واشنطن "تؤسس " لوجود عسكري شامل فى سوريا بالقواعد العسكرية

الخميس 15/يونيو/2017 - 04:22 م
طباعة واشنطن تؤسس  لوجود
 
يبدو أن واشنطن "تؤسس " لوجود عسكري شامل فى سوريا  من خلال إنشاء مناطق إرتكاز عسكرية تصل بها فى النهاية الى القواعد العسكرية الكاملة وتجلى ذلك بنشرها  أضخم منظومة صواريخ  فى سوريا 
ياتى ذلك بعد  نشر الجيش الأمريكي منظومة الراجمات الصاروخية المتعددة "HIMARS" جنوب سوريا، بهدف تعزيز قاعدة "التنف" العسكرية، الواقعة عند مثلث الحدود العراقية السورية الأردنية، وذلك عقب احتلال ميليشيات إيران عدة مناطق في البادية السورية ووصولها إلى الحدود العراقية ونقلت وكالة رويترز عن مصادر بالمخابرات الأميركية، الأربعاء، تأكيدها أن نظام راجمات الصواريخ الأميركية المتطورة السريعة الحركة (هيمارس) موجود الآن في القاعدة الصحراوية، وذلك مع تصاعد التوتر بعدما ضربت قوات التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة مليشيات يدعمها النظام وإيران.
وقال مصدر كبير بالمخابرات "لقد وصلت (المنظومة) الآن إلى التنف وهي تمثل تعزيزاً كبيراً للوجود العسكري الأميركي هناك"، وأضاف أنها نشرت مع فصائل تقاتل تنظيم الدولة الإسلامية بدعم من واشنطن، في إشارة إلى فصائل الجيش السوري الحر المنتشرة في تلك المنطقة  من جهته، قال أبو أثير المتحدث العسكري باسم فصيل مغاوير الثورة التابع للجيش السوري الحر إن القوات الأميركية انتشرت من موقعها في التنف لتقيم قاعدة جديدة في الزكف على بعد سبعين كيلومترا باتجاه الشمال الشرقي وأن القوات الخاصة الأميركية تقوم بدوريات على مسافات تصل إلى 100 كم من التنف، وأن المزيد من القوات الخاصة تصل إلى قاعدتي التنف والزكف، وأن الفصائل تسلمت مزيدا من الأسلحة.
واشنطن تؤسس  لوجود
كما نقلت رويترز عن مسؤول مقرب من مغاوير الثورة يدعى مزاحم سلوم، أن موقع الزكف سيكون داعماً لقاعدة التنف ومن المتوقع أن يكون "خط الدفاع الأول" ضد أي هجوم من القوات الموالية للنظام وإيران لكن في المقابل، نفى المتحدث باسم التحالف الكولونيل رايان ديلون أن تكون القوات الأميركية قد أقامت قاعدة جديدة، وقال إن التحالف يقوم أحيانا بدوريات وتدريبات في مواقع خارج التنف، وأضاف أن للتحالف قاعدة مؤقتة في التنف وموقعاً لتدريب القوات المشاركة في قتال تنظيم الدولة وأنها القاعدة الوحيدة في جنوب سوريا.
ويرى مراقبون، أن نشر واشنطن واحدة من أثقل وأضخم منظومات إطلاق الصواريخ في الجيش الأمريكي، يأتي رداً على الاستفزاز الإيراني، الذي تمثل في وصول زعيم ميليشيا "فيلق القدس" التابع للحرس الثوري الإيراني الجنرال قاسم سليماني إلى المنطقة في الجهة الشرقية من مثلث التنف حيث التقط صوراً برفقة ميليشيا أفغانية شيعية عند الحدود السورية العراقية وووصول ميليشيات إيران إلى الحدود السورية العراقية، يأتي رغم أن التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، وجه عشرات التحذيرات في الأيام الماضية وترجمتها عبر شن ثلاث ضربات جوية استهدفت أرتالاً لقوات الأسد وميليشيات شيعية تقاتل إلى جانبها بإشراف إيراني بعدما اقتربت من التنف التي يمر عبرها الطريق الدولي دمشق - بغداد.
واشنطن تؤسس  لوجود
