العاصمة البريطانية.. الملاذ الآمن لجماعة الإخوان

السبت 10/يونيو/2017 - 04:52 م
طباعة العاصمة البريطانية..
 
تعتمد جماعة الاخوان وتنظيمها الدولي على قائمة كبيرة من الكيانات والتنظيمات التي تنفذ مخططات الإخوان في الخارج على رأسها «المعهد العالمي للفكر الإسلامي، ومنظمة كير الإسلامية الأمريكية، واتحاد المنظمات الإسلامية في أوروبا والجمعية الإسلامية الأمريكية، والمجلس الثوري بتركيا، والاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، ومعهد الفكر السياسي الإسلامي بلندن الذى يديره عزام التميمي، أحد قادة التنظيم الدولي للإخوان، والاتحاد الإسلامي في الدنمارك، الذى يرأسه سمير الرفاعي، عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، وتحالف المنظمات الإسلامية الذى يتولاه إبراهيم الزيات، القيادي في التنظيم الدولي».
أما عن تاريخ تلك الأذرع الخارجية، فيعود إلى أواخر الستينات، حيث تعد اتحادات الطلاب المسلمين بالدول الغربية وعلى رأسها أمريكا، أحد أقدم الكيانات الإخوانية التي دشنتها الإخوان بالخارج لتتغلغل في داخل المجتمعات الغربية، حسب موقع «إخوان ويكبيديا» التابع للإخوان، ويعود تاريخ تأسيس أول اتحاد لعام 1962، وتنبثق تلك الاتحادات جميعاً من عباءة «الاتحاد الإسلامي العالمي للمنظمات الطلابية»، كما أسس الإخوان الجمعية الإسلامية الأمريكية عام 1993م، وهى جمعية دعوية تعمل في مجالات الدعوة والتعليم والإعلام والشباب، وتضم نحو 1000 عضو عامل. وبدأ الإخوان تدشين المؤسسات الإسلامية في أواخر الستينات، من بينها اتحاد الأطباء المسلمين في 1967، واتحاد الأطباء والمهندسين الإسلاميين في 1969، واتحاد العلميين الاجتماعيين الإسلاميين في 1972. وفى أمريكا الشمالية دشن الإخوان الوقف الإسلامي عام 1973، والجمعية الطبية الإسلامية، ورابطة الشباب المسلم العربي، والشباب المسلم في أمريكا الشمالية، وتتضمن قائمة الكيانات الإخوانية بالخارج أيضاً، المعهد العالمي للفكر الإسلامي وتتخذ من الإصلاح الفكري والمعرفي مظلة لوجودها بالخارج وتوجد لها فروع بأمريكا وجميع أنحاء العالم. وبعد انعقاد مؤتمر للإخوان في ألمانيا عام 1984 توالى انتشار الكيانات الإخوانية بالخارج في عدد من الدول الغربية، لتشمل عشرات المنظمات ودور العبادة في كل من بلجيكا وفرنسا وسويسرا وإيطاليا والنمسا وهولندا والنرويج وغيرها، حيث تأسست الجماعة الرابطة الإسلامية الممثلة للجماعة في بريطانيا، ثم توالت عشرات المنظمات من بينها مبادرة المسلم البريطاني «بى إم أى»، والمنظمات الإسلامية للإغاثة، والمجلس الأوروبي للإفتاء والبحوث، واتحاد المنظمات الإسلامية في أوروبا، علاوة على الجمعية الإسلامية في ألمانيا التي أصبحت واحدة من أهم المنظمات الإسلامية في ألمانيا، كما تشمل القائمة الإخوانية اتحاد المنظمات الإسلامية في فرنسا، والتي تعد إحدى الفيدراليات الإسلامية، ويستمد هذا التنظيم قوته من شبكة تضم أكثر من 200 جمعية تغطى مختلف ميادين الحياة الاجتماعية، وفق النظرة الشمولية للإسلام الموروثة عن «الإخوان المسلمين».
ومؤخرا أصدر المركز المصري لدراسات الديمقراطية الحرة، يوم الأربعاء الماضي 7 يونيو 2017، دراسة توثيقية بشأن خطورة جماعة الإخوان المسلمين داخل بريطانيا على أمن المواطن البريطاني وعلى أوروبا بالكامل، في إطار مجهودات المركز والحملة الشعبية التي يتبناها لإعلان الإخوان تنظيم إرهابي دولياً في توعية صناع القرار في العالم بضرورة إتخاذ موقف حاسم ضد جماعة الإخوان بوصفها أصل ظاهرة التطرف الإسلامي في العالم.
تتناول الدراسة بالتوثيق تورط تنظيم الإخوان في بريطانيا في تمويل وممارسة والتحريض على أعمال العنف التي شهدها الشرق الأوسط وأوروبا وبريطانيا تحديداً في السنوات الأخيرة، لا سيما أن بريطانيا أصبحت هي المركز الرئيسي لأنشطة الإخوان والقيادات العليا للجماعة يعيشون هناك ويمارسون أنشطتهم التخريبية بحرية كاملة، في ظل التودد الغير منطقي الذي تظهره بريطانيا، على مستوى الحكومة والمخابرات والبرلمان، تجاه الإخوان منذ أن تولت تيريزا ماي رئاسة الحكومة في يوليو الماضي.
