عبدالوهاب القايد.. القيادي بالجماعة الإسلامية المقاتلة

الأربعاء 07/يونيو/2017 - 04:45 م
طباعة عبدالوهاب القايد..
 
حصلت بوابة إفريقيا الإخبارية على وثائق خاصة من مصدر في جهاز الأمن الداخلي في النظام الليبي السابق تكشف عن دور "عبدالوهاب القايد" البارز في تجنيد وتنظيم الجماعة الليبية المقاتلة المصنفة بالإرهابية فترة حكم الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي.
 عبدالوهاب قايد ينتمي لمدن الجنوب الليبي وهو شقيق حسن قايد المكنى بأبو يحيى الليبي المفتي الأول في تنظيم القاعدة والرجل الثاني في التنظيم بعد أيمن الظواهري والذي قتل غرب باكستان يونيو 2012.
صعد نجم عبدالوهاب قايد في ليبيا عقب سقوط نظام القذافي عام 2011 حيث أصبح عضوا بالمؤتمر الوطني منتهى الشرعية وترقى داخل الجماعة الليبية المقاتلة ليصبح الرجل الثاني بعد عبدالحكيم بالحاج العلواني زعيم حزب الوطن، جلب قايد العديد من العناصر الإرهابية إلى ليبيا بمساعدة قطر وتركيا وأعلن الحرب على الجيش الوطني الليبي عقب إعلان عملية الكرامة عام 2014.
ورد اسمه في عدة كتابات للأمن الداخلي توضح تورطه في سجل إجرامي من سرقات وتزوير في أوراق رسمية إلى تنظيم عمليات إرهابية تحت ما يسمى "الجماعة الإسلامية المقاتلة"، حتى تم القبض داخل ليبيا باسم مزور وبحوزته عدد من جوازات السفر المزورة وبطاقات إنهاء الخدمة الوطنية.
صدر بحقه من قبل محكمة أمن الدولة بتاريخ 16-6-2008 حكم بالإعدام رمياً بالرصاص، ومحكوم بالمؤبد كقيادي في تنظيم ما يعرف بالجماعة الإسلامية المقاتلة حسب ما ورد في كتاب من مركز المعلومات بتاريخ 26-7-2006، وحتى وهو بحبسه لم يكف عن دوره في تجنيد الشباب حسب ما ورد في كتاب إدارة مكافحة الزندقة ( مكافحة الإرهاب ) التابعة للجهاز الأمني في النظام السابق بتاريخ 28-1-2006 والموجه إلى رئيس الجهاز يوصي بعزله عن بقية السجناء والنظر في مقاضاته مجدداً، و ذُكر فيه أن المدعو "قايد" رغم وجوده بالسجن إلا أنه لايزال يقوم باستقطاب وتجنيد الشباب المحتجزين ويحاول بشتى الطرق تكوين خلايا من تلك العناصر، وجاء في الكتاب أسماء الذين تم استقطابهم من قبل "قايد" وهم : " أحمد الأمين قنون ومجموعته، وحمزة مرسال الدوادي، عادل الشلماني، ربيع الدرسي".
وفي كتاب أخر لإدارة مكافحة الزندقة تاريخه 9-3-2006 موجه لنائب النيابة التخصصية كشف عن إثبات تورط القايد "ادريس الصحراوي" في محاولة إدخال مواد متفجرة إلى السجن الرئيسي عن طريق ربط عناصر مفرج عنهم بقيادات تنظيم الجماعة المقاتلة بالخارج لاستئناف عمل التنظيم بالداخل لكن تم إحباط المحاولة والقبض على المتورطين ومن بينهم ربيع الدرسي وأحمد قنون.
كيف بدأ
ورد بأقوال عبدا لبارى الفيلوغ بأن المكنى " ادريس الصحراوي " كان يدرس بكلية الطب بجامعة العرب ولم يكمل دراسته وهو من القدماء على الساحة الباكستانية تدرب في معسكر صدى وشارك في الحرب الافغانية في جبهة خوست وقرديز انضم للجماعة الإسلامية المقاتلة اللجنة الشرعية وسافر الى السودان في سنه 1993.
