التدخل المصري الإماراتي.. هل يساعد الجيش الليبي في تطهير بنغازي؟

الأحد 18/يونيو/2017 - 08:29 م
طباعة التدخل المصري الإماراتي..
 
في ظل مساعيها لتطهير مدينة بنغازي من العناصر الإهاربية، تقوم قوات الجيش الوطني الليبي التابعة للمشير خليفة حفتر، بمواجهة بقايا التنظيمات الارهابية، حيث استعادت قوات الجيش خلال الاشهر الماضية السيطرة على مناطق واسعة في المدينة كانت تقع تحت سيطرة الإرهابيين.
التدخل المصري الإماراتي..
وتقترب قوات الجيش الليبي من حسم المعارك في بنغازي ضد المجموعات الإرهابية في آخر معاقلهم الصابري وسوق الحوت، وتشن قوات الجيش الليبي هجوما علي منطقتي "سوق الحوت" و"الصابري"، وسط بنغازي؛ حيث يتحصن مقاتلو "مجلس شورى ثوار بنغازي".
وفي إطار هذه المساعي استهدفت ‏القوات المسلحة الليبية، أول أمس الجمعة، مواقع تمركزات الجماعات الإرهابية في منطقتي الصابري والبلاد بواسطة المدفعية الثقيلة، وتزامنت هذه العملية مع طلعات قتالية لسلاح الجو الليبي فوق مدينة بنغازي شرق ليبيا.
من ناحية أخري بدأت الطائرات الليبية، مدعومة بالطيران المصري والإماراتي هجومًا جديدًا لتحرير مدينة بنغازي، التي تسيطر عليها ميليشيات إسلامية منذ عدة سنوات.
وأكدّ مسؤولون بجماعات "مجلس الشورى" و "ثورة بنغازى" لوكالة أنباء "افى" الإسبانية، أنّ الغارات التى وقعت في أحياء "سوق الحوت وصبري" بدأت فجر السبت، ودمّرت عدة مواقع.
وتعد تلك المناطق المستهدفة حيويّة للسيطرة على المدينة، والتي يحاصرها الجيش الليبي بقيادة اللواء خليفة حفتر منذ 2014.
وأشار المصدر، إلى أن 3 طائرات بدون طيار شاركت في الهجوم، ووحدات مدفعية، مضيفًا أن قوات موالية للجيس الوطني سيطرت على المقر القديم لمبنى الاستخبارات الداخلية.
كانت أعلنت القوات المسلحة قبل بداية شهر رمضان المبارك انطلاق ساعة الصفر لتحرير أخر معاقل الجماعات الإرهابية بمناطق وسط المدينة وهي سوق الحوت والصابري.
وكانت العمليات العسكرية في مدينة بنغازي قد توقفت منذ أن هاجمت ميليشيا ما يعرف بـ"سرايا الدفاع عن بنغازي"على الموانئ النفطية مطلع مارس الماضي قبل أن يسترجعها الجيش في عملية نوعية.
مدير مكتب الإعلام بالقيادة العامة للقوات المسلحة العربية الليبية خليفة العبيدى، قال إن وحدة من شعبة الإعلام الحربي التابعة للقيادة العامة رافقت القوات المسلحة الليبية خلال تقدمها فجر الجمعة في منطقة سوق الحوت وسيطرتها على مواقع جديدة وقطع خطوط الإمداد عن شارع مصراتة وشارع محمد موسى وتأمين وتطهير ميدان (الخالصة) ومحيط عمارة التأمين.
وأوضح العبيدى فى بيان صحفى أمس السبت 17 يونيو 2017، أن المباني المحاذية لمصرف الجمهورية ومصرف الوحدة فرع الميدان ومحيطها بالكامل تم السيطرة عليها إضافة إلى توغل قواتنا المسلحة الباسلة ما بعد مربع مبنى المرافق وتطهيره هو مبنى قبة المثابة حيث مركز شرطة المدينة سابقا.
