موسكو تواصل مساعيها لدفع الحلول السلمية للأزمة السورية...وغموض حول معركة الرقة

الخميس 08/يونيو/2017 - 07:57 م
طباعة موسكو تواصل مساعيها
 
وزير الدفاع الروسي
وزير الدفاع الروسي سيرجي شويجو
سيطرت الأزمة السورية على اجتماع المبعوث الأممي للأزمة السورية مع مسئوليين روس، والتاكيد على أن نظام وقف إطلاق النار صامد في جميع مناطق تخفيف التوتر بسوريا، وأوضح خلال لقائه مع المبعوث الأممي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا بموسكو، أن الخروقات التي يتم رصدها من قبل المعارضة المسلحة والقوات الحكومية على حد سواء، لا تحمل طابعا كارثيا، ولا تتطلب تقديم رد جدي عليها من قبل القوات المعنية بالرقابة على نظام وقف إطلاق النار.
من جانبها أعلنت وزارة الخارجية الروسية أن وزير الخارجية سيرجي لافروف ومبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا، ستيفان دي ميستورا، شددا على تفعيل المحادثات بين الأطراف السورية في أستانا، وأن كل من لافروف ودي ميستورا"أشارا إلى أهمية تمتين النتائج الإيجابية التي تمخضت عن المباحثات السورية - السورية في جنيف تحت رعاية الأمم المتحدة، بما في ذلك التفاهمات حول الدستور".
نوهت إلى أن المبعوث الخاص دي ميستورا ثمن عاليا إجراءات روسيا الرامية للحفاظ على الالتزام بوقف العمليات العسكرية في سوريا، بما فيها تنفيذ مذكرة التفاهم حول مناطق تخفيف التوتر التي وقعت في 4 مايو الماضي.
 في الوقت ذاته أشار دي ميستورا إلى أن محادثات جنيف وأستانا تكملان بعضهم البعض".، والتأكيد على أن الجانبين أكدا أهمية الحفاظ على ديناميكية المباحثات بين الأطراف السورية المتنازعة وتطويرها والحرص على أن تكون شاملة بالإضافة لإيلاء أهمية خاصة لمسألة مكافحة الإرهاب.
فى حين أكد وزير الدفاع الروسي سيرجي شويجو أن نظام وقف إطلاق النار صامد في جميع مناطق تخفيف التوتر بسوريا، وأوضح خلال لقائه مع المبعوث الأممي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا بموسكو، أن الخروقات التي يتم رصدها من قبل المعارضة المسلحة والقوات الحكومية على حد سواء، لا تحمل طابعا كارثيا، ولا تتطلب تقديم رد جدي عليها من قبل القوات المعنية بالرقابة على نظام وقف إطلاق النار.
عبر شويجو عن شكره لـ دي ميستورا على استجابته بمثل هذه السرعة للدعوة الروسية لإجراء مشاورات إضافية حول الوضع في سوريا. ولفت إلى أن دعم دي ميستورا لعملية أستانا ولاسيما في الفترة الأخيرة، عندما تم تبني المذكرة الخاصة بمناطق تخفيف التوتر في سوريا، جاء بنتائج مهمة.
قوات سوريا الدمقراطية
قوات سوريا الدمقراطية
أضاف أن تحقيق تقدم في تنفيذ القرارات المتخذة في سياق عملية أستانا، سيزيد من فرص نجاح عملية جنيف للتفاوض السياسي، وأكد أن الجميع معنيون بتطبيق مذكرة أستانا الخاصة بمناطق تخفيف التوتر، مضيفا أنه يريد بحث بعض المواضيع الأخرى مع شويغو، بما في ذلك الإفراج عن المعتقلين والأسرى وإيصال المساعدات الإنسانية وإزالة الألغام.
على صعيد أخر تمكنت "قوات سوريا الديمقراطية" من تحقيق مزيد من التقدم والتوغل لمسافة 1.5 كيلومتر داخل مدينة الرقة، معقل تنظيم " داعش" الإرهابي، وتقدمت "قسد" مسافة 1.5 كيلومتر داخل مدينة الرقة وسيطرت على حي المشلب، كما سيطرت على تل قلعة هرقل غرب حي السباعية على الأطراف الغربية للمدينة، في الوقت الذي تستمر فيه الاشتباكات داخل حرم الفرقة 17 وفي محيطها شمال المدينة. كما ذكرت مواقع أخرى أن قوات سوريا الديمقراطية سيطرت على قرى بريف الرقة الغربي، هي الرمثان والهيب وجب أحمد الخلف.
