تصاعد أزمة التدخل الروسي فى الانتخابات الأمريكية..وتحقيقات حول عرقلة ترامب للقضاء

الخميس 15/يونيو/2017 - 07:56 م
طباعة تصاعد أزمة التدخل
 
اتهامات لموسكو بالتدخل
اتهامات لموسكو بالتدخل فى الانتخابات الأمريكية
تتصاعد قضية التعاون مع روسيا فى واشنطن ،  بعد الكشف عن قيام  المدعي العام الخاص المكلف بملف التدخل الروسي في الانتخابات الرئاسية الأمريكية روبرت مولر يحقق حاليا للتعرف على ما إذا قام الرئيس دونالد ترامب بعرقلة القضاء، ويستجوب حاليا مسؤولين استخباراتيين كبار لتحديد ما إذا حاول الرئيس الأمريكي إبطاء أو عرقلة التحقيق الذي يشمل أيضا تواطؤا ممكنا بين مقربين من ترامب وروسيا.
وكشفت صحيفة واشنطن بوست توسيع نطاق التحقيق يشكل "منعطفا كبيرا"، مشيرة إلى أن المحققين يبحثون عن جنح مالية محتملة ارتكبها مقربون من ترامب، والاشارة إلى أن مولر طلب على ما يبدو استجواب خمسة مسؤولين استخباراتيين كبار وافق ثلاثة منهم على الإدلاء بشهادتهم هم دانيال كوتس مدير الاستخبارات ومايك روجرز مدير وكالة الأمن القومي "ان اس ايه" ونائبه السابق ريتشارد ليدجيت، وأن جلسات الاستجواب يمكنها أن تبدأ اعتبارا من الأسبوع  الحالي.
شددت على أن التحول في مسار التحقيق ليشمل الرئيس، بدأ بعد أيام على إقالة ترامب لمدير "اف بي آي" جيمس كومي في 9 مايو الماضي. وينفي ترامب بشدة أي تواطؤ بينه أو أحد من مساعديه وبين روسيا، ونقلت عن مسؤولين أمريكيين أن المدعي المستقل يركز على لقاء في 22 مارس قال خلاله كوتس لزملائه إن ترامب طلب منه التدخل لدى كومي حتى يتخلى عن التحقيق حول المستشار السابق للأمن القومي مايكل فلين.
تحقيقات حول دور ترامب
تحقيقات حول دور ترامب فى عرقلة القضاء
وسبق وأن تحدث ترامب على انفراد مع كوتس وروجرز وطلب منهما إصدار بيانات رسمية بعدم وجود دليل على حصول تنسيق بين أفراد من حملته الانتخابية وروسيا. وتقول الصحيفة إن المسؤولين رفضا طلب الرئيس، واتهم محامي الرئيس مارك كاسوفيتس "اف بي آي" بالوقوف وراء تسريب المعلومات إلى الصحيفة قائلا إن "تسريب المعلومات مشين ولا يمكن القبول به ومخالف للقانون".
وأطلع مولر لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ الأمريكي الأربعاء على عمله. وأكد ذلك مارك وورنر العضو الديمقراطي في اللجنة أمام صحافيين لكنه رفض "الخوض في مضمون" اللقاء.
بينما أعلن وزير العدل الأميركي جيف سيشنز قبيل بدء جلسة الاستماع أمام مجلس الشيوخ أن "لا علم له" بوجود تواطأ بين فريق الحملة الانتخابية لدونالد ترامب والحكومة الروسية، وقال الوزير الأميركي "كل كلام عن أنني قد أكون تواطأت، أو أنني كنت على علم بوجود اتفاق مع الحكومة الروسية موجه ضد بلادي هو كذب مقيت".
ونفى الوزير والذي يعتبر المدعي في الولايات المتحدة جيف سيشنز اليوم الثلاثاء أنه سبق له على الإطلاق الالتقاء أو التباحث مع مسئولين روس بشأن التدخل في انتخابات الرئاسة الأمريكية، ووصف أي إيحاءات بالتواطؤ بأنها "كذبة مروعة وبغيضة".
المتحدث باسم البيت
المتحدث باسم البيت الابيض
وكان المدير السابق لـ"مكتب التحقيقات الفيدرالي" كشف في شهادته الاستثنائية أمام لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ الأميركي، أن ترامب أقاله لتقويض تحقيق يجريه المكتب في مزاعم عن تواطؤ بين حملته الرئاسية وروسيا، واتهم البيت الأبيض بالكذب والتشهير في شهادة مثيرة رسمت صورة للرئيس دونالد ترامب على أنه غير نزيه ويتصرف بطريقة خارجة عن الأعراف الرئاسية. وخلال شهادته التي أداها تحت القسم أمام لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ، قال كوني أنه "صدم" بسلوك ترامب "المزعج جداً" و"المقلق جداً" خلال العديد من الاجتماعات الخاصة.
