تفجير المعادي.. واستراتيجيات حسم في معركتها مع الدولة المصرية

الأحد 18/يونيو/2017 - 02:45 م
طباعة تفجير المعادي.. واستراتيجيات
 
انفجرت عبوة ناسفة في منطقة المعادي على الطريق الدائري مساء السبت 17 يونيو 2017، وأسفر الهجوم عن مقتل شرطي وجرح أربعة آخرين. ولم تعلن حتى الآن أي جهة مسؤوليتها عن الاعتداء.
وقد أعلنت وزارة الداخلية المصرية الأحد، عن مقتل شرطي وجرح أربعة آخرين في انفجار عبوة ناسفة عند مرور آليتهم على الطريق الدائري جنوب القاهرة.
وجاء في بيان لوزارة الداخلية أن الهجوم وقع بعد منتصف ليلة السبت للأحد ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عنه.
وذكر في البيان "أثناء سير سيارة تابعة لقطاع الأمن المركزي تقل مجموعة من ضباط ومجندي الأمن المركزي بطريق ’الأتوستراد‘ دائرة قسم شرطة البساتين (...) انفجرت عبوة ناسفة كانت مزروعة على جانب الطريق".
وأضافت الوزارة أن "ذلك أسفر عن استشهاد الملازم أول علي أحمد شوقي علي عبد الخالق وإصابة أربعة آخرين: ضابط وثلاثة مجندين" بجروح.
وتشن جماعات إسلامية العديد من الهجمات ضد الشرطة والجنود منذ الإطاحة بالرئيس الإسلامي محمد مرسي في صيف 2103.
وتنفي جماعة "الإخوان المسلمون" أي تورط في الهجمات، رغم أن بعض الخبراء يرون أن من الممكن أن يلجأ قسم من مؤيديها إلى العمليات العسكرية.
وتخوض القاهرة مواجهات مع الفرع المصري لتنظيم "الدولة الإسلامية" في محافظة شمال سيناء. وقتل مئات من عناصر الجيش والشرطة خلال محاربة هذه المجموعة بعد الإطاحة بمحمد مرسي.
لكن في الأشهر الأخيرة ظهرت جماعة أخرى تحمل اسم "حسم" تبنت عددا من عمليات القتل والاعتداءات في القاهرة ودلتا النيل، وخصوصا ضد الشرطة.
تفجير المعادي.. واستراتيجيات
وقد أدان الأستاذ الدكتور شوقي علام – مفتي الجمهورية – الحادث الإرهابي الآثم على سيارة الأمن المركزي في الساعات الأولى من صباح اليوم، والذي استشهد فيه ضابط شرطة وأصيب أربعة آخرون بالقرب من دائري المعادي.
وأكد مفتي الجمهورية أن هذه العمليات الآثمة لن تفت من عضد رجال الأمن الذين يسهرون على حماية الوطن وأمنه وسلامته، كما أنها لن تنال من عزيمة الشعب المصري في مواجهة التطرف والإرهاب.
وأوضح مفتي الجمهورية أن هذه المجموعات الآثمة لم تراعِ حرمة الشهر الكريم وذهبت تقتل وتفسد في الأرض كما فعلت وتفعل عبر العصور فاستحقوا بذلك الخزي في الدنيا والعذاب الأليم في الآخرة.
وتوجه فضيلة المفتي بخالص العزاء إلى أسرة الشهيد داعيًا الله أن يلهمهم الصبر والسلوان وأن يشفي المصابين شفاءً عاجلاً لا يغادر سقمًا.
تفجير المعادي.. واستراتيجيات
وتشير أصابع الاتهام الى حركة حسم الاخوانية والتي تتبني ثلاث استراتيجيات في معركتها مع الدولة المصرية حيث اعترف المتهمون في حركة حسم حسب التحقيقات معهم أنه في غضون شهر يونيو 2016 تم إعادة هيكلة مجموعات العمل النوعي التابعة لجماعة الإخوان في هيكل تنظيمي جديد تحت مسمى (حركة سواعد مصر – حسم) وأن رؤية تلك الحركة تقوم على ثلاث مراحل:
أ‌- تأهيل عناصر مجموعات العمل النوعي و تدريبها خارج البلاد، وأن دولتي تركيا والسودان هما الدولتان التي تم تدريب وتأهيل الشباب الشباب فيها. 