قامت تيريزا ماي بعد توليها رئاسة الحكومة بشهر واحد فقط، في أغسطس2016، بفتح الباب لعناصر الإخوان الهاربين من بلادهم لطلب اللجوء السياسي إلى بريطانيا، وفي نوفمبر2016 برأ البرلمان البريطاني جماعة الإخوان من نتائج التحقيقات التي صدرت في عهد ديفد كاميرون وأثبتت علاقة الإخوان بالإرهاب، بل وبالغ البرلمان في وصف جماعة الإخوان بأنها "حائط الصد" الذي تعتمد عليه بريطانيا لمواجهة الإرهاب، وهو ما تثبت الدراسة التي أجراها المركز المصري لدراسات الديمقراطية الحرة أنه كلام غير منطقي ولا أساس له من الصحة.
من جانبها أشارت مدير المركز المصري لدراسات الديمقراطية الحرة، داليا زيادة، إلى أن: "يبدو أن الضربات الإرهابية المتلاحقة التي ضربت بريطانيا في الأشهر القليلة الماضية، قد أجبرت رئيسة الوزراء على تغيير موقفها واتخاذ خطوات حاسمة تجاه التطرف الإسلامي ومن يقومون برعايته" .
وأوضحت زيادة: "لو أن رئيسة الوزراء جادة في محاربة الإرهاب في بلادها، يجب عليها أولاً أن تجتث رأس الثعبان، وهو جماعة الإخوان المسلمين، وتحظر عمل كافة المنظمات التابعة لها، والتي تصل لحوالي 40 منظمة تدعي كونها منظمات مدنية بينما تقوم بالتمويل والتحريض على ممارسة العنف داخل بريطانيا وأوروبا والشرق الأوسط حسبما أثبتت الوثائق التي حصلنا عليها".
جدير بالذكر، أن المركز المصري لدراسات الديمقراطية الحرة قد أرسل نسخة باللغة الإنجليزية من هذه الدراسة إلى جهات صناعة القرار داخل بريطانيا، ومنها رئاسة الوزراء ومجلس العموم ووزارة الداخلية والمكتب الوطني للأمن القومي وجهاز المخابرات، من أجل حثهم على اتخاذ موقف حاسم تجاه التنظيم الدولي للإخوان المسلمين على أراضيها.

أبرز قيادات الإخوان في بريطانيا:

أبرز قيادات الإخوان
"إبراهيم منير" يعيش في بريطانيا منذ 30 عاما ودائم التردد على المخابرات
وفقا للدراسة الحقوقية، يعيش إبراهيم منير، نائب المرشد الحالي، آمناً داخل بريطانيا ويعمل بحرية كاملة فيها منذ أكثر من 30 عام، وهو دائم التردد على مجلس العموم البريطاني وجهاز المخابرات البريطانية اللذين يستعينا برأيه كثيراً في أمور تخص المسلمين البريطانيين وكيفية التعامل مع المتطرفين ومحاربة الفكر المتطرف بين المسلمين هناك.
وليس إبراهيم منير هو القيادي الإخوانى الوحيد الذى ينعم بالعيش آمناً في بريطانيا وله علاقات وطيدة مع الحكومة هناك، فقد أوت ومكنت بريطانيا أيضاً شخصيات إخوانية معروفة مثل راشد الغنوشي، رئيس حزب النهضة الإخوانى في تونس والذى شغل منصب رئيس تونس بعد ثورة 2011، وكذلك يوسف القرضاوي الزعيم الروحي الأول لجماعة الإخوان المسلمين، والذى له العديد من التصريحات والفتاوى التي تحض شباب الجماعة على محاربة الدول الغربية والجهاد باستخدام العنف من أجل نشر الإسلام فيها، وكانت هذه التصريحات دافعاً للحكومة البريطانية لمنعه رسمياً من دخول بريطانيا منذ فبراير 2008 .
وفيما يلى بعض أسماء قيادات الإخوان الموجودة في بريطانيا اليوم ولهم تاريخ أسود من التحريض على العنف وممارسته داخل مصر ودول عربية أخرى، وقد قامت المحاكم المصرية والإماراتية والسعودية بإدانتهم بالفعل، وبعضهم مطلوب على قوائم البوليس الدولي (الأنتربول) وترفض بريطانيا تسلميهم، وهم على سبيل المثال لا الحصر:

العاصمة البريطانية..
عبد الله عصام الحداد
وهو أحد القيادات الشبابية المؤثرة في نشاط الجماعة بعد ثورة 2011 في مصر، وهو نجل القيادي الإخوانى المعروف عصام الحداد، عضو مكتب إرشاد جماعة الإخوان، وكان يشغل منصب المتحدث باسم الإخوان من لندن، وعند وصول الإخوان للحكم تم تعيينه مساعد الشئون الخارجية لمحمد مرسى، وقد تم القبض على عصام الحداد وعلى ابنه جهاد الحداد في أعقاب سقوط نظام الإخوان في مصر، على خلفية مشاركتهم في أعمال عنف، حيث كان جهاد الحداد يساعد عناصر الإخوان في اعتصامات رابعة والنهضة على شراء وتخزين الأسلحة والقنابل التي استخدموها لاحقاً ضد المدنيين وقوات الأمن في أغسطس 2013، بينما كان أخوه عبد الله الحداد من لندن، حيث يحمل هو وعائلته الجنسية البريطانية، يقوم بإدارة المنشورات الإعلامية للجماعة وإرسالها للصحف الأجنبية، وهو أيضاً مدان في قضايا تحريض على العنف، لكن لم يتم القبض عليه بسبب تواجده في بريطانيا.
العاصمة البريطانية..
سندس عاصم
إحدى القيادات الشابة في الجماعة والتي كانت تدير موقع "إخوان ويب" الإليكتروني وهو الموقع الرسمي لجماعة الإخوان المسلمين على شبكة الأنترنت الصادر باللغة الإنجليزية منذ تأسيسه عام 2005، باسم مستعار، وبعد أن وصل الإخوان لسدة الحكم في مصر تم تعيينها مستشار شئون خارجية لمحمد مرسى، وقد أصدر القضاء المصري حكم بالإعدام عليها عام 2014، بعد أن هربت مع أسرتها الإخوانية إلى لندن، على خلفية تحريضها ومشاركتها في أعمال عنف ضد مدنيين في مصر.
