العلاقة "المشبوهة " بين داعش والحرس الثوري الإيرانى والجدل الذى لاينتهي

السبت 10/يونيو/2017 - 12:49 م
طباعة العلاقة المشبوهة
 
لازالت العلاقة "المشبوهة " بين داعش والحرس الثوري الإيرانى  تلقى بظلالها على الصراع فى الشرق الأوسط  حيث كشفت المعلومات التي نشرتها وسائل إعلام إيرانية رسمیة، أن عناصر "داعش" الذين تبنوا هجمات  طهران، والتي طالت مجلس الشورى (البرلمان) وقبر الخميني، مرشد النظام الأول، وأسقطت 17 قتيلا الأربعاء  7-6-2017م كانوا أعضاء في جماعات سلفية متطرفة في محافظة كردستان الإيرانية، وتم تجنيد العديد منهم بواسطة أجهزة استخبارات  الحرس الثوري، من خلال زجهم بالعمليات ضد القوات الأميركية في العراق حتى خروجها عام 2011، كما استغلتهم لمناهضة الأحزاب الكردية الإيرانية العلمانية المعارضة، مقابل السماح لهم بأنشطة علنية.

العلاقة المشبوهة
وعلى حسب تقرير لموقع العربية نت  نشرت الوكالات الإيرانية، منها وكالة "فارس" "وأبنا"، معلومات وصورا عن سرياس صادقي، وهو كردي من أهالي مدينة باوة، بمحافظة كرمنشاه، شمال غرب  إيران، وأكدت بأنه أحد المهاجمين المقتولين على قبر الخميني، والذي انقطع رأسه بالتفجير الانتحاري، وقالت إنه من كان يقوم بالدعاية منذ 3 سنوات لتنظيم  داعش في المناطق الكردية شمال غرب إيران، وكشفت وسائل إعلام معارضة أن صادقي وآخرين كانوا ينشطون بشكل علني واتهموا أجهزة الاستخبارات الإيرانية بتسهيل مهامهم واستغلالهم لمآربه وخططه الاستخباراتية.

العلاقة المشبوهة
وفي السياق نفسه، نقلت وسائل إعلام ايرانية رسمية، تقريراً منقولاً عن موقع الحزب الديمقراطي الكردستاني الإيراني (حدك) المعارض، يعود إلى عام 2014 وجاء فيه أن سرياس صادقي، وعدد آخر من الدعاة الأكراد يقومون بالدعاية والترويج لتنظيم "داعش" في المساجد علناً، دون أن تتعرض لهم السلطات الإيرانية.
إلا أن مواقع أخرى كموقع "خبرغر khabargar"، أفادت بأن صادقي كان معتقلاً لبضعة أشهر لدى وزارة الاستخبارات الإيرانية قبل أن يتم إطلاق سراحه بكفالة مالية مقدارها 200 مليون ريال إيراني (25 ألف دولار تقريباً) وكان متهما بالدعاية للجماعات المتطرفة مع أصدقائه في مناطق الكردية شمال غرب إيران كناحيتي باوة وثلاث باباجاني من جهتهم، علق ناشطون من أكراد إيران عبر مواقع التواصل الاجتماعي بالقول إن نشاط هذه المجاميع المتطرفة كان يتم بشكل علني وبعلم وإشراف أجهزة الاستخبارات الإيرانية، واتهموا النظام الإيراني بالوقوف مباشرة وراء تدبير هجمات  طهران، أو أنه سمح بوقوع الهجمات لكي يستغلها لصالحه لإبعاد تهمة صلته بتنظيم "داعش" ولإظهار نفسه كضحية للإرهاب، حسبما كتب بعضهم. 
ويقول هؤلاء الناشطون أن الحرس الثوري قام بتجنيد عناصر الجماعات المتطرفة في إقليم كردستان الإيراني من المرتبطين بجماعات مماثلة في إقليم كردستان العراق كـ"أنصار الإسلام" و"الجماعة الإسلامية" و"التوحيد والجهاد" والتي كانت طهران تتعامل معها في إطار الضغط على القوات الأميركية والتحالف في العراق بعد إسقاط النظام العراقي السابق عام 2003 وذلك تمهيداً لمواجهة واشنطن التي كانت تهدد بضربة عسكرية لإيران حتى عام 2005 ومع خروج القوات الأميركية من العراق عام 2011 عاد العديد من هؤلاء المتطرفين الأكراد إلى إيران لكن الاستخبارات الإيرانية لم تتركهم طلقاء، حيث اعتقلت الكثير منهم وجندت آخرين في إطار أنشطة دعائية ضد الأحزاب الكردية المعارضة لكن العديد منهم لم يعد إلى إيران وانضم إلى صفوف "داعش"، حيث هناك كتيبة في داعش تسمى بـ"صلاح الدين الأيوبي" تضم المقاتلين الأكراد أغلبهم من أكراد إيران والعراق.

