متحدثا عن مصر والخليج وإيران.. الحية يكشف توازنات سياسية حماس

الأحد 18/يونيو/2017 - 07:55 م
طباعة متحدثا عن مصر والخليج
 
كشفت تصريحات نائب رئيس حركة حماس في قطاع غزة، خليل الحية،  عن سياسية الحركة في المرحلة القادمةن متوقعا وجود تحست كبير في علاقة حركته مع مصر، واصفا علاقته حماس بايران بالجيدةن مؤكدا بقاء قادة الحركة في قطر، وساسية اسماعيل هنية خلال المرحلة المقبلة.

العلاقة مع مصر

العلاقة مع مصر
وقال عضو المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) خليل الحية اليوم الأحد، إن هنالك تجاوبًا عالي المستوى من مصر لإمكانية تخفيف أزمات قطاع غزة، مؤكدًا أن علاقة الحركة مع القاهرة "ذاهبة نحو التطور والاستقرار".
وذكر الحية خلال لقاء مع صحفيين نظمه منتدى الإعلاميين في مدينة غزة، أن وفود متعددة من حماس التقت بمسئولين في جهاز المخابرات المصرية خمس مرات خلال 15 شهرًا مضت للتباحث في قضايا مشتركة.
وأفاد بأن الزيارة الأخيرة كانت استكمالًا لتفاهمات سابقة بين الجانبين وكانت الأفضل بين اللقاءات، كما تدارست مع مصر وضع القضية الفلسطينية والحصار المفروض على غزة بسبب الاحتلال وإجراءات الرئيس محمود عباس إلى جانب ملف الحدود بين غزة ومصر.
وكان وفد من حماس يترأسه رئيس مكتبها السياسي في غزة يحيى السنوار عاد إلى قطاع غزة الاثنين الماضي بعد أن أجرى مباحثات في القاهرة منذ الرابع من يونيو الجاري.
وأكد الحية أن حماية الحدود بين قطاع غزة ومصر هي مصلحة مشتركة، وقال "سنسعى ألاّ يصل لمصر من غزة وشعبنا أي سوء وإن شاء الله ننجح في ذلك".
وأضاف أن "هناك إجراءات بحاجة لاستكمال من الجهات الرسمية المصرية بشأن التفاهمات مع وفد حماس، ونحن نقول دعونا نرى النتائج على الأرض بما يبشر شعبنا".
في الوقت ذاته أكد الحية أن "هناك استعداد مصري واضح بشأن معبر رفح"، مشيرًا لصعوبة فتحه حاليًا بسبب عمليات التطوير الجارية في الجانب المصري من المعبر.
لكنه قال إنه "من المتوقع قبل عيد الأضحى أن يكون المعبر جاهزًا للذهاب والإياب، ونأمل أن يكون المعبر التجاري قد تم تجهيزه وفتحه".
ولفت الحية إلى أنه حركته تسعى لأي جهد ممكن للتخفيف من أزمة الكهرباء والتي تعصف في قطاع غزة، موضحاً أن حركته طرحت العديد من الحلول على السلطة الفلسطينية لكنها كانت المعيق لذلك.
وأضاف "نحن نطرق كل الأبواب لشراء الوقود إلى غزة بدون ضريبة"، متسائلا "هل يعقل أن نشتري الوقود بضريبة مضافة عليه تصل إلى دولار أمريكي لكل لتر من السولار؟".
ونوه إلى أن حركته بحثت مع الجانب المصري لإمكانية شراء الوقود لمحطة الكهرباء، معربا عن أمله في تحقيق ذلك.
وفيما يخص قضية الشبان الأربعة المختطفين في مصر، أوضح الحية أن حركته طرحت قضيتهم خلال لقاء وفدها بالمخابرات المصرية بالقاهرة، موضحا أن السلطات أبلغتهم بعدم علمها بهم، وأنهم سيسعوا للحصول على أي معلومات بخصوصهم.

وفي 12 يونيو الجاري، عاد وفد قيادي من “حماس” إلى قطاع غزة، قادمًا من القاهرة، عقب زيارة استمرت أسبوعًا، التقى خلالها بمسؤولين في جهاز المخابرات المصرية.

