اللاجئون والمهاجرون أزمة مستمرة تؤرق أوروبا.. والمفوضية فى ورطة

الأحد 18/يونيو/2017 - 02:45 م
طباعة اللاجئون والمهاجرون
 
لا تزال أزمة المهاجرين تؤرق المجتمع الأوروبي ومؤسساته، وسط فشل فى وقف تدفق اللاجئين والمهاجرين عبر المتوسط، فى الوقت الذى يكشف فيه خفر السواحل يوما بعد يوم عن كثير منهم يتم انقاذه، وهناك من يسقطون غرقي دون أن تنجح الجهود الأوروبية  فى انقاذهم.
يأتى ذلك فى الوقت الذى قام فيه خفر السواحل الايطاليون بإنقاذ أكثر من ألفي مهاجر في الساعات الـ48 الأخيرة في البحر المتوسط قبالة ليبيا، حيث كان المهاجرون يستقلوا 15 زورقا مطاطيا وثلاثة مراكب خشبية"، موضحا أن العديد من السفن العسكرية وسفنا تابعة لمنظمات غير حكومية وسفينة تجارية ترفع علم سنغافورة شاركت في هذه العمليات.
ومنذ بداية العام، شهدت إيطاليا وصول أكثر من 65 ألف مهاجر بزيادة نسبتها 17 في المئة مقارنة بالفترة نفسها من العام الفائت، بحسب وزارة الداخلية.
اللاجئون والمهاجرون
وقال متحدث إن خفر السواحل الليبي اعترض 900 مهاجر على ساحل مدينة صبراتة وتمت إعادتهم إلى ليبيا. وأضاف المتحدث باسم خفر السواحل الليبي أيوب قاسم، أن المهاجرين كانوا على متن قوارب خشبية ومطاطية وأن أحد القوارب المطاطية كان على وشك الغرق.
أوضح أن المهاجرين من الأفارقة والآسيويين والعرب وبينهم 98 امرأة و25 طفلا. ومن بين المهاجرين 44 باكستانيا و40 بنجلاديشيا و13 مصريا و8 مغاربة.
وتعيش ليبيا حالة من الاضطراب منذ سنوات وباتت أكثر نقاط المغادرة شيوعا للمهاجرين الذين يحاولون الوصول إلى أوروبا عن طريق البحر، وعبر ما يربو على 60 ألف مهاجر البحر المتوسط من ليبيا إلى إيطاليا حتى الآن هذا العام. ويقوم المهربون بجمع المهاجرين على متن قوارب غير مجهزة وعادة ما تلتقطهم سفن إنقاذ أوروبية بمجرد أن يصلوا إلى المياه الدولية.
وكانت صحيفة "فيلت أم زونتاغ" الألمانية كشفت عن ارتفاع محاولات تهريب المهاجرين بالطائرة من اليونان إلى ألمانيا بالطائرة في ظل تشديد الإجراءات على الحدود بمحاذاة الطرق التقليدية، والاشارة  إلى أن كثير من المهاجرين يحاولون الوصول إلى أوروبا وألمانيا بالطائرة في ظل تشديد الإجراءات على الحدود بمحاذاة الطرق التقليدية.

اللاجئون والمهاجرون
واستندت إلى وزارة الداخلية الاتحادية إنه خلال عام 2016 وحده تم منع نحو ألفي مهاجر من السفر بالطائرة من أثينا إلى ألمانيا بسبب عدم توافر أوراق السفر اللازمة لذلك، موضحة أن اليونان تعد "محوراً للهجرة غير الشرعية وبؤرة العمل الإجرامي لتهريب المهاجرين إلى أوروبا". ونقلت الصحيفة عما جاء في تقرير الوضع السري للمركز الإستراتيجي والتحليلات المشترك للهجرة غير الشرعية التابع لوزارة الداخلية الألمانية: "اكتسبت طرق بديلة للهجرة -لاسيما الطريق الجوي من اليونان- أهمية كبيرة بسبب الاستمرار في تعزيز الإجراءات الشرطية على الحدود اليونانية -المقدونية".
أضافت أن أهمية الحدود التركية-البلغارية ارتفعت أيضاً بالنسبة للهجرة غير الشرعية، ونقلت عن المركز أنه "يفترض أن هناك نطاقاً مظلماً واسعاً لاسيما في الدخول غير الشرعي عبر الحدود التركية-البلغارية".
تذكر الاجراءات التي أطلقتها المفوضية الأوربية ضد ثلاث دول ترفض استقبال طالبي لجوء، بما سببته أزمة الهجرة من انقسام عميق داخل الاتحاد الأوربي الذي هزه وصول حوالى مليون ونصف المليون مهاجر غير شرعي عن طريق البحر منذ العام 2015، وتباطأ تدفق اللاجئين على السواحل اليونانية الذي ادى الى حالة من الفوضى بشكل كبير منذ ربيع 2016. لكن هذا الامر لا ينطبق على السواحل الايطالية حيث ما زال المهجرون يصلونها مجازفين بحياتهم للوصول إلى الالدورادو الأوربي.
يفسر هذا الارتفاع خصوصا بالنزاع الدامي الذي طال أمده في سوريا مع تدهور الظروف المعيشية في مخيمات اللاجئين السوريين في تركيا ولبنان والأردن. وكان اكثر من نصف الواصلين الى اليونان في 2015 من طالبي اللجوء السوريين (56,1 بالمئة سوريون و24,3 بالمئة افغان و10,3 بالمئة من العراقيين)، الذين مروا عبر تركيا.

اللاجئون والمهاجرون
وخلال موجات تدفق المهاجرين، تسجل مآس انسانية كما تكشف ارقام منظمة الهجرة الدولية حول الوفيات في المتوسط. ففي السنوات الاربع الاخيرة لقي حوالى 14 الف مهاجر حتفه او فقد، بينهم 3283 في 2014 و3784 في 2015 و5098 في 2016 وحتى الآن اكثر من 1800 منذ الأول من كانون الثاني-يناير.
كان حوالى ثلث طالبي اللجوء الى الاتحاد الاوربي في 2015 و2016 من القاصرين، حسب المفوضية الأوربية. في 2016، كان 63 الفا و300 طالب لجوء من القاصرين الذين لم يكن يرافقهم بالغين، حسب المكتب الأوربي للإحصاء الذي يوضح ان 38 في المائة منهم هم افغان و19 في المائة هم سوريون، أكبر مجموعتين.
كانت وكالة التنسيق بين اجهزة الشرطة الأوربية (يوروبول) ذكرت في كانون الثاني-يناير 2016 ان أكثر من عشرة آلاف طفل لا يرافقهم بالغون دخلوا إلى أوربا خلال الاشهر الثمانية عشر إلى 24 السابقة مما يثير مخاوف من تعرض عدد منهم للاستغلال وخصوصا الجنسي، من قبل الجريمة المنظمة.

شارك