العاصمة البريطانية..
محمود حسين
هو عضو بمكتب إرشاد الجماعة، وشغل منصب أمين عام جماعة الإخوان المسلمين، وهو أيضاً أحد المنافسين على منصب نائب المرشد في الانتخابات التي جرت داخل الجماعة في 2016، وتم إدانته في قضايا عنف وإرهاب بأحكام من القضاء المصري، ومطلوب على قوائم البوليس الدولي (الأنتربول) لكن يحتمي حالياً ويقيم في بريطانيا.
العاصمة البريطانية..
محمد سويدان
كان أمين لتنظيم الإخوان في البحيرة، وعندما أسس الإخوان حزب الحرية والعدالة في أعقاب ثورة يناير 2011، تم تعيينه رئيساً للجنة العلاقات الخارجية في الحزب، وقد كان له دور بارز في التحريض على العنف واختيار عناصر الإخوان الذين ينفذون الأعمال الإرهابية في محافظات الدلتا شمال مصر، بعد ثورة يونيو 2013، وأدانه القضاء المصري بعد أن هرب إلى لندن، وما زال يقيم هناك حتى الآن.
العاصمة البريطانية..
أسامة رشدى
وهو قيادي إخوانى بارز، وأستاذ جامعي، تم تعيينه بعد صعود الإخوان للحكم في مصر كعضو في "المجلس القومي لحقوق الإنسان"، وبالتوازي مع ذلك كان يشغل منصب عضو "الاتحاد البريطاني والدولي للصحفيين"، ومدير مؤسسة "نجدة لحقوق الإنسان" التي أسسها مع آخرين في بريطانيا، وبعد سقوط نظام الإخوان في مصر هرب إلى بريطانيا وانضم لـ "المجلس الثوري المصري" تحت قيادة عمرو دراج ومها عزام، ثم أسس مبادرة وهمية باسم "جبهة إنقاذ مصر في أوروبا" وهو أيضاً من المطلوبين على قوائم البوليس الدولي (الأنتربول)
العاصمة البريطانية..
طارق رمضان
حفيد حسن البنا مؤسس جماعة الإخوان المسلمين، وهو يعمل أستاذاً في جامعة أكسفورد وتم الاستعانة به في الفريق الاستشاري الذي بحث في ملف الإسلام السياسي وجماعة الإخوان المسلمين تحت إشراف وزارة الخارجية البريطانية، وكان له مشاركات في التحقيقات التي تبنتها بريطانيا بخصوص الإخوان في عام 2016، وبرأت الإخوان من تهمة ارتكاب عنف، على عكس ما ثبت في تقرير لجنة سير جينكينز التي جرت قبلها بعامين فقط.
ياسمين حسين
من الوجوه الإخوانية المعروفة في بريطانيا، وتعمل كمدير لقسم العقيدة وحقوق الإنسان في منظمة "العفو الدولية"، وهي المنظمة المعروفة بانحيازها ومواقفها المثيرة للجدل نظراً لتعاطفها مع جماعات الإسلام السياسي والجهاديين في العالم العربي ودعمها الأعمى لجماعة الإخوان المسلمين، وقد ساعدت ياسمين حسين إخوان مصر كثيراً بعد ثورة يناير 2011 بأن ساهمت في تمكينهم من حكم البلاد عبر زيارات متكررة قادتها عبر منظمة العفو الدولية إلى مصر، وساعدت الإخوان في الوصول لصناع القرار في بريطانيا وسهلت دخول عدد من الهاربين منهم إلى هناك بعد سقوط نظام الإخوان في 2013، كما أنها زوجة القيادي الإخواني الإماراتي المعروف وائل مصابيح والذي أدانه القضاء الإماراتي في عام 2013 بتهم التحريض على العنف ومحاولة قلب نظام الحكم.
العاصمة البريطانية..
مها عبد الرحمن عزام
هي الوجه الأكثر بروزاً بين الإخوان في بريطانيا وربما أوروبا وأمريكا أيضاً، حيث أنها تحمل الجنسية البريطانية وتقدم محاضرات في جامعة كامبريدج وتعمل محلل سياسي وخبير في شئون الشرق الأوسط في المعهد الملكي "تشاتام هاوس" ولديها علاقات قوية داخل دوائر صناعة القرار في بريطانيا، وهو ما يسر اختيارها كعضو في "المجلس الثوري المصري" الذي أبتدعه الإخوان الهاربين إلى خارج مصر بعد سقوط نظام الإخوان في 2013، تحت رئاسة القيادي الإخواني المعروف عمرو دراج، والذي تم تعيينه كوزير تخطيط في عهد محمد مرسي، وهو أيضاً مطلوب على قوائم البوليس الدولي (الأنتربول) حيث يعيش الآن في تركيا، كما ساهمت مها عزام في تأسيس كيانات تبدو في ظاهرها منظمات حقوقية في بريطانيا وأمريكا وسويسرا لدعم أجندة الإخوان المسلمين في الغرب، ومنها على سبيل المثال لا الحصر "مصريين من أجل الديمقراطية"، "التحالف المصري للحقوق والحريات"، "الوفد المصري للدبلوماسية الشعبية"، "والمجلس الثوري المصري" الذي تعمل رئيسة له الآن، بعد استهداف عمرو دراج من قبل الأنتربول.  
العاصمة البريطانية..
