روسية من دون طيار على مدى 24 ساعة يوميا على مسارات الخروج من الرقة كافة، ويبدو أنها تؤتي أكلها".
كما تشير تحليل هذه المعلومات يؤكد ما نشرته "نيزافيسيمايا غازيتا" سابقا، عن المنافسة غير المعلنة بين روسيا والولايات المتحدة للسيطرة على حقول النفط والغاز وطرق النقل، التي تمر عبر تدمر ووادي الفرات والمناطق المحاذية للحدود مع الأردن والعراق، حيث تحاول قوات التحالف إبعاد المسلحين باتجاه تدمر، لتتمكن بعد ذلك من استعادة السيطرة على الرقة والتوجه نحو دير الزور حيث حقول النفط الغنية، ومن أجل تنفيذ هذه الخطة، تقوم الولايات المتحدة وحلفاؤها بقصف مكثف على المحافظة، ما يتسبب دائما في وقوع ضحايا عديدة بين المدنيين.

شارك