بدعم قطري.. الميلشيات المسلحة "تعد العُدة" للسيطرة علي طرابلس

الثلاثاء 20/يونيو/2017 - 01:01 م
طباعة بدعم قطري.. الميلشيات
 
في ظل الصراعات التي تشهدها ليبيا الآن، يبدو أن عودة النزاع في العاصمة طرابلس بات علي مشارفها، بعد أن شهدت المدينة تحركات عسكرية كثيفة أول أمس الأثنين، تقودها جماعات مسلحة.
بدعم قطري.. الميلشيات
وأكد شهود عيان وصول رتل عسكري من مدينة مصراته إلى مشارف العاصمة، بحسب موقع سكاي نيوز. 
كما أكدت المصادر، قيام جماعات تابعة لأمير الجماعة الليبية المقاتلة عبد الحكيم بلحاج، وذراعه الأيمن خالد الشريف، بالحشد في مناطق تقع على أطراف طرابلس.
يأتي ذلك في ظل التطورات الأخيرة في المنطقة والضغط على قطر لوقف دعمها للإرهاب، بما في ذلك الجماعات المتطرفة في ليبيا، قد تعمد تلك الجماعات إلى استخدام ما لديها من سلاح لتشعل به نارا في العاصمة طرابلس.
يذكر أن الجماعات التابعة لخالد الشريف وعبد الحكيم بلحاج كانت قد تلقت دعما كبيرا من دولة قطر على مدى السنوات الست  الماضية.
ووفق بوابة إفريقيا، فقد كشف مصدر ليبي مطلع، مطالبة عدد من أعيان ووجهاء قبائل مدينة ترهونة من ميليشيات وكتائب تابعة لما يسمى الحرس الوطني الليبية المقاتلة، والتي يقودها المدعو خالد الشريف المطلوب القبض عليه من قبل مكتب النائب العام في العاصمة طرابلس، مغادرة المناطق التي يسيطرون عليها وعدم إدخال ترهونة في أي صراع مسلح، أو جعلها نقطة انطلاق للهجوم على العاصمة طرابلس.
وأكدت وجود تحشيدات وتجهيزات مسلحة كبيرة من قبل قيادات الليبية المقاتلة وشورى بنغازي الفارين من مدينتهم، وعدد من الإرهابيين، يقودهم عدد من القيادات ذات العلاقات القطرية والجماعات الإرهابية، وهي الذراع المسلح لحزب الوطن الإسلامي الذي يترأسه عبدالحكيم بلحاج، ومدعومين من علي الصلابي أحد قيادات جماعة الإخوان المسلمين، للانطلاق والهجوم على مطار طرابلس من تمركزات في منطقة سوق الأحد والتجهيزات عبر الطرق الفرعية القادمة من مدن مسلاتة وزليتن والخمس ومصراتة، حيث تحركت عشرات الآليات الثقيلة والمدرعة ليلا، عبر طرق زراعية.
وكانت تلك الجماعات انسحبت من مطار طرابلس الدولي من قبل، في إطار تقليص دور الجماعات للإفساح المجال لحكومة الوفاق التي يقودها رئيس المجلس الرئاسي فايز السراج لبسط سيطرتها على العاصمة.
ويأتي الحشد العسكري بعد طرد جماعات موالية لحكومة الوفاق قبل أسابيع خالد الشريف من مقره الرئيسي بسجن الهضبة، وإرغامه على الانسحاب إلى أطراف العاصمة.
وبقود صلاح بادي أحد قيادات فجر ليبيا المتطرفة، المسؤول عن تدمير مطار طرابلس الدولي الجماعات القادمة من مصراته.
وتعد جماعات مصراته العصب الأساسي في فجر ليبيا، وقبل ذلك كانت القوة المسلحة الرئيسية التي تستخدم من قبل  السلطات الانتقالية لفرض النفوذ.
وبعد تمكن الجيش الليبي من بسط سيطرته على الجنوب الليبي، وطرد فلول سرايا الدفاع عن بنغازي التابعة لوزارة الدفاع في حكومة الوفاق تغيرت الموازين.
