الحدود العراقية السورية .. مناطق الصراع الملتهبة بين إيران وأزرعها والغرب وحلفائه

الأربعاء 31/مايو/2017 - 01:25 م
طباعة الحدود العراقية السورية
 
يبدو ان   الحدود العراقية السورية  ستظل  مناطق الصراع الملتهبة بين إيران وأزرعها  والغرب وحلفائه فقد  شهد  شهر أبريل 2017م تسارعاً ملحوظاً في خطوات إيران لاستثمار الانسحابات المتتالية لتنظيم داعش  في كل من سوريا والعراق، حيث تسعى إلى تجهيز ممرات برية آمنة تصلها بسوريا ولبنان في تكريس لحلمها بالسيطرة وبنفس الوقت وصولها إلى شواطئ المتوسط.

الحدود العراقية السورية
وفي آخر الجهود الإيرانية للوصول إلى هذه الغاية نقل موقع "ميدل إيست آي" البريطاني عن مسؤول في تنظيم "PYD" نية التنظيم بفتح ممر بري مع العراق لا يمر عبر أراضي "إقليم كردستان العراق" حيث هناك حالياً عدة معابر بين المناطق التي يستولي عليها التنظيم والإقليم العراقي، ولكن تنظيم PYD، التابع لتنظيم "PKK" التركي، يؤكد أنه يريد ممراً جديداً مع بغداد بعيداً عن سلطة إقليم كردستان العراق المعروف بعلاقاته القوية مع تركيا.
ولاحظ المراقبون أن ميليشيات الحشد الشعبي التابعة لإيران عدلت من وجهتها منذ أعلنت عما سمته "معركة محمد رسول الله" حيث حادت عن تلعفر وتوجهت إلى منطقة البعاج والقيروان في مسعى للوصول إلى الحدود السورية وهو ما حصل  يوم الثلاثاء 30-5-2017م  حيث أكد القيادي المليشاوي "هادي العامري" أن ميليشيا الحشد وصلت إلى الحدود السورية وهذا يعني أن الممر أو المعبر الذي تكلم عنه الموقع البريطاني في طور التجهيز.

الحدود العراقية السورية
وصنف المراقبون إعلان ميليشيا الحشد في 23 من الشهر  الجاري عن توجهها إلى الحدود السورية ضمن السباق بين إيران وأمريكا وتركيا للاستيلاء على المناطق التي كانت تحت سيطرة تنظيم  داعش وللسيطرة بالتالي على الحدود العراقية السورية، ولكن الموقف اللافت جاء من قبل "مسعود بارزاني" رئيس إقليم كردستان العراق حيث وجه بمنع ميليشيا الحشد من الاقتراب او الدخول إلى مناطق الأكراد الإيزديين، حيث يعتبر الإقليم أن منطقة "القيروان" وقراها تتبع له وكانت حكومة الإقليم اتفقت مع حكومة العبادي على أن قوات "الجيش العراقي" هي من سيخرج تنظيم الدولة من القيروان وقراها، وانتهت المشكلة بعد إيفاد العبادي وفداً إلى الإقليم وتابعت ميليشيات الحشد تقدمها السريع باتجاه الحدود السورية ويعتبر تنظيم "PYD" نفسه محاصراً بين إقليم كردستان العراق وتركيا بسبب العلاقة الطيبة بين برزاني وأنقرة وينقل "ميدل ايست آي" عن "غريب هيسو" ممثل التنظيم في الإقليم العراقي بأن فتح معبر مع العراق بعيداً عن سلطة برزاني هو أمر ضروري للطرفين من أجل تنشيط التجارة لا سيما النفط.
 فيما اتسمت ردود الفعل الأمريكية على الجهود الإيرانية بالفتور حيث تمكنت إيران خلال الأسابيع القليلة الماضية من وضع ميليشياتها في منطقة "السبع بيار" على بعد 50 كيلو متر من منطقة التنف في سوريا عدا عن تقدمها من ناحية السويداء باتجاه التنف أيضاً وفي العراق تم تغيير خط سير ميليشيات الحشد باتجاه الحدود السورية في سعي إيراني واضح للاستيلاء على الممرات البرية مع سوريا وتأمينها وكانت صحيفة "ذا غارديان" نشرت تحقيقاً عن سعي إيران لمثل هذا الممر من ناحية الشمال السوري، لتأكيد أن مشروع ممر إيران ما زال قائماً، لكنه انتقل من الشمال باتجاه الجنوب هرباً من تواجد أمريكا العسكري بالشمال، ولكن وجود قاعدة امريكية بمنطقة التنف يهدد ممر إيران بشكل مباشر.للمزيد..إيران تغير "ممرها البري" للمتوسط والسبب أمريكا . 