وكشفت تقارير أن معارك عنيفة تدور منذ البارحة في مدينة الرقة، بين قوات سوريا الديمقراطية مدعومة من قوات التحالف من جهة وبين تنظيم "داعش" من جهة أخرى، في حي المشلب الواقع في الأطراف الشرقية لمدينة الرقة. وأكد النشطاء أن مئات من الأمتار فقط تفصل "قسد"عن السيطرة على كامل حي المشلب والدخول إلى حي الصناعة ثاني حي في المدينة.
ولاتزال قوات عملية "غضب الفرات" تراوح منذ صباح اليوم مكانها، وأن هذه المراوحة كانت نتيجة قيام تنظيم "داعش" برصد الحي بشكل دقيق عبر قناصته، وقيامه بزرع الألغام بشكل مكثف في حي المشلب، وحفره خنادق وأنفاقا داخل الحي، وكذلك قيامه بتحصين نفسه بشكل جيد.
من جانبه تطرق ألكسندر شاركوفسكي إلى غارات الطائرات الأمريكية الدورية على القوات الحكومية السورية؛ مشيرا إلى عجز دمشق عن الرد على هذه الغارات، موضحا أن موسكو تري أن الغارات الجوية، التي تشنها الطائرات الأمريكية على قوات الحكومة السورية، هي تهديد مباشر للقوات الروسية الموجودة في سوريا بصورة شرعية. لكن الولايات المتحدة لا تكلف نفسها عناء بذل جهود دبلوماسية، وتبرر ما تقوم به بعدم شرعية بشار الأسد رئيسا لسوريا.
يذكر أن الطائرات الأمريكية أغارت خلال عام 2017 على القوات الحكومية السورية وحلفائها ثلاث مرات: مرة على قاعدة الشعيرات الجوية بالصواريخ، بحجة وجود أسلحة كيميائية فيها. ثم مرتين على القوات الحكومية السورية في المنطقة القريبة من بلدة التنف في 18 مايو، وفي 6 يونيو الجاري.
وأعلن الجانب الأمريكي عقب الهجمتين أن "القوات الموالية للنظام، رغم التحذيرات السابقة، توغلت في المنطقة الآمنة. والحديث يدور عن الدبابات والمدفعية ووسائل الدفاع الجوي ووسائط النقل وأكثر من 60 جنديا، كانت تشكل تهديدا للتحالف والقوات الحليفة المرابطة في التنف. وقد حذر التحالف هذه القوات أولا، ثم دمر مدفعين وآخر مضادا للجو وأصاب دبابة". ثم تبع ذلك إعلان واشنطن أن "التحالف لا ينوي محاربة النظام السوري والقوات الموالية له. لكنه مستعد للدفاع إذا ما رفضت القوات الموالية للنظام الانسحاب من منطقة تجنب النزاع".
كشف أن الأمريكيين اقترحوا على موسكو مسألة البدء بتقسيم سوريا، وخاصة أنهم لمحوا بوضوح إلى أنهم سيدافعون عن مصالحهم بقوة السلاح، وعلى الأرجح، ستضطر دمشق إلى الاعتراف بفقدها شمال البلاد (منطقة الحكم الذاتي الكردية)، لكن واشنطن لا تنوي التوقف عند هذا. فقد أصبح معلوما أن "قوات سوريا الديمقراطية" بدأت هجومها على مدينة الرقة من ثلاثة محاور. وتشير بعض الأنباء إلى أن وحدات "قسد" اقتحمت المدينة من جهة الشرق. كما أنها وصلت في بعض الأماكن إلى الساحل الأيسر للفرات، وتتقدم في عمق البلاد؛ وأن من غير المرجح أن تسلم المناطق التي تسيطر عليها للحكومة السورية. والشيء نفسه يجري في جنوب سوريا بالقرب من الحدود الأردنية والعراقية حيث توجد المعارضة السورية المدعومة من واشنطن.
دى ميستورا
دى ميستورا
فى حين قال رئيس لجنة الدفاع في مجلس النواب الروسي الدوما فلاديمير شامانوف إن روسيا بادرت إلى طلب عقد جلسة لمجلس الأمن الدولي لمناقشة هذه المشكلة، لكونها غير شرعية.
أضاف أنه ستتم مناقشة مجمل التدابير التي ستوقف هذه الظاهرة؛ لأن الولايات المتحدة لا تقوم بأفعال غير ودية ضد سوريا وروسيا فحسب، بل هي تنتهك مبادئ القانون الدولي. وهذا باعتقادي كل ما يمكن الكرملين أن يرد به على تصرفات الولايات المتحدة.
ومن الواضح أن واشنطن متأكدة من تفوقها العسكري، لذلك تبدو ضرباتها الجوية ضد قوات الحكومة السورية والقوات الموالية لها، كسياسة مبرمجة للضغط على موسكو، من دون أن تأخذ بالاعتبار رأي دمشق. وكما يبدو، فإن واشنطن ستسمر في هذه السياسة، بهدف رسم حدود التأثير الروسي في الأوضاع السورية.

شارك