توقعات بزيارة قادة شيعة أخرين.. زيارة الصدر بين السعودية وايران

الإثنين 31/يوليو/2017 - 12:26 م
طباعة توقعات بزيارة قادة
 
استقبلت الرياض أمس  الأحد  الزعيم الشيعي العراقي مقتدي الصدر، في زيارة انفتاح السعودية علي العراق وترحيب الأخيرة بذلك، وهي زيارة أكبر من مجرد رسالة لإران هي علاقة تمثل تعزيز العلاقات بين شقيقين عربيين دولتين اسلاميتان، وللعراق أخر عراق ما بعد تحرير الموصل، وقبيل الانتخابات البرلمانية العراقية القادمة والتي ستكون بشكل أخر قد يختلف كثيرا عن البرلمان الحالي.

زيارة الصدر للسعودية:

زيارة الصدر للسعودية:
والتقى ولي العهد السعودي لأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، في جدة مساء الأحد 30 يوليو2017،زعيم التيار الصدري السيد مقتدى الصدر .
ويدير الأمير محمد شؤون المملكة نيابة عن والده العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز الذي غادر الأحد المملكة للخارج في اجازة خاصة.
وشهد اللقاء استعراض العلاقات السعودية العراقية، وعدد من المسائل ذات الاهتمام المشترك.
وتوجه الصدر على متن طائرة خاصة من النجف إلى السعودية، تلبية لدعوة رسمية تلقاها من الرياض في وقت سابقن حيث استقبله لدي وصوله مدينة  جدة وزير الدولة السعودي لشؤون الخليج ثامر السبهان والذي شغل في السابق منصب سفير السعودية لدى بغداد، كان في استقبال الصدر بمدينة جدة.
وكان مكتب الزعيم الشيعي العراقي قد أعلن في وقت سابق أنه سيتوجه في زيارة إلى السعودية تلبية لدعوة رسمية هي الأولى منذ أخر زيارة قام بها للرياض قبل 11 عاما.
وجاء في بيان صادر عن مكتب الصدر "إننا استبشرنا خيرا فيما وجدناه انفراجا ايجابيا في العلاقات السعودية العراقية ونأمل أنها بداية الانكفاء وتقهقر الحدة الطائفية في المنطقة العربية الإسلامية".
واتخذت السياسة الخارجية السعودية منحى جديدا في التعامل مع الملف العراقي حيث تتحرك على أمل اعادة العراق إلى حاضنته العربية بعيدا عن النفوذ الإيراني.
وكانت صحيفة سعودية محلية قد نقلت في 2016 عن الصدر قوله إن "هناك روابط كبيرة بين العراق والسعودية من أهمها الدين واللغة والحدود والتاريخ"، مشددا على "أنها روابط قومية ونحن نعتز بجيراننا والحدود المشتركة".
وشدد على أنه لا يمكن أن يستغني بلد عربي عن أشقائه أو ينفرد عن بقية البلاد العربية ولو حصل التقارب المطلوب مع السعودية فستكون هناك قوة إقليمية وسياسية واقتصادية وعسكرية كبيرة.
وقال الصدر أيضا "إن من يسيس الدين فقد أهانه ومن سيس المذهب فقط أساء إليه، فالدين فوق السياسة والمذاهب لابد أن تحترم وتقدر، والطوائف رحمة ولكن الطائفية نقمة".
وتعليقًا على الزيارة، قال الكاتب السياسي السعودي مبارك آل عاتي، إن “السعودية تواصل نجاحها في احتواء العراق وإعادته لعروبته، وتطهيره من الأدوات الإيرانية التي سلمته لطهران وابتزت مقدراته”.
فيما أكد الكاتب شجاع المطرفي‏ في سياق مقارب على أن، “أهل العراق أهلنا بمختلف طوائفهم ونحلهم”، مخاطبًا إيران بمثل شعبي يقول “أكل الوز حبة حبة، سحب البساط حبة حبة”.
بدورهم، كتب نشطاء عراقيون مؤيدون لرجل الدين مقتدى الصدر، عبارات وتدوينات مشابهة حول الزيارة ركزت على الرابط العربي بين البلدين، متجاوزة النظرة الطائفية التي سادت في الماضي.