عزام التميمي
أحد أبرز قيادات الإخوان من غير المصريين، حيث أنه فلسطيني الأصل، وكان يعمل كمدير مؤسس لـ "معهد الفكر الإسلامي السياسي" في لندن حتى عام 2008، وهو حالياً يعمل كرئيس مجلس إدارة ورئيس تحرير "قناة الحوار التليفزيونية" التي يملكها الإخوان وتبث من بريطانيا باللغة العربية، وقد ساهم في تيسير أعمال الإخوان الهاربين من مصر إلى بريطانيا في 2013، والترويج لهم في الإعلام البريطاني والأمريكي واستضافة مؤتمراتهم.
العاصمة البريطانية..
أنس أسامة التكريتي
وهو رئيس مؤسسة قرطبة في لندن، وأحد الوجوه الإخوانية المعروفة في الغرب من أصل غير مصري حيث أنه ولد في بغداد ويعيش في بريطانيا منذ أن كان عمره عامين فقط، وقد شارك أيضاً في تحقيقات بريطانيا الأخيرة بشأن الإخوان، واستغل المؤسسة التي يرأسها في الترويج للجماعة في دول أوروبا ودعمها، في مقابل هجومه المستمر على النظام السياسي الحالي في مصر، وهو ابن القيادي الإخواني العراقي الشهير أسامة التكريتي، ويعتبر أنس التكريتي الشيطان الأعظم في المجتمع المدني والسياسي البريطاني، حيث شارك في تأسيس غالبية المؤسسات الحقوقية والخيرية التي يعمل من خلالها الإخوان داخل بريطانيا اليوم.
شبكة المؤسسات التي يكتسب من خلالها الإخوان شرعية كاذبة داخل بريطانيا
ذكرت نتائج التحقيق الذي قامت به لجنة سير جون جينكينز في العام 2014 بشأن ملف الإخوان المسلمين داخل بريطانيا أن الإخوان يمتلكون شبكة من  المنظمات العاملة في بريطانيا، يصل عددها إلى 39 مؤسسة، بين جمعيات خيرية ومنظمات حقوقية ومدارس وإغاثة وخدمة مجتمع، وبمراجعة أسماء هذه المنظمات مع أسماء القيادات الإخوانية البارزة في بريطانيا، نجد أن جميعهم ينتمون لهذه المنظمات بطريقة أو بأخرى، إما كمؤسسين أو مديرين أو حتى عاملين بها، وهم بذلك يمثلون شبكة متشعبة، تبدو في ظاهرها متنوعة الأهداف ومستقلة المقاصد، لكنها جميعاً تصب في مصلحة التنظيم الدولي للإخوان وتروج أجندته.
وقد أوضحت نتائج التحقيقات التي قادتها لجنة جينكينز أن المنظمات التابعة للإخوان في بريطانيا، والتي تبدو في ظاهرها منظمات مجتمع مدني وأعمال خير وتنمية، قد دعمت أعمال عنف في الشرق الأوسط، ومثلت "الطقس الآمن لمرور المتطرفين الإسلاميين" في أماكن عدة حول العالم، بدءاً من الدعم الموثق من قبل هذه المنظمات لحركة حماس ومروراً بأعمال العنف التي خاضها الإخوان في مصر عقب 2013، وانتهاءاً بتنظيمات الإخوان الأكثر ضراوة في كل من ليبيا وسوريا مثل جيش النصرة.
إن أغلب هذه المنظمات يتركز في بقعة جغرافية واحدة في منطقة أيلينج غرب لندن، حيث يوجد ثلاثة مباني إدارية هي "ويستجيت هاوس" و"كراون هاوس" و"بيناكل هاوس" تضم مجتمعة المقرات الرئيسية لستة وعشرين (26) جمعية خيرية ومركز بحثي ومنظمة حقوقية تنتمي إلى جماعة الإخوان المسلمين وحركة حماس، وتعتبر مركز محوري لكل أنشطة الإخوان المسلمين في جميع أنحاء أوروبا، منها ما يلي:
"صندوق الإغاثة والتنمية الفلسطيني"
وهو جمعية خيرية معروفة عالمياً باسم "أنتربال" ويترأسها عصام مصطفي عضو الهيئة التنفيذية في حركة حماس، والجمعية أيضاً عضو في "ائتلاف الخير" الذي يترأسه الزعيم الروحي لجماعة الإخوان المسلمين يوسف القرضاوي، وعصام مصطفي هو الأمين العام والمؤسس، وكانت الحكومة البريطانية ولجنة المنظمات الخيرية في البرلمان البريطاني قد قامت بالتحقيق في أنشطة "أنتربال" أكثر من مرة في السنوات الأخيرة، حتى استقرت أخيراً في نوفمبر 2014 على حظر المنظمة ووضعها على القائمة السوداء للمنظمات الإرهابية داخل بريطانيا ، على خلفية تورطها في دعم أعمال إرهاب وعنف في الشرق الأوسط، وسبق وصنفت الولايات المتحدة الأمريكية نفس المنظمة "أنتربال" كمنظمة إرهابية في أغسطس 2003 وقامت بحظر كافة أنشطتها .
