الاستخبارات الروسية والأمريكية تتعقب البغدادى..والجيش السوري يتقدم

الإثنين 17/يوليو/2017 - 09:00 م
طباعة الاستخبارات الروسية
 
تراجع داعش
تراجع داعش
غموض مصير زعيم تنظيم داعش أبو بكر البغدادى محل اهتماما أجهزة الاستخبارات، التى تعمل على جمع المعلومات للتوصل إلى قيادة التنظيم ومصير البغداداى،  وهل تم قتله أم انه مختفى فى مدينة سورية أو عراقية، إلى جانب وضع سيناريوهات لمستقبل التنظيم. 
يأتى ذلك فى الوقت الذى أكد فيه الكرملين أنه لم تتوفر لديه حتى الآن معلومات دقيقة عن مصير زعيم تنظيم "داعش" الإرهابي أبو بكر البغدادي، إذ تقوم الاستخبارات الروسية بالتحقيق في البيانات المتضاربة بهذا الشأن.
قال دميتري بيسكوف، الناطق الصحفي باسم الرئيس الروسي ردا على سؤال حول مصير البغدادي، بعد أن أكدت مصادر في كردستان العراق أنه لا يزال على قيد الحياة: "هناك معلومات متضاربة، وتقوم استخباراتنا بالتأكد من صحتها".
يذكر أن وزارة الدفاع الروسية قد رجحت أن يكون البغدادي قُتل على مشارف مدينة الرقة أواخر مايو الماضي جراء إحدى الغارات الروسية، إلا أن مسؤولين روس أقروا بعدم وجود معلومات تؤكد تصفية زعيم التنظيم الإرهابي في تلك الغارة بشكل مطلق.
وفي وقت لاحق تحدثت وسائل إعلام عراقية وسورية نقلا عن مصادر في تلعفر العراقية ودير الزور السورية، عن صدور بيان عن التنظيم الإرهابي يؤكد وفاة زعيمه، دون توضيح ملابسات مصرعه، إلا أن سلطات كردستان العراق وخلية الصقور الاستخبارية العراقية أعلنت أن هناك معلومات موثوقة، تؤكد أن البغدادي لا يزال على قيد الحياة، وموجود حاليا في الأراضي السورية، وتحديدا في الريف الجنوبي للرقة، فيما تستمر العملية العسكرية للقضاء على "عاصمة" داعش السورية.
من جانبه قال متحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكي "البنتاجون" أن زعيم تنظيم"داعش" أبو بكر البغدادي لا يشارك حاليا في اتخاذ قرارات داخل التنظيم ولا يقوم بقيادة مسلحيه.
وقال المتحدث باسم البنتاجون إن البغدادي "لا يشارك في أي عمليات يومية لاتخاذ القرارات ولا في قيادة المسلحين، "حسب معلومات" وزارة الدفاع الأمريكية.
وفى وقت سابق أكد أبو علي البصري، رئيس خلية الصقور ومدير عام استخبارات ومكافحة الإرهاب بوزارة الداخلية العراقية، أن البغدادي لا زال حيا في سوريا.
داعش من حلم الدولة
داعش من حلم الدولة إلى الانهيار
كانت قناة "السومرية" التلفزيونية العراقية نوهت في 11 من الشهر الجاري، بأن مسلحي التنظيم أعلنوا مقتل البغدادي، وذلك بعد أن نشرت وسائل إعلام إيرانية صورا فوتوغرافية تدعم فرضية مقتل زعيم "داعش".
وأواسط يونيو الماضي، أوردت وزارة الدفاع الروسية أن ثمة معلومات تدل على مقتل زعيم التنظيم الإرهابي و300 مسلح في الأراضي السورية في نهاية شهر مايو ، جراء ضربة جوية روسية.
من ناحية أخري كشف نشطاء أن اشتباكات عنيفة تدور في المناطق الواقعة جنوب بلدة أعزاز، في محافظة حلب شمال سوريا، بين تنظيم "الجيش السوري الحر" و"قوات سوريا الديمقراطية"، وتتمركز في محيط عين دقنة الواقعة في شرق مطار منغ العسكري، وتترافق مع قصف عنيف ومكثف من قبل القوات التركية، التي تدعم وحدات "الجيش السوري الحر"، على محاور القتال، بالتزامن مع هجمات متبادلة بين طرفي المواجهة.
