تضارب المعلومات حول معركة تحرير الرقة...وشكوى سورية ضد التحالف الدولى

الإثنين 05/يونيو/2017 - 09:27 م
طباعة تضارب المعلومات حول
 
محاولات مستمرة لتحرير
محاولات مستمرة لتحرير الرقة
تضاربت الأنباء بشأن بدء معركة تحرير الرقة، وسط تأكيدات من واشنطن بأن التحالف لم يشن بعد هجماته ضد تنظيم داعش  فى الرقة، والاشارة إلى أن قوات سوريا اليدمقراطية والتحالف العربي هما فقط من يقدران على محاربة التنظيم لوجود قوات لهم على الأرض، رغم أن انقرة سبق وأعلنت انه تم ابلاغها ببدء معركة تحرير الرقة، وهذه التطورات جاءت مع شكوى الخارجية السورية لمجلس الأمن والأمم المتحدة بسقوط مدنيين جراء ضربات التحالف الدولى فى سوريا، والتى تتم بمعزل عن التنسيق مع الحكومة السورية.   
يأتى ذلك فى الوقت الذى أعلنت فيه القيادة المركزية للقوات المسلحة الأمريكية أن قوات سوريا الديمقراطية والتحالف العربي السوري هي القوات الوحيدة القادرة على تحرير الرقة من "داعش" بدعم من التحالف الدولي.
وأكد الرائد جوش جاكس، المتحدث الرسمي باسم القيادة المركزية للقوات المسلحة الأمريكية، وهي المسؤولة عن منطقة الشرق الأوسط بالأساس، في حديث لوكالة "تاس" الروسية، أن قوات سوريا الديمقراطية والتحالف العربي السوري قادرة على تحقيق النجاح في تحرير مدينة الرقة في القريب العاجل.
وأدلى جاكس بهذا التصريح، تعليقا على تقارير حول إجراء عملية بهدف طرد المتطرفين من تلك المدينة.
وامتنع المتحدث العسكري الأمريكي عن إعطاء المزيد من التفاصيل حول هذه العملية، مكتفيا بالقول: "ندرك بأن هناك مشاكل أمنية لشريكنا في التحالف، تركيا، ونثمّن تضحيات وإسهام تركيا في مكافحة داعش".
غارات التحالف الدول
غارات التحالف الدول تسقط مدنيين فى سوريا
يذكر أن رئيس الوزراء التركي، بن علي يلدريم، أعلن أن واشنطن أبلغت أنقرة بإطلاق عملية تهدف إلى تحرير الرقة، مضيفا أن الجانب الأمريكي وعد بأن لا يتعاون مع الأكراد لفترة طويلة بعد انتهاء العملية، إلا أن التحالف الدولي ضد "داعش" بقيادة الولايات المتحدة نفي تصريحات رئيس الوزراء التركي، بن علي يلدريم، عن بدء عملية اقتحام مدينة الرقة السورية لتحريرها من قبضة التنظيم.
وقال متحدث باسم التحالف الدولي، ردا على سؤال بهذا الصدد: "لا، لا نستطيع تأكيد انطلاق العملية، ولا نبحث مستقبلها".
كان رئيس الوزراء التركي قال، إن معركة انتزاع مدينة الرقة السورية من قبضة تنظيم "داعش" بدأت، مضيفا أن الولايات المتحدة أبلغت أنقرة بذلك.
وشدد يلدريم، في تصريحات نقلها الإعلام التركي الرسمي، على أن بلاده لا تؤيد الطريقة التي بدأت بها الولايات المتحدة الأمريكية حملة الرقة.
وأشار إلى أن واشنطن أبلغت أنقرة بأن اعتمادها على مسلحي قوات سوريا الديمقراطية "ب ي د" للقيام بهذه العملية لم يكن اختياريا إنما ضرورة فرضتها الظروف، مضيفا بقوله "استراتيجيتنا التي لا تتغير، هي أننا لن نتهاون في ضرب أي منظمة إرهابية تهدد أمننا وسلامتنا سواء كانت هذه المنظمة داخل حدود بلادنا أو خارجها".
ويتناقض إعلان يلدريم مع تصريحات "قوات سوريا الديمقراطية" والتي أكدت، أنها ستبدأ "خلال أيام" معركة السيطرة على مدينة الرقة.
قوات سوريا الديمقراطية
قوات سوريا الديمقراطية لمحاربة داعش
