بعد هجوم "كانغابا".. جماعة"نصرة الإسلام والمسلمين" تؤسس لدولة القاعدة في مالي

الثلاثاء 20/يونيو/2017 - 04:57 م
طباعة بعد هجوم كانغابا..
 
تعرض منتجع "كانغابا" السياحي، الواقع شرقي العاصمة المالية باماكو، لهجوم مسلح نفذه مجهولون مساء الأحد، وأسفر عن مقتل شخصين أحدهما فرنسي، بالإضافة إلى جرح أربعة أشخاص من ضمنهم جندي مالي، وقد  أعلن تنظيم نصرة الإسلام والمسلمين الموالي لتنظيم القاعدة، ليفتح تساؤلات عديدة حول الوضع الأمني في شمال مالي وتاثير تنظيم " نصرة الاسلام والمسلمين" علي امن واستقرار المنطقة.

هجوم منتجع كانغابا السياحي

هجوم منتجع كانغابا
وقد أعلن تنظيم نصرة الإسلام والمسلمين الموالي لتنظيم القاعدة، اليوم الاثنين، الهجوم الذي تعرض له منتجع "كانغابا" السياحي القريب من العاصمة المالية باماكو. 
وتأسس تنظيم نصرة الإسلام والمسلمين شهر مارس الماضي بعد تحالف أربعة تنظيمات إسلامية مسلحة هي: جماعة أنصار الدين، المرابطون، كتيبة طارق بن زياد (إمارة الصحراء بتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي)، تنظيم تحرير ماسينا. 
للمزيد عن تنظيم نصرة الإسلام والمسلمين اضغط هنا   http://www.islamist-movements.com/39321
وقد أسفر الهجوم وفق التصريحات الرسمية عن سقوط أربعة قتلى في صفوف زوار المنتجع من ضمنهم فرنسية وبرتغالي وصيني ومالي، كما قتل عسكري مالي، بالإضافة إلى المهاجمين.
ويشير البيان الذي صدر عن مؤسسة "الزلاقة"، الجناح الإعلامي لتنظيم نصرة الإسلام والمسلمين، إلى أن الهجوم  نفذه ثلاثة عناصر من هذه الجماعة هم "سلمان وحمزة وابو بصير" نفذوا الهجوم وقتلوا جميعا، وهم من كتيبة طارق بن زياد، التابعة لتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي.
واعتبر التنظيم أن الهدف من الهجوم هو استهداف المصالح الغربية والرعايا الغربيين الذين وصفهم البيان بـ"الصليبيين". 
ووصفت هذه الجماعة الجهادية المنتجع بانه "وكر من أوكار التجسس والفساد" متحدثة عن مقتل عدد من الغربيين، ناسبة إلى مصادر لم تسمها بأن عددهم ثمانية.
وكان وزير الامن الداخلي في مالي اعلن في وقت سابق أن خمسة أشخاص هم ثلاثة أجانب ومدني وجندي قتلوا في هجوم شنه جهاديون على موقع سياحي شهير قرب العاصمة باماكو.
وصرح وزير الأمن الداخلي في مالي أن خمسة أشخاص هم ثلاثة أجانب ومدني وجندي قتلوا في هجوم شنه جهاديون على موقع سياحي شهير قرب العاصمة باماكو. وقال الوزير سليف تراوري أن صينيا وبرتغاليا وغابونيا ومالية قتلوا عندما هاجم مسلحون مجمع كانغابا السياحي شرق باماكو الأحد.
وأكد تراوري أن أربعة جهاديين مشتبه بهم اعتقلوا فيما قتل أربعة مهاجمين في الموقع.وأضاف أن قوات الأمن تمكنت من إخراج 36 رهينة على الأقل معظمهم من الفرنسيين والماليين كانوا محتجزين، وأن 20 عنصرا من القوات الخاصة المالية ما زالوا في المنتجع.
وكانغابا مقصد سياحي شهير. واستضاف المجمع الأحد أفرادا من البعثة التدريبية العسكرية للاتحاد الأوروبي في مالي ومن قوة الأمم المتحدة لحفظ السلام في مالي (مينوسما).
وقال شهود عيان آخرون أن بعض المهاجمين هتفوا "الله أكبر". وروى موظف في كانغابا كيف أرشد الضيوف إلى مخبأ، ما يمكن أن يفسر عدد القتلى المنخفض نسبيا مقارنة مع عدد ضحايا هجمات سابقة على أهداف سياحية في غرب أفريقيا. ومن بين الناجين الأحد إسبانيان اثنان وهولنديان اثنان ومصريان اثنان، بحسب وزارة الأمن.