واسترجع الجيش الليبي الهلال النفطي والحقول أيضا، كما بات يسيطر على الشرق الليبي والجنوب.
ولم يبق للأطراف المتصارعة في الغرب الليبي غير ورقة "العاصمة" التي سبق وأشعلوا فيها الحرب من قبل وأجبروا حكومة علي زيدان على التسليم للجماعات بعدما خطفوه من مقر الحكومة بملابس نومه.
المصادر تشير إلى أن المعركة المقبلة في طرابلس ستكون بين الجماعات الموالية لفايز السراج بقيادة هيثم التاجوري وعبد الرؤوف كارة من جهة، وبين الجماعة الليبية المقاتلة بقيادة صلاح بادي وخالد الشريف من جهة أخرى.
وفي ذات السياق، نشر الحرس الوطني التابع لما يعرف بحكومة الإنقاذ غير المعترف بها دوليا الاثنين صورا على صفحته الرسمية بموقع تويتر لقواته التي قال إنها باتت على مشارف طرابلس وتحديدا بمنطقة القره بولي شرق العاصمة.
والحرس الوطني هو عبارة عن ميليشيات إسلامية متطرفة تقدم نفسها لليبيين بشكل الوصي على “الثورة” وتتهم كل من يدعوها إلى تسليم سلاحها بخيانة دماء الشهداء.
ويتوقع مراقبون اندلاع معارك خلال الأيام القليلة القادمة بين كتائب حكومة الوفاق وميليشيات الغويل التي يبدو أنها لم تستسلم وتصر على السيطرة على طرابلس رغم الهزيمة التي منيت بها.
بدعم قطري.. الميلشيات
وتمكنت كتائب موالية لحكومة الوفاق الوطني نهاية الشهر الماضي من طرد الميليشيات الإسلامية التابعة لحكومة خليفة الغويل لتنهي بذلك سيطرتها على العاصمة التي استمرت لأكثر من ست سنوات، وذلك بعد معارك عنيفة بدأت بهجوم من الميليشيات الإسلامية على تمركزات لقوات تابعة لحكومة الوفاق.
ويري محللون أن تحركات المتشددين تهدف إلى السيطرة على جزء من طرابلس لاستعمالها كورقة ضغط في المفاوضات.
من جانب أخر ذكرت تقارير إعلامية عن استنفار لكتائب تابعة لحكومة الوفاق فى مناطق صلاح الدين و طريق المطار جنوبي طرابلس وسط أنباء عن حشد في منطقة سوق الأحد القريبة من مدينة ترهونة.
وتملك الميليشيات الإسلامية قوة عسكرية مهمة إذ لديها كميات كبيرة من الأسلحة التي تمكنت من السطو عليها خلال أحداث إسقاط نظام العقيد الراحل معمر القذافي.
ويري مراقبون أن نفوذ الإسلاميين في ليبيا، بدأت يتقلص على ضوء خسارتهم لعدة مواقع استراتيجية لعل أبرزها منطقة الجفرة وقاعدة تمنهنت جنوب البلاد، بالإضافة إلى طردهم من مدينة بنغازي التي مازالوا يتحصنون في اثنين من أحيائها.
ويتوقع مراقبون، قرب إعلان الجيش الليبي، تحرير أحياء الصابري ووسط البلاد في بنغازي اللذين يشهدان معارك عنيفة منذ نحو أسبوعين، قبل عيد الفطر.
ولجأت الجماعات المتطرفة ومن بينها تنظيم داعش الإرهابي إلى مناطق غرب ليبيا على غرار مصراتة وصبراتة والزاوية، وحاول مسلحون تابعون للتنظيم العام الماضي السيطرة عليها، قبل أن يُقضى عليهم بغارات جوية أميركية وفي مواجهات مع قوات أمن ليبية.
وشهدت مدينة صبراتة، تحركات سرية لتنظيم داعش الإرهابي كشفت عنها غارات جوية أميركية، في فبراير 2016، استهدفت معسكرا للتنظيم في المدينة؛ ما أسفر عن مقتل أكثر من 40 مسلحا من التنظيم وأسر عدد آخر جميعهم يحملون الجنسية التونسية.

شارك