جماعة الاخوان والبحث عن ملاذ آمن بديل عن قطر

الثلاثاء 18/يوليو/2017 - 05:17 م
طباعة جماعة الاخوان والبحث
 
اجتماعات في سويسرا وتركيا ومحاولات استمالة لبعض الدول وقياداتها، هذا ما تحاول جاهدة جماعة الاخوان المسلمين وتنظيمها الدولي عمله منذ بدايات الأزمة القطرية، فبعد ان كانت قطر هي الملاذ الآمن للجماعة وقياداتها التاريخية تحول الموقف بعدما أصبحت الجماعة وقياداتها هي لب الأزمة العربية القطرية.
ومؤخرا كشفت مصادر قريبة من جماعة الاخوان، أن عددا من قيادات الجماعة، عقدوا اجتماعا في معسكرات تابعة للجماعة لمدة 5 ساعات بالعاصمة التركية أنقرة، وجمع الاجتماع بين محمود حسين أمين عام جماعة الإخوان المسلمين ومحمد حكمت وليد المراقب العام لجماعة الإخوان بسوريا والقيادي الإخوانى وجدى غنيم وآخرون من قيادات الإخوان، لبحث نقل عدد من عناصر الجماعة من قطر إلى تركيا.
وأكدت هذه المصادر لجريدة "اليوم السابع"، أن الاجتماع الذى عقد في أنقرة يأتي في ضوء القلق الإخوانى من فقدان الملاذ الآمن بـ "الدوحة" أو محاولة قطر تسليم عدد من قيادات الجماعة لسلطات الأمن في بلدانهم، كـ "كبش فداء" لمحاولة امتصاص غضب الرباعي العربي وإنهاء حالة المقاطعة.
وذكرت المصادر، أن الاجتماع شهد تشديدا، على بدء خطة نقل هذه العناصر في أقرب وقت، على أن تمنح الأولوية للقيادات الأكثر خطورة وشهرة، والمدانة في عدد من القضايا، وعلى رأسهم أسماء الخطيب المتهمة بالتخابر مع قطر، ويحيى موسى المخطط لعملية اغتيال النائب العام هشام بركات، على أن يتم إخلاء العناصر الأقل خطورة في وقت لاحق، وبشكل تدريجي لا يثير الريبة.
ويأتي ذلك الاجتماع على خلفية تزايد الضغط الدولي على قطر، والتأكيد على صلتها بجماعات إرهابية وتوفير الدعم والإيواء لها، وآخرها تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التي ربط فيها بين قطر والإرهاب، وألمح إلى إمكانية نقل القاعدة عديد الأمريكية من قطر.