يأتي هذا في وقت تمكن فيه الجيش الوطني الليبي من قتل قيادي في ما يسمى "مجلس شورى ثوار بنغازي" التابع لتنظيم القاعدة.
وأعلنت صفحات تابعة للجماعات الإرهابية مقتل القيادي الإرهابي المدعو صلاح الدين عزوز المكني "طلحه" من قيادات مجلس شوري إرهاب بنغازي والتابع لتنظيم القاعدة الإرهابي.
وأوضحت الصفحات أن الإرهابي قتل على يد القوات المسلحة العربية الليبية خلال المواجهات الشرسة بمحور سوق الحوت شمال بنغازي.
التدخل المصري الإماراتي..
وكشف تسجيل مرئي نشرته "شعبة الإعلام الحربي" التابعة للجيش الليبي، آثار الحرب بمنطقة سوق الحوت ببنغازي وحجم الدمار الهائل الذي لحق بالمنطقة بعد أشهر من الاشتباكات مع الجماعات الإرهابية.وأظهر الفيديو الذي تم تداوله على موقع فيسبوك، جزءا من الأضرار التي لحقت بالمباني والمقرات الحكومية والمعالم التاريخية وأصابت البيوت وكذلك المساجد، فتحولت أغلبها إلى حطام وأكوام من الحجارة بعد أن كانت تتوفر على بنية تحتية جيدة.
وكانت شعبة الإعلام الحربي التابعة للقيادة العامة للقوات المسلحة أعلنت في وقت سابق،أن الجماعات الإرهابية المتطرفة بمحور وسط مدينة بنغازي تقوم بتفجير المباني المطلة على الشوارع للاستفادة من الركام لإغلاق الشوارع ومنع تقدم القوات المسلحة.وأوضحت الشعبة أن الجماعات الإرهابية في محوري الصابري وسوق الحوت قامت بوضع السواتر الترابية مايعرف محليا "التبات" الملغمة لمنع تقدم القوات المسلحة.
في أواخر عام 2016 تمكنت القوات الليبية، من السيطرة على مناطق هامة بالمدينة، على غرار منطقة القوارشة وقبلها منطقة الهواري في  الـ 18 أبريل من نفس العام ، والليثي في الـ 23 من فبراير ومنطقة سيدي فرج وبوهادي في الـ 20 من أكتوبر 2014، وبوعطني في الـ29 من أكتوبر 2014.
ومؤخرا قامت بتحرير منطقة قنفودة بالكامل في 25 يناير 2017، وتحرير منطقة عمارات 12 في 18 مارس 2017.
كانت ذكرت بوابة الحركات الإسلامية في تقرير سابق لها، أن مدينة بنغازي هي ثاني أكبر المدن الليبية بعد العاصمة طرابلس، وأكبر مدينة بالشرق الليبي، وتكمن أهيتمها الرمزية في كونها مدينة الأحداث التاريخية الكبرى في تاريخ البلاد.
وبعد أكثر من عامين ونصف من إنطلاق عملية الكرامة بقيادة اللواء خليفة حفتر الراجع بقوّة الى المشهد السياسي الليبي،يبدو الانتصار النهائي والساحق ،واعلان تطهير بنغازي من الارهاب مسألة وقت لا أكثر خاصة مع التقدم المتواصل لقوات الجيش.
وتخوض قوات حفتر منذ ربيع 2014 حربا على المجموعات الجهادية المسلحة وخصوصا مجلس شورى ثوار بنغازي الذي يضم مجموعات إسلامية متطرفة على غرار تنظيمي الدولة الإسلامية وأنصار الشريعة المقرّب من القاعدة.
جدير بالذكر أن خليفة حفتر استطاع منذ أكثر من عامين أن يعيد للجيش الليبي هيبته، كما تمكن من رفده بجنود نظاميين تدربوا في العديد من الدول، وفي معسكرات الجيش الليبي، ويتربط بعلاقات قوية مع دول معينة منها روسيا، وحقق انتصارات عديدة، وأكد مؤخراً انه بصدد تحرير العاصمة.

شارك