وأن المتهمين يحيى موسى وعلاء السماحي، هما من توليا مسئولية إدارة "العمل النوعي" من دولتي تركيا والسودان وتدريب العناصر المنتقاة بالدولة الأخيرة، على استهداف أبراج الكهرباء وخطوط الغاز الطبيعي والمرافق العامة بالعبوات المفرقعة والأسلحة النارية، فضلاً عن خلق أزمات عامة في الدولة باستهداف مرافقها الخدمية الحيوية، وتخزين عملة الدولار وتكديس المرور واستهداف 10 شخصيات عامة في كل محافظة.
تفجير المعادي.. واستراتيجيات
التدريبات شملت أيضاً تأهيل العناصر الشابة على صناعة طائرة يتم التحكم بها عن بعد، بغرض استخدامها في استهداف أجهزة البث الخاصة الخاص بمدينة الإنتاج الإعلامي، غير أنه حال دون تنفيذ هذا المخطط ما تبين لهم من وجود أجهزة للتشويش على الإشارات اللاسلكية وشبكات الهاتف المحمول داخل المدينة، علاوة على الدورات التدريبية العسكرية والحركية التي تم تلقينهم إياها، واستخدامهم لأسماء حركية وتطبيقات إلكترونية لتفادي الرصد الأمني، وأنهم لجأوا إلى التسمي بأسماء حركية فيما بينهم، للتضليل الأمني، إلى جانب استخدام تطبيق "تليجرام" الالكتروني الآمن في التواصل مع بعضهم البعض تفاديا للرصد الأمني، ولتنفيذ عملياتهم العدائية.
وفيما يخص علاقة التنظيم بدولة تركيا، فقد تبين من واقع اعترافات المتهمين، أن مخططات جماعة الإخوان في شأن كيفية إسقاط النظام المصري، تضمنت إنشاء مكتب القيادة العامة بدولة تركيا يضم ممثلين عن الجماعة بجميع دول العالم، ويختص بوضع السياسة العامة  للجماعة دون التقيد بمصالح الدول، واضطلاع جماعة الإخوان بتكوين مؤسسات اقتصادية وإعلامية بدولة تركيا ينتهى إنشائها بنهاية عام 2017 لتكون مصدر دعم مادي ومعنوي لتنفيذ مخططاتهم الرامية الى إسقاط النظام المصري بنهاية عام 2020 عبر قيام تلك المؤسسات بمحاربة مؤسسات الدولة المصرية ومهاجمتها.
تفجير المعادي.. واستراتيجيات
ب – تشكيل تيار سياسي داخل الدولة 
وفيما يبدو أنها محاولة من التنظيم للمراوغة والخديعة داخل الدولة، كشفت التحقيقات أن عناصر التنظيم تستهدف تشكيل تيار سياسي معلن من القوى السياسية الرافضة لما أسموه بـ "الانقلاب العسكري" لإحداث حالة من الحشد الشعبي ليؤدي إلى ثورة شعبية تصل إلى إسقاط النظام الحاكم بحسب زعمهم.
ج – الانفصال بجزء من الدولة 
أما المرحلة الثالثة من مراحل السيطرة لدى التنظيم على الدولة، هي مرحلة السيطرة الأمنية والإدارية على إحدى مناطق الجمهورية واتخاذها مركزا للمواجهة العسكرية مع قوات النظام الحاكم، حيث تم تحديد "المنطقة الغربية" لاقترابها من دولة ليبيا ومن خلالها يمكن التواصل مع قوات تنظيم (فجر ليبيا) لتوفير الدعم اللازم. 
وقد كشفت العديد من التقارير أن ليبيا تعتبر ملاذ آمن لعناصر الإخوان، فضلاً عن كون ليبيا من اكثر المناطق التي ينتظر منها التنظيم الحصول على دعم لوجستي حيث يسيطر الإخوان على العاصمة طرابلس، ويدعمها في ذلك قوات "فجر ليبيا"، فضلاً عن أن الانفلات الأمني في ليبيا يسهل عملية حصول تلك العناصر على الدعم المطلوب.

شارك