جماعة الاخوان والبحث
ومن أهم الشخصيات التي علقت على هذا الاجتماع، الدكتور محمد حبيب نائب المرشد السابق، الذى اعتبر اجتماع قيادات الإخوان في تركيا  لبحث نقل عدد من عناصر التنظيم المقيمين في الدوحة، بالقرارات الاحتمالية.
وقال حبيب، " تصوري حول هذه الاجتماعات، أن جماعة الإخوان تضع احتمالية ضغط الدوحة علي عناصر التنظيم الموجودة لديها، أو تمنع ظهورهم على المستوى الإعلامي، ولذلك قرر تنظيم الإخوان تحديد عدد من الشخصيات والقيادات للدوحة،  لنقلهم إلى تركيا والظهور الإعلامي بشكل أكبر وأفضل.
وعن إمكانية نقل جموع الإخوان من الدوحة، استبعد "حبيب" ذلك تمامًا، وقال "أرى أن موقف الإدارة الأمريكية وأوروبا وإيران داعم بقوة لقطر، فقطر صبى ينفذ أوامر المعلمين الكبار لتنفيذ مخطط الفوضى داخل المنقطة، و حريصة على أن تحتفظ بأكبر عدد ممكن من عناصر الإخوان وقياداتها لممارسة الضغط على الدول العربية واستفزازهم، مشيرا إلى أن تركيا سترحب باستقبال المزيد من عناصر الإخوان.
فيما فسر طارق البشبيشى القيادي السابق بجماعة الإخوان، هذا اللقاء بأن جماعة الإخوان تخشى ازدياد الضغوط على الدوحة خلال الفترة الحالية، حيث تضطر لأن تستجيب للطلب العربي بطرد العناصر الإرهابية من أراضيها، وبالتالي فضلت أن تقوم هي بهذا الأمر وترفع الحرج عن الدوحة.
وأضاف القيادي السابق بجماعة الإخوان أن قطر فعلت قبل ذلك في سبتمبر عام 2014 وطلبت من 7 من عناصر الإخوان مغادرة أراضيها استجابة لاتفاق الرياض، ولكن حدثت مراوغة وعاد بعض تلك القيادات لأراضي الدوحة خلال الفترات الماضية، ولكن الأمر الآن أصبح أصعب على الدوحة، ومع استمرار الخسائر الاقتصادية والسياسية ستضطر قطر إلى طرد الجماعة والاستجابة لـ13 شرطا الذى حددته الدول الأربعة الداعية لمكافحة الإرهاب.
وأشار القيادي السابق بجماعة الإخوان، إلى أن الجماعة قد تسعى لنقل الوجوه المشهورة التابعة لها من قطر لتركيا ولكن ستبقى على الوجوه غير المعروفة، وهم عددهم كبير، خاصة أن الدوحة إذا استجابت للدول العربية ستكون مضطرة إلى طرد جميع عناصر الإخوان، لذلك تبحث الجماعة عن مأوى لها حال تم طرد جميع عناصر الإخوان من قطر، مؤكدا أن تركيا هى أكثر مكان مناسب للجماعة فى الفترة الحالية.
وأوضح البشبيشى، أن هذا الاجتماع استمر 5 ساعات وناقش 3 محاور هي عدم توقف قطر عن دعم تنظيم الإخوان و هناك 59 قيادة ارهابية تحتضنها الدوحة و قنوات و مواقع تحريضية تمولها قطر و هناك منظمات مشبوهة تدعم الإرهاب بالمال القطري.
وأضاف البشبيشى، أن المحور الثاني أن هذا الاجتماع جاء كمبادرة من قيادات تنظيم الإخوان حفظاً لماء الوجه أمام أزمة المقاطعة مع الدول العربية، مشيرا إلى أن المحور الثالث كان طرق استمرار الدعم القطري ولكن بشكل غير مباشر للإخوان حتى لا تنكشف أمام المجتمع الدولي.

جماعة الاخوان والبحث
فيما قال هشام النجار الباحث الإسلامي، إن الجماعة تعلم أن جميع السيناريوهات مفتوحة على كافة التوقعات فيما يتعلق بأزمة قطر مع الدول العربية، وقد تتخذ الدوحة في أي وقت قرار بطرد عناصر الإخوان إذا أرادت أن تنهى العقوبات المفروضة عليها، مضيفا: قطر  تساعد الإخوان في الانتقال إلى تركيا وتوفر لهم مكان أمن للبقاء، مع استمرار التمويل المالي المباشر وغير المباشر للجماعة، بالتواجد في تركيا بدلا من قطر، وهى المناورة الجديدة التي تسعى لها الإخوان.
وبدوره توقع اللواء محمد نور الدين مساعد وزير الداخلية الأسبق، أن يكون نقل عناصر الإخوان من قطر لتركيا شكلي، والدوحة ستظل مستمرة في دعمها لتنظيم وعناصر الإخوان.
وقال نور الدين، " قطر لن تستطيع الاستمرار في عنادها ضد الدول العربية، لذلك ستلجأ إلى اتخاذ قرارات شكلية من عينة نقل عناصر إخوانية من الدوحة إلى تركيا في استضافة أردوغان الذى يعتبر نفسه الخليفة العثماني، مضيفا: أعتقد أن نقل عناصر إخوانية من قطر لتركيا هي مناورة سياسية من أسرة تميم بن حمد الأسرة التي تعتبر رأس الفتنة.