تأتي هذه المعارك في الوقت الذي يسود فيه توتر شمال محافظة حلب، وهي اندلعت بعد تحضيرات متواصلة للقوات التركية وللفصائل المدعومة منها، لإطلاق عملية عسكرية الغرض منها استعادة السيطرة على مناطق خسرتها فصائل "الجيش السوري الحر" وحلفاؤها الأخرون أواخر العام 2015 وأوائل العام 2016 والواقعة بين مدينة مارع ومنطقة دير جمال.
وكانت "قوات سوريا الديمقراطية" المدعومة أمريكيا، التي تشكل هيكلها العسكري الأساسي "وحدات حماية الشعب" الكردية، قد أعلنت أن مناطق سيطرتها في ريف حلب الشمالي، وخاصة بلدة عفرين، شهدت خلال الأيام الفائتة عمليات قصف متكرر من قبل القوات التركية وحلفائها أسفرت عن سقوط عدد من القتلى والجرحى بين المدنيين.
يذكر أن تركيا نفذت عملية "درع الفرات" العسكرية بمشاركة القوات البرية والدبابات وسلاح المدفعية بغطاء من سلاح الجو، وبالتعاون مع مسلحي "الجيش السوري الحر" وفصائل متحالفة معه من المعارضة السورية، من أجل تطهير كامل المنطقة السورية الحدودية مع تركيا من "جميع الإرهابيين" وطردهم نحو عمق سوريا، وبسط الجيش التركي، في إطار عملية "درع الفرات"، سيطرته على أجزاء واسعة في شمال سوريا، كما شن سلسلة هجمات على مواقع "قوات سوريا الديمقراطية".
سيناريوهات ما بعد
سيناريوهات ما بعد البغدادى
وتعتبر السلطات التركية تحالف "قوات سوريا الديمقراطية"، وكذلك هيكله السياسي الأساسي "حزب الاتحاد الديمقراطي"(الكردي السوري) وقوته العسكرية الرئيسية "وحدات حماية الشعب" الكردية، تعتبرها حليفة لـ"حزب العمال الكردستاني" المصنف إرهابيا في تركيا.
وفى سياق أخر سيطرت القوات السورية الحكومية على حقل الديلعة النفطي في ريف الرقة الجنوبي الغربي بعد القضاء على آخر تجمعات مسلحي تنظيم "داعش" في المنطقة، ونقلت تقارير رسمية أن "وحدات من الجيش سيطرت ظهر اليوم خلال عملياتها المتواصلة ضد تنظيم داعش بريف الرقة الجنوبي الغربي على حقل الديلعة النفطي وقضت على العديد من إرهابييه ودمرت لهم 3 عربات مفخخة".
ويري محللون أن هذا التقدم يأتي بعد سيطرة القوات الحكومية، يوم أمس الأحد، على كل من قرية زملة شرقية ومحطة ضخ الزملة وحقول غاز الزملة وحقل نفط الفهد في عمليات أدت إلى مقتل العشرات من عناصر التنظيم الإرهابي في المنطقة، وأسفرت هذه العمليات عن مقتل أعداد من الإرهابيين وإصابة آخرين وتدمير تحصينات وأسلحة وعتاد حربي لهم، مضيفة أن قوات الجيش خاضت أيضا اشتباكات متقطعة مع مجموعات مسلحة من التنظيم في محيط المطار العسكري والبانوراما والمقابر أسفرت عن تكبيد الإرهابيين خسائر بالأفراد والعتاد.
يذكر أن وحدات من الجيش السوري استعادت، في اليومين الماضيين، السيطرة على عدد من القرى وحقول النفط في ريفي دير الزور الغربي والرقة الجنوبي بعد تدمير عشرات الآليات لتنظيم "داعش" والقضاء على العديد من مسلحيه، بينهم متزعمون سعوديون وتونسيون.

شارك