دحلان وعباس:

دحلان وعباس:
وعلى صعيد إجراءات الرئيس محمود عباس ضد قطاع غزة بما في ذلك خصم رواتب موظفي السلطة الفلسطينية وتقليص إمدادات الكهرباء، قال الحية إن هذه الإجراءات تستهدف "تركيع الشعب الفلسطيني ومقاومته".
وأضاف أن "هذه الإجراءات لا تنهي الانقسام لكنها تعزز الانقسام (..) هذه الإجراءات لن تجعلنا نكفر بالمقاومة بل ترسخ ايماننا بالمقاومة وتحرير القدس".
وذكر الحية أن حركته تطرق كل الأبواب وابذل كل جهد مستطاع في إدارة سليمة من خلال الوزارات والبلديات للتخفيف من أزمات قطاع غزة، مبيناً أن زيارة وفد حركته لمصر جاء لمواجهة الحصار الإسرائيلي.
وبهذا الصدد أكد الحية أن وفد حماس الذي صار مصر مؤخرا اجتمع مع فريق القيادي المفصول من حركة فتح النائب محمد دحلان، مشيرا إلى أنه ليس اللقاء الأول بين الجانبين وسبقه عدة لقاءات على مدار الأعوام الستة الماضية.
ولفت إلى أن حماس تريد العمل مع كل مكونات الشعب الفلسطيني بما يخدم قضيتنا الوطنية ويخفف المعاناة عن غزة.
وأوضح أن اللقاء (مع فريق دحلان) تمحور حول إجراءات التخفيف من معاناة غزة، بالإضافة إلى سبل تحقيق المصالحة المجتمعية بين أهالي ضحايا أحداث الانقسام عام 2007، قائلًا: "نحن الآن نطرق الباب لحل هذا الملف ونحتاج المال".
وذكر أن "الرئيس عباس كان يعطل المصالحة المجتمعية رغم أن الكل الوطني اتفق على إنهاء هذا الملف".
وبين أن “الوفد اتفق مع قادة تيار دحلان على إنشاء صندوق وطني لإنجاز ملف المصالحة المجتمعية، على أن يتم جمع الأموال فيه من عدة دول، بهدف دفع تعويضات لأهالي القتلى الذين سقطوا إبان أحداث الانقسام الفلسطيني الداخلي العام 2007”.
ومنذ سنوات، يسود خلاف حاد بين الرئيس الفلسطيني محمود عباس، ودحلان، الذي فُصل من حركة “فتح” في يونيو 2011، بعد تشكيل لجنة داخلية من قيادة الحركة وجهت إليه تهمًا بعضها خاص بفساد مالي، وهو ما ينفي صحته.
في شأن آخر، قال الحية إن حماس تجري حوارات مع كل الأطراف والنخب والفصائل "لتشكيل جبهة إنقاذ وطني أمام إجراءات عباس الرامية لتدمير قضايانا الوطنية"، وتعمل على تعزيز العلاقات مع مكونات الشعب الفلسطيني والأمة.
وشدد على أن "إجراءات عباس ضد غزة تعزز الانقسام ولا تنهيه ولن نكفر بانتمائنا للمقاومة والمشروع الوطني (..) وهي تزيد من انحسار دور عباس في القضية الفلسطينية".
وأكد أن حماس لم تكن يوماً سبباً لانقسام الدول العربية بل نحن العنصر الموحد، قائلاً " نقول لأمتنا إن حماس لم تتغير فنحن قاومنا الاحتلال منذ 30 عاما، وكانت تفتح لنا العواصم لاستقبالنا وحتى الآن لم نتغير، فما الذي تغير؟".
وحول المصالحة الفلسطينية، ذكر الحية أنها باتت صعبة في ظل إجراءات الرئيس محمود عباس ضد غزة، كاشفًا أن اللقاء الأخير الذي جمع رئيس المكتب السياسي للحركة خالد مشعل ونائبه إسماعيل هنية أواخر العام الماضي كان يجوبه "اليأس والإحباط الكبير"، على حد وصفه.
وتابع حديثه "حتى مبادرة القطريين رفضها الرئيس عباس والتي كانت توافقاً بين وفدي فتح وحماس؛ فهو لا يريد الحل، ما يريده هو ما يفرضه على شعبنا الفلسطيني بعيداً عن الشراكة الوطنية".

العلاقة مع الاحتلال الاسرائيلي

العلاقة مع الاحتلال
وحول إمكانية اندلاع مواجهة مع الاحتلال الإسرائيلي، قال الحية إن "حركته ليست من هواة التصعيد مع الاحتلال؛ ولكن من يحاصر شعبنا سيدرك أن ذلك سيحدث انفجارًا وسيدفع العدو ثمنه".
وأكد أن المواجهات السابقة مع الاحتلال والحروب الثلاث لم تبدأها حركته، مشددا على أن المقاومة حق مشروع لنا، نحن لا نسعى لحرب؛ ولكننا ندير المقاومة بأشكال متعددة تؤلم الاحتلال.
وعلى صعيد قضية تبادل الجنود الأسرى لدى حماس مع الاحتلال الإسرائيلي، شدد الحية على أنه لا يمكن فتح هذا الباب إلا بعد إغلاق صفقة "وفاء الأحرار" والتزام الاحتلال بها.
وأضاف "نحن لا نفتح الملف إلاّ بعد تنظيف صفقة شاليط، وعليها استحقاقات، ونحن نرحب بكل جهد لذلك".
وردا على تصريحات وزير جيش الاحتلال أفيغدور ليبرمان برفع الحصار مقابل التخلي عن سلاح المقاومة، شدد الحية على أن حركته لن تتخلي عن سلاحها؛ بل ستضاعفه كماً ونوعاً، وستعزز هذا الخيار للشعب الفلسطيني؛ لأنه لا خيار سواه.
وفيما يتعلق بملف الجنود الإسرائيليين الأسرى لدى حركة حماس، قال الحية إن حركته “ترحب بأي جهد يطرح خاصة من قبل مصر، للتفاوض لإبرام صفقة تبادل أسرى”.
لكن أكد اشتراط حركته قبل البدء في التفاوض، الإفراج عن جميع الفلسطينيين الذين تحرروا في صفقة تبادل الأسرى الأخيرة (أبرمت العام 2011)، والذين أعادت إسرائيل اعتقالهم.