"ائتلاف الخير"
وهي منظمة دولية يترأسها الزعيم الروحي لجماعة الإخوان المسلمين يوسف القرضاوي وأمينها العام ومؤسسها هو عصام مصطفي رئيس "أنتربال"، ويضم "ائتلاف الخير" أثنين وخمسين (52) جمعية خيرية تعمل في أمريكا وأوروبا من أجل جمع الأموال وإرسالها إلى حماس في غزة للقيام بأنشطة جهادية، وقد تأسست المنظمة بعد خطاب شهير في بريطانيا قال فيه القرضاوي أن على المسلمين أن يجاهدوا بأموالهم وأنفسهم ضد غير المسلمين في الغرب، وفي 12 نوفمبر 2008، قامت الخزانة العامة في الولايات المتحدة الأمريكية بتصنيفها كمنظمة إرهابية على خلفية تورطها في تمويل ودعم أعمال العنف في الشرق الأوسط ، لكن ما زالت المنظمة تعمل من داخل بريطانيا دون أي صعوبات، وجدير بالذكر أيضاً أن يوسف القرضاوي نفسه ممنوع من دخول بريطانيا منذ فبراير 2008 بسبب تصريحاته المحرضة على الجهاد في الغرب .
"مؤسسة قرطبة للحوار العربي الأوروبي"
وهي منظمة دعم حقوقي وسياسي، يديرها أنس أسامة التكريتى، مؤسس أغلب المنظمات الإخوانية في بريطانيا في الفترة من 1997 إلى الآن، وهو ابن القيادي الإخواني العراقي المعروف أسامة التكريتي، وقد سبق ووصف ديفيد كاميرون رئيس الوزراء السابق مؤسسة قرطبة بأنها "واجهة سياسية لجماعة الإخوان المسلمين داخل بريطانيا"، حيث لا يخشى التكريتي إعلان دعمه الكامل لأعمال العنف التي يمارسها الجهاديون في الشرق الأوسط، بما في ذلك حركة حماس المصنفة كتنظيم إرهابي في أوروبا وأمريكا.  
"المبادرة البريطانية الإسلامية"
وهي مؤسسة مناصرة سياسية تأسست عام 2007 تحت عنوان الدفاع عن المسلمين في بريطانيا ضد الإسلاموفوبيا، وقام بتأسيسها كل من أسامة التكريتي، ومحمد الصوالحة القيادي المعروف في حركة حماس، وعزام التميمي المبعوث الخاص لحركة حماس.
"الرابطة الإسلامية في بريطانيا"
وهي منظمة حقوقية تأسست عام 1997 تحت ادعاء تشجيع المسلمين في بريطانيا على المشاركة في العمل السياسي، ونظراً لكونها من أوائل المنظمات في هذا المجال أنضم لها أعداد كبيرة من المسلمين جعلت منها المنظمة الأقوى بين المنظمات الإخوانية هناك، وتعرف المنظمة نفسها على أنها منظمة سنية تتبع فكر ومنهج جماعة الإخوان المسلمين، وقد ساهم في تأسيسها أيضاً أنس التكريتي، وهو أيضاً عضو مجلس شورى في الرابطة الإسلامية حتى اليوم، ويترأسها حالياً عمر الحمدون، وهو أخواني من أصل عراقي كان يعمل طبيب أسنان ويؤم المصلين في المساجد التابعة للإخوان في بريطانيا قبل أن يلتحق بالرابطة الإسلامية. 
"المجلس الإسلامي في بريطانيا"
وهي أكبر منظمة دعم سياسي تعمل باسم المسلمين في بريطانيا، تأسست عام 1997 على يد قيادات جماعة الإخوان المسلمين وبمساعدة شبكة المودودي الباكستانية، وهي منظمة ظل ترعى تحتها أكثر من (500) مسجد ومدرسة إسلامية منتشرة في جميع أنحاء بريطانيا، وكان لديها علاقات وطيدة مع صناع القرار في الحكومة البريطانية، بسبب مشاركتها في الحوارات المتعلقة بالإمن القومي، وفي عام 2009 قررت بريطانيا قطع العلاقات معها ووضعتها تحت الرقابة على خلفية دعمها لعمليات العنف التي تقوم بها حماس في غزة.
"منتدى الجمعيات الخيرية الإسلامية"
وهي منظمة خيرية تعمل كمظلة دعم وتمويل لـ10 جمعيات خيرية بريطانية كلها تنتمي لجماعة الإخوان، منها على سبيل المثال لا الحصر جمعيات "المعونة الإسلامية"، "المساعدة الإسلامية"، "الإيادي الإسلامية"، "والنداء الإنساني الدولية"، وغيرها. وجميع هذه الجمعيات أعضاء في منظمة "ائتلاف الخير" المصنفة كمنظمة إرهابية، وقد خضع المنتدى لعدد من التحقيقات من قبل الحكومة البريطانية أفضت إلى أن 6 جمعيات على الأقل من الجمعيات الأعضاء في المنتدى تمول أعمال العنف في الشرق الأوسط، وأن لهم صلات وثيقة مع حركة حماس المصنفة كتنظيم إرهابي لدى الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية، مما ترتب عليه أن قامت الحكومة البريطانية في ديسمبر 2014، بسحب 250,000 جنيه استرليني من حساب المنح التي كانت قد قدمتها الحكومة لدعم المنتدى والجمعيات التابعة له .      
العاصمة البريطانية..
"مركز العودة الفلسطيني"
وهو أحد أقوى منظمات المناصرة السياسية داخل بريطانيا، ويعتبر هو الجناح السياسي لحركة حماس داخل أوروبا، وكل القيادات العاملين بالمركز والمسؤولين عن إدراته هم أيضاً أعضاء في حركة حماس، وللمركز صلات واسعة وتأثير قوي على صناع القرار في بريطانيا، حيث يشارك في المؤتمر السنوي الذي يقيمه المركز كل عام أعضاء برلمان ورجال سياسة بارزين من بريطانيا وكافة الدول الأوروبية جنباً إلى جنب مع متحدثين من حركة حماس مثل إسماعيل هنية، ويعمل المركز تحت رعاية ودعم "الرابطة الإسلامية في بريطانيا" صاحبة الانتشار والتأثير الكبيرين داخل بريطانيا أيضاً.