الحدود العراقية السورية
وبحسب صحيفة الواشنطن بوست، فإن مساعي إيران للتمدد عبر مليشياتها إلى جنوبي سوريا فرصة لأمريكا لوقف تمددها، وهنا يرى تشارلز ليستر (من معهد الشرق الأوسط) بحسب الصحيفة، أن الغارة الأمريكية جعلت إيران تفقد توازنها وردّت على تلك الضربة بتصريح بأن حزب الله الإرهابي سيرسل 3 آلاف من مقاتليه إلى منطقة التنف الحدودية في إطار مساعٍ لإحباط "مؤامرة أمريكية"،  وأن معركة جنوبي سوريا فرصة مواتية أمام فريق ترامب لوضع تصور حول الكيفية التي يجب من خلالها محاولة وضع حد للنفوذ الإيراني في سوريا وتحقيق مزيد من الاستقرار.
من ناحية أخرى، تسعى إيران إلى تحقيق مكسب بمعركة الحدود، فبحسب محللين فالحدود بالنسبة لطهران هدف استراتيجي حيوي، حيث زجت بقوات الحشد الشعبي للانتشار على طول الحدود السورية لاستعادة جسر التواصل بين دمشق وبغداد، وهذا الجسر كانت قد خسرته لصالح داعش صيف 2014، لكن الولايات المتحدة تقف حائلا أمام هذا الهدف
ويرى بعض المراقبين أن إيران ارادت إحياء المنطقة الشمالية، ووجهت ميليشيات الحشد من الموصل باتجاه الغرب نحو الحدود السورية بهدف زيادة الضغط على أمريكا وإظهار أن يد إيران طولى في المنطقة وقال المحلل السياسي جاسم المشهداني  إنّ "إيران وبعد سيطرتها على العراق وبشكل تام، لا سيما المناطق الشمالية والغربية التي كانت تشكل عائقاً أمام أطماعها التوسعية في المنطقة؛ لكونها مناطق ذات غالبية سنية، باتت تنظر إلى ضرورة سيطرتها على الحدود العراقية السورية عبر مليشياتها في العراق وسوريا؛ وذلك لإعلانها الهلال الشيعي الذي تحدثت عنه كثيراً بشكل رسمي".
وأضاف: إنّ "بوادر الصراع بين إيران التي تسعى لإيجاد طريق بري بينها وبين حليفتها سوريا عبر العراق، وبين الولايات المتحدة الأمريكية التي تعمل على منع سيطرة المليشيات الموالية لإيران على الشريط الحدودي بأي ثمن، بدأت تتصاعد"، متوقعاً أنّ "تكون الحدود العراقية الميدان الجديد للصراع الأمريكي الإيراني في العراق".

الحدود العراقية السورية
مما سبق نستطيع التأكيد على انه  يبدو ان   الحدود العراقية السورية  ستظل  مناطق الصراع الملتهبة بين إيران وأزرعها  والغرب  وان خطوات إيران لاستثمار الانسحابات المتتالية لتنظيم داعش  في كل من سوريا والعراق سوف تكرس  لممرات برية آمنة تصلها بسوريا ولبنان . 

شارك