يشار أن هذه ليست المرة الأولى التي تستخدم فيها منظومة "HIMARS" في سوريا، إذ تم نشر المنظومة شمال سوريا لمساعدة ما تسمى قوات "سوريا الديمقراطية" التي تتزعمها ميليشيا الوحدات الكردية، التي تحاول الآن الاستيلاء على مدينة الرقة بحجة طرد تنظيم داعش  والراجمة الأمريكية \\HIMARS /High Mobility Artillery Rocket System أي بالعربية (نظام مدفعية صاروخية عالي القدرة على التنقل)، يمكن لها  حمل 6 صواريخ او صاروخ تكتيكي واحد براس مضاد للدروع أو رأس يحمل قنابل عنقودية أو رأس انفجاري تقليدي، و يمكنها الدوران 360 درجة ويمكنها إطلاق صاروخ أو 2 أو 4 أو الستة صواريخ معاً، ودخلت منظومة راجمات صواريخ HIMARS الخدمة في الجيش الأمريكي عام 2005، واستعملت من قبل القوات الأمريكية في العراق وأفغانستان، وخصصت للقوات المحمولة جوًّا ومشاة البحرية ومدى إطلاق الراجمة الأقصى يصل 70 كم ، و 300 كم الصاروخ التكتيكي، ومدى الإطلاق الأدنى 2 كم، والمدى العملياتي 480 كم  كما أن نظام راجمة الصواريخ HIMARS تمتع بمرونة عالية جدًّا رغم أنها أضخم منظومات إطلاق الصواريخ في الجيش الأمريكي، وهي قادرة على إطلاق صواريخه والابتعاد سريعًا، قبل أن تتمكن قوات العدو من تحديد موقع الراجمة
وبحسب مصادر ميدانية تتواجد على الأراضي السورية سبع قواعد أمريكية،  تتركز في مناطق النفوذ الكردي شمال البلاد على النحو التالي:
واشنطن تؤسس  لوجود
القاعدة الاولى: تقع  في مطار “رميلان”  شرق مدينة “القامشلي” الحدودية مع العراق، تم إنشاؤها في تشرين الأول عام 2015  وهي من أولى القواعد العسكرية الأمريكية في سوريا التي تدخل الاستعمال حيث تستقبل القاعدة الطائرات الأمريكية وتخضع لجنود وخبراء أمريكيين.
القاعدة الثانية للقوات الامريكية تتمثل في قرية “المبروكة” غرب مدينة القامشلي، حيث تؤكد مصادر ميدانية أن ما لا يقل عن 45 عنصراً من القوات الخاصة الأمريكية تنتشر في هذه القاعدة.
القاعدة الثالثة: فتتمثل بالقرب من معمل اسمنت “لافارج” والتي تتموضع بالقرب من قرية “خراب عشق” غرب مدينة “عين عيسى”، حيث أفادت مصادر ميدانية أنه وفي الأيام الأخيرة، ازداد عدد القوات الأمريكية الموجودة في هذه القاعدة، بينما أفادت مصادر أخرى أنه يجري تجهيز مركزٍ لتدريب المقاتلين في تلك القاعدة ومكان آخر لهبوط طائرات الهليكوبتر.
القاعدة الرابعة: وهي مدينة “عين عيسى” التي تُعدّ كبرى قواعد الجيش الأمريكي مساحة شمال سوريا حيث تشير المعطيات أن ما يزيد عن 100 جندي أمريكي دخلوا المدينة.
القاعدة الخامسة:هي في مطار “روياريا” بمحيط  مدينة “عين عرب” في ريف حلب الشمالي ، والتي يتواجد فيها أكثر من 300 جندي أمريكي، بينهم خبراء أمريكيون يزعمون أنهم جاؤوا للإشراف على عمليات التحالف، وتشغل هذه القاعدة حيّزا جغرافياً بمساحة 35 هكتاراً.
واشنطن تؤسس  لوجود
القاعدة السادسة: وهي منطقة “تل بيدر” شمال محافظة الحسكة والقامشلي وهي بلدة حدودية، فيها مدرج لهبوط المروحيات العسكرية، ويتم فيها تدريب القوات غير العسكرية، فضلاً عن تجهيز أماكن أخرى لبناء قواعد للمروحيات الامريكية.

القاعدة السابعة: مدينة “تل أبيض” على الحدود السورية التركية، حيث ينتشر في هذه القاعدة حوالي 200 جندي أمريكي، كما رفع العلم الامريكي فوق عدد من المباني الحكومية هناك.
ويبرز دور تلك القواعد الأمريكية بالنسبة للعمليات العسكرية للتحالف الذي تقودة الولايات المتحدة في سوريا، في تأمين قواعد للإمداد والتموين والخدمات الأخرى المختلفة للقوات الأمريكية والغربية، التي بدأت في الظهور بشكل تدريجي محدود في المنطقة على هيئة خبراء للتدريب أواستشاريين 
 مما سبق نستطيع التأكيد على انه يبدو أن واشنطن "تؤسس " لوجود عسكري شامل فى سوريا  من خلال إنشاء مناطق إرتكاز عسكرية تصل بها فى النهاية الى القواعد العسكرية الكاملة تتحول إلى مراكز  دائمة . 

شارك