واشنطن تثير الجدل مجددا وتواصل دعمها للفصائل السورية المسلحة..وموسكو تراقب

الإثنين 31/يوليو/2017 - 07:04 م
طباعة واشنطن تثير الجدل
 
دعم المسلحين مستمر
دعم المسلحين مستمر
عاد الجدل مجددا بشأن نية واشنطن فى مواجهة شاملة لتنظيم داعش والجماعات الارهابية بسوريا، حيث تميل الولايات المتحدة إلى تسليح فصائل المعارضة المسلحة كما فعلت ادارة الرئيس السابق باراك أوباما، وعدم تقديم أى دعم للجيش السوري، بالرغم من النجاحات التى تم تحقيقها على الأراضي السورية واستعادة الكثير  منها من قبضة الارهابيين بدعم روسي.
من جانبها كشفت فيه صحيفة "فزجلياد"  انه في الوقت الذي يقوم فيه الجيش السوري بدحر "داعش" في معقلها الأخير في محافظة حمص، دوى فجأة "انفجار" على الجبهة الإعلامية، فقد ذكرت محطة "سي إن إن" أن الولايات المتحدة تدعو فصائل المعارضة السورية لمقاتلة "داعش"، وليس القوات الحكومية، وأن "التحالف سوف يساند فقط تلك القوى، التي أخذت على عاتقها محاربة "داعش"، كما نقلت ذلك القناة الأمريكية عن العقيد الأمريكي رايان ديلون، المتحدث الرسمي باسم غرفة أركان قيادة عملية "العزم الراسخ".
أشارت القناة إلى أن أحد الفصائل، الذي يتعاون مع التحالف – وهو لواء "شهداء القريتين" - يعتزم مواصلة القتال بقوته الذاتية ضد جيش الأسد، كما ذكر العقيد ديلون، ويري محللون أن هذا الخبر الذي نقلته المحطة جاء على خلفية التقارير المتتالية، التي تتحدث عن نجاحات الجيش العربي السوري على الأرض من جهة، ومن جهة أخرى تصاعد الاقتتال بين المجموعات الإسلاموية المتطرفة في مدينة إدلب، وسيطرة تنظيم "تحرير الشام" المتشدد على المدينة.
الجيش السوري يتقدم
الجيش السوري يتقدم
كما يرى العديد من الخبراء ووسائل الإعلام في الغرب أن واشنطن لم تعد تهتم لمسألة رعاية المعارضة السورية، في إشارة منهم إلى وقف الإدارة الأمريكية برنامج وكالة الاستخبارات المركزية لدعم المعارضة السورية، بعد فشل تطبيقه. وعدَّت صحيفة واشنطن بوست هذه الخطوة الأمريكية "تنازلا لروسيا"، على الرغم من نفي الرئيس الأمريكي لذلك. وهنا، جاء خبر "سي إن إن" الأخير ليصب الزيت على النار. 
من جانبه دعا ألكسندر دومرين بروفيسور المدرسة العليا للاقتصاد، المحلل السياسي المختص بالشؤون الأمريكية إلى التعامل بحذر شديد مع مثل هذه التصريحات الأمريكية، ففي مثل هذه الظروف حين يُنظر إلى روسيا كعدو للولايات المتحدة، ويصوت الكونغرس لمصلحة قانون عقوبات جديدة ضدها، فإن هذه الخطوة في سوريا تعكس تناقضا كبيرا في السياسة الأمريكية.
رجح البروفيسور دومرين أن يكون الهدف، الذي ترمي إليه وسائل الإعلام الأمريكية، هو "جس النبض" لمعرفة "المضمون الحقيقي" لاتفاق بوتين وترامب في هامبورغ حول سوريا، وهو ما قد يمكن استخدامه ضد الرئيس الأمريكي، الذي "يقع وسط محيط عدائي"، تشكل وسائل الإعلام هناك أحد أركانه الأساسية.
بينما لم ينف أنطون مارداسوف الخبير العسكري، رئيس قسم دراسات نزاعات الشرق الأوسط وقوات المنطقة المسلحة في معهد التنمية الابتكارية احتمال ظهور مثل هذه الدعوة علىخلفية المفاوضات الروسية–الأمريكية حول مناطق تخفيض التصعيد، بما يعني أنه يجب في الوقت الراهن الالتزام بشروط الهدنة مع الجيش السوري، والتوجه نحو مقاتلة "داعش"، وفقا لمارداسوف. 