"ميدل أيست مونيتور"
وهي مؤسسة إعلامية تتبنى موقع إخباري على شبكة الإنترنت بنفس الاسم يروج لأجندة الإخوان المسلمين ويدافع عن مصالحهم، وقد تأسست في بداية عام 2014 في بريطانيا بعد سقوط نظام الإخوان في مصر وهروب عدد كبير من القيادات إلى أوروبا، ويدير المؤسسة القيادي الإخواني البارز داوود عبد الله، والذي يعمل أيضاً كمسؤول إداري داخل "المبادرة البريطانية الإسلامية"، أما رئيس تحرير الموقع الإخباري التابع للمؤسسة فهو إبراهيم هيويت، رئيس مجلس إدارة جمعية "أنتربال" المصنفة كمنظمة إرهابية داخل الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا.
"مركز الإمارات لحقوق الإنسان"
وهو منظمة إخوانية تقدم نفسها على أنها منظمة تدافع عن حقوق الإنسان في دول الخليج والعالم العربي، ولكنها لا تفعل شيء سوى تشويه دولة الإمارات لدى دوائر صناعة القرار في بريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية، وقد قام بتأسيسها هي أيضاً أنس التكريتي في عام 2012، لكنه سجل أوراق المنظمة وموقعها الإليكتروني باسم زوجته "مالاث شاكر" ووضع أسم أخو زوجته "عبدوس سلام" كمدير مؤسس لها، ثم لاحقاً قام بتعيين القيادي الإخواني وعضو حركة حماس، أنس مقداد كمدير للمنظمة، ومقداد أيضاً هو مدير للمؤسسة الإعلامية المعروفة باسم "شبكة المكين الإعلامية" التابعة لجماعة الإخوان المسلمين في بريطانيا. وقد نجحت المنظمة في عقد عدة لقاءات مع لجنة حقوق الإنسان في البرلمان البريطاني، قامت خلالها بتقديم شهادات كاذبة عن أوضاع حقوق الإنسان في كل من مصر والسعودية والإمارات والكويت.
"شبكة المكين الإعلامية"
وهي عبارة عن خدمة إخبارية تقدم عبر مواقع التواصل الاجتماعي على شبكة الأنترنت مثل توتير وفيسبوك، وعبر تطبيقات التليفون المحمول، قام بتأسيسها ويعمل على إدارتها الإخواني أنس مقداد من بريطانيا، والذي يعمل أيضاً مدير لـ "مركز الإمارات لحقوق الإنسان" الذي أسسه أنس التكريتي عام 2012، وتتعمد الشبكة بث الأخبار التي تجمل صورة الإخوان المسلمين وحماس.   
"شركة ميدل أيست آي الإعلامية"
وهي مؤسسة إعلامية تأسست في بريطانيا كشركة ربحية في ديسمبر 2014 بتمويل قطري على يد "جوناثون باول" المسؤول التنفيذي في قناة الجزيرة ومستشار العائلة الحاكمة في قطر ، وتمتلك الشركة موقع إخباري على شبكة الأنترنت ناطق باللغة الأنجليزية يحمل نفس الاسم ومتحيز تماماً لأجندة الإخوان، ومهتم بشكل رئيسي بمهاجمة دول الخليج ومصر في كل ما ينشره، ويرأس تحرير الموقع "ديفيد هيرست"، مراسل سابق لصحفية الجارديان البريطانية، ومعروف بعلاقاته المثيرة للجدل مع تنظيم الإخوان في مصر. 
"الأكاديمية البحثية للتعليم الإسلامي"
وهي منظمة غير حكومية تأسست في بريطانيا عام 2009، وتعرف نفسها على أنها منظمة دولية تعمل على التبشير بالإسلام في أوروبا، وقام بتأسيسها "أنطوني جرين"، الذي اعتنق الإسلام عام 1988 وغير أسمه إلى "عبد الرحيم جرين" وأصبح يعرف نفسه كبريطاني سلفي، وفي عام 2014 فتحت الحكومة البريطانية تحقيقات في عدد من الشكاوى التي قدمت لها من مواطنين بريطانيين بشأن الأبحاث المتطرفة  المليئة بخطابات الكراهية والتحريض على العنف التي تصدر من الأكاديمية ، وعلى الرغم من أن الأكاديمية لا تنتمي للإخوان بشكل مباشر، إلا أنها تعمل تحت رعايتهم في نفس مبنى "كراون هاوس" الإداري والذي يضم منظمات إخوانية أخرى.
"شركة الخدمات الإعلامية العالمية"
وهي مسجلة في لندن كشركة نشر وإعلام، وتضم المكتب الإعلامي الرئيسي للتنظيم الدولي لجماعة الإخوان المسلمين، وتقع في حي "كريكلوود" وهو حي متواضع بعيد عن الأنظار في لندن، ويتولى إدارتها والإشراف عليها إبراهيم منير، الذي يتولى منصب نائب مرشد الجماعة حالياً، منذ تأسست قبل عشرين عام بشكل غير معلن، ولم يتم الإفصاح عن إدارته للشركة إلا عام 2015، ويتولى هذا المركز نشر كل المطبوعات والمواقع الإليكترونية التي تعبر عن جماعة الإخوان المسلمين، وأغلبها باللغة الإنجليزية وموجهة إلى الرأي العام في الغرب، ومنها على سبيل المثال لا الحصر، موقع "إخوان أون لاين" باللغة العربية، وموقع "إخوان ويب" باللغة الإنجليزية، ونشرة "رسالة الإخوان" باللغتين العربية والإنجليزية، وغيرها. وفي مطلع عام 2014 عندما قامت الحكومة المصرية بحظر كافة أنشطة الإخوان بعد تصنيفها تنظيم إرهابي، تولى إبراهيم منير وشركة الخدمات الإعلامية نقل مديري مكاتب الإخوان الإعلامية في مصر إلى مكتب لندن لمواصلة العمل الإعلامي للجماعة من هناك.
