قيادات الإخوان في قطر والبحث عن ملجأ آمن

الخميس 15/يونيو/2017 - 09:22 م
طباعة قيادات الإخوان في
 
عمرو فراج، مؤسس شبكة
عمرو فراج، مؤسس شبكة رصد الإخوانية
اتخذت السلطات التونسية قرارا بحظر دخول عدد من القيادات الإخوانية المطلوبة في قضايا دولية لأراضيها، والذين تم إدراجهم في قائمة الإمارات ومصر للإرهابيين الذين تدعمهم قطر، وذلك تماشيا مع عزم الدول العربية مواجهة الإرهاب.
وقال موقع نسمة الإخباري التونسي، إن السلطات التونسية بادرت خلال الساعات الماضية باتخاذ إجراء "منع حدود" فى حق عدد من قيادات التنظيم الدولي للإخوان وفى مقدمتهم يوسف القرضاوي ووجدي غنيم وعصام عبد الماجد وغيرهم.
وأشار الموقع إلى أن السلطات المصرية قامت خلال اليومين الماضيين بإرسال قائمة من المطلوبين لقضايا إرهابية للإنتربول، للمطالبة بإلقاء القبض عليهم.
ويبدو أن جماعة الإخوان تتجه لتقليل الحرج على قطر بعد أزمتها الأخيرة، باتجاه بعض قياداتها إلى تركيا، خاصة في ظل الغضب العربي ضد الدوحة، بسبب استضافتها لقيادات الجماعات الإرهابية، ووضع شروط بضرورة طرد قيادات الجماعة من الأراضي القطرية.
تصريحات قيادات وحلفاء الإخوان، ظهر عليها حالة الخوف من أن تقدم قطر بالفعل على تكرار سيناريو سبتمبر 2014، عندما أقدمت على مطالبة 7 من قيادات الإخوان، مغادرة أراضيها وكانوا هم وجدى غنيم الداعية الإخوانى، ومحمود حسين الأمين العام لجماعة الإخوان، وجمال عبد الستار، أحد شيوخ الإخوان، وأشرف بدر الدين، القيادي الإخوانى، وحمزة زوبع، المتحدث الإعلامي لحزب الحرية والعدالة، وعمرو دراج، القيادي الإخوانى، وعصام تليمة، مدير مكتب يوسف القرضاوي السابق.
كل هذه الأسماء كانت وجهتها بعد الطرد من قطر، هي تركيا، حيث تمركزا فيها وبدأ كل منهم في شراء ممتلكات والمشاركة في القنوات التي أسستها الجماعة بمدينة اسطنبول، إلا أن هناك أسماء أخرى، لم تطلب منهم قطر المغادرة خلال الفترة الماضية، إلا أن الأمر أصبح قريب خلال الفترة الحالية، في ظل إصرار دول الخليج على طرد قطر لقيادات الجماعة، وهو ما دفع بعضهم بالفعل لبدء مغادرة الدوحة قبل أن يتم المطالبة بهذا الأمر.

أحمد رامي، المتحدث
أحمد رامي، المتحدث باسم حزب الحرية والعدالة
ووفقا لمصادر مقربة من الجماعة، فإن عدد من اعضاء الجماعة خاصة التابعين للمركز الإعلامي للتنظيم، يتجهون نحو مغادرة قطر إلى تركيا، لرفع بعض الحرج أمام الدوحة، بناء على طلب من المكتب الإعلامي لإخوان لندن، فيما ستبقى قيادات أخرى في قطر، لاستكمال عملها، حتى أن يجد جديد بشأن الأزمة القطرية.
