بين طالبان وداعش.. المدنيين ضحايا الإرهاب في أفغانستان

الثلاثاء 18/يوليو/2017 - 11:11 ص
طباعة بين طالبان وداعش..
 
مع توالي العمليات الإرهابية التي ترتكبها الجماعات المتشددة في أفغانستان، وعلي رأسهم حركة طالبان التي تتبع نهج تنظيم "داعش" في عملياتها الانتحارية، دعت الأمم المتحدة الجماعات المتشددة في أفغانستان إلى وقف الهجمات على المدنيين وذلك بعد سقوط أكثر من خمسة آلاف مدني بين قتيل وجريح خلال الأشهر الستة الأولى من عام 2017.
بين طالبان وداعش..
وقال محققو الأمم المتحدة في في بيان أمس الأثنين 17 يوليو 2017، إن الحرب في أفغانستان أسفرت عن مقتل 1662 مدنيا على الأقل وإصابة 3581 في النصف الأول من العام وهو ما يماثل تقريبا عدد الضحايا المدنيين خلال الفترة نفسها من العام الماضي.
وفي أبريل الماضي، ذكرت بوابة الحركات الإسلامية في تقرير لها، أن القوات الأمريكية عادت إلي مناطق عديدة في أفغانستان عقب الانسحاب الجزئي منها في 2014 بعد قرار الرئيس الامريكي السابق باراك أوباما ، وعودة القوات الامريكية.
وفي 29 أبريل الماضي، أعلنت حركة طالبان الأفغانية "يوم المجاهدين" في بداية هجومها الربيعي السنوي، ودخلت في حلقة جديدة في النزاع المستمر في البلد.
وأطلقت طالبان على العملية اسم "عملية منصوري"، تيمناً باسم زعيمها السابق الملا منصور الذي قتل في غارة نفذتها طائرة أمريكية بدون طيار في مايو 2016، وقد تولى قيادة الحركة بعد الإعلان في يوليو 2015 عن وفاة سلفه الزعيم التاريخ لطالبان الملا عمر. 
وتوعد المتمردون باستهداف القوات الأجنبية باستخدام اساليب من بينها "الهجمات التقليدية وحرب العصابات والهجمات الاستشهادية "الانتحارية" المتطورة، والهجمات الداخلية"، بحسب بيان للحركة.
وتسببت الأوضاع الأمنية الهشة وتواتر المواجهات بين تنظيم طالبان المناوئ للحكومة والقوات الأفغانية في ارتفاع حصيلة الخسائر البشرية.
وكشفت الإحصائيات عن تزايد أعداد القتلى والمصابين في التفجيرات الانتحارية وغيرها بنسبة 15% فيما سقط حوالي أربعين بالمئة على الأقل من الضحايا المدنيين في هجمات شنتها جماعات مناهضة للدولة تستخدم متفجرات بدائية الصنع منها قنابل تزرع على جوانب الطرق.
ووفق العرب اللندنية، قال تاداميتشي ياماموتو رئيس بعثة المساعدة التابعة للأمم المتحدة في أفغانستان إن الخسائر البشرية لهذه الحرب القبيحة في أفغانستان نتيجة القتل والدمار والمعاناة الهائلة كبيرة للغاية، مضيفًا أن الاستمرار في استخدام متفجرات بدائية غير قانونية بشكل عشوائي وغير متناسب أمر مروع ويجب أن يتوقف على الفور.
وفي مايو الماضي أودى تفجير انتحاري بشاحنة مفخخة في قلب العاصمة كابول بحياة 92 شخصا على الأقل وأصاب نحو 500 فيما وصفته الأمم المتحدة بأنه "أعنف واقعة مسجلة" منذ التدخل العسكري الدولي للإطاحة بحكم حركة طالبان عام 2001 فيما لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الهجوم.
وقال محققو الأمم المتحدة إن طالبان مسؤولة عن 43% على الأقل من الضحايا المدنيين، فيما يتحمل تنظيم داعش الإرهابي عبء 5%  في حين ألقيت المسؤولية عن 19%  على عاتق قوى غير محددة مناهضة للحكومة.
 كما أشار المحققون إلي أن الحكومة الأفغانية مسؤولة عن نحو 20% من الضحايا المدنيين جراء العمليات العسكرية التي تنفذها ضد الجماعات المسلحة او ملاحقة إرهابيين مفترضين.
