الوجه الأخر للارهاب.. 30% ارتفاع عدد المتطرفين اليمينيين في بريطانيا

الثلاثاء 20/يونيو/2017 - 08:11 م
طباعة الوجه الأخر للارهاب..
 
في كثير من الديمقراطيات الغربية تتزايد جرأة الشعبويين اليمينيين الذين يستمدون القوة والنشاط من الانتصارات التي ينسبونها لأنفسهم على “النخب المؤسسية”، في الادعاء بأن العولمة تكمن في جذور المشاكل التي يواجهها العديد من المواطنينن وذكر تقرير صحفي عن ارتفاع عدد المتطرفين اليمينيين المشتبه بهم المسجلين في برنامج لمكافحة الإرهاب تابع للحكومة البريطانية بنسبة 30% خلال عام واحد، حسبما ذكرت صحيفة "اندبندنت" اليوم الثلاثاء.

ارتفاع عدد المتطرفين اليمينيين

ارتفاع عدد المتطرفين
ارتفع عدد المتطرفين اليمينيين المشتبه بهم المسجلين في برنامج لمكافحة الإرهاب تابع للحكومة البريطانية بنسبة 30% خلال عام واحد، حسبما ذكرت صحيفة "اندبندنت" اليوم الثلاثاء.
ويأتي الكشف عن هذا الارتفاع المأسوي بعد الهجوم الذي شنه رجل بعربة فان على مشاة مسلمين قرب مسجد في شمال لندن فجر أمس الإثنين، والذي وصفته الشرطة بأنه هجوم إرهابي، وتم القبض على المشتبه به الذي عرف باسم دارين أوسبورن (47 عاماً) من مدينة كارديف، بتهمة الإرهاب والشروع في القتل ولا يزال محتجزاً.
وأسفر الهجوم عن مقتل شخص واحد في الموقع وإصابة 11 آخرين، ولكن المهاجم لم يكن معروفاً قبل ذلك بالنسبة للأجهزة الأمنية، وقال شهود عيان إنه صاح بعبارة "سأقتل جميع المسلمين" قبل أن يومئ "بسخرية" ويضحك.
ووصفت رئيسة الوزراء البريطانية تريزا ماي الهجوم بأنه "مقزز" مثل الهجمات الإرهابية التي وقعت مؤخراً في مانشستر ولندن، ووعدت بالقضاء على الأيديولوجيات المتطرفة بجميع أنواعها، وكان برنامج "بريفنت" الحكومي الذي دعمته ماي عندما كانت وزيرة للداخلية قد واجه انتقادات وسط ما تردد حول تركيزه بشكل غير مناسب على الإرهاب الإسلامي.
وذكرت الصحيفة أنه مع ذلك فإن إحصاءات لم تنشر لوزارة الداخلية تفيد بأن ما يقل عن ثلث الأشخاص الخاضعين للمراقبة بموجب برنامج "تشانيل" 2017/2016، وهو جزء من خطة "بريفنت"، يعتقدون في الأيديولوجيات اليمينية المتطرفة ومعرضون للتطرف وذلك مقابل نسبة 25% في برنامج 2016/2015.
وجاء ارتفاع عدد المتطرفين اليمينيين المشتبه بهم بعد عام واحد من مقتل النائبة البرلمانية جو كوكس على يد الإرهابي اليميني المتطرف توماس ماير، وبعد ارتفاع مأسوي في عدد جرائم الكراهية المسجلة ضد السود وأقليات عرقية ودينية.
ونقلت الصحيفة عن زعيم الحزب الليبرالي الديمقراطي، تيم فارون القول إن "عدم اتخاذ الحكومة إجراء للتصدي لتزايد التطرف اليميني قد هيأ مناخاً أفضل لوقوع الهجمات".
وأضاف أنه "في حين تركز جميع بيانات الحكومة المحافظة على الأصولية الإسلامية، فقد تجاهلت إلى حد كبير تزايد تهديد المتطرفين البيض الذين يشكلون خطراً وانحرافاً مثل أي إرهابيين آخرين".
وتأتي الطفرة في عدد حالات التطرف اليميني التي يتعامل معها برنامج "بريفنت" بعد القبض على عدد قياسي من البيض كمشتبه بهم في قضايا إرهاب العام الماضي.
وأفادت الصحيفة بأن الإحصاءات الرسمية خلصت إلى أن 91 شخصاً من إجمالي 260 شخصاً تم القبض عليهم للاشتباه بهم في جرائم إرهابية كانوا من البيض، وهو ما يزيد 20 شخصاً عن العدد في عام 2015 ويسجل العدد الأكبر منذ 2003.
ومثل المشتبه بهم البيض 35% ممن تم القبض عليهم فيما يتعلق بالإرهاب خلال 2016، مقابل 25% في 2015، كما أظهرت إحصاءات وزارة الداخلية أن 41% ممن تم توقيفهم وتفتيشهم بموجب قانون مكافحة الإرهاب في الفترة من 2009 إلى 2016 كانوا من البيض.

