موسكو تلوح بتخفيف تواجدها العسكري فى سوريا..وواشنطن تخشي التقارب الروسي التركى

الخميس 15/يونيو/2017 - 09:30 م
طباعة موسكو تلوح بتخفيف
 
تقدم الجيش السوري
تقدم الجيش السوري فى الاراضي السورية
يسود الغموض فى الأزمة السورية فى ضوء رغبة موسكو فى تخفيف تواجدها بالأراضي السورية، وقد تقصر تواجدها العسكري في سوريا على قاعدتي حميميم وطرطوس في عام 2018، وهذا الموقف بعد أن أنجزت القوات المسلحة السورية المرحلة الأولى من عملياتها واسعة النطاق في البادية السورية، ووصلت إلى الحدود مع العراق،
بأتى ذلك في الوقت الذى قال فيه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن إحدى المهمات الرئيسية ذات الأولوية بالنسبة لروسيا هي تعزيز قدرات الجيش السوري، لكي يتمكن من تحقيق أهدافه بنفسه، والاشارة إلى أن موسكو تحرص على  إطلاق عملية تسوية سياسية في سوريا بين جميع أطراف النزاع.
نوه "مهمتنا على المدى القريب تكمن في زيادة مستوى الجيش السوري وقدراته القتالية، لكي نتمكن بعد ذلك من الانسحاب بهدوء إلى مراكز المرابطة في حميميم وفي قاعدة طرطوس، ولنتيح للقوات السورية فرصة العمل بفعالية وتحقيق أهدافها المرجوة"، وأكد أنه حتى بعد هذا الانسحاب، سيكون بإمكان الطيران الروسي تقديم الدعم الجوي الضروري للجيش السوري في محاربة التنظيمات الإرهابية.
ترحيب سوري بدور موسكو
ترحيب سوري بدور موسكو
واعتبر بوتين أن الخبرة التي اكتسبتها القوات المسلحة الروسية في ظروف القتال بالخارج، واستخدامها أحدث أنواع الأسلحة الروسية، يعد "أمرا لا يقدر بثمن". وتابع: "اكتسبت قواتنا المسلحة نوعية جديدة فعلا".، وأكد أن العملية العسكرية في سوريا جاءت بمنفعة كبيرة بالنسبة لقطاع التصنيع العسكري في روسيا، إذ سمحت باختبار أحدث أنواع الأسلحة وتصحيح العيوب وزيادة جودة هذه الأسلحة، وأن بعض وحدات الجيش الروسي التي تم تشكيلها مؤخرا، أثبتت فعاليتها خلال العمل العسكري في سوريا.
نوه بوتين إن موسكو لا تعتبر الولايات المتحدة عدوا لها، وحذر من استحالة تسوية الأزمة السورية بدون تعاون روسي أمريكي بناء، وأوضح أن هناك مجالات كثيرة تتطلب تعاونا وثيقا بين البلدين، وبينها منع انتشار الأسلحة النووية ومكافحة الفقر والتصدي للتغيير المناخي، معتبرا أن "هناك الأزمة السورية وقضية الشرق الأوسط، واتضح للجميع أننا لن ننجح في شيء بدون تعاون مشترك بناء".
من جانبه أكد النائب الأول لرئيس لجنة الدفاع والأمن في مجلس الاتحاد الروسي، فرانس كلينتسيفيتش، أن بلاده قد تقصر تواجدها العسكري في سوريا على قاعدتي حميميم وطرطوس في عام 2018، والاشارة إلى أن "لن نتمكن من تحقيق ذلك في العام الجاري، ولكن هذه المهمة واقعية في العام المقبل. نحن جاهزون للانسحاب حتى غدا، إذا أصبح الجيش السوري مستعدا لذلك، ولكنهم لا يستطيعون الاستغناء عن دعمنا في المرحلة الراهنة".
من ناحية اخري قالت ماريا زاخاروفا، الناطقة باسم وزارة الخارجية الروسية، إن الوقائع العسكرية السياسية الجديدة في سوريا توفر الظروف الملائمة لإلحاق الهزيمة النهائية بتنظيمي "داعش" و"جبهة النصرة".، وأن روسيا ترصد باستمرار التطورات الإيجابية للوضع العسكري السياسي في سوريا، وأشارت إلى  أن تنفيذ المذكرة الخاصة بإنشاء مناطق تخفيف التوتر في سوريا، يسمح بمواصلة تثبيت نظام وقف إطلاق النار، وبتركيز القوات الحكومية السورية على محاربة مسلحي "داعش" و"النصرة" والتنظيمات الإرهابية الأخرى"..
وأوضحت الدبلوماسية الروسية أن بروز هذه الوقائع الجديدة جاء بعد أن أنجزت القوات المسلحة الحكومية المرحلة الأولى من عملياتها واسعة النطاق في البادية السورية، ووصلت إلى الحدود مع العراق، وتابعت أنه لولا غارات سلاح الجو الأمريكي، لكان بإمكان الجيش السوري تحقيق نجاحات أكبر على هذا المحور.