زيارة أخري قادة

زيارة أخري قادة
وتوقعت تقارير اعلامية، زيارة ساسة عراقيون  الي الرياض خلال الفترة المقبلة للقاء القادة السعوديين في ظل سعي سعودي  عراقي للتقارب مع العراق لازالة الخلافات والشكوك بين البلدين في ظل الدور السعودي في دعم  بغداد لمحاربة تنظيم "داعش" الارهابي.
وتأتي ابرز الاسماء المتوقعة لزيارة الساسة العراقيون، نائب الرئيس العراقي إياد علاوي ، ومؤسس تيار الحكمة الوطني الزعيم الشيعي عمار الحكيم ، ورئيس الحكومة العراقية والقيادي بحزب الدعوة الشيعي حيدر العبادي. 
وتأتي هذه الخطوة وسط زيارات متبادلة بين مسؤولين سعوديين وعراقيين في الآونة الأخيرة، فيما أبدى الصدر في أكثر من مناسبة مواقف ايجابية توحي بسعيه لخلق توازن في العلاقات العراقية الإيرانية وابعاد البلاد عن التأثير الإيراني المهيمن على العراق منذ الغزو الأميركي لبغداد في 2003.
وتدور في بغداد أحاديث عن إمكانية تشكيل تحالف ثلاثي يشمل الصدر والعبادي والحكيم، لخوض انتخابات 2018.
وتعتقد الأوساط السياسية في بغداد أن هذه الشخصيات الثلاث، ستنسق مواقفها السياسية حتى إن لم تتمكن من الدخول في تحالف انتخابي.
وعلى حد تعبير محلل سياسي في بغداد، يمكن لهذه المجموعة الشيعية أن تحظى بدعم واضح من دول الخليج العربي والولايات المتحدة، مع المحافظة على “علاقة مستقرة، لكن باردة، مع إيران”.

زيارة الصدر بعيون ايرانية:

زيارة الصدر بعيون
كانت زيارة مقتدي الصدر تحت المراقبة والتحليل الايراني، فقد وصف الكاتب والمحلل السياسي الإيراني مصدق مصدق بور، زيارة الصدر إلى السعودية واستقباله من قبل ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، بأنها “خطوة جرحت مشاعر المسلمين”، علي حد وصفه .
وقال مصدق بور إن “زيارة الصدر للسعودية واستقباله من قبل الأمير محمد بن سلمان جرحت مشاعر المسلمين”، مستبعدا أن “يكون الصدر مفوضًا من قبل إيران للتوسط بينها والسعودية لحل التوترات بين البلدين”.
وابتعد زعيم التيار الصدري عن إيران نتيجة مواقفه المعارضة لنفوذها ودعمها للجماعات الشيعية المسلحة التي يصفها الصدر بأنها “مليشيات وقحة” تثير الرعب بين العراقيين.
وكان مقتدى الصدر قد دعا في مايو الماضي السعودية وإيران إلى التهدئة وبدء حوار “جاد” لاحتواء ما قال إنها “حرب طائفية” في المنطقة.
واتخذ الصدر في الآونة الأخيرة مواقف أوحت باستقلاليته عن النفوذ الإيراني، وهتف أنصاره عدة مرات ضد الوجود الإيراني في العراق، فيما تؤكد مصادر عراقية أن الصدر يبتعد عن موقف إيران حيال أزمتي سوريا والعراق.
ورأت أوساط عراقية مراقبة أن اندفاع قيادات عراقية إلى زيارة السعودية يعكس قناعة لدى ساسة العراق بأخذ مسافة من الهيمنة الإيرانية على البلاد واللجوء إلى خيارات تقودها السعودية، لإعادة العراق إلى حضنه العربي الطبيعي.

ما وراء الزيارة

ما وراء الزيارة
تمثل زيارة مقتدي الصدر، مسعي سعودي من اجل سحب اعادة العراق الي وطنه العربي عبر  مد جسور العلاقة مع اغلب مكونات الشعب العراقي وفي مقدمتهم الشيعة العراقيين.
زيارة الزعيم الشيعي مقتدي الصدر، لها دلالتها الخاصة نظرا لثقل الصدر  الروحي والسياسي ليس  بين شيعة العراق فقط ولكن بين شيعة الخليج والعالم العربي، وهو ما يدحر اي مزاعم ايرانية حول شيعة القطيف، ويدعم الصوت العاقل في شيعة القطيف تجاه وطنه وينسف اي مزاعم للشيعة المتشددين والموالين لايران في شرق السعودية.
زيارة  تمثل لن تكون الأخيرة والصدر لن يكون الأخير أيضا في الرياض، وهو ما يشير الي استراتيجية سياسية  سعودية نحو العراق من أجل مواجهة ايران خارجة السعودية وربما في الداخل الايراني، مع مد الرياض علاقاتها بالمعارضة الايرانية في الخارج وقوي ايرانية في داخل، مما يشكل هاجس وقلقا للجانب للنظام الايراني ويضعه تحت ضغط  وتضيق عليه فرص المناورة والتهديد لدول الجوار.

شارك