عشية الجولة التالية من المفاوضات السورية المزمعة غد الاثنين في جنيف، تحاول الأطراف المعنية محاولة خلخلة الأزمة السورية، ومنح فرصة للحلول السياسية، بالرغم من تمسك الفصائل المحسوبة على قطر وتركيا بتصعيد الأزمة وعدم الميل للحلول الروسية، فى الوقت الذى يتم الكشف فيه عن خفض العقوبات الأمريكي على موسكو فى ضوء ما يحدث من اتلزامات سورية والفصائل الايرانية على الأرض بعد تطبيق الهدنة.

وفى هذا السياق أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن بلاده ستباشر عملية التحرك نحو إلغاء العقوبات ضد روسيا بعد تسوية النزاعين في سوريا وأوكرانيا، موضحا أنه لم يبحث موضوع العقوبات المذكورة خلال اللقاء مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين يوم الجمعة على هامش قمة مجموعة العشرين في هامبورغ.

قال ترامب تغريدة في توتير :" لم نناقش العقوبات خلال لقائي مع الرئيس بوتين. ولن نفعل أي شيء ما دامت المشكلتان السورية والأوكرانية قائمتين"

كذلك اعتبرت الإدارة الأمريكية أن الاتفاق حول إنشاء منطقة خفض التصعيد جنوب غرب سوريا، خطوة مهمة باتجاه تسوية الأزمة السورية، وأكد مستشار الأمن القومي الأميركي هربرت ماكماستر أن البيت الأبيض متحمس للتقدم المحرز مع روسيا والأردن لإنشاء منطقة خفض التصعيد في جنوب غرب سوريا، معتبرا أن ذلك يعد أولوية بالنسبة للولايات المتحدة.

جدد ماكماستر التأكيد على أن هذا الاتفاق سيدخل حيز التنفيذ ابتداء من ظهر يوم غد الأحد حسب توقيت دمشق.

من جانبه أكد أكد قدر جميل زعيم حزب "الإرادة الشعبية للتغيير"، رئيس "منصة موسكو" السورية المعارضة أن الاجتماعات التمهيدية لممثلي منصات "موسكو" و"الرياض" و"القاهرة" في جنيف كانت إيجابية، مضيفا "لقد أجرى ممثلو المنصات الثلاث المذكورة طيلة الأيام الخمسة الماضية سلسلة من المباحثات والمشاورات التمهيدية في جنيف، واستطعنا خلال ذلك تحقيق بعض النتائج الإيجابية".

تجدر الإشارة إلى أن آخر مفاوضات السوريين قبل جنيف، كانت قد عقدت في أستانا عاصمة كازاخستان في الـ5 من الشهر الجاري، ووصفها ممثلو الدول الضامنة، وهي كل من روسيا وتركيا وإيران، بـ"الإيجابية".

كما أعربت الدول الضامنة في استانا عن "ارتياحها إزاء التقدم الحاصل في رسم حدود مناطق وقف التصعيد في سوريا"، وكلفت فريق العمل المشترك "باستكمال مهامه على جميع الأصعدة التنظيمية والتنفيذية في جميع المناطق السورية" المتفق عليها، ودعا الضامنون في البيان "جميع الأطراف، المنخرطة في الأزمة السورية إلى تفادي الاستفزاز وإطلاق التصريحات شديدة اللهجة والتهديد، منعا لتقويض نتائج أستانا الرامية لتفعيل عملية جنيف".

تعود مبادرة أستانا للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، حيث حظيت بدعم وترحيب الرئيسين التركي رجب طيب أردوغان، والإيراني حسن روحاني وخلصت إلى الإعلان عن مفاوضات سورية سورية برعاية روسية تركية إيرانية تسبق العودة إلى مفاوضات جنيف ومقرراتها للتسوية في سوريا.

