جولة جديدة من المفاوضات السورية..والأطراف المعنية تراقب تطبيق الهدنة

الإثنين 10/يوليو/2017 - 05:21 م
طباعة جولة جديدة من المفاوضات
 
تتواصل الجهود الأممية لتعزيز الحلول السياسية للأزمة السورية، مع استئناف جولة جديدة للمفاوضات بين الحكومة السورية وفصائل المعارضة، فى الوقت الذى تتابع فيه الأطراف المعنية بالأزمة التزام جميع الأطراف بالهدنة التى تم التوصل إليها مؤخرا.
من جانبه أكد وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، دعم موسكو للمساعي الرامية إلى توحيد صفوف المعارضة السورية، وبدء التعاون بين الجيش السوري والمعارضة في الحرب ضد الإرهاب، وقال لافروف مع وزير خارجية أوسيتيا الجنوبية دميتري ميدويف، إن موسكو ترحب  بجهود منصات "موسكو" و"القاهرة" و"الرياض" للتوصل إلى مواقف موحدة خلال مفاوضات جنيف السلمية مع الحكومة السورية.
شدد على أهمية تلك الجهود بموافقة الهيئة العليا للمفاوضات "منصة الرياض" على المشاركة في المشاورات الفنية التي أجراها المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا قبيل الجولة الجديدة من مفاوضات جنيف بجانب منصتي "موسكو" و"القاهرة"، منوها على أن "الهيئة العليا للمفاوضات سبق أن اعتبرت العمل مع المعارضين الذين يمثلون منصتي موسكو والقاهرة أمرا لا يليق بها. ونرحب الآن بحماسة بالموقف الجديد".
شدد على أن "يمثل ذلك نقلة نوعية كبيرة في مقاربة الهيئة العليا حول تنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي".، وعبر عن أمله في أن يكون هذا التغيير ناتجا عن تأثير اللاعبين الخارجيين الذين يراهنون على منصة الرياض في تسوية الأزمة السورية.

جولة جديدة من المفاوضات
تابع لافروف أن هناك تحسنا "حتى ولو كان ضئيلا" في مواقف المشاركين في مفاوضات جنيف. وأوضح أن موسكو تعتبر أن الاتجاهين الرئيسيين للمفاوضات يجب أن يكونا الإصلاح الدستوري ومحاربة الإرهاب، مؤكدا أنه لا يجوز نسيان الموضوعين الآخرين من السلال الأربع التي حددها دي ميستورا – الانتخابات وتشكيل حكومة انتقالية.
وأكد لافروف أن مسألة إجراء الانتخابات مرتبطة بالعمليات الدستورية، وشدد على ضرورة أن يشكل الدستور السوري الجديد استجابة لمباعث القلق لكافة المجموعات الاثنية والطائفية والسياسية في سوريا، وضامنا لتوازن المصالح لكافة هذه المجموعات، واعتبر الوزير الروسي أن هذا الطريق هو الوحيد لضمان الطابع المستدام لعمل الدولة السورية إضافة إلى الحيلولة دون نشوب أزمات سياسية جديدة وتحول سوريا برمتها أو جزء من أراضيها إلى بيئة حاضنة للإرهاب.
أوضح لافروف أن روسيا والولايات المتحدة تواصلان جهودهما لتوضيح تفاصيل نظام الهدنة في مناطق تخفيف التوتر جنوبي سوريا – في أرياف درعا والقنيطرة والسويداء. وأكد أن هذه الجهود تأتي تنفيذا لمذكرة التفاهم التي وقعت عليها روسيا والولايات المتحدة والأردن في 7 يوليو الجاري، وأكد أن تثبيت الهدنة في هذه المناطق سيتطلب بذل جهود حثيثة.

