ظل الانتصار في الموصل.. مهمشون وفقراء بين الانقاض

الإثنين 10/يوليو/2017 - 02:38 م
طباعة ظل الانتصار  في الموصل..
 
اكد رئيس الوزراء حيدر العبادي، الاثنين، انه يطمح لعودة النازحين وخاصة المسيحيين لمنازلهم في الموصل، فيما شدد على ضرورة ان يسود التعايش بين ابناء نينوى.وقال مكتب العبادي في بيان صحفي نشرته اكثر من وكالة  ان "رئيس مجلس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي بمقر قيادة عمليات نينوى صباح اليوم، وفدا من المسيحيين من سكنة مدينة الموصل، بحضور عدد من القادة الامنيين".
واضاف العبادي ان "طموحنا هو ان يعود جميع النازحين وابناء الاديان والقوميات والمذاهب ومنهم الاخوة المسيحيون بشكل خاص الى بيوتهم في الموصل"، مشيرا الى ان "الرد الطبيعي على داعش هو ان نتعايش معا".
وتابع العبادي ان "تنوعنا فخر لنا، ويجب الحفاظ عليه وافشال مخطط داعش الذي اراد صبغ العراقيين بلون واحد وتمزيق وحدتهم التي تعايشوا فيها منذ آلاف السنين"، لافتا الى ان "واجبنا هو حماية المواطنين وتقديم الخدمات لهم بغض النظر عن انتمائهم، وفي عنقي كمسؤول التعامل مع جميع العراقيين دون تمييز".
واكد العبادي على "ان يسود التعايش بين ابناء نينوى"، داعيا الجميع الى "الحفاظ على هذا النصر الذي تحقق بشجاعة قواتنا البطلة وبتضحياتها الغالية".
من جهته، قدّم اعضاء الوفد التهنئة بالانتصارات في الموصل وبشجاعة القوات العراقية وتحريرها المدن والقرى، معربين عن اعتزازهم بالتنوع الحضاري وحرصهم على وحدة الشعب العراقي واستقراره واستعدادهم للعمل والتعاون من اجل تسهيل عودة جميع النازحين واستتباب الامن والاستقرار في الموصل.
واكد رئيس الوزراء حيدر العبادي، امس الاحد، ان النصر في الموصل محسوم، مبينا ان بقايا "داعش" محاصرون في الاشبار الاخيرة من الموصل، فيما دعا موظفي المحافظة الى الالتحاق باعمالهم.
واشار الى أن العبادي وصل، ظهر يوم امس الأحد (9 يوليو  2017)، إلى مدينة الموصل، وبارك للشعب العراقي والمقاتلين تحقيق "النصر الكبير"، فيما اجتمع فور وصوله مع القيادات الأمنية في المدينة، واستمع الى إيجاز من قائد عمليات "قادمون يا نينوى" الفريق الركن عبد الأمير رشيد يار الله.
كما اجرى فيما بعد بجولة ميدانية في شوارع مدينة الموصل بعد عبوره من الساحل الأيمن الى الأيسر عبر نهر دجلة، ليصل بعدها الى مبنى محافظة نينوى. ومع إعلان الحكومة العراقية تحقيق "النصر الكبير" في الموصل ضد تنظيم الدولة الإسلامية، والمعروف إعلاميًا باسم داعش، تتكشف الكلفة الباهظة للمعارك أكثر فأكثر،  فهناك مشاهد لا تنسي وان كانت علي هامش الانتصار مثل  خروج عشرات النساء وأطفالهن بين الأنقاض مرهقين وثكلى.
على أحد الأرصفة قرب المدينة القديمة، تجمعت نحو 15 امرأة وطفلا، بحثًا عن ظل يقيهم قيظ الصيف فيما يسمع دوي الطلقات النارية والقذائف في الداخل. خرج هؤلاء بمعية القوات العراقية التي كانت تخوض معارك مع التنظيم في منطقة الميدان داخل الموصل القديمة، قلب المدينة التاريخي، ضد آخر جيوب الجهاديين.
