تداعيات انسحاب "النصرة" الإرهابية من عرسال اللبنانية إلى إدلب السورية

السبت 29/يوليو/2017 - 06:13 م
طباعة تداعيات انسحاب النصرة
 
رغم اتفاق الهدنة الذي وقعه حزب الله اللبناني مع الحركات والجماعات الإرهابية التي تتمركز في جرود عرسال اللبنانية،" والتي جاء أبرز بنودها التهدئة العسكرية الشاملة، والحفاظ على سلامة اللاجئين السوريين الراغبين في البقاء في عرسال من قبل الجيش اللبناني، وتأمين خروج مقاتلي "هيئة تحرير الشام" وعوائلهم إلى مدينة إدلب، إضافة إلى المدنيين الراغبين بالخروج من اللاجئين السوريين، وتبادل الأسرى، على ان تكون منطقة القلمون تحت سيطرة النظام وحرب الله بالكامل، إلا أنه من المتوقع تجدد الاشتباكات مرة آخرى بين الطرفين خاصة أنه من المتوقع أن يشهد الميدان خلال الساعات المقبلة انسحاب مسلحي "جبهة النصرة".
وجرود عرسال هي منطقة وعرة محاصرة من الجهات الأربع منذ سنتين، والجرود تمتد نحو 60 كيلومتر في العمق اللبناني، و40 كيلومتر في العمق السوري، كما تتقاسم السيطرة عليها (هيئة تحرير الشام – سرايا اهل الشام – جبهة النصرة - تنظيم الدولة)، وبدأت الحملة العسكرية لحزب الله بتغطية من النظام السوري في 22 يوليو الجاري 2017، بينما لعب الجيش اللبناني دور الشرطي على الحواجز ومخيمات اللاجئين المحيطة.
تداعيات انسحاب النصرة
ومن المقرر أن يعيد الجيش تموضعه من مناطق تبدأ من جرود عرسال وتتمدّد نحو القاع ورأس بعلبك، فيما بدأ الجيش اللبناني، منذ أمس الجمعة، قصف بالمدفعية مواقع مسلحي تنظيم "داعش" في جرود القاع بعد رصد تحركات مشبوهة. 
وقالت مصادر أمنية إن "الجيش يعمل على تعزيز آلياته وعناصره في محيط جرود القاع"، لافتة إلى أن "الضربات الموضعية التي يقوم بها الجيش هناك تقع ضمن إطار العمليات الروتينية، وليست إيذاناً ببدء أي نوع من المعركة"، وأن عملية نقل مسلحي جبهة النصرة مع عائلاتهم من جرود عرسال إلى إدلب قد تُنجز في مدة أقصاها صباح السبت (اليوم)". وأن عدداً من سينتقلون من مسلحين ومدنيين من جرود عرسال إلى إدلب السورية قد يصل إلى 3000.
اللافت للنظر أن هناك اتجاه إلى تحويل مدينة إدلب السورية إلى مقر تمركز لكل القوى المسلحة، سواء من تنظيم ما يسمى "قوات الجيش السوري الحر" أو من قبل الجماعات المسلحة الإرهابية. 
من جانبه، أكد المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم، في حديث إلى قناة "المنار"، أمس بشأن اتفاق جرود عرسال، أن "العمل جارٍ على قدم وساق، وكل شيء يسير وفق المرسوم له"، فيما شدد رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع على أن "الدولة القوية القادرة لن تقوم ما دامت هناك مجموعات مسلحة خارج إطار الشرعية وما زال قرار السلم والحرب ليس بيد الدولة وحدها دون سواها".
تداعيات انسحاب النصرة
في موازاة ذلك، قال نائب الأمين العام لـ"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم إن وجود النصرة وداعش في جرود عرسال هو احتلال وعدوان، مضيفاً: "توفر لهذه المواجهة أوسع تأييد وطني تجلى التعبير عنه بأشكال لم نجد مثلها قبل ذلك بهذه الكيفية وبهذه الصيغة، حتى الأصوات المحدودة التي انتقدت هذا العمل كانت مربكة وضعيفة ومنبوذة، لا يعرفون كيف يبدؤون بيانهم وكيف ينتهون لأنهم يعانون الأخطاء الثقافية والأخلاقية والفكرية والسياسية، وهم غير مقتنعين بما يكتبون.

شارك