العلاقة المشبوهة
وفي هذا السياق، كتب الموقع الفارسي لهيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، أن منظمات المعارضة تتهم النظام الإيراني بمنح المجاميع السلفية المتطرفة بالتحرك بسهولة لمناهضة الأحزاب اليسارية والقومية الكردية في إيران أما الصحفي والخبير المختص بقضايا الأكراد، همن سيدي، فقال في مقابلة مع القسم الفارسي لإذاعة "دويتشه فيليه" الألمانية إن "ممارسات التمييز الطائفي للنظام الإيراني ضد الأكراد السنة في البلاد وكذلك تدخلات طهران في المنطقة، دفعت بالكثير من الشبان نحو الجماعات المتطرفة"، وخمّن بأن حوالي 30 إلى 40 كرديا إيرانيا انضم لصفوف "داعش".
وكان الصحفي والناشط الكردي الإيراني، شاهد علوي، قال في مقابلة أجرتها معه "العربية.نت" في 8 نوفمبر 2014 حول عدد من الشبان الأكراد الإيرانيين إلى تنظيم "داعش"، إن "السلطات الإيرانية تحاول أن تعزز دور التيارات السلفية في مواجهة التيارات القومية والعلمانية التي تطالب بحقوق الشعب الكردي المضطهد في إيران، وذلك بهدف إعطاء صورة مشوهة عن نضال الشعب الكردي وإقحامه في دوامة الصراع الطائفي الدائر في المنطقة وان هناك شواهد كثيرة على تدخل السلطات الإيرانية في تقوية الحركات السلفية الكردية"، حيث قال إن "وزارة الاستخبارات توفر المنابر والتجمعات للسلفيين بشكل واسع، إلى درجة أنها سهلت لهم طرق المرور للالتحاق بمجاميع القاعدة في أفغانستان وباكستان والعراق، وكل ذلك شريطة أن يعملوا لضرب الحركة القومية في كردستان، وألا يطرحوا مطالب تهدد مصالح النظام الإيراني".
من جهته، بث تنظيم "داعش" شريطاً الجمعة، قال إنه يعود إلى قبيل تنفيذ هجمات طهران، يظهر المهاجمين الخمسة ملثمين، ويتحدث أحدهم باللغة الكردية ويوضح نيتهم ضرب إيران وفي مارس 2017م ، أصدر تنظيم "داعش" شريطاً بالفارسية لأول مرة، هدد فيه إيران بتنفيذ هجمات، ما أثار تساؤلات عديدة حول لماذا لم يشن التنظيم وقبله تنظيم  القاعدة، هجمات داخل إيران، مثلما هاجم أهدافاً عربية وإسلامية وأجنبية في مختلف أنحاء العالم؟ وتوعد التنظيم طهران، بشن هجمات ضدها بسبب ما سماه "موقفها من أهل السنة بإيران، وممارسات النظام الإيراني بحقهم"، وأعلن عن تشكيل كتيبة "سلمان الفارسي" لتنفيذ عمليات داخل إيران وجاء التسجيل بعد سنوات من التساؤلات أخذ يطرحها كُتاب ومحللون حول شن التنظيم هجمات في كل بلدان العالم سوى إيران، إذ تؤكد العديد من التقارير الاستخبارية الأميركية أن هناك علاقات وتواصلاً وثيقاً بين قيادات تنظيم القاعدة سابقاً و"داعش" حالياً مع النظام الإيراني.

 ومازال الكثير من الناشطين الإيرانيين يتهمون أجهزة استخبارات النظام الإيراني والحرس الثوري، بالتورط في الهجوم من خلال التواطؤ مع "داعش" بهدف فرض الأجواء الأمنية والبوليسية في البلد بالتزامن مع رفع التوتر مع دول المنطقة ودعم الاضطرابات في الدول المجاورة كما رأى البعض بأن ما حدث يشبه التفجيرات التي وقعت في ضريح الإمام الرضا في مشهد (شمال غرب إيران) في بداية التسعينات، والتي اتهم النظام بها منظمة "مجاهدي خلق" بهدف تصفية أعضائها في الداخل وإلصاق تهمة الإرهاب بها دولياً، لكن تبين فيما بعد أن خلية في وزارة الاستخبارات الإيرانية وراءها وفق اعترافات بثت عن سعيد إمامي المعاون السابق لوزارة الاستخبارات الإيرانية الذي كان العقل المدبر لتلك التفجيرات والذي كان منفذ "الاغتيالات المتسلسلة" ضد المثقفين الإيرانيين أيضا.
 مما سبق نستطيع التأكيد على انه لازالت العلاقة "المشبوهة " بين داعش والحرس الثوري الإيرانى  تلقى بظلالها على الصراع فى الشرق الأوسط   ويبدو أنها سوف تستمر هذة العلاقة الغامضة الى اجل غير مسمي . 

شارك