وعرض كومي روايته لمحادثاته الخاصة مع الرئيس الأميركي أمام لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ في جلسة بثتها كل قنوات التلفزة الأميركية. وقال كومي "أعتقد أنه تمت إقالتي بسبب التحقيق في التدخل الروسي" في الانتخابات الأميركية، وعرض كومي تفاصيل محادثات خاصة مع رئيس أثناء توليه منصبه، وهو ما لا يحدث في الظروف العادية، وقال أنه سجّل ملاحظات مفصّلة للقاءاته الاستثنائية مع ترامب خشية أن "يكذب" بشأن الاجتماعات. وأشار كومي إلى أن المحقق الخاص هو الذي سيقرر ما إذا كانت تصرفات الرئيس تعتبر عرقلة للعدالة، وهي المخالفة التي تتيح إمكانية التحقيق مع الرئيس بهدف عزله.
وبعد أشهر من الترقب، أكد كومي أنه عندما غادر مكتب التحقيقات الفدرالي الشهر الماضي لم يكن ترامب خاضعاً بشكل شخصي لتحقيق جنائي أو تحقيق يتعلق بمكافحة الإرهاب. وطال التحقيق في التدخل الروسي في انتخابات الرئاسة 2016 عددا من مساعدي الرئيس المقربين وله تأثيرات سياسية وجيوسياسية واسعة.
وبعد أن رفع يده اليمنى وأقسم أن يقول الحقيقة كاملة، بدأ كومي جلسة الشهادة بمحاولة تصحيح الصورة عن حالة مكتب التحقيقات الفدرالي الذي قاده حتى إقالته الشهر الماضي. وقال "رغم أن القانون لا يتطلب أي سبب مطلقاً لإقالة مدير إف بي آي، فقد اختارت الإدارة التشهير بي، والأهم، التشهير ب إف بي آي من خلال القول إن المكتب يعاني من الفوضى وأنه يقاد بشكل سيء وأن الموظفين فيه فقدوا الثقة في مديره". وأكد "تلك كانت ببساطة أكاذيب"، ليشعل التوتر داخل جلسة الاستماع التي سادها الصمت وهي تشهد هذا المسرح السياسي.
كومي
كومي
قال كومي إن ترامب رغب في التقرب منه. وقال إن الرئيس طالبه بـ"الولاء" خلال العشاء في البيت الأبيض، كما طلب منه وقف التحقيق بحق أحد أبرز المقربين منه، الجنرال مايكل فلين المستشار السابق في مجلس الأمن القومي الذي أقيل في فبراير لأنه لم يقل كل الحقيقة بخصوص محادثاته مع السفير الروسي لدى الولايات المتحدة، وروى كومي أن ترامب قال له خلال لقاء على انفراد في البيت الأبيض في 14 فبراير "آمل أن تجد طريقة لوقف هذا، لترك فلين وشأنه. إنه رجل صالح". ونفى ترامب أن يكون قام بأي طلب من هذا النوع. وأكد كومي الخميس أن المستشار فلين كان مستهدفا آنذاك بتحقيق جنائي.
وتجنب ترامب الرد مباشرة على اتهامات كومي، وقال لأنصاره أثناء حدث ديني في العاصمة "سنقاتل وننتصر". وأضاف "لدي هدف، هو أن أقاتل من أجل الأميركيين ومن أجل أميركا أولا" وأكد "الرجال والنساء المنسيين لن يكونوا منسيين بعد اليوم"، مستعيداً بذلك أحد شعارات حملته الانتخابية.
إلا أن البيت الأبيض رد بغضب، وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض ساره هاكابي ساندرز خلال المؤتمر الصحافي اليومي للصحافيين المعتمدين لدى البيت الأبيض "يمكنني أن أؤكد بثقة أن الرئيس لا يكذب، وبصراحة، أشعر بالإهانة جراء هذا السؤال". كما سعى البيت الأبيض وحلفاء ترامب إلى تسليط الضوء على النقاط الايجابية في تصريحات كومي. 
وقال مارك كاسوفيتز الذي عينه ترامب محامياً شخصياً له للتعامل مع الأمور المرتبطة بالتحقيق بشأن التدخل الروسي في الانتخابات "الرئيس يشعر بأنه مبرأ تماماً. ويتوق إلى مواصلة التقدم في أجندته". إلا إن المحامي عاد ونفى مطالبة ترامب كومي بالولاء وما وصفه بمزاعم كومي بإسقاط تحقيق بشأن مستشار الأمن القومي السابق مايكل فلين أو اقترح أن يفعل ذلك.

شارك