وردت كنية "ادريس الصحراوي" في أقوال كمال جمعة التاورغي الذي اعترف بأن القايد رتب له الدخول من باكستان إلى سوريا إلى السعودية بجوازات سفر مزورة عن طريق شبكة من العناصر وفروا له تأشيرة باكستانية وشهادة ثانوية مزورة ومختومة على بياض في الباكستان لاستعمالها في الالتحاق بالجامعة الإسلامية بالسعودية، و أفاد ان القايد "إدريس" من ضمن العناصر التي كانت مشرفة على التدريب في معسكر سلمان الفارسي و تلقى عدة دروس في مجال المتفجرات والأسلحة الثقيلة والخفيفة والدورة الشرعية على يديه.
كما ورد بأقوال الإرهابي سعيد أبو خشيم بأن القايد تقابل معه في بيت الليبيين في بابي بأفغانستان والذي كان مسؤولاً عنه.
وفي إفادة طارق درمان (وهو حالياً يرأس مليشيا الإحسان بطرابلس) ذكر أن القايد يكنى "ابوادريس" و التقى به في باكستان وأفغانستان والسودان وشارك القايد في جبهة لوكر بأفغانستان ومكث فيها ستة أشهر، وهو من ضمن الذين دخلوا البلاد للقيام بأعمال تخريبية لصالح الجماعة المقاتلة، وهذا ما تطابق أيضاً مع أقوال رياض شعيلى صاكى حيث أفاد أن القايد من ضمن الإرهابيين اللذين دخلوا ليبيا لتنفيذ مهام بالداخل من سرقات وقتل أجانب.
واعترف قايد بعد القبض عليه في البوابة 55 كيلو متر غرب سرت أنه قام بالسطو على رجل أجنبي وزوجته في منطقة سيدى خليفة، كما ذكر أنه عندما كان في طريقه إلى درنة مع فايز الورفلي وجد شخص أجنبي وزوجته على دراجة نارية أخد منه المال الذي كان بحوزته وهو ألف دولار.
كما ورد بأقوال الإرهابي محمد عمر مارينا بأنه عضو مجلس الشورى وعديل الإرهابي المكنى ابن القيم ، حارب في افغانستان وتولى إمارة المنطقة الشرقية مرة والغربية مرة أخرى، أعطى دورات أمنية في المنطقة الشرقية والغربية على شاطئ البحر بمنطقة المايه، ثم تولى إمارة المنطقة الجنوبية.
ورد بأقوال يونس امترس أنه تعرف عليه عن طريق فوزي جبر الحاسي ويوسف الحبوش حين حضر معهم إلى البيضاء وحيث أقام بشقة مع الإرهابي "عبدالحكيم بالحاج" و إدريس اللواطي، وأضاف امترس أن القايد كان في أفغانستان والباكستان يكنى "إدريس" وغير كنيته في السودان "جمال"  و أحد أعضاء مجلس الشورى بالجماعة.
ورد في أقوال الإرهابي إبراهيم عبدالسلام أبوحليقة بأنه كان رفقة المدعو "ادريس الصحراوي" عند مغادرته الجبهة في أجلال أباد وذهب معه ضمن مرافقين إلى بيشاور تحديداً جبهة لوكر، وقال أن إدريس كان يلقى دروس شرعية في معسكر سليمان الفارسي.
ورد اسم القايد في إفادة المدعو عبدالسلام فرج الشاعري، أنه أعطاه كتاب الخطوط العريضة لسرايا المجاهدين ولديه كمية من الأسلحة (مسدسات).
