بعد تحرير الموصل من قبضة داعش.. "تلعفر" خطة القوات العراقية القادمة

الأربعاء 19/يوليو/2017 - 04:29 م
طباعة بعد تحرير الموصل
 
في أعقاب تحرير مدينة الموصل ثاني أكبر المدن العراقية من قبضة التنظيم الإرهابي "داعش"، تعتزم القوات العراقية الدخول في قضاء تلعفر ومحيطها، لاستعادتها من قبضة التنظيم.
بعد تحرير الموصل
وتعتبر تلعفر هي آخر المناطق الكبيرة التي يسيطر عليها تنظيم داعش داخل الحدود الإدارية لمحافظة نينوى العراقية، وهي معقل التركمان الشيعة غرب الموصل، قبل أن يحتلها تنظيم داعش صيف 2014.
ووفق تقارير، فإن رئيس الوزراء، حيدر العبادي يعتمدعلى قوات الجيش والشرطة في عملية تلعفر، مستعينا بعشرة آلاف مقاتل من البيشمركة الكردية وفرقة العباس القتالية المحسوبة على المرجع الديني الأعلى في العراق علي السيستاني.
وجاءت مشاركة الميليشيا، بحسب مصادر تلبية لرغبة المرجعية الدينية في زج قوة معتدلة في القتال، وأيضاً لحسم الخلاف بين قادة الحشد والعبادي حول اقتحام تلعفر من قبل الميليشيات الأخرى، وهو أمر طالما أثار المخاوف من احتمال وقوع انتهاكات ضد المدنيين.
وذكرت مصادر أمنية وعسكرية أن وجهة المعركة القادمة ستكون تلعفر ومنطقتي المحلبية والعياضية وستنطلق خلال أسبوعين.
أما المناطق جنوب كركوك والموصل وشمال صلاح الدين، فستعمل قوات خاصة فيها على تضييق الخناق على المتطرفين والحد من تحركاتهم خلال انطلاق معركة تلعفر.
وتقول مصادر مطلعة إن مشاركة قوات الحشد الشعبي في هذه المعركة ستكون مقيدة، حيث يتداول ضباط مواعيد متوقعة لبدء المعركة الآتية، ويقول هؤلاء إن الجيش العراقي يحتاج إلى وقفة تعبوية.
وأثير الكثير من الجدل بشأن القوات التي ستشارك في عملية تحرير تلعفر، حيث يدفع الموقع الجغرافي للقضاء أطرافا كثيرة إلى محاولة الاقتراب منه.
 ويقع قضاء تلعفر قرب مثلث الحدود بين العراق وسوريا وتركيا، وتفصله نحو 70 كم عن الموصل، ومثلها عن حدودي سوريا وتركيا.

بعد تحرير الموصل

وتقول مصادر استخبارية إن تلعفر هو المكان الذي اختاره عدد من قادة داعش الأجانب لسكن عوائلهم، ولكن منذ بدء تراجع مقاومة التنظيم في الموصل القديمة، قبل نحو أسبوعين، ثم انهياره كليا، تتسرب أنباء عن انتقال هذه العوائل من تلعفر إلى الحويجة، جنوب كركوك.
وتواجه الحكومة العراقية تحديات كبرى في التعاطي مع ملف عوائل تنظيم داعش المتطرف، بعد انتهاء أيام سيطرة التنظيم على مساحات كبيرة في العراق.
وتفرض السلطات العراقية في الوقت الراهن حظرا على تنقلات هذه العائلات عبر احتجازها في مخيم شرقي الموصل نُقل آخر النازحين من المدينة إليه.
ويقول رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي إنه طلب من قوات الحشد الشعبي، المدعومة من إيران، قبل شهور، محاصرة تلعفر، وتحرير المناطق المحيطة به، تمهيدا لاقتحامه، لكنها اختارت التوجه لتأمين موطئ قدم لها في الحدود السورية.
ومنذ هذا الإعلان من جانب رئيس الوزراء العراقي، الذي صدر أواخر شهر رمضان الماضي، والعلاقة بينه وبين الحشد الشعبي متوترة للغاية.
وكان أبلغ العبادي، زعيم منظمة بدر، والقيادي البارز في الحشد العشبي أن مشاركة الحشد الشعبي في عملية تحرير تلعفر رهينة الخطة التي تضعها القيادة العامة للقوات المسلحة.
ولقوات البيشمركة الكردية موقعا مهما في معركة تلعفر، وفقا لمسؤولين أميركيين وعراقيين.
وتعتبر معركة تلعفر اختبارًا  حقيقيا يظهر مدي قدرة رئيس الوزراء العراقي على ضبط إيقاع المعركة في منطقة تحتشد فيها قوات متضادة.
الجدير بالذكر أن التنظيم الإرهابي "داعش" سيطر علي قضاء تلعفر في يونيو 2014،  حيث ارتكب العديد من جرائم رهيبة بحق الشيعة الذين يشكلون أغلبية سكانه.

شارك