جولة جديدة للمفاوضات بشأن الأزمة السورية..وغموض حول جبهة النصرة

السبت 17/يونيو/2017 - 06:52 م
طباعة جولة جديدة للمفاوضات
 
جبهة النصرة
جبهة النصرة
حدد المبعوث الأممي إلى سوريا 10 يوليو القادم موعدا جديدا لاستئناف عملية السلام السورية، فى الوقت الذى تستمر فيه الحيرة الروسية من غموض موقف واشنطن من الجماعات الارهابية وخاصة جبهة النصرة، ووصفها ب،"اللغز الكبير" على الرغم من كافة المتطلبات القانونية المتعلقة  بإدراج التنظيم على قوائم التنظيمات الإرهابية للأمم المتحدة، والولايات المتحدة، وروسيا، والعديد من الدول الغربية.
من جانبه أعلن المبعوث الأممي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا، أنه من المقرر أن تنطلق الجولة السابعة من المحادثات السورية – السورية في جنيف، يوم 10 يوليو المقبل، وأنه من المقرر أن يصل المدعوون إلى جنيف يوم 9 يونيو، والاشارة إلى أن دي ميستورا يعتزم الدعوة إلى جولات أخرى خلال الشهر الجاري وكذلك خلال شهر أغسطس ، مشيرا إلى أن الدعوات سوف ترسل وفقا لقرار مجلس الأمن رقم 2254.
وإلى جانب الجولات الرسمية للمحادثات السورية التي ستناقش السلات الواردة على جدول الأعمال، سوف تستمر اجتماعات الخبراء في إطار العملية التشاورية حول المسائل الدستورية والقانونية التي أنشأها المبعوث الخاص خلال الجولة السادسة من المحادثات.
بينما قال ميخائيل بوجدانوف، المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط وإفريقيا، إن موسكو تعول على تقدم في المفاوضات السورية بجنيف، خلال جولتها السابعة المقررة في 10 يوليو، وأضاف بقوله "أطلعونا على موعد الجولة القادمة في جنيف، وأملنا أن تشارك فيها كل الأطراف".
ستافان دي ميستورا
ستافان دي ميستورا
أشار الدبلوماسي الروسي إلى أن هذه الجولة التي أعلن موعدها، اليوم السبت، المبعوث الدولي الخاص إلى سوريا ستيفان دي ميستورا، "ستعقد، وهو ما نأمله، بعد اتصالات حول سوريا في عاصمة كازاخستان أستانا، وبعد قمة مجموعة العشرين في هامبورغ، حيث يمكن أن تجري أيضا مناقشات واتصالات جوهرية مفيدة للتسوية في سوريا".
أكد بوجدانوف أن موسكو تعول على إجراء لقاء حول سوريا في أستانا في 4-5 من الشهر المقبل، مشيرا إلى أن روسيا هي التي اقترحت هذا الموعد، لكن تنظيم اللقاء يعود للجانب الكازاخستاني.
وفى هذا الاطار أرسل عدد من أعضاء الهيئة العليا للمفاوضات السورية بيانات انسحاب من الهيئة، منددين بالتجاذبات السياسية داخلها، والغموض الذي يكتنف حراك الهيئة واتباع سياسة المحاصصة لا الكفاءات، وتوجه كل من رئيس اللجنة القانونية في الهيئة محمد حسام حافظ، وكذلك معاذ الخطيب الرئيس السابق للائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، برسالتين، لأمين سر الهيئة العليا للمفاوضات صفوان عكاش، أعلنا فيها انسحابهما.
قال حسام حافظ في رسالته، أوضح فيها أنه انسحب "بعد تفكير واستعراض لمسيرة الهيئة العليا التي امتدت لأكثر من سنة وسبعة أشهر وما آلت إليه الأمور نتيجة لأمراض عدة يعاني منها هذا الجسم مثل التفرد في تحديد التوجهات الأساسية والتخبط والبعد عن الاحترافية في صنع القرارات التي تراوح كثير منها ما بين الإفراط والتفريط بمقاربات مبسطة لا تتناسب مع تعقيدات المشهد، وكذلك الإصرار على المحاصصة بما في ذلك طريقة تشكيل الوفد المفاوض".
كما توجه معاذ الخطيب برسالة أوضح فيها قرار انسحابه من هيئة المفاوضات العليا ومن هيئتها العامة، وانتقد الهيئة، قائلا "إن فخاخا عديدة مررت تحت غطائها سواء في أستانا، التي كانت فخاً للفصائل العسكرية وقع فيه متحمسون ترفعوا عن استشارة كل القيادات العسكرية النظامية، وكذلك موضوع المناطق الآمنة الذي يظنه البعض رحمة بشعبنا وهو شرعنة للتقسيم وتناهب الدول لأرضنا، كما أن الآلية التشاورية التي ألهى ديمستورا بها الهيئة العليا عن مباحثات الانتقال السياسي هي فخ آخر".
