القواعد العسكرية الروسية فى سوريا " سلاح " الكرملين الموجه الى وأشنطن فى الشرق الأوسط

الإثنين 19/يونيو/2017 - 11:57 ص
طباعة القواعد العسكرية
 
 يبدو ان روسيا مصرة على توسيع نفوذها فى العالم العربي عامة وفى سوريا بشكل خاص وذلك من خلال إنشاء المزيد من القواعد العسكرية  التى تعد سلاح موجه من  قبل   الكرملين الى وأشنطن فى الشرق الأوسط  واخر هذة القواعدة ما  أفادت  به مصادر إعلامية بأن روسيا شرعت ببناء معسكر لها غرب مدينة حماة، يضم نحو 500 جنديٍ روسي، سيشرفون على ثلاثة أو أربعة مراكز مراقبة لاتفاق وقف إطلاق النار في الريف الشمالي للمدينة، لفصل مناطق سيطرة النظام عن مناطق سيطرة الفصائل المقاتلة.
القواعد العسكرية
ونقل موقع "روزفينسا" الروسي صوراً لجنود يقومون ببناء معسكرٍ لهم يتمكن أن يتسع لأكثر من 500 جندي روسي وأن هذا المخيم الجديد سيقيم بداخله عناصر من القوات المسلحة الروسية وعناصراً من الشرطة العسكرية التابعة للقوات لتطبيق مهمة مراقبة اتفاق مناطق تخفيف التوتر على حد وصفها مع أن لك مناقضاً للتصريحات الحكومية الروسية التي ادعت فيها أنها تنوي خفض الوجود العسكري الروسي في سوريا كما نقل عن الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين" في إحدى التصريحات الصحفية. 
والامر ليس مقتصرا على هذة القاعدة فروسيا لديها عدد أفراد القوات الروسية في سوريا يصل إلى 4 آلاف جندي، فيما تزايدت القواعد العسكرية الروسية فيها، بحسب ما ذكر مسؤولون أمنيون أمريكيون،  وإن ارتفاع عدد الجنود الروس “لم يعمل على تحقيق مكاسب ميدانية تذكر للقوات الموالية للحكومة السورية”، وهذا ما تشير إليه المعطيات على الأرض، إذ سيطرت المعارضة السورية مؤخرًا على عدة مناطق رغم الإسناد الروسي، كان آخرها مدينة مورك شمال حماة.
المحلل في معهد دراسات الحرب للأبحاث كريستوفر هارمر، قال إن زيادة القوات الروسية على الأرض “توفر أفراد الدعم اللوجستي اللازمين لاستمرار العمليات القتالية  والزيادة إلى 4 آلاف هي بمثابة دعم لوجستي لمساندة القوات السورية المقاتلة”، متوقعًا أن يرتفع عدد أفراد القوات الروسية “إلى 8 آلاف فرد أو أكثر”.
القواعد العسكرية
 وقال مسؤول أمريكي في وزارة الدفاع الأمريكية قال إن المقاتلات الروسية تقلع حاليًا من 4 قواعد،  وأن عددًا من أطقم تشغيل منصات إطلاق الصواريخ وبطاريات المدفعية طويلة المدى منتشرة خارج القواعد، “لديهم الكثير من الأفراد خارج القواعد وأن القواعد الثلاث الأخرى، وهي حماة وطياس والشعيرات، تستخدم للطائرات المروحية القتالية، مردفًا أن الروس بدؤوا استخدام قاعدة طياس الأسبوع الحالي لأول مرة.
وتقع القاعدة العسكرية الروسية الرئيسية في مطار باسل الأسد قرب اللاذقية، وهي التي تقلع منها جميع الطائرات الروسية الحربية دعمًا للعمليات العسكرية البرية للأسد وكانت صحيفة الشرق الأوسط قدرت عدد الجنود الروس العاملين في سوريا بنحو 3 آلاف جندي، يتوزعون بين خبراء وطيارين وعاملين ولوجستيين ومتابعين في غرف الرصد والتنسيق، بالإضافة إلى البحارة في ميناء طرطوس وفوج من قوات النخبة البرية، ومهمتها حماية القواعد العكسرية الروسية في سوريا.