وأشاد المحققون بشرطة أفغانستان وجنودها المدعومين من الغرب بعد تراجع ضحاياهم من المدنيين بنسبة 21 بالمئة هذا العام.
غير أن الخسائر البشرية جراء القصف الجوي تزايدت بنسبة 43 بالمئة مع تكثيف القوات الأفغانية والأميركية لعملياتها الجوية.
وقال المحققون إن 95 شخصا على الأقل قتلوا وأصيب 137 في ضربات جوية.
ووفق متابعون فإن الأطفال من أكثر ضحايا العنف في أفغانستان هذا العام إذ ارتفع عدد الوفيات بين الأطفال إلى نحو تسعة بالمئة.
وبلغ عدد الضحايا من النساء 174 امراة بزيادة 23% ومن الاطفال 436 قتيلا بزيادة 9% في عدد متزايد نتيجة الالغام الارضية والغارات الجوية التي تستهدف مواقع المتمردين من حركة طالبان وتنظيم الدولة الاسلامية.وفي دليل على اتساع نطاق النزاع، زاد عدد الضحايا المدنيين في 15 من الولايات ال34 للبلاد مع تزايد في هجمات المتمردين بما في ذلك خلال اشهر الشتاء من يناير الى مارس.
بين طالبان وداعش..
وقال ديفيد سكينر مدير هيئة إنقاذ الطفولة في أفغانستان، يجب أن تتوقف هذه الهجمات على المدنيين، ومنذ يناير 2009، أسفر النزاع عن سقوط أكثر من 26 ألفا و500 قتيل ونحو 49 ألف جريح من المدنيين.
وفي الرد علي تقرير الأمم المتحدة، وصف ذبيح الله مجاهد المتحدث باسم حركة طالبان النتائج التي توصلت إليها الأمم المتحدة بأنها مواد دعائية ذات دوافع سياسية، قائلا: نرفض مجددا هذا التقرير بشدة، وإن الإمارة الإسلامية أكثر حرصا وتتوخى الحذر أكثر من أي طرف آخر للحيلولة دون سقوط ضحايا مدنيين.
وفي بداية الشهر الجاري، رحب مسئولو وزارة الدفاع الأفغانية، بالإستراتيجية التى من المقرر أن تتبعها الولايات المتحدة، فى محاربة الجماعات الإرهابية والمسلحة فى أفغانستان خلال الفترة المقبلة.
ونقلت وكالة أنباء (خاما برس) الأفغانية، في وقت سابق، عن الجنرال طارق شاه برهامى القائم بأعمال وزير الدفاع الأفغاني، قوله إن الحكومة الأفغانية تتوقع أن يتم الإعلان عن الاستراتيجية الجديدة خلال الأسبوعين المقبلين، مشيرا إلى أن الإعلان عن نهج واضح ضد الإرهاب سيساعد فى محاربة الإرهاب فى أفغانستان، وسيؤدى إلى الضغط على رعاة الإرهاب.
كان أشار وزير الدفاع الأمريكى جيمس ماتيس إلى أن استراتيجية واشنطن الجديدة ستضمن تحركات إقليمية، موضحا أنه سيقدم مقترحاته بشأن الاستراتيجية الجديدة إلى الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، قائلا: إن الاستراتيجية الأمريكية الجديدة ستتبع نهجا إقليميا.
تأتى الاستراتيجية الأمريكية الجديدة بعد إصرار القيادات الأفغانية على وجود قادة حركة "طالبان" وشبكة "حقاني"، فى مدينة بيشاور ومناطق أخرى فى باكستان، موضحين أنهم يخططون للهجمات التى تقع فى أفغانستان من هناك؛ الأمر الذي يعتبر تحولاً كبيراً في الاستراتيجية الأمريكية وهو ما سيجعل القوات الأمريكية في مواجهة جديدة مع حركة طالبان والتنظيمات الأخرى، ومنها تنظيم الدولة الذي بدأ ينشط هناك.
وتؤكد الاستراتيجية توسيع الدور العسكري كجزء من جهد أمريكي لدفع طالبان إلى طاولة المفاوضات، كما أنها تأتي كحصيلة لمراجعة شملت سياسة الولايات المتحدة في هذا البلد، وخاصة في ظل الوضع الأمني المتدهور هناك.

شارك