بعد إعلان حل نفسها.. هل تظهر التنظيمات الإرهابية في ليبيا بشكل جديد؟

الأربعاء 05/يوليو/2017 - 11:44 ص
طباعة بعد إعلان حل نفسها..
 
يبدو أن التنظيمات الإرهابية في ليبيا، باتت تخطط وتتكتك بشكل أوسع وأعمق للحفاظ علي بقائها، في ظل إعلان بعضها عن حل نفسه.
يأتي ذلك في وقت نجح فيه الجيش الليبي في القضاء علي التنظيم الإرهابي "داعش" في مدينة بنغازي وكذلك تحرير مدينة سرت بالكامل من قبضة التنظيمات الإرهابية.
بعد إعلان حل نفسها..
وفي مايو الماضي، أعلنت جماعة أنصار الشريعة الإرهابية، التابعة للقيادي في الجماعة المقاتلة عبد الحكيم بلحاج وشيخه في قطر علي الصلاب، حل نفسها.
جاء ذلك عن طريق قناة "النبأ" الليبية وهي القناة نفسها التي أعلنت تأسيس الجماعة الإرهابية في 2013، وبثت أول مؤتمر صحفي لها في 2014 مع قناة الجزيرة القطرية.
وحسب مصادر في الأمم المتحدة، فإن إعلان أنصار الشريعة حل نفسها يهدف دبلوماسيا وسياسيا إلى نفي المبرر لقصف أي موقع في ليبيا باسم محاربة الإرهاب.
ويأتي هذا الإعلان بعد القصف الجوي المصري لمواقع التنظيم قرب درنة، وتأييد مجلس الأمن ذلك في إطار الحرب على الإرهاب، في مايو الماضي.
ويضيف المصدر أن الجماعات المصنفة إرهابية دوليا في ليبيا، هي داعش والقاعدة وأنصار الشريعة، أما بقية التنظيمات فليست مصنفة دوليا وإن صنفتها بعض الدول إرهابية.
من جانبها أصدرت اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان مساء أمس الثلاثاء 4 مايو 2017، بيانا بخصوص تداعيات إعلان البعض من التنظيمات التي وصفتها بـالإرهابية والناشطة في البلاد حل نفسها، مؤكدة علي قلقها وتخوفها الكبيرين إزاء إعلان تنظيم أنصار الشريعة الإرهابي وسرايا الدفاع عن بنغازي، التابعة لتنظيم القاعدة والمتحالفة مع تنظيم أنصار الشريعة الإرهابي في ليبيا
وقال البيان إن إعلان التنظيمين حل نفسيهما خطوة بالغة الخطورة  ويمثل تصاعدا خطيرا لخطر الإرهاب على سلامة المدنيين في ليبيا بشكل خاص، وتهديدا للأمن الإقليمي والدولي بشكل عام.
ورأت اللجنة الليبية لحقوق الإنسان أن إعلان تنظيم أنصار الشريعة وسرايا الدفاع عن بنغازي “التابعة لتنظيم القاعدة حل نفسيهما محاولة من القيادات للإفلات من العقاب بسبب الانتهاكات البشعة التي ارتكبتها.
وقالت اللجنة إن القرار يهدف أيضا إلى الإفلات والهروب من لوائح الإرهاب والعقوبات الدولية المفروضة على تنظيم أنصار الشريعة الإرهابي في بنغازي وسرت ودرنة.
بعد إعلان حل نفسها..
حذرت اللجنة الليبية لحقوق الإنسان من التداعيات الخطيرة لإعلان حل التنظيمين على الأوضاع الأمنية وجهود مكافحة الإرهاب والتطرف وإعادة الاستقرار في ليبيا. ولفتت إلى أن القرار فرصة لتغيير نشاطات وتحركات التنظيمات، التي أعلنت حل نفسها، تحت أسماء وكيانات جديدة.
وطالبت خلال بيانها البعض من لجان الجمعية العامة للأمم المتحدة، من بينها لجنة مكافحة الإرهاب ولجنة العقوبات الدولية ولجنة عقوبات تنظيم داعش والقاعدة، بضرورة العمل على ملاحقة قيادات وعناصر تنظيم أنصار الشريعة وسرايا الدفاع عن بنغازي والداعمين والمتعاطفين مع هذه التنظيمات.
وقد أصدر مجلس الأمن في العام 2014 قرارا بموجبه تم إدراج تنظيم أنصار الشريعة في سرت وبنغازي ودرنة على قائمة التنظيمات الإرهابية. كما صدرت قرارات أممية أخرى مكملة لهذا الإجراء الأساسي.
الجدير بالذكر أن "سرايا الدفاع عن بنغازي"، كانت لوحت باستعدادها لحل نفسها، بعد فشلها في السيطرة على مدينة بنغازي، وهزائمها في الهلال النفطي.
وفي يوم الجمعة 23 يونيو الماضي نشرت وكالة "بشرى" الذراع الإعلامية للسرايا، مقطع فيديو ظهر فيه القيادي بالتنظيم مصطفى الشركسي الذي أكد الاستعداد لحل التنظيم وإحالة أمره إلى الجهات المختصة دون أن يذكرها.
وسبق ذلك إعلان تنظيم أنصار الشريعة في ليبيا المرتبط بتنظيم القاعدة حل نفسه رسميا في 28 مايو الماضي بعد الخسائر الكبيرة في صفوفها، التي تكبدتها خلال حربها مع الجيش الوطني الليبي.
وتخطط الجماعات الإرهابية إلي تغيير مخططاتها عن طريق التلويحات بحل نفسها أو شبه ذلك، لضمان عدم استهدافها دوليا.
ومازالت ليبيا هي الحصن الأول للجماعات الإرهابية وبالأخص مع تردي الوضع الأمني وعدم الاستقرار وكذلك الصراعات الجارية علي أحقية السلطة في البلاد، حيث يوجد أكثر من حكومة تسعي للسيطرة والهيمنة علي البلاد.

شارك