العاصمة البريطانية..
"منظمة الإغاثة الإسلامية حول العالم"
وهي واحدة من أقدم الجمعيات الإسلامية الخيرية والتنموية في العالم، حيث تأسست في بريطانيا كمنظمة دولية عام 1984 على يد الإخواني المصري هاني البنا، وتولى عصام حداد القيادي الإخواني المصري المعروف رئاستها بعد ذلك من عام 1992، إلى حين تولى الإخوان المسلمين الحكم في مصر في 2012 وتم تعيينه كمستشار علاقات خارجية لمحمد مرسي، فترك إدارتها لكل من "ناصر هاغاميد" و"طاهر سالي" و"أحمد كاظم الراوي" الإخواني من أصل عراقي، وقد جمعت المنظمة منذ ذلك الحين ملايين الدولارات من أفراد وحكومات أوروبية، تم الكشف مؤخراً عن أنها كانت تستغل تلك الأموال في دعم أنشطة إرهابية في منطقة الشرق الأوسط وأفغانستان وباكستان، وقامت كل من الإمارات وروسيا وإسرائيل بإعلانها كمنظمة إرهابية وحظرت كل أنشطتها، بينما ما زالت الحكومة والبرلمان البريطاني يحققان في أمرها .
"الأمانة الأوروبية"
وهي شركة إدارة أوقاف تأسست في لندن عام 1996 بواسطة "اتحاد المنظمات الإسلامية في أوروبا" وهي منظمة إخوانية معروفة، وفي عام 2003 تغير أسمها ليكون "أمانة أوروبا" وتعمل هذه المؤسسة على جمع الأموال من المتبرعين الأفراد والحكومات في جميع أنحاء أوروبا وإعادة توجيهها للصرف على المنظمات التابعة للإخوان في كل أوروبا،  وقام بتأسيسها وإدارتها فؤاد العلوي وأحمد كاظم الراوي، الإخواني من أصل عراقي، وهو أيضاً أحد قيادات منظمة الإغاثة الإسلامية المحظورة في كثير من الدول على خلفية دعمها وتمويلها لأنشطة إرهابية في الشرق الأوسط.
"اتحاد المنظمات الطلابية الإسلامية"
وهي منظمة شبابية في بريطانيا تستهدف استقطاب الطلاب المسلمين في الجامعات الإنجليزية، وتضم بداخلها أكثر من 40 منظمة فرعية وأسرة طلابية، تأسست عام 1962 على غرار منظمة "جمعية الطلاب المسلمين" في الولايات المتحدة الأمريكية، وفي نفس الحقبة الزمنية تقريباً ككيان يستطيع الإخوان العمل من خلاله مع الشباب وتجنيدهم للإنضمام للجماعة في بريطانيا، ويترأس المنظمة الإخواني بشير عثمان، ويشرف على عملها كل من القياديين الإخوانيين عزام التميمي، وهو إخواني من أصل فلسطيني وعضو في حركة حماس ويدير "مركز الفكر الإسلامي السياسي" في لندن، وداوود عبد الله رئيس ميدل أيست مونيتور.
"منظمة المجتمع الإسلامي في بريطانيا"
تأسست عام 1990 كمنظمة خيرية غير حكومية وغير هادفة للربح، ويقع مقرها في لندن، بغرض نشر قيم الإسلام والدفاع عن مصالح المسلمين في بريطانيا، وقد ساهم في تأسيسها القيادات الإخوانية أنس التكريتي، رئيس مؤسسة قرطبة ومؤسس غالبية المنظمات الإخوانية في بريطانيا، وعزام التميمي، الرئيس الحالي لقناة الحوار والمدير السابق لـ "معهد الفكر الإسلامي السياسي" وهي منظمة إخوانية أيضاً، وما زال عضواً في منظمة المجتمع الإسلامي في بريطانيا حتى اليوم، وتضم منظمة المجتمع الإسلامي في بريطانيا جمعية فرعية أخرى أسمها "الشبان المسلمين" وهذا أسم مألوف داخل حركة الإخوان المسلمين منذ تأسيسها في العشرينات، وهناك جمعية في مصر تابعة للإخوان وتحمل أسماً مشابهاً، وتعمل جمعية "الشبان المسلمين" في بريطانيا على تجنيد واستقطاب الشباب في الجامعات البريطانية للانضمام للجماعة وتأييد فكرها. 
"معهد الفكر الإسلامي السياسي"
وهو مركز بحثي مستقل أسسه عزام التميمي عام 2002 وعمل مديراً له حتى عام 2008، قبل أن ينتقل للعمل كرئيس مجلس إدارة ورئيس تحرير لقناة الحوار التي تبث من لندن باللغة الإنجليزية، وقد تعرض تميمي أكثر من مرة لتحقيقات بسبب علاقاته المريبة مع حركة حماس ودعمه لهم، كما أن معهد الفكر الإسلامي السياسي كان هو الراعي الرئيسي لمركز العودة الفلسطيني الذي تم تجريمه وتصنيفه كمنظمة إرهابية لاحقاً.
