"خريطة طريق مضمونة".. شرط الإمارات لعودة العلاقات مع قطر

الثلاثاء 06/يونيو/2017 - 04:22 م
طباعة خريطة طريق مضمونة..
 
في تطور سريع للأحداث، وفي أعقاب قطع السعودية والإمارات والبحرين ومصر العلاقات مع الدوحة في ضوء المواقف التي اتخذها أمير دولة قطر الشيخ تميم بين حمد آل ثاني من الأحداث التي تشهدها المنطقة وإصراره على أن تكون بلاده خارج السرب العربي والخليجي، أكدت مصادر عربية رفيعة المستوى تفضيل الكويت عدم الدخول في وساطة بين قطر من جهة والمملكة العربية السعودية ودولة الإمارات من جهة أخرى في ضوء التطورات الأخيرة.

خريطة طريق مضمونة..
وسبق للكويت أن قامت بدور وساطة بين قطر والدول الخليجية في مجلس التعاون في 2014 تم على إثرها اعادة العلاقات مع الدوحة بعد فترة من قطعها من قبل الرياض وأبوظبي والمنامة.
وذكرت أن الأحداث تجاوزت الوساطة القطرية التي كان الشرط الأوّل للكويت من أجل مباشرتها توقف الحملات الإعلامية المتبادلة إضافة إلى ذلك، وجد أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد أمير قطر عندما استقبله قبل بضعة أيّام في أجواء لا تبشر بالخير بالنسبة إلى إمكان نجاح أي وساطة بين الدوحة وكل من الرياض وأبوظبي.
وفي لافتة منها لتهدئة الأوضاع، دعت أبوظبي اليوم الثلاثاء 6 يونيو 2017 إلى العمل على "خريطة طريق مضمونة" لاعادة العلاقات مع الدوحة، مطالبة إياها بتغيير سلوكها ووقف الرهان على "التطرف"، بعد يوم من اندلاع أزمة دبلوماسية حادة بين قطر ودول خليجية.
وقال وزير الدولة للشؤون الخارجية في دولة الامارات أنور قرقاش على حسابه في تويتر "بعد تجارب الشقيقة السابقة لا بد من إطار مستقبلي يعزز أمن واستقرار المنطقة".
وأضاف:"لا بد من إعادة بناء الثقة بعد نكث العهود، لا بد من خريطة طريق مضمونة"، دون ان يوضح طبيعة هذه الضمانة أو ما إذا كان يشير إلى ضرورة وجود جهة ضامنة لتنفيذ خريطة الطريق هذه.
وكانت قطعت كل من السعودية ودولة الامارات والبحرين واليمن ومصر والمالديف علاقاتها الدبلوماسية مع قطر على خلفية اتهامها بـ"دعم الارهاب".
 وعلقت شركة "مصر للطيران" إضافة إلى شركات طيران خليجية أخرى رحلاتها إلى الدوحة.
فيما دعت ايران وتركيا والجزائر ودول أخرى إلى فتح حوار بين قطر والدول الخليجية ومصر لحل الازمة، في وقت أعلنت الدوحة ان أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح يقوم بمساع من أجل الوصول إلى حل.
واتهمت العديد من الدول، الدوحة بمواصلة الاعتماد على "سياسة المال والإعلام والرهان على الحزبية والتطرف"، وأنها جوهر الحل في تغيير السلوك المحرض والمضر.
من جهتها عددت وزارة الخارجية السعودية على حسابها في تويتر الثلاثاء بعض الأسباب التي ادت إلى قطع العلاقات تحت عنوان "العهود التي نقضتها سلطات الدوحة".
واتهمت قطر بالتدخل في شؤون دول خليجية أخرى والتحريض ضدها في الإعلام، واستمرار "دعم جماعة الاخوان المسلمين واحتضانهم على الأراضي القطرية"، وعدم ابعاد "جميع العناصر المعادية لدول المجلس عن أراضيها".