ارهاب الكراهية

ارهاب الكراهية
تعرّض مسلمو بريطانيا لأكثر من 100 جريمة كراهية ، ما يسجّل ارتفاعا بنسبة 300 في المائة بالمقارنة مع متوسّط عدد جرائم الإسلاموفوبيا في البلد.
وكشف تقرير أعدّته منظمة «تيل ماما» البريطانية لمكافحة الإسلاموفوبيا، واطّلعت عليه «الشرق الأوسط»، أن المسلمين في بريطانيا تعرضوا منذ اعتداءات باريس لـ115 هجوما، وأن هذه شملت اعتداءات لفظية وجسدية، وأشار التقرير، إلى أن غالبية الضحايا هن نساء وفتيات محجبات، تتراوح أعمارهن بين 14 و45 عاما، وأن المهاجمين هم رجال تتراوح أعمارهم بين 15 و35 عاما. كما اتخذت 70 في المائة من هذه الاعتداءات من وسائل التنقل العامة، كالحافلات وقطارات الأنفاق، مسرحا لها، ما أدّى إلى انتشار شعور بالخوف لدى النساء والأطفال الذين تعرّضوا للمضايقات وضمن أوساطهم المقرّبة، بحسب المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات.
في سياق متصّل، أثار استطلاع رأي نشرته صحيفة «دي سان» البريطانية يفيد بأن واحدا بين كل خمسة مسلمين في بريطانيا يتعاطف مع «الجهاديين»، في إشارة إلى البريطانيين الذين التحقوا بـ«داعش» في سوريا، موجة غضب واسعة في الأوساط المسلمة والصحافة المعتدلة، وتساءل مجلس مسلمي بريطانيا في هذا السياق، وهو أكبر مظلّة تمثيلية للجالية المسلمة في البلد، حول سبب اختيار صحيفة «دي سان» هذا العنوان المضلّل، علما بأن استطلاع الرأي الشائك الذي اعتمدت عليه الصحيفة نفسها يشير إلى أن 71 في المائة لا يتعاطفون البتّة مع القلّة التي تغادر إلى سوريا.
و افاد تقرير أن الحكومة البريطانية دعمت خدمة متخصصة برصد وتسجيل حوادث الكراهية ضد المسلمين ودعم الضحايا وهي أول خدمة من نوعها في بريطانيا، عبر تقديم أكثر من مليون جنيه استرليني لها.
وقال “إدوين سموأل” المتحدث باسم الحكومة البريطانية في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا إن “التعبير عن القلق إزاء الإسلاموفوبيا غير كاف لذلك اتخذت الحكومة إجراءات عملية واضحة وصارمة بمواجهة عدم التسامح الديني”.
وأشار “سموأل” إلى أن “المجتمع البريطاني تعددي قائم على التسامح والشمول وهذه قيم أصيلة سيتم الحفاظ عليها بقوة”، وأضاف “المسلمون البريطانيون جزء مهم من النسيج الاجتماعي للمملكة المتحدة، وهم يشغلون مناصب عليا في المملكة ويلعبون أيضا دورا في تمثيل الإسلام كدين سلام في العالم من خلال التعايش مع الآخرين، لن نتسامح مع خطاب الكراهية الذي يهدد أسلوب ونمط حياتنا”، وأشار التقرير إلى أن هذه الخدمة رصدت 2622 بلاغا حول حوادث كراهية ضد المسلمين، من خلال الضحايا أنفسهم أو عبر الشهود أو أطراف ثالثة أو الشرطة خلال 2015، وذلك مقارنة بـ729 حادثة تم الإبلاغ عنها خلال 2014.
وأضاف التقرير “تعكس هذه الزيادة مزيدا من التشجيع والثقة في الإبلاغ عن هذه الحوادث، إضافة إلى زيادة نسبة مشاركة البيانات مع أفراد الشرطة، حيث تم الإبلاغ عن 3179 حادثا آخر خلال عام 2016”.

شارك