من ناحية اخري تجدد القتال بين فصائل الجماعات المسلحة في غوطة دمشق الشرقية ما أدى لمقتل وإصابة العشرات بعد أن تمكنت "جبهة النصرة" من السيطرة على 5 مزارع في منطقة الأشعري بالغوطة، ولا تزال الاشتباكات مستمرة منذ يوم الجمعة بين "جيش الإسلام" من جهة، و"الفيلق" و"النصرة" من جهة أخرى، على محاور في مزارع بيت سوى ومزارع مسرابا ومزارع منطقة الأشعري في الغوطة الشرقية، وسط استهداف متبادل بين طرفي القتال بالرشاشات الثقيلة، حيث تمكنت خلالها النصرة من تحقيق تقدم في المنطقة والسيطرة على مزارع في منطقة الأشعري من جهة بيت سوى.

وتجددت الاشتباكات في محاور بمزارع بلدة بيت سوى ومزارع الأشعري في الغوطة الشرقية، أدت لمقتل وجرح العشرات من الطرفين.

كان نشطاء سوريون قد أشارو مؤخرا إلى عملية تبادل معتقلين جرت بين فيلق الرحمن وجيش الإسلام في الغوطة الشرقية، إذ تم إخراج دفعة معتقلين لدى كل طرف، وجرى تسليمها للطرف الآخر، وبلغ تعداد كل دفعة 17 شخصا على الأقل، ممن اعتقلوا خلال الاقتتال الذي بدأ آواخر أبريل الفائت وأودى بحياة 156 شخصا على الأقل من الطرفين.

كان نشطاء سوريون قد أشارو مؤخرا إلى عملية تبادل معتقلين جرت بين فيلق الرحمن وجيش الإسلام في الغوطة الشرقية، إذ تم إخراج دفعة معتقلين لدى كل طرف، وجرى تسليمها للطرف الآخر، وبلغ تعداد كل دفعة 17 شخصا على الأقل، ممن اعتقلوا خلال الاقتتال الذي بدأ آواخر أبريل الفائت وأودى بحياة 156 شخصا على الأقل من الطرفين.

وفى سياق أخر أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن الوضع في مناطق تخفيف التوتر في سوريا مستقر، مشيرة إلى أن هذا التقييم تتفق عليه جميع الأطراف المتنازعة، وأنه خلال الـ 24 ساعة الماضية سجل الجانب الروسي في لجنة المراقبة الروسية التركية المشتركة، انتهاكين لنظام وقف إطلاق النار في محافظة اللاذقية، فيما سجل الجانب التركي 7 انتهاكات في المحافظات التالية: درعا (1) وحماة (2) ودمشق (2) واللاذقية (2)، والاشارة إلى أن هذه الانتهاكات تتمثل في حوادث إطلاق نار عشوائية من الأسلحة الخفيفة في مناطق يسيطر عليها تنظيما "داعش" و"جبهة النصرة" الإرهابيان.

تمت الاشارة إلى انضمام قرية واحدة بمحافظة السويداء إلى نظام وقف إطلاق النار، ليرتفع بذلك عدد القرى والمدن المنضوية في عملية المصالحة إلى 2000 قرية، في حين تستمر المفاوضات مع الفصائل المعارضة بشأن انضمامها إلى الهدنة في محافظات حلب وإدلب ودمشق وحماة وحمص والقنيطرة، فى حين يبلغ عدد الفصائل الملتزمة بالهدنة 228 فصيلا حاليا.

نفى العميد طلال سلو، الناطق باسم " قوات سوريا الديمقراطية"، ما تردد من أنباء حول انسحاب قوات النخبة التابعة لرئيس الائتلاف السوري المعارض السابق أحمد الجربا، من معركة تحرير الرقة.

وقال سلو: "إن ما تداولته أمس السبت صفحات مواقع التواصل الاجتماعي حول انسحاب قوات النخبة من جبهة شرق مدينة الرقة غير صحيح على الإطلاق".

وكانت صفحات مواقع التواصل الاجتماعي تناقلت أمس نبأ يفيد بانسحاب ما تسمى بقوات النخبة من محيط سور الرقة ومن حي الصناعة والمشلب التي سيطرت عليهما من قبل، وأنها تمركزت في قرية حمرة ناصر أثر خلافات نشبت بينها وبين قوات سوريا الديمقراطية.