جولة جديدة من المفاوضات
أوضح أن الدول الثلاث اتفقت على الاعتماد على مركز رقابة يتم إنشاؤه في عمان، لتنسيق كافة تفاصيل نظام الهدنة، مؤكدا أن هذا المركز سيقيم اتصالات مباشرة مع فصائل المعارضة السورية والقوات الحكومية.
كما عبر لافروف عن أمله في أن تساهم النجاحات المتعلقة بتهدئة الوضع في جنوب سوريا، والتغيرات النوعية التي تم تحقيقها في سياق مفاوضات أستانا من أجل إقامة المناطق الثلاث الأخرى لتخفيف التوتر، في زيادة فعالية محاربة الإرهاب، وشدد بقوله  "ستدعم روسيا بفضل وجودها العسكري وعن طريق قواتنا الجوية الفضائية، الجهود المشتركة للحكومة والمعارضة لمحاربة الجماعات الإرهابية".
أكد الوزير الروسي تحقيق تقدم في ترسيم حدود المناطق الثلاثة الأخرى لتخفيف التوتر "إضافة إلى المنطقة الجنوبية"، وأوضح أن الدول الضامنة للهدنة "تركيا وروسيا وإيران" أصبحت قريبة جدا من تنسيق حدود المنطقتين في حمص والغوطة الشرقية بشكل نهائي، فيما تستمر المفاوضات حول ترسيم منطقة تخفيف التوتر بريف إدلب.
وبشأن مشاركة الولايات المتحدة في هذه العملية، أكد لافروف أن موسكو مستعدة للتعاون مع واشنطن وترحب بانضمام الأخيرة بنشاط للجهود الرامية إلى تطوير الرؤية الخاصة بمناطق تخفيف التوتر.
من ناحية أخري قال بهرام قاسمي المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ، إنه يجب توسعة اتفاق الولايات المتحدة وروسيا على وقف إطلاق النار في جنوب غرب سوريا ليشمل كافة أنحاء البلاد.
جولة جديدة من المفاوضات
أوضح  قاسمي انه "يمكن أن يكون اتفاق وقف إطلاق النار مثمرا، إذا تمت توسعته ليشمل كافة أنحاء سوريا، ويضم كل المنطقة التي ناقشناها في محادثات أستانا لتخفيف التوتر، مضيفا "تنشد إيران سيادة سوريا وأمنها، لذا لا يمكن أن يقتصر وقف إطلاق النار على موقع محدد... لن ينجح أي اتفاق دون أخذ الحقائق على الأرض في الاعتبار".
اعتبر المسؤول الإيراني، أن التصرفات الأمريكية الأحادية الأخيرة في سوريا "تتميز بالغموض"، مشيرا إلى أن مثل هذه التصرفات تثير القلق ويجب أن تتوقف، وذكر قاسمي أن طهران تبقى على اتصال دائم عبر القنوات الدبلوماسية مع موسكو بشأن التسوية السورية.
كانت روسيا والولايات المتحدة والأردن قد أعلنت عن اتفاق لخفض التوتر في جنوب غرب سوريا بعد اجتماع بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأمريكي دونالد ترامب خلال قمة مجموعة العشرين في هامبورج الجمعة الماضي، ووصفت 
واشنطن الاتفاق بأنه خطوة مهمة لوضع تهدئة أكثر ثباتا.
يذكر أن وقف إطلاق النار في جنوب غرب سوريا دخل حيز التنفيذ أمس الأحد، ولا يزال صامدا بحسب تقارير الأطراف المعنية.
فى سياق أخر قال ممثل روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة في جنيف أليكسي بورودافكين، إن موسكو تأمل في أن يتم تحقيق تقدم خلال جولة المفاوضات الجديدة حول التسوية في سوريا التي استأنفت اليوم، مشددا بقوله "أطلعنا المبعوث الخاص دي ميستورا على خططه وأفكاره وكيف ينوي إجراء هذه المفاوضات والعمل مع الأطراف. وكل ما قاله حظي بتأييد ودعم ممثلي الدول الأعضاء في مجلس الأمن الدولي في جنيف. ونحن نأمل بأن يتم تحقيق تقدم محدد".
ذكر الدبلوماسي الروسي أن المفاوضات ستركز على موضوعين: "توحيد جهود السلطات السورية والمعارضة في مجال مكافحة الإرهابيين، وعملية الإصلاح الدستوري التي ووفقا لآراء الأطراف السورية، تعتبر المفتاح والأساس لكل القضايا الأخرى في التسوية السياسية بسوريا".

شارك