خريطة طريق مضمونة..
كما اتهمتها بتجنيس مواطنين خليجيين، والسماح لرموز دينية "باستخدام منابر المساجد والإعلام القطري للتحريض ضد الدول الخليجية". وقالت ان الدوحة "استخدمت (...) إعلاماً في الظل.. اصبح منبراً للإرهابيين والمتطرفين تسيء من خلاله للمملكة ورموزها".
وكان قال وزير دولة الإمارات العربية المتحدة للشؤون الخارجية، أنور قرقاش، إنه يوم صعب ومأزوم، تراكم سنوات من تحريض الشقيق على أشقائه، قرار الأشقاء جاء بعد سنوات من النصح والصبر، كم تمنينا تحكيم العقل والحكمة بدل المكابرة.
وقال قرقاش في سلسلة تغريدات نشرها على حسابه الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر": "في الإمارات اخترنا الصدق والشفافية، اخترنا الاستقرار على الفوضى، اخترنا الاعتدال والتنمية، اخترنا الثقة والوضوح، واخترنا الملك #سلمان و السعودية.
وأضاف الوزير الإماراتي "بعد تجارب الشقيق السابقة لا بد من إطار مستقبلي يعزز أمن واستقرار المنطقة، لا بد من إعادة بناء الثقة بعد نكث العهود، لا بد من خريطة طريق مضمونة".
وتساءل قرقاش في تغريدة أخرى "هل بالإمكان أن يغير الشقيق سلوكه؟ أن يكون حافظا للعهد والمواثيق، حريصا على الأخوة والجيرة، شريكا في العسر واليسر؟ هذا هو بكل بساطة إطار الحل".
وأشار الوزير الإماراتي في تغريدة أخرى أيضا "لقد أثبتت سياسة المال والإعلام والرهان على الحزبية والتطرف فشلها، جوهر الحل في تغيير السلوك المحرض والمضر"، مضيفا أن المسألة ليست حول السيادة واستقلال القرار، بل رفضا لسياسة موجهة تضر بالأشقاء وتقوض أمن واستقرار الخليج العربي"، مضيفا "لا يمكن أن نكون جميعا مخطئين.
وقال: "اعتقد الشقيق أن المكابرة والصوت الإعلامي العالي سبيله لتفادي الأزمة، لم يدرك أن الحل في الحكمة وتغيير السلوك الذي ألحق ضررا بالجار والشقيق"، موضحًا أن الأزمة الحالية محورها طبيعة العلاقة بين الأشقاء الشركاء الحلفاء، خيار الأشقاء الشفافية والجيرة والصدق، وصفة واضحة لعلاقة دائمة وصداقة ثابتة".
كانت أعربت رابطة العالم الإسلامي عن تأييدها الكامل لقرار المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة والبحرين و مصر و اليمن والحكومة الليبية المؤقتة و المالديف قطع علاقتها مع دولة قطر، لافتة الانتباه إلى أن هذا الإجراء جاء وفق المقتضى الشرعي والقانوني والمنطقي تجاه الممارسات التي تستهدف أمن واستقرار الدول، من خلال إيواء ودعم المنظمات والجماعات الإرهابية، متبوعاً بالتدخل في شؤونها والتأثير على وحدة شعوبها وتآلفها.
وقالت الرابطة في بيانها: "لقد أصبحت مغذيات الإرهاب طريدة بعد محاربتها وملاحقة فلولها على إثر انكشاف تدابيرها الإجرامية في تفخيخ عقول الشباب وإثارة حماستهم الدينية نحو أفكار متطرفة إلى أن وجدت بيئة حاضنة وداعمة، بل لم يجد الإرهاب منبراً يستطيع من خلاله تمرير رسائله إلا عن طريق مصدر هذا الإيواء المجازف والخطر، الذي لم يأل جهداً في تسخير إمكاناته كافة بما في ذلك توظيف وسائل إعلامه وتواصله المشبوه".

شارك