ولم تعترف وزارة الدفاع الروسية بعدد جنودها في سوريا ولا بقتلاها، إلا أنها نشرت بيانًا،  سابق ، يفيد بانتحار عسكري روسي “كان يخدم في قاعدة حميميم الجوية بصفة خبير فني، أثناء الاستراحة بعد المناوبة”، لافتةً إلى أن التحقيقات بدأت لتوضيح ملابسات “المأساة"  ويتناقل ناشطون ومعارضون خبر مقتل جنود روس في سوريا منذ البداية الرسمية للعملية الروسية، ، إلا أن التقارير تبقى غير مؤكدة في ظل غياب التصريحات الرسمية من روسيا ووزارة دفاعها.
القواعد العسكرية
يذكر ان روسيا هى أول الذين حصلوا على قواعدهم العسكرية في سوريا،   فمنذ الخمسينيات لم تنشر بشكل علني أي صواريخ بالستية روسية خارج النطاق المعتاد، والذي يشمل أراضي الاتحاد السوفييتي، فنشر صواريخ برؤوس غير تقليدية في المنطقة يعد تهديداً حقيقياً، خصوصاً مع القواعد العسكرية الغربية في الخليج، و التي أصبح زمن الانذار لديها أقصر، وأصبح قسم منها في مدى القاذفات التكتيكية الروسية، التي يمكن أن تقلع من حميميم و تضرب قواعد أمريكية في الخليج أو العراق، خلال زمن قصير نسبياً، أو القاعدة البريطانية في قبرص أو السفن الأمريكية في البحر الأحمر والمتوسط، حيث كانت هذه القواعد آمنة نسبياً من تهديدات روسيا المباشرة، حتى إنشاء القاعدة الروسية في حمميم.
 و سعت روسيا للإيحاء أنها نشرت أسلحة نووية في حميميم، والتي تعد سابقة خطيرة و تهديداً أمنياً حقيقيا لتركيا و الناتو، وحدث ذلك عندما سربت روسيا صوراً لبطاريات صواريخ "اسكندر" البالستية التكتيكية، القادرة على  حمل رؤوس نووية، وتعتبر صواريخاً مصممة لاختراق منظومات الدفاع الجوي الصاروخي المضادة للصواريخ حيث وضعت روسيا سابقاً صواريخ اسكندر،  في مواجهة مكونات الدرع الصاروخي الأمريكي، الذي نشرت مكوناته في شرقي أوربا .
فروسيا التي جاهرت بنشر منظومات صاروخية بالستية في سوريا و ما قد يحتويه ذلك من رسائل مبطنة حول احتمالية نشر سلاح نووي، قد لا تكون الوحيدة التي ستنشر سلاحاً نوويا في المنطقة، مع التهديد الهائل الذي يمثله الموضوع و الذي يعتبر سابقة تاريخية، خصوصاً مع عودة رياح الحرب الباردة إلى المنطقة، المتمثلة بالتنافس الروسي الغربي على سوريا،  والذي وصل مرحلة ترسيم جزء من الأراضي السورية كأراضي روسية في مطار حميميم حيث يمكن كذلك نشر أجزاء من منظومة الدرع الصاروخي الغربي في سوريا، حيث يدعي الامريكيون أن هذا الدرع موجهة بشكل أساسي ضد إيران، التي تطور برنامجاً صاروخياً "طموحاً"  ولذلك فلن يكون من المستغرب على أمريكا -التي نشرت سابقاً صواريخاً نووية في تركيا- أن تعود وتنشر أسلحة غير تقليدية في قواعدها في سوريا، والتي تعتبرها موجودة ضمن نطاقات آمنة مسيطر عليها من قبل حلفاء موثوقين .
القواعد العسكرية
 مما سبق نستطيع التأكيد على  ان روسيا مصرة على توسيع نفوذها فى العالم العربي عامة وفى سوريا بشكل خاص وذلك من خلال إنشاء المزيد من القواعد العسكرية  التى ستعد سلاح موجه من  قبل   الكرملين الى وأشنطن فى الشرق الأوسط  .

شارك