من جانبها أعلنت الخارجية السورية أن الخسائر البشرية والمادية التي سببتها ضربات التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة "لا تقل عن الجرائم التي ارتكبها تنظيم داعش".، وقالت الخارجية السورية في رسالتين إلى الأمين العام للأمم المتحدة ومجلس الأمن إن "هذه الضربات تستهدف البنى التحتية من جسور وآبار نفط وغاز وسدود ومحطات كهربائية ومائية ومبان عامة وخاصة في سوريا الأمر الذي يكشف الأهداف الحقيقية لهذا التحالف والتي لا تنسجم إطلاقا مع ما يدعيه من حرب على داعش والمجموعات الإرهابية الأخرى".
أضافت الخارجية أن "سوريا تطالب مجلس الأمن مرة أخرى بإدانة انتهاكات التحالف غير الشرعي الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية لقيامه بالاعتداء على حياة المدنيين السوريين من نساء وأطفال بما يتناقض مع ادعاءات دول هذا التحالف حول احترامها للقانون الدولي الإنساني وقوانين حقوق الإنسان ومقاصد وأهداف ميثاق الأمم المتحدة".، معتبرة أن الهدف الأكيد للتحالف "هو استنزاف سورية وإطالة أمد الأزمة فيها وإضعاف جيشها في مواجهته للإرهاب وعرقلة التوصل إلى حل سياسي للأزمة".
شددت وزارة الخارجية على أن المجازر المستمرة من طائرات التحالف "لم تعد أمرا يمكن السكوت عنه".، وقتل 43 شخصا، بينهم أطفال، جراء غارة جوية نفذها طيران التحالف الدولي السبت على حي الجميلي في مدينة الرقة، واعترف التحالف أن ما لا يقل عن 484 مدنيا قتلوا جراء ضرباته على سوريا والعراق، منذ انطلاق الحملة العسكرية ضد التنظيم.
وفى سياق متصل أعلنت "قوات سوريا الديمقراطية" أنها انتزعت، السيطرة على "سد البعث" على نهر الفرات، من تنظيم "داعش"، في أحدث تقدم ميداني تحققه في طريقها صوب مدينة الرقة،وقال نوري محمود، المتحدث باسم "وحدات حماية الشعب" الكردية، التي تمثل الفصيل العسكري الأساسي في "قوات سوريا الديمقراطية"، إن مقاتليها يقومون حاليا بتمشيط القرى المجاورة للسد بحثا عن ألغام ولتعزيز خطوطهم الدفاعية.
شدد محمود على أن "قوات سوريا الديمقراطية" بسطت سيطرتها الكاملة على السد، صباح الأحد، الواقع على بعد حوالي 20 كيلومترا من مدينة الرقة، وغيرت اسمه إلى "سد الحرية" بدلا من "سد البعث".، وأصبح هذا السد بالتالي هو الثالث الذي تسيطر عليه "قوات سوريا الديمقراطية" على نهر الفرات، بعد سد الطبقة وسد تشرين.
استعداد لتحرير الرقة
استعداد لتحرير الرقة
ويأتي هذا التقدم بعد أن أعلن محمود، يوم السبت الماضي، أن عملية تحرير مدينة الرقة ستبدأ خلال بضعة أيام.
يذكر أن "قوات سوريا الديمقراطية" تنفذ، منذ 06/11/2016، عملية عسكرية لتحرير الرقة وريفها من مسلحي تنظيم "داعش" المصنف إرهابيا على المستوى الدولي، والذي يعتبر هذه المدينة السورية عاصمة له.
وأعلنت "قوات سوريا الديمقراطية" آنذاك أن حملة تحرير الرقة، التي أطلق عليها اسم" غضب الفرات"، يخوضها حوالي 30 ألف مقاتل، مضيفة: "ستتحرر الرقة بسواعد أبنائها وفصائلها، عربا وكوردا وتركمانا، الأبطال المنضوين تحت راية قوات سوريا الديموقراطية... وبالتنسيق مع قوات التحالف الدولي".
ويعتبر التحالف الدولي المناهض لـ"داعش" بقيادة الولايات المتحدة "قوات سوريا الديمقراطية" حليفا أساسيا له على الأرض السورية في العملية ضد التنظيم، ويقدم دعما عسكريا ولوجيستيا واستشاريا لها، وبمساعدة ضربات جوية وقوات خاصة من التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد ما تسمى "الدولة الإسلامية" تمكنت قوات سوريا الديمقراطية من تطويق الرقة التي يستخدمها مسلحو تنظيم داعش الإرهابي كقاعدة لشن هجمات في الخارج.

شارك