جماعة الاخوان والبحث
وقال سامح عيد، الباحث في شئون الحركات الإسلامية، إن معظم القيادات الإخوانية التي لها كلمة في السجون، مما يفقد أي اتفاق على قرار ويضعف موقف الجماعة وعناصرها المتواجدين في تركيا وقطر، مشيرًا إلى أن أعدادًا كبيرة من أعضاء الجماعة يعيشون في بعض الدول الخليجية ولكن بقاءهم مشروط بعدم ممارسة أي أنشطة سوى الانشغال بأعمالهم.
وأضاف لـ"البوابة" أن" قيادات الجماعة المتواجدين في قطر ينتظرون إشارة من الأمير تميم بن حمد لمغادرة الدوحة؛ تخفيفًا للضغوط على النظام القطري"، مشددًا على أن "الجزائر من الممكن أن تستقبل الإخوان ولكنها تتخوف من النظام الخليجي عامة والمصري خاصة".
وفيما يخص التحركات "الحمساوية" ولجؤها إلى عدد من الدول، أوضح "عيد" أن حماس منظمة عليها خلاف، فالبعض يراها قضية وطنية ومقاومة إسلامية، وآخرون يعتبرونها إرهابية ويرفضون استضافة عناصرها.
وبالتزامن مع حالة التيه والتخبط التي يعيشها عناصر جماعة الإخوان الإرهابية، تسعى حركة المقاومة الإسلامية "حماس" لتحسين صورتها من خلال التأكيد على أن تبعيتها لفضاء الإخوان المسلمين لا يعني أنها خاضعة لأمر الجماعة، إذ بحثت لقادتها المبعدين من قطر عن موطئ قدم في عدد من الدول التي رأت فيها ملاذا آمن لعناصرها، منها " لبنان والجزائر وماليزيا"، فيما استبعدت توجه الحركة لإيران _ رغم التقارب معها_ حتى لا تجازف حماس بـ"سنيتها".

جماعة الاخوان والبحث
فقال أبو سامي زهري، الناطق باسم حركة حماس، إنه تقدم قبل أشهر قليلة بطلب الإقامة في الجزائر للسلطات الرسمية في البلاد، موضحًا أن قيادات حماس تلقى كل التسهيلات في دخول الجزائر، حيث لا يستغرق الحصول على التأشيرة سوى ساعات فقط، على خلاف دول عربية أخرى تتجاوز فيها المدة شهرين كاملين، وبالتالي فهو يعتبر نفسه وإخوانه في الحركة مقيمين في الجزائر من طالما أنهم يأتونها في كل وقت يشاءون
واعترف "أبو زهري" بأن هناك مساعدات مالية تقدمها الجزائر للحركة، مطالبًا بتقديم مساهمات أخرى"، إلى غزة في صورة الوقود والمعدات الطبية، مشيرا إلى أنه وجه في زيارة سابقة باسم حماس، دعوة لتشييد مستشفى يحمل اسم الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، وقدم طلبا رسميا بهذا الخصوص لدى مكتب رئاسة الجمهورية، دون أن يصله رد رسمي حتى الآن. 
وأضاف، أنه من الطبيعي أن يتواجد قيادات الحركة في قطر وتركيا والجزائر، مشيرًا إلى أن "حماس" وإن كانت منتمية لفضاء الإخوان المسلمين، لكنها فلسطينية في قراراتها وليست خاضعة أبدا، أو تحت تأثير هذا الكيان السياسي العالمي.
في السياق ذاته، بحثت حماس عن موطئ قدم في لبنان، إذ واصل القيادات المبعدون من الدوحة مساعيهم للتواجد في بيروت، برعاية وإشراف حزب الله اللبناني، في إطار ترتيب الأوراق وتحديد تحركات قيادات الحركة بعد الحصار العربي للدوحة؛ الحليف الأول لحماس في المنطقة، والتي طلبت من القيادات المتواجدين على أراضيها المغادرة والبحث عن دول أخرى تستضيفهم.
وبالتزامن مع التحركات السابقة، أفاد وزير الداخلية الماليزي، أحمد زاهد حميدي، أن بلاده لا تمانع وجود قيادات حمساوية على أراضيها، نافيًا في الوقت ذاته استضافة أحد القيادات في الوقت الحالي، أو تقديم طلبات لجوء لأعضاء الحركة المطرودين من قطر، رغم توارد أنباء عن توجه صلاح العاروري، رجل الجناح العسكري بالحركة، إلى ماليزيا قادمًا من تركيا بعد طرده هو الآخر.

