بعد تحرير الموصل.. ثلاث سيناريوهات ترسم مصير "دواعش" المدينة

الأحد 09/يوليو/2017 - 07:48 م
طباعة بعد تحرير الموصل..
 
في الوقت الذي بدأت تتنفس فيه مدينة الموصل العراقية الصعداء بعدما حبست أنفاسها لسنوات سيطر فيها تنظيم "داعش" الإرهابي على المدينة التي تعد ثان أكبر مدن العراق التي يقطنها أغلبية سنية، تدور حالياً جملة من التساؤلات عن مصير الموصل بعد تحريرها، وهل من الممكن أن تتكرر محاولات عودة سيطرت "داعش" على المدينة، إلى جانب التساؤل حول مصير دواعش المدينة. 
وينشغل المراقبون بمصير مسلحي "داعش" الذين بلغ عددهم وفق بعض التقديرات، سبعة آلاف شخص داخل الموصل وضعف هذا العدد في محيط المدينة، وهي الحصيلة التي تحدث عنها رئيس البرلمان العراقي السابق أسامه النجيفي، في أكتوبر الماضي، ويرى هؤلاء المراقبون، أن التنظيم ربما يعاني في المرحلة الحالية من تعرض وجوده للخطر في ظل الهزائم المتتالية، التي مني بها على مدار الأشهر الماضية، وأنه ربما سيجهد للحفاظ على بقائه بعد أن كان يتحدث في مرحلة سابقة عن فكرة التمدد.

بعد تحرير الموصل..
وتتراوح السيناريوهات المتوقعة لمستقبل "داعش" وفق المراقبين، بين تسرب أفراده وانتقالهم إلى مناطق عراقية أخرى مكونين جيوبا جديدة، أو الانتقال إلى الأراضي السورية، حيث ما يزال التنظيم يسيطر على مناطق شاسعة على الحدود بين البلدين، وبجانب ذلك يطرح المراقبون، احتمالات عودة المقاتلين الأجانب في صفوف التنظيم إلى بلدانهم الأصلية التي قدموا منها، حيث تزيد المخاوف في ظل هذا الاحتمال من تحول هؤلاء إلى ما يعرف ب(الذئاب المنفردة) الذين يقومون بشن هجمات منفرده لكنها توقع العديد من الضحايا.
لكن الاحتمال الأقوى يتمثل في انتقال مقاتلي "داعش" الفارين من العراق ومن سوريا في حالة حسم معركة الرقة، إلى مناطق صحراوية شاسعة في دول تشهد نزاعات داخلية، ومن الدول التي يعتقد المراقبون بأن "داعش" سيختارها لمواصلة عملياته أفغانستان وليبيا، حتى وإن لم يتمكن من الإعلان مجدداً عمّا يسميه "دولة الخلافة" كما كان في السابق، أي خلال احتلاله لمناطق واسعة في العراق وسوريا وكثيرون يلاحظون التواجد المتزايد للتنظيم في منطقة سيناء المصرية وأيضا على الحدود الغربية لمصر مع ليبيا.

وأعلن اليوم الأحد 9 يوليو 2017 رئيس الحكومة العراقية، حيدر العبادي، تحرير مدينة الموصل من قبضة الدواعش، وأن المرحلة المقبلة ستشهد عمليات إعمار المدينة التي تعرضت العديد من جوانبها إلى عمليات تخريب ودمار.
وطالب مراقبون بضرورة قيام الحكومة العراقية بتطبيق برامج اجتماعية وثقافية وتنموية تحقق العدالة الاجتماعية وتمنع سياسات التهميش الممنهج التي كانت تتبع ضد الأغلبية السنية منذ الإطاحة بنظام الرئيس الأسبق صدار حسين. 
كانت منظمات حقوقية، شكت من الممارسات الطائفية لميليشيا الحشد الشعبيضد سكان الموصل، حيث سجلت عدد من المنظمات الحقوقية جملة من الانتهاكات بينها، قتل على أبسط أشكال الاشتباه، وعمليات تخريب وحرق واسعة للمنازل. 

بعد تحرير الموصل..
كما عبرت العديد من القوى السياسية العراقية رفضها لممارسات الحشد الشعبي، وطالب القيادي الصدري، مقتدى الصدر، من ميليشيا الحشد الشعبي التوقف عن تلك الممارسات التي تزيد الأوضاع توتراً، وتحول المعركة من نصر وطني إلى نصر طائفي.
كانت القوات العراقية رفعت اليوم علم البلاد على آخر وكر لتنظيم "داعش" الإرهابي في المدينة القديمة للموصل، وبذلك تصبح المدينة محررة بالكامل.، وقال مصدر أمني، لوسائل الإعلام، إن قوات جهاز مكافحة الإرهاب، وصلت آخر بقعة محددة لتحريرها من سيطرة تنظيم "داعش" الإرهابي في المدينة القديمة، وهي ضفة النهر.
وأضاف المصدر الذي تحفظ على الكشف عن اسمه، أن نائب قائد قوات جهاز مكافحة الإرهاب العراقية، الفريق الركن، عبد الوهاب الساعدي، رفع العلم العراقي عند ضفة النهر، وبذلك أصبح الساحل الأيمن للمدينة محرر بالكامل من سيطرة "داعش".

بعد تحرير الموصل..
ومن المرجح أن يعلن مجلس رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي خلال الساعات القليلة المقبلة، الموصل محررة بالكامل، بعدما وصل إليها عصر اليوم وبعث منها تهنئة للقوات والشعب بالانتصار الكبير على "داعش" الإرهابي.
وأعلن قائد الشرطة الاتحادية، الفريق رائد شاكر جودت، بالأرقام كل خسائر "داعش" الإرهابي، في المدينة القديمة، منذ انطلاق عملية التحرير أواخر مايو الماضي.
والخسائر هي:
تم قتل 1886 إرهابيًا، و58 عنصرًا يخدمون في سلاح القنص بتنظيم "داعش". 
بعد تحرير الموصل..
ويبدو أن المرحلة التالية لهزيمة "داعش" في العراق وسوريا، لن تمثل هدوءا بالنسبة للسلطات الأمنية في العديد من الدول، إذ أن معظم السيناريوهات المطروحة بشأن مستقبل التنظيم، تمثل خطرا من نوع ما، فعلى مستوى عودة مقاتلي التنظيم إلى الدول التي قدموا منها يرى خبراء أن السلطات الأمنية في تلك البلدان، سيتعين عليها معرفة هؤلاء الأشخاص العائدين ومتابعتهم بدقة، نظرا للخطر الذي قد يمثلونه وإمكانية تحولهم إلى (ذئاب منفرده)، قد تقدم على تنفيذ عمليات إرهابية في أوقات لا يمكن التنبؤ بها، كما أن فكرة انتقال المقاتلين إلى مناطق صحراوية أو جبلية وعرة في بلدان تشهد نزاعات داخلية، يحمل أيضا خطرا على تلك البلدان وهو سيكون بمثابة نقل للصراع، دون تحييد التنظيم كما أنه سيحمل خطرا على مجتمعات هذه الدول.

شارك