"قناة الحوار"
وهي إحدى الأدوات الإعلامية المؤثرة لتنظيم الإخوان المسلمين في أوروبا، تأسست عام 2006 على يد عدد من قيادات الإخوان أشهرهم أنس التكريتي رئيس مؤسسة قرطبة، وعزام التميمي الذي يعمل حالياً كرئيس مجلس إدارة ورئيس تحرير للقناة، ويقع مقرها الرئيسي في لندن وتبث محتواها باللغة العربية.
وقد قامت الحكومة البريطانية في الفترة من 2005 و2010 بغلق عدد من المؤسسات التابعة لجماعة الإخوان المسلمين على خلفية مشاركتها في دعم وتمويل أعمال عنف في العالم، خصوصاً الشرق الأوسط، ومنها على سبيل المثال لا الحصر "أمانة تكافل"، "مؤسسة النهضة"، و"مؤسسة حسن البنا".
بالإضافة إلى ما سبق ذكره من شبكة منظمات تابعة لجماعة الإخوان المسلمين وتحمل هوية إسلامية، هناك أيضاً منظمات حقوقية مستقلة تدعم الجماعة بشكل غير مباشر داخل بريطانيا، وأشهرها:
"مركز أكسفورد للدراسات الإسلامية"
وهو مؤسسة بحثية أكاديمية تابعة لجامعة أكسفورد تهتم بدراسة الإسلام السياسي، تأسست عام  1985 وكانت تعمل بشكل مستقل يتميز بالحيادية والاعتدال، لحين بدأت عناصر الإخوان المسلمين في بريطانيا في السيطرة على المركز في نهاية التسعينات، وقاموا باستخدام المركز في استقطاب الشباب في الجامعات البريطانية، وعينوا في أعضاء مجلس أمنائه شخصيات إخوانية بارزة مثل يوسف القرضاوي الزعيم الروحي لجماعة الإخوان الذي حظرت بريطانيا دخوله البلاد لاحقاً بسبب تصريحاته المتطرفة والمحرضة على الجهاد العنيف، وكذلك علي المزروعي وهو أكاديمي أمريكي ينتمي لجماعة الإخوان المسلمين .  
العاصمة البريطانية..
"منظمة العفو الدولية"
وهي منظمة دولية شهيرة تعمل في مجال الدفاع عن حقوق الإنسان والتوعية بها، تأسست عام 1961 في لندن، وما زالت تعمل من هناك حتى اليوم، لكن منذ ثورات الربيع العربي في 2011، أظهرت المنظمة تحيزات مثيرة للجدل تجاه جماعة الإخوان المسلمين، وقامت بدعمهم للوصول لسدة الحكم في كل من مصر وتونس عبر حملات إعلامية وسياسية موسعة، بالمخالفة لشروط وطبيعة عمل المنظمة كمنظمة حقوقية.
وبعد الإطاحة بنظام الإخوان في مصر في يونيو 2013، تحولت منظمة العفو الدولية إلى بوق إعلامي لدعم وتجميل صورة جماعة الإخوان المسلمين لدى الحكومات الغربية، في الوقت الذي كانت تهاجم فيه الحكومات المصرية والإماراتية تحت إدعاء انتهاك هذه الدول لحقوق الإنسان، دون أن تقدم دليل أو سند، وكانت دائماً ما تقوم بالتنسيق مع منظمة "هيومان رايتس ووتش" في الولايات المتحدة الأمريكية للترويج لنفس الأكاذيب وتضخيمها ليتقلبها الرأي العام العالمي على أنها حقائق لا تقبل المناقشة.
حتى أن منظمة العفو الدولية، كاسرة كل قوانين العمل الحقوقي والقوانين البريطانية التي تلزمها، كانت تنظم تظاهرات لجماعة الإخوان المسلمين باستخدام شعارات رابعة داخل بريطانيا، عندما كان يعجز الإخوان عن الحصول على تصاريح للقيام بمثل هذه المظاهرات.
لكن في تحقيق مهم، نشر في مجلة "ذا تايم" البريطانية ، عام 2015، كشفت المجلة أن عناصر جماعة الإخوان يسيطرون بالفعل على المناصب القيادية داخل منظمة العفو الدولية، وأنهم كانوا المحرك الرئيسي الذي أوقع المنظمة في دعم تنظيم الإخوان في السنوات الأخيرة، وكان أشهر مثال على ذلك هي ياسمين حسين، أحد الوجوه الإخوانية المعروفة في بريطانيا، وتعمل كمدير لقسم العقيدة وحقوق الإنسان في منظمة العفو الدولية.
وقد ساعدت ياسمين حسين إخوان مصر كثيراً بعد ثورة يناير 2011 بأن ساهمت في تمكينهم من حكم البلاد عبر زيارات متكررة قادتها تحت اسم منظمة العفو الدولية إلى مصر، وساعدت الإخوان في الوصول لصناع القرار في بريطانيا وسهلت دخول عدد من الهاربين منهم إلى هناك بعد سقوط نظام الإخوان في 2013، كما أنها زوجة القيادي الإخواني الإماراتي المعروف وائل مصابيح والذي أدانه القضاء الإماراتي في عام 2013 بتهم التحريض على العنف ومحاولة قلب نظام الحكم.
إن مجرد المراجعة البسيطة لأسماء وتاريخ هذه المنظمات مع أسماء قيادات التنظيم الدولي للإخوان المسلمين المقيمين حالياً في بريطانيا يثبت أنهم جميعاً يعملون في إطار شبكة واحدة متشاركة الأهداف ومتفقة تماماً على استخدام العنف والإرهاب كوسيلة لنيل مقاصدهم، وإن كانت متنوعة في أشكالها وطريقة تنفيذ أعمالها بما يتناسب مع الإطار الديمقراطي المفتوح داخل بريطانيا

شارك