مع استمرار المقاطعة الخليجية.. أمريكا تتوقع مستقبل "مظلم" لـ قطر

الإثنين 24/يوليو/2017 - 02:50 م
طباعة مع استمرار المقاطعة
 
مع استمرار المقاطعة الخليجية  لدولة قطر، يبدو أن الأوضاع في الدوحة ستشهد حالة انحدار غير مسبوقة، وهذا ما أكده تقرير تحليلي أمريكي، حيث ذكر أن استمرار الحصار الخليجي العربي لدولة قطر سيؤدي إلى أزمات ضخمة لها الفترة المقبلة، مشددا على أن تصوير قطر أنها لا تتأثر بالأزمة هو غير صحيح.
مع استمرار المقاطعة
موقع "فوكس نيوز" الأمريكي، أكد في التقرير أنه على الرغم من التصوير بأن قطر متماسكة وثباتها على موقفها يخفي وراءه مأساة اقتصادية قد تصيب البلد الخليجي، لأن الاقتصاد القطري متداخل بقوة مع اقتصادات سائر الدول التي أعلنت المقاطعة.
يأتي ذلك في أعقاب الخطاب الذي ألقاه الشيخ تميم بن آل حمد أمير قطر، حيث ظهر متوترًا أثناء إلقاء كلمته، مما أثار الانتباه حول مخاوفة من المرحلة القادمة حال استمرار الدول المقاطعة في موقفها، وكذلك التوترات القطرية الداخلية التي قد تطيح به من كرسي العرش.
وكانت ذكرت بوابة الحركات الإسلامية في تقرير سابق لها، أن غموض الأزمة القطرية الخليجة لازال مستمر، فى الوقت الذى كشفت فيه تقارير إعلامية عن قرب نجاح الوساطة الكويتية فى تخفيف حدة الأزمة، يأتى ذلك فى الوقت الذى امتنعت الولايات المتحدة عن تصنيف قطر دولة تدعم الإرهاب، لكنها أكدت أن ممولي الجماعات الإرهابية داخل قطر ما زالوا قادرين على استخدام النظام المالي فيها، غير الرسمي، لهذا الهدف.
واستمرارا لتردي الوضع في قطر علي خلفية المقاطعة، كشف التقرير الأمريكي أن قطر تنفق أموالا طائلة حاليا لتوفير الطعام لسكانها، خاصة وأنها تحضره عن طريق الجو نظرا لغلق كل الطرق البرية والبحرية التي تتقاطع مع الدول الخليجية التي أعلنت مقاطعتها في وقت سابق. 
وفي الوقت الذي تؤكد فيه الحكومة القطرية علي تماسك وصلابة اقتصادها، أكد التقرير على أن الحكومة القطرية تدعى ذلك لأن لديها أموالا كثيرة تمكنها من تحقيق الاستقرار المطلوب للاقتصاد ، "غير أن الجميع يعرف أن تلك الصلابة التي تبديها قطر لن تستمر طويلًا، والحكومة لن تتحمل صرف كل تلك الأموال لاستيراد الطعام المطلوب لتلبية احتياجات السكان".
ومع استمرار الحصار الخليجي علي قطر، أشار التقرير الأمريكي إلي أن قطر تواجه أزمة سيولة كبيرة مستقبلًا، وسيكون لها أثار كبيرة على الجميع، منها امتناع أصحاب العمل في قطر عن دفع رواتب العمالة الوافدة، بالإضافة إلى أزمات أخرى ستواجه العمالة والتشغيل في قطر من بينها خفض عدد العمالة، وهروب العمالة الموجودة في الإمارة كونها ستعاني من تسلم رواتبها في الفترة المقبلة. 
وسلط التقرير الضوء علي أزمات قد تنشأ في قطاعات الإنشاءات والخدمة اليومية ورعاية الأطفال، ملف كأس العالم 2020.
كانت ذكرت الخارجية الأمريكية في وقت سابق خلال تقرير لها عن قضية الإرهاب الدولي وأنشطة الولايات المتحدة وشركائها في مجال مكافحته، حيث ركز جانب منه على حالة هذه القضية في قطر، وغاب اسم هذه الدولة في الفصل، الذي تناول الدعم الدولي للتشكيلات الإرهابية، ووصف إيران بأنها أكبر ممول للإرهاب الدولي، لتأتي بعدها سوريا والسودان. 
من ناحية أخري نشر الجنرال المتقاعد جيمس كونواي، مقالا في "ريال كلير دفنس" في أعقاب الأزمة الخليجية القطرية، "حول الأزمة القطرية، من واقع خبرته العسكرية كقائد في سلاح مشاة البحرية في المنطقة، بدأه بالقول: إن قطر ظلت لوقت طويل تتهرب باللعب على الحبال، وإنه آن الأوان أن تحدد موقفها وتختار.
مع استمرار المقاطعة
أشار الجنرال كونواي وفق ما ألمح تقرير سابق لبوابة الحركات الإسلامية،  إلى أن قطر بدت بعد 11 سبتمبر جزءا من معسكر محاربة الإرهاب، وقدمت أكثر من مليار دولار لبناء منشأتين عسكريتين للقوات الأميركية في قطر، هما قاعدة العديد الجوية ومقر القيادة المركزية المتقدم، مضيفًا أنه في الوقت نفسه تدعم قطر المتشددين الإسلاميين، "ولسنوات غضت الولايات المتحدة وغيرها الطرف عن مليارات الدولارات التي يرسلها أثرياء قطر ـبالتعاون مع حكومتهمـ لدعم حماس والإخوان والمتشددين في سوريا.
استطرد كونواي: يجد زعماء الإرهاب المعروفين ومموليهم ملاذا آمنا على أرض قطر، التي تستضيف أيضا بعض أكثر منافذ الإعلام تشددا في العالم العربي.
أضاف أن هذه السياسة المزدوجة أدت إلى عزل قطر عن محيطها العربي، ورمت بها في أحضان إيران، التي تعد مصدر اضطرابات في المنطقة.
ويؤكد الجنرال كونواي على أهمية قاعدة العديد، لكنه يضيف أن "رعاية قطر للإرهاب، ونزاعاتها مع حلفائنا الآخرين، تضر بالمهمة الأشمل التي نتواجد من أجلها في العديد".، وحول ما يتعين على الإدارة الأميركية عمله، يقول الجنرال المتقاعد، إن "على قطر أن تتوقف عن دعم الإرهاب"، ويضيف: "كما علينا ضمان أن تدرك السعودية ومصر أننا ندعمهم في هذا النزاع.
ويري محللون أمريكيون أنه  من الواضح ومنذ اندلاع الأزمة الخليجية- أن واشنطن عازمة على مواصلة العمل مع جميع دول مجلس التعاون الخليجي لمكافحة الإرهاب، على الرغم من الرسائل المختلطة التي صدرت من الحكومة الأمريكية في بداية الأزمة.
لذلك اعتبر مسؤولون في الإدارة الأمريكية، أن تاريخ العلاقات الأمريكية مع كل من الدوحة والرياض لم يخلُ من مشاكل وصعوبات؛ فقطر مثلاً اتُّهمت من قِبل بعض المشرعين الأمريكيين بأنها تدعم حماس وفصائل إسلامية سُنية أخرى، كما أن السعودية تواجه اتهامات كبيرة من قِبل مشرعين آخرين.

شارك