قطر والخليج:

قطر والخليج:
من جهة أخرى، أعربت حركة حماس عن أسفها لـ”الزج” بها في الأزمة الخليجية القائمة، مؤكدة أن علاقاتها مع قطر، “لا تزال قوية”، وأن قادتها الذين يقيمون فيها لم يغادروها.
وقال خليل الحية: “نأسف لحشر حماس في الأزمة الخليجية، ولا نقبل أن تمثل حماس مشكلة لأي دولة عربية”.وأضاف: “نريد علاقات متوازنة مع الجميع، لأننا حقيقة لسنا جزءًا من الأزمة وتم حشرنا فيها”.
وأكد أن “علاقات حركته بقطر، لا تزال قوية، وأن قادة الحركة المقيمين فيها، لم يغادروها”.
ويقيم عدد من قادة حركة حماس، وعلى رأسهم، رئيسها السابق خالد مشعل، في الدوحة، منذ عدة سنوات.
وكان عدد من المسؤولين الخليجيين، ومنهم وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، ووزير الدولة للشؤون الخارجية في الإمارات أنور قرقاش قد انتقدوا في تصريحات صحفية، احتضان قطر لحركة حماس.
وتساءل "هل يعقل أن تصل العلاقة مع الاحتلال أن يصبح بوابة للمنطقة، وتخترق طائراته الأجواء العربية؛ في وقت لم تحل القضية الفلسطينية وعدم عودة اللاجئين؟".
وأضاف "الإرهاب لا دين له ولا وطن، ونأسف كل الأسف حينما يتحدث عن إرهاب لا يتحدث أحد عن الإرهاب الصهيوني، هل يعقل أن نلصق الإرهاب بالإسلام والمقاومة؟".
وبيّن أن أزمة دول الخليج مع قطر لم تؤثر على حماس وعلى قياداتها بالدوحة، قائلاً نحن لا زلنا موجودين بقطر، معبراً عن أسفه لحشر حركته في أي خلاف عربي.
واستنكر الحية محاولات الأمة العربية والإسلامية للتطبيع مع الاحتلال، محذراً من عواقب ذلك والتساوق مع المتطلبات الأمريكية.
وتابع حديثه "حرام على كل فلسطيني وعربي ومسلم وانسان حر أن يقبل أن يكون الاحتلال جزء من المنطقة العربية وشعبنا محتل لم يعد لأرضه أو يقيم دولته.

العلاقة مع ايران:

العلاقة مع ايران:
كما  وصف نائب رئيس حركة حماس في قطاع غزة، علاقة الحركة بايران بـ”المستقرة والجيدة”
وقال نائب رئيس حركة حماس في قطاع غزة: “نسعى لتطويرها، ونثمن الجهود الإيرانية التي قدمت لدعم القضية الفلسطينية”، مثمناً الدعم الإيراني للمقاومة الفلسطينية.
وكان مسؤول بارز في حركة حماس، كشف عن نية رئيس المكتب السياسي إسماعيل هنية، الخروج من قطاع غزة، في جولة لعدة بلدان من بينها إيران، وهي الزيارة الأولى لإيران التي يقوم بها قائد للحركة منذ الخروج من سوريا.

حماس الي التوازن

حماس الي التوازن
كشفت تصريحات نائب رئيس حركة حماس في قطاع غزة، خليل الحيةن عن سياسية متوازنة للحركة، وسعي الي التهدئة مع مصر واحتواء الازمات والنئ بعيدا عن ازمة الخليج، مؤكدا في الوقته ذاته علي العلاقة الجيدة مع إيران، ومهاجما الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبومازن، كاشفا عن فتح قنوات مع القيادي بحركة فتح المفصول محمد دحلان وهو مايشي الي صعوبة وجود مصالحة حقيقة بين فتح وحماس خلال الفترة القادمة، ويبقي خط الهدنة عاملا في تحديد مستقبل الحركة مع دولة الإحتلال الاسرائيلي.

شارك