جماعة الاخوان والبحث
ووصف إبراهيم المدهون، الباحث السياسي المقرب من حركة حماس، التنقلات الأخيرة لقيادات الحركة بـ"الطبيعية"، مشيرًا إلى أن "العلاقات الحميمية بين الحركة والدوحة انتهت منذ سلمت قطر قائمة بأسماء قيادات حماس وطالبتهم بمغادرة البلاد، والبحث عن مقرات أخرى لهم؛ نظرًا لما تتعرض له من قيود فرضتها عليها الدول الأربع التي أعلنت قطع العلاقات معها".
وأكد "المدهون" لـ"البوابة" أن" النفي الدائم من الحركة لما يتعلق بطرد أو ابعاد القيادات، يأتي تجنبًا للدخول في خصومة مع أي طرف في المنطقة، خاصة أن حماس تستعيد علاقاتها مع مصر، وحزب الله بعد أن توترت العلاقات عقب موقف حماس من الرئيس السوري بشار الأسد، وتبحث عن بدائل وأماكن جديدة تحتض الحركة وقياداتها وتساند المقاومة بما يخدم القضية الفلسطينية.

جماعة الاخوان والبحث
أكد مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة، التابع لدار الإفتاء المصرية، أن «أعضاء جماعة الإخوان أصيبوا بحالة من التيه نتيجة البحث عن ملاذ آمن في إحدى الدول البديلة، خشيةَ فقدان الملاذ الآمن في الدوحة، أو محاولة قطر تسليم عدد من قيادات الجماعة لسلطات الأمن في بلدانهم؛ نتيجة الضغوط الدولية عليها أو محاولة امتصاص غضب الدول الأربع وإنهاء حالة المقاطعة».
وقال مرصد الإفتاء في تقرير، الثلاثاء، إن «عددًا من قيادات جماعة الإخوان عقدوا مؤخرًا اجتماعًا بأحد المعسكرات التابعة للجماعة في العاصمة التركية أنقرة، جمع بين محمود حسين، أمين عام جماعة الإخوان المسلمين، ومحمد حكمت وليد، المراقب العام لجماعة الإخوان المسلمين بسوريا، والقيادي الإخواني وجدي غنيم، وعدد آخر من القيادات الإخوانية، لبحث نقل عدد من عناصر الجماعة من قطر إلى تركيا».
وأوضح المرصد أن «هذا الاجتماع يأتي بعد عشرة أيام فقط من تصريح وزير الخارجية القطري محمد بن عبدالرحمن آل ثان الذي نقلته قناة «سي إن إن» الأمريكية، والذي قال فيه: «ليست لنا علاقة مع الإخوان، وإن كنا مخطئين فسنتراجع».
ورجح المرصد أن «هذا التصريح كان بمثابة إنذار لأعضاء الجماعة بلملمة أشيائهم والبحث عن ملاذ بديل لاحتواء الموقف الراهن؛ نظرًا لارتفاع كلفة بقائهم على أرض الولاية الصغيرة، التي تبحث عن وسائل لتخفيف الضغط الدولي عليها ودفع تهمة تمويل الإرهاب عن نفسها».
وتابع المرصد أن «تنظيم الإخوان الإرهابية أصبح يتآكل على المستوى الدولي مثلما تآكل على المستوى المحلي، فالجماعة تعاني من حالة رفض شديدة، فبعد أن لفظها الشعب المصري في 2013، تآكلت شعبيتها محليًّا، لتأتي بعدها خطوة إعلان حركة حماس مؤخرًا فك الارتباط بينها وبين التنظيم لتتآكل دوليًّا، وتأتي القمة العربية الإسلامية الأمريكية على ما تبقَّى من أحلام الجماعة في البقاء عالميًّا، للدرجة التي حملت معها «تيريزا ماي» رئيسة وزراء بريطانيا على أن تعرب عن قلقها من أيديولوجية الجماعة، مما قد يُفقِدها حصانتها في بريطانيا في المرحلة القادمة في ظل ما تتعرض له أوروبا من هجمات إرهابية».

شارك