ورد اسم القايد في أقوال المدعو عبدالسلام فرج الورفلي على أنه من ضمن الجماعة الاسلامية المقاتلة بدرنة وهو الذي قام بجلب كمية من المتفجرات وقام بتسليمها إلى عادل الطشاني وكمية المتفجرات عبارة عن عدد 45 حقيبة ، كل حقيبة تزن حوالي 6 كيلو من مادة تي. آن. تي على هيئة قوالب ولديه كمية من الأسلحة كما أفاد أنه يخطط لسرقة مصرف الجماهيرية ( الجمهورية حاليا ) في مدينة درنة ومعه مجموعة أخرى وكان ذلك خلال عام 1994
تطابقت أقوال وردت في عدة كتابات وأقوال إرهابيين تم القبض عليهم تفيد أن القايد "عبدالوهاب قايد" كان يقوم بتجنيد الأفراد وضمهم لما يسمى بسرايا المجاهدين وكان يعطي دورات تدريبية عقائدية وأمنية عن كيفية تكوين الجماعة و إعادة الخلافة والقضاء على نظام الحكم.
بالإضافة إلى ذلك فقد وردت كنيته "إدريس الصحراوي" في أقوال الإرهابي يحي المبروك محمد الدباشي والذي مكث بمدينة سبها مدة شهرين رفقة القايد "إدريس" ثم عاد معه إلى السودان، بعد ذلك تم تكليفهم من قبل المكنى "أبو حازم" بالسفر إلى سبها لتسليم حقيبة تحتوي على جوازات سفر مزورة وجهاز مسموع بداخله عدد من الساعات الإلكترونية والتي تستعمل في التفجيرات المؤقتة ورسالة موجهة للمكنى "مطفى الزاوي"، وتمكن القايد إدريس من الدخول إلى ليبيا، سلم الحقيبة وعاد إلى السودان شهراً ومن ثم عاد والتحق بـ"مصطفى الزاوي" بمدينة سبها في حي المهدية.
ذٌكر اسمه في اعترافات الإرهابي أحمد شحاته شليمبو حيث أفاد بأن القايد "إدريس" أعد دورات فكرية واخرى امنية في منزل عمر التونسي حضرها معه ناصر العكر ويوسف الحبوش شرح فيها عن أساليب حماية العناصر وأشكال التنظيم و شرح أساليب النفير ووضحها أنها إما تكون انقلاب عسكري أو حرب عصابات (حرب أهلية) أو انتفاضة شعبية.
وبحسب معلومات الأمن الداخلي السابق فالقايد اتسمت دوراته بالنظام وتحدث عن كل التفاصيل وكل الجوانب الدعوية والعسكرية والأمنية والمالية للتنظيم، كان يتحدث عن التنظيم وكأنه دولة بما فيها من مكتب سياسي واقتصادي وإعلامي وتنفيذي كل يهتم بمهامه ويلتزم بأمر الجماعة.
ورد اسم القايد في أقوال "عبدالحكيم مسعود العماري" وذكر ان "قايد" طلب منه مرافقته إلى سوريا بناء على طلب "عبدالقادر الجراح" المقيم بسوريا وعند وصولهما إلى لسوريا قابلا المدعو سامي الساعدي "ابو المنذر" بمنزل "الجراح" وتم تكليفهما بمهمة في ليبيا ومقابلة المدعو سعد الفرجاني المطارد من الامن الداخلي ويختبئ في مزرعة في بنغازي.
و جاء في اعترافات "مصباح علي منصور الكعامي" اسم القايد على أنه من المجموعة الشرعية التي دخلت ليبيا لاستقطاب الشباب وهو مدرس شرعي كلف رفقة عبدالمنعم المدهوني المكنى "مصطفى الزاوي" باستطلاع مدينة سبها من الناحية الأمنية ليكون مقرهم فيها.
ومن وقائع التحقيقات يتضح أن قايد بالإضافة لدوره التعبوي كان يؤمّن لعناصر التنظيم سبل الخروج والدخول عبر البلدان عن طريق إدارته لشبكة من المزورين من باكستان إلى افغانستان، سوريا والسودان.

شارك