عمليات "نصرة الاسلام والمسلمين"

عمليات نصرة الاسلام
وفي خمس بيانات سابقة تبنى التنظيم سلسلة من الهجمات ضد أهداف مالية ودولية.  ومن بيت العمليات التي تم تبنيها من قبل التنظيم الهجوم الأخير على بلدة “تاغاروست” وآخر على “قرقندو”  الواقعة على بعد نحو الستين كيلومترا  إلى الغرب من “غوندام” بولاية “تمبكتو”.
وتصاعد نشاط “الجهاديين” بعد اندماج  أربع حركات  هي “أنصار الدين”، و”كتائب ماسينا”، و”المرابطون” و”إمارة منطقة الصحراء  في تنظيم موحد باسم “”جماعة نصرة الإسلام والمسلمين”. ويقف وراء التنظيم رجال لهم شهرتهم في مجال “الارهاب” هم المختار بلمختار بلعور أمير “المربطون”، و يحيى أبو الهمام أمير منطقة الصحراء ، ومحمدو كوفا أمير كتائب ماسينا، وأبو عبد الرحمن الصنهاجي قاضي منطقة الصحراء، إضافة إلى الرجل الذي تم اختياره أميرا للتنظيم الجديد إياد آغ الي زعيم “أنصار الدين”.
وغالبا ما يستهدف الجهاديون القوات الوطنية والأجنبية في شمال ووسط مالي المضطربين. لكن الهجمات على المدنيين في العاصمة ومحيطها نادرة، ويعود آخر هجوم كبير إلى نوفمبر 2015 عندما اقتحم مسلحون فندق راديسون بلو. وذلك الهجوم الذي قتل فيه 20 شخصا، دفع بالحكومة إلى إعلان حالة الطوارئ التي لا تزال مطبقة نسبيا.

قوة مكافحة إرهاب جديدة

قوة مكافحة إرهاب
وفي 2012 وقع شمال مالي تحت سيطرة جماعات جهادية مرتبطة بـ"القاعدة" وبقي دور هذه الجماعات قائما رغم عملية عسكرية بقيادة فرنسية في يناير 2013.
منذ ذلك الحين شن الجهاديون هجمات عدة على المدنيين والعسكريين وعلى قوات فرنسية ودولية متمركزة هناك.
واستمرت الاضطرابات رغم اتفاقية سلام في 2015 بين الحكومة والمتمردين بقيادة الطوارق بهدف معالجة بعض المظالم لدى الانفصاليين في الشمال.
ورغم تواجد 12 ألف عنصر في قوة دولية لحفظ السلام وجنود فرنسيين ضمن قوة منفصلة لمكافحة الإرهاب تعمل في منطقة الساحل، لا تزال حالة عدم الاستقرار تتفاقم.
وتضغط فرنسا على مجلس الأمن الدولي للتعجيل في تبني قرار لتمويل ودعم قوة أفريقية جديدة لمحاربة الجهاديين في منطقة الساحل، تضم قوات من مالي والنيجر وتشاد وموريتانيا وبوركينا فاسو. غير أن تلك القوة تواجه معارضة من واشنطن التي تقول إن القرار غامض وكونها المساهم المالي الأكبر في عمليات حفظ السلام الدولية، فإنها تريد أيضا تخفيض الانفاق الإجمالي.
وأكدت موغيريني، التي سبق أن وعدت بتقديم 50 مليون يورو (56 مليون دولار) لدعم القوة الجديدة، الاثنين أن الأوروبيين والأفارقة يتعاونون بشكل وثيق في الحرب المشتركة على الإرهاب.
وحذر محمد صالح أناديف الذي يرأس بعثة حفظ السلام الدولية في مالي، مؤخرا من أن "الإرهابيين" يكسبون قوة ويوسعون نطاقهم في المنطقة، وخصوصا في وسط مالي.

القاعدة في الساحل والصحراء:

القاعدة في الساحل
يبدو أن  القاعدة بعد تحالف العديد من الفصائل المتطرفة الموالية لهان اصبحت لها قوية لها شانها في منطقة الساحل والصحراء، وهو ما يشكل واة لتأسيس دول القاعدة في شمال مالي وهي ما يشكل تهديد لمصالح دول الساحل والصحراء، والدول الغربية وف يمقدمتها فرنسا والولايات المتحدة الأمريكية. 
اتساع وتيرة عمليات" تنظيم " جماعة نصرة الاسلام والمسلمين" في شمال مالي يشكل تهديداً كبيراً في حال تحولها منطلقا لشن هجمات ضد بلدان أخرى مجاورة كمالي وموريتانيا بوركينافاسو، والجزائر وغيرها من الدول التي تشهد عمليات مختلفة لجماعات الارهابية.
وتوحد الجماعات المتشدده يتعين على واشنطن وحلفائها في غرب أوربا  وفي مقدمتها فرنسا والعواصم الإقليمية بافريقيا الاستعداد لأسوأ السيناريوهات المتعلقة بعدوى انتشار العنف ومحاولات الهجوم سواء داخل هذه البلاد أو خارجها، وكذلك العودة المحتملة لأنشطة التمرد، وقد تعلن القاعدة عن دولتها في شمال مالي.

شارك