وسط هذا المشهد، تتكئ أم شابة في العشرينيات بهدوء على أحد الجدران، مرتدية عباءة سوداء وحجابًا أزرق اللون. تنهار بشكل مفاجئ على الرصيف متوسلة لأقرب جندي أن يصغي إلى محنتها. فقبل ساعة فقط، فقدت ابنها البالغ من العمر سبع سنوات في القصف، في وقت كانت تتحضر مع عائلتها لمغادرة المدينة القديمة بعد أشهر من الاختباء.
تقول وقد طغى الحزن على ملامحها، فيما تحاول ابنتها الكبرى مسح دموعها، "لم أتمكن من القيام بشيء". تتوسل اليها ابنتها البالغة من العمر عشر سنوات، واصطبغ ثوبها العنابي بدماء أخيها الصغير، "لا تبكي يا أمي".
أما فاطمة الخمسينية، فتجهش بالبكاء وهي تقص تفاصيل الفاجعة التي ألمت بعائلتها على مدى الأشهر الأربعة الماضية. تذكر فاطمة كيف اضطرت وعائلتها إلى الاختباء "تقريبًا من دون طعام أو مياه" في قبو يسيطر عليه التنظيم، وهم يصلون من أجل النجاة من المعارك الدائرة. خرجوا عندما بدا لهم أن القوات العراقية استعادت السيطرة على شارعهم، حيث رأوا السماء للمرة الأولى منذ أسابيع. لكن قناصًا أطلق النار على شقيق فاطمة أثناء هربهم، ولا معلومات لديها عنه منذ اقتادته سيارة إسعاف من المكان.
وفي سياق متصل بحث بطريرك الكلدان في العراق والعالم، لويس رفائيل ساكو، السبت، مع رئيس منتدى علماء الموصل المسلمين، صلاح ساير العبيدي، اوضاع مدينة الموصل والانتصارات التي حققتها القوات الامنية في استعادة المدن والاقضية من سيطرة تنظيم داعش. 
وذكر ساكو في بيان،  صحفي ، ان العبيدي عبر عن تقدير المنتدى لمواقف البطريرك الإنسانية والوطنية، بالاضافة الى التطرق لشؤون البلاد ووضع الموصل، مؤكدا على ضرورة عودة المسيحيين اليها، والعمل من اجل تجديد الخطاب الديني وتبني الاعتدال ونبذ الخطاب الديني التحريضي والخروج من الادبيات القديمة العقيمة"، واضاف انه "لاقيمة للمدينة بدون المسيحيين".
واضاف البيان ان بطريركية الكلدان في العراق تنتقد بشدة الاصوات التي هاجم  بطريرك الكلدان (في اشارة الى المشاركين بمؤتمر بروكسل من الاحزاب المسيحية)،  مشيرا الى انه "لا داعي لإلصاق الاتهامات ببطريك الكلدان او بالكنيسة الكلدانية بالعمالة للحكومة العراقية ولإقليم كردستان لأنه لم يشارك في المؤتمر".
وجاء في البيان ايضا ان "اتهام الكلدان بسرقة نصيب الاخرين من المساعدات هو محض افتراء، مضيفا أن الكلدان استلموا مليونين و160 دولارا مخصصة نصا لقصبة تللسقف واستلمتها لجنة اعمار قصبة تللسقف، والاخرون استلموا نفس المبلغ وقبل الكلدان!".
وعبر البيان بالقول ان البطريرك طوال مسيرته، مستقل ويعمل لصالح العام، وانه وقف في وجه الخطاب الديني التحريضي.
وكان بطريرك الكلدان في العراق والعالم، لويس رفائيل ساكو، قد رفض عبر بيان له، الاثنين الماضي، ما تمخض عن قرارات في مؤتمر بروكسل الاخير، الذي عقدته سبعة احزاب مسيحية بداية الشهر الجاري، معتبرا ان بحث قضايا العراق خارج البلاد من قبل اي مكون "انفلاتا"، حسب تعبيره.

شارك