هيثم أبو خليل، أحد حلفاء الإخوان في تركيا، ألمح إلى إمكانية اتجاه قطر نحو مطالبة بعض قيادات الإخوان بمغادرة أراضيها، وقال في تصريح له عبر صفحته الرسمية على "فيس بوك": "الضغوط هائلة هذه المرة على قطر، سابقا استجابت تحت ضغوط أقل منها وطردت قيادات وأغلقت الجزيرة مباشر مصر، فهل ستصمد في هذه الجولة ؟
واعترف أبو خليل أن السعودية والإمارات يكرهان جماعة الإخوان قائلا: لماذا تكره السعودية والإمارات الإخوان؟، لأن فكر الإخوان بعيدا عن سوء بعض تطبيقاته وعلى الرغم من أنه منهج هادئ إلا أنه ديناميكى وهذا يمثل إشكالية، محذرا من أن تتجه قطر نحو الاستجابة لضغوط الخليج.
وطالب أبو خليل، أعضاء الإخوان التبرؤ من القيادات الحالية للجماعة قائلا: مفيش حد منهم بيعمل حاجة خالص هذا ملخص الواقع، يبقى المنطقي إعلان البراءة من كل رموز المرحلة الحالية وطلاق التغفيل المستمر.
من جانبه قال محمود الشرقاوي، القيادي الإخوانى المتواجد في أمريكا، أن المقاطعة العربية لدولة قطر، تجعل اللعبة الآن في يد تركيا، وأن تدخل تركيا بكل قوتها لإنقاذ قطر. وتابع في تصريح له: أرى أن الفرصة الآن ذهبية أمام تركيا لفتح جسر جوى مع قطر، بعد قرارات المقاطعة لدول عربية مع الدوحة.
بدوره طالب عمرو فراج، مؤسس شبكة رصد الإخوانية، الجماعة أن تفكر بشكل مختلف مع الأزمة الحالية وتبدأ من منطلقات جديدة، قائلا: هناك طرف يجب عليه اليوم أكثر من أي وقت مضى أن يفكر مليا في لعب دور لفك حالة التدهور الحاصل في المنطقة، خصوصاً أنه جزء منها، هذا الطرف هو الإخوان، فالإخوان كطرف أساسي في خلفيات النزاع الحالي مطلوب أن تبادر لاتخاذ خطوات عملية لسحب الذرائع واستيعاب ما يحصل، ليس أقل من اعادة هيكلة تنظيمها أو الانطلاق من منطلقات جديدة مختلفة تماما عن ما كان طوال العقود الماضية.
وحول مغادرة بعض قيادات الإخوان، قطر والاتجاه نحو تركيا، قال خالد عبد الرحمن الزعفراني، الخبير في شئون الحركات الإسلامية، أنه بدأ بالفعل يتم هذا الأمر، مشيرا إلى أن البعض بدأ يتجه نحو تركيا ويغادر الدوحة.
وأضاف الخبير في شئون الحركات الإسلامية، أن المقيمين هناك في قطر منهم قليل عدا الإعلاميين منهم بالجزيرة، أما قيادات الإخوان فإنهم يتنقلون يوميا بالطائرات بين إقامتهم بتركيا وذهابهم لقناة الجزيرة.
ومما يزيد من أزمة القيادات الإخوانية المتواجدة في قطر تصريحات وزير خارجية قطر محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، وتبرأه من الإخوان، قائلا: إن بلاده ليس لديها علاقات مع جماعة الإخوان المدرجة ضمن المنظمات الارهابية داخل مصر وعدد من الدول العربية.
وتابع الوزير القطري: "ليس لدينا علاقات مع الإخوان.. وإذا كنا مخطئين سنتغير ولكننا ليس مخطئين"، جاء ذلك خلال لقاء له عبر قناة "cnn".
في 6 يونيو الجاري وتشير تصريحات وزير الخارجية القطري إلى أن بلاده أصبحت الآن أمام موقف صعب للغاية، فيما يتعلق باستضافة قيادات الإخوان وحلفائها، فالبيانات التي خرجت من الدول التي أعلنت قطع علاقتها الدبلوماسية والقنصلية عن قطر، كان من بين أسبابها هو استمرار تمويل واستضافة قيادات الجماعات الإرهابية، وهو ما يضع قطر أمام حرج شديد بسبب استمرار تواجد الجماعة داخل أراضيها.