قال الخطيب "إن هناك ضبابية في اتخاذ القرارات، وعدم شفافية في التعامل، واتخاذ مواقف متعاكسة محيرة بشكل مستمر، وعدم وضوح الرؤية، كما أن هناك غموض يكتنف حراك الهيئة وطرق خفية في اختيار الوفود التي لا تقوم على الكفاءات بل المحاصصات".
لافروف
لافروف
وفى سياق أخر أعلنت روسيا أن قواتها الجوية الفضائية العاملة في سوريا قتلت القياديين في "داعش"، أبو عمر البلجيكي وأبو ياسين المصري، و180 مسلحا من التنظيم، بغارتين قرب مدينة دير الزوير.
وقالت وزارة الدفاع الروسية "كشفت مجموعة القوات الروسية الموجودة في الجمهورية العربية السورية، باستخدام طائرات مسيرة، عمليات تحضير قامت بها تشكيلات تنظيم داعش الإرهابي لخرق دفاعات حامية القوات الحكومية السورية المحاصرة في مدينة دير الزور". 
أشارت الوزارة إلى أنه "تم، نتيجة ضربات جوية استباقية نفذتها القوات الجوية الفضائية الروسية يومي 6 و8 يونيو على مواقع لمسلحي داعش، تصفية القياديين في التنظيم، أبو عمر البلجيكي وأبو ياسين المصري، وذلك بالإضافة إلى القضاء على 180 مسلحا"، كما أسفرت هذه الضربات، عن "تدمير 16 سيارة ومدرعة، و4 مراكز للقيادة، ومستودع للأسلحة والذخائر العسكرية".
تجدر الإشارة إلى أن هذا البيان يأتي بعد أن أعلنت وزارة الدفاع الروسية، يوم أمس الجمعة، أن هناك معلومات تدل على مقتل زعيم تنظيم "داعش" الإرهابي، أبو بكر البغدادي، بإحدى غارات القوات الجوية الفضائية الروسية على الرقة السورية.
يذكر أن مسلحي "داعش" بسطوا سيطرتهم على معظم أراضي محافظة دير الزور منذ 3 سنوات، إلا أن المدينة ذاتها ما زالت تحميها مجموعة من الجيش السوري منتشرة هناك ومدعومة من القوات الجوية الروسية.
وتشن هذه القوة وتنفذ من حين إلى آخر هجمات مضادة على التنظيم على الرغم من أن أقرب الوحدات العسكرية الحكومية الأخرى تبعد عنها عشرات الكيلومترات.
فى حين أعلن الجيش السوريوقف عملياته العسكرية في درعا ضد الجماعات المسلحة لمدة 48 ساعة دعما لجهود المصالحة، وأكدت القيادة العامة للجيش أن وقف العمليات القتالية في مدينة درعا، بدأ سريانه الساعة 12 من ظهر يوم السبت 17 يونيو 2017، لمدة 48 ساعة وذلك دعما لجهود المصالحة الوطنية.
قالت وزارة الدفاع إن الحكومة تحرص على تعزيز المصالحات المحلية في مختلف المناطق بالتوازي مع عمليات الجيش والقوات المسلحة المتواصلة للقضاء على الإرهاب وإعادة الأمن والاستقرار إلى عموم الأراضي السورية.
على الجانب الآخر قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف إن وضع تنظيم "جبهة النصرة" الإرهابي أصبح يمثل "لغزا كبيرا" بالنسبة لروسيا، على خلفية استمرار المساعي الأمريكية لتجنيب الإرهابيين الضربات.
بوجدانوف
بوجدانوف
شدد الوزير الروسي على أن التحالف الدولي بقيادة واشنطن يواصل تصرفاته تجاه "النصرة" دون أي تعديل، على الرغم من قدوم إدارة دونالد ترامب محل إدارة الرئيس السابق باراك أوباما، وأوضح قائلا: "يعملون بشتى الوسائل على تجنيب جبهة النصرة الضربة. إنه أمر مثير للقلق البالغ. ونحن نطرح هذا الموضوع دائما في اتصالاتنا مع الأمريكيين، لكننا لا نتلقى أي أجوبة عقلانية".
أوضح الوزير أن "اللغز الكبير" حول "جبهة النصرة"  يبقى قائما على الرغم من كافة المتطلبات القانونية المتعلقة  بإدراج التنظيم على قوائم التنظيمات الإرهابية للأمم المتحدة، والولايات المتحدة، وروسيا، والعديد من الدول الغربية.
شدد قائلا: "في الواقع نرى فقط العمليات لمحاربة "داعش"، لكننا لا نلاحظ أي جهود للتصدي لللنصرة والجماعات التي اختلطت معها".

شارك