الجيش السوري
الجيش السوري
من ناحية أخري أقر وزير الخارجية الأمريكي، ريكس تيلرسون، بأن الإدارة الأمريكية قلقة بشأن تقارب أنقرة مع موسكو، وقال: "نحن قلقون من تنسيقهم الأتراك مع روسيا، العلاقات مع تركيا بالنسبة للولايات المتحدة في غاية الأهمية.. وهي أيضا مهمة لحلف شمال الأطلسي ولأوروبا".
وبالرغم من ذلك، لم ينف وزير الخارجية الأمريكي، قلق واشنطن "إزاء التطورات في تركيا، خصوصا بعد محاولة الانقلاب" الفاشل الذي حصل في شهر يوليو 2016،ومع ذلك لا يزال هناك حوار فعال بين تركيا والولايات المتحدة على أعلى مستوى، مؤكدا أنه تجري مناقشة القضايا الإشكالية بين البلدين.
وأكد الوزير الأمريكي أن لدى تركيا بعض الاعتراضات على الولايات المتحدة، قائلا: "من الواضح أن لديهم تساؤلات بشأن الطريقة التي ننفذ بها خططنا العسكرية في سوريا لهزيمة تنظيم داعش ، في إشارة قد تكون إلى التعاون الأمريكي مع القوات الكردية المسلحة.
انسحاب القوات الروسية
انسحاب القوات الروسية من سوريا
كما أشار تيلرسون، إلى أن بعض خطوات الاتحاد الأوروبي أيضا تثير سخط تركيا، مؤكدا في الوقت نفسه أن العلاقات التركية بالنسبة للولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي "غاية في الأهمية من الناحية الجغرافية"، وتابعت قائلة: "هناك ثقة بأن الوقائع الجديدة توفر الظروف لإلحاق الهزيمة النهائية بمسلحي داعش والنصرة".
بينما كشفت صحيفة "حرييت ديلي نيوز" التركية بسقوط عشرات القتلى جراء اشتباكات عنيفة اندلعت بين فصائل "الجيش السوري الحر" في مدينة الباب بريف حلب الشمالي الشرقي.
ونقلت عن الحكومة التركية أن الاشتباكات بين الفصائل المسلحة التي تسيطر على مدينة الباب قد أسفرت عن مقتل 33 شخصا وجرح 55 آخرين، وأن الانشقاق في صفوف "الجيش الحر" الذي شاركت فصائله بدعم عسكري من أنقرة في عملية "درع الفرات" قد يكون مرتبطا بالنقص الحاد في الموارد المالية على خلفية الأزمة الدبلوماسية بين قطر وعدد من دول المنطقة.
أكد البيان أن مجموعة تضم 60-70 مسلحا من "فرقة السلطان مراد" انضمت إلى قوات الحكومة السورية، بينما فضل عناصر عدة الالتحاق بـ"وحدات حماية الشعب" الكردية.
سبق أن كشفت وسائل الإعلام بأن المواجهات في مدينة الباب احتدمت في الأيام الأخيرة بين مسلحي "فرقة السلطان مراد" من جهة و"أحرار الشام" من جهة آخرى.

شارك