وفى السياق ذاته حاولت قيادات إخوانية الترويج بأن قطر استعدت لهذا اليوم جيدا، وأنها لن تفرط في الجماعة، إلا أن خبراء أكدوا أن الدوحة أمام أزمة كبيرة، وقد تضحى بالتنظيم مقابل نجاح أي وساطات خلال الفترة المقبلة.
 سمير الوسيمى، القيادي الإخوانى المتواجد بقطر، قال في تصريح له عبر صفحته على "فيس بوك": "ما أعلمه أن قطر استعدت استراتيجيا منذ فترة ليوم كهذا، وبخاصة أقصد الحصار اللوجستي لمنفذها البرى الوحيد، وأعدت لذلك أكثر من بديل جوى وغيره.
هشام النجار، الباحث
هشام النجار، الباحث الإسلامي
وأضاف في تصريح: "كتب الله الخير لقطر ولشعبها وقيادتها وحفظهم من كل سوء، ولما لا ندعو لهم، وهم أهل كرم وأصحاب في كثير من القضايا". في إشارة إلى دعم قطر لجماعة الإخوان.
 من جانبه قال أحمد رامي، المتحدث باسم حزب الحرية والعدالة المنحل، إن قطع عدد من الدول العربية العلاقات مع قطر، هي محاولة للضغط وإخضاع تركيا والدوحة، قائلا: هذا لا يعنى أن قطر أو تركيا مجموعة من الملائكة لكن في واقع الحال والمصالح واستنادا للمواقف على الأرض، فهم يشكلون لهذه الدول عائقا وبالتالي إما أن يتم إخضاعهم للمقاييس الجديدة أو يتم عزلهم وتحيدهم.
على الجانب الآخر، قال خبراء وإسلاميون، إن الدوحة ستتجه إلى التضحية بالإخوان، حال شملت أي وساطات عربية بند وقف دعم الإرهاب او استضافة الدوحة للإرهابيين.
وفى هذا السياق، قال هشام النجار، الباحث الإسلامي، إن قطر بالفعل بدأت في التضحية بالإخوان، فهي بدأت بما فعلته مع قيادات حماس لكنها تظل تحركات تكتيكية لامتصاص الصدمة، وقطر قطعت مشوارا طويلا مع تلك الجماعات بما يجعل التحالف والتمازج بينهما مستحكم من الصعب فضه وإعادتها سريعا لرشدها.
وأضاف النجار: أتوقع ألا يكون تصرف التضحية بالإخوان عبر القيادة القطرية الحالية، إنما سيكون امتياز ومسوغ تصعيد قيادة جديدة سيكون فى رأس قائمة أولوياتها لتقديم نفسها للمحيط العربي بكونها من ستتخذ قرار قطع العلاقة مع الجماعات المتطرفة.
وفى السياق ذاته قال الدكتور جمال المنشاوي، الخبير في شئون الحركات الإسلامية، أن قطر قطعا الآن في موقف حرج جدا، وفى سابقة جديدة على دول الخليج التي تتميز بخصوصية العلاقات فيما بينها ولم تصل لمرحلة قطع العلاقات.
وأضاف المنشاوي: المتوقع أمران الأول ارتماء قطر في حضن إيران بما له من مخاطر شديدة للأطماع إيران في المنطقة أو تحكيم العقل والعودة للحظيرة الخليجية والتماهي مع السياسات العامة لدول الخليج وينطبق هذا على موقفها من جماعة الإخوان التي سببت العلاقة الحميمة معها توترا شديدا للعلاقات مع مصر.
وتابع الخبير في شئون الحركات الإسلامية: السياسة القطرية بلا شك ستضطر لإعادة النظر في كثير من سياساتها تجاه الإخوان وقد تدفع القيادات للخروج من قطر مع وقف التمويل لتجنب توابع هذا الزلزال الذى ينذر بتغيرات دراماتيكية داخل وخارج قطر.
وإلى الأن لم تحدد هذه القيادات الإخوانية وجهتها المحتملة وتبقى الجهة الوحيدة التي من الممكن التوجه إليها هي تركيا.

شارك