دعم غير محدود للمسلحين
دعم غير محدود للمسلحين فى سوريا
 في حين أن كبير الباحثين في معهد الاستشراق فلاديمير إيسايف قرأ خبر "سي إن إن" بشكل مختلف، وعلق على ذلك بالقول: "عندما توقف الولايات المتحدة فعلا تمويل المجموعات المسلحة، آنذاك يمكن أن ننظر إلى هذا النداء الأميركي بجدية، أما الآن ففي الواقع الفعلي "لا يزال كل شيء مجرد كلام"، وفقا لإيسايف. وأضاف إيسايف أن الأمريكيين حتى الآن لم يتمكنوا من وضع خط فاصل بين المجموعات "المعتدلة" و "غير المعتدلة" في المعارضة السورية، التي يصعب في الكثير من الأحيان تحديد ولاءاتها والتنبؤ بسلوكها.
كذلك شدد سيمون بغداساروف  مدير مركز الشرق الاوسط وآسيا الوسطى ، بقوله "لقد سمعنا كثيرا من الأمريكيين مثل هذه الأقوال التي تؤكد أن "مهمتنا الرئيسة - محارية "داعش" وليس الأسد، وفي كل مرة يعكسون الآية ويتوجهون إلى ضرب الأسد، بزعم أن "الأسد تعدى الخط الأحمر" باستخدامه السلاح الكيميائي". ودعا بغداساروف إلى التعامل مع مثل هذه التصريحات الاميركية بحذر، وبعيدا عن الثقة. وختم بالقول: "خلال الاشهر المقبلة سيتم الإجهاز على "داعش". لذا يبذل الأمريكيون كل جهد لإحكام السيطرة على الجنوب والجنوب-الغربي من سوريا، وبعد ذلك، سيتولون أمر الأسد"، - بحسب بغداساروف.
من ناحية أخري تطرق أندريه أونتيكوف فى صحيفة "إيزفيستيا" إلى الأوضاع في سوريا؛ مشيرا إلى أن قوات الحكومة السورية أصبحت على مشارف آخر أكبر معقل للإرهابيين، مشيرا إلى أن مصادر في قوات الحكومة السورية أعلنت أن وحدات الجيش السوري دخلت محافظة دير الزور من الاتجاه الشمالي–الغربي، قادمة من محافظة الرقة المجاورة، وأصبحت على بعد 50 كلم عن المركز الإداري للمحافظة. وقد أكد أعضاء مجلس الشعب السوري "البرلمان" هذه الأنباء، أي أن هذا يعني قرب موعد الهجوم على آخر معاقل الإرهابيين في سوريا، وبحسب الخبراء، لن تكون عملية تحرير مدينة دير الزور مديدة لوجود قوات حكومية محاصرة فيها ستساعد المهاجمين في معركة التحرير.
قال عضو مجلس الشعب آلان بكرإن دمشق تولي اهتماما كبيرا لفك الحصار عن دير الزور. لذلك، "هي من الأولويات، حيث توجد هناك منذ عدة سنوات وحدات عسكرية محاصرة، ويجب فك طوق الحصار عنها وتقديم المساعدات اللازمة إليها. وعموما يمكن القول إن تحرير مدينة دير الزور يضع نهاية لمشروع التنظيم الإرهابي".
كان الإرهابيون إلى فترة قريبة يسيطرون على ثلاث مدن كبيرة، هي: الرقة ودير الزور في سوريا والموصل في العراق. وقد أعلنت السلطات العراقية عن تحرير الموصل بشكل كامل في 10 تموز 2017. أما مدينة الرقة، فتهاجمها "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد)، التي تشكل الوحدات الكردية غالبيتها، مدعومة من الولايات المتحدة، حيث بحسب آخر المعلومات، أصبحت تسيطر على 50 في المئة من المدينة، ولم تبق سوى دير الزور.
نزيف الازمة السورية
نزيف الازمة السورية
ويري متابعون أن مسألة تحرير دير الزور كانت موضع دراسة منذ عدة أشهر، وأن القيادة العسكرية الروسية نصحت بالتقدم في هذا الاتجاه بعد أول تحرير لمدينة تدمر في مارس 2016. بيد أن دمشق لم توافق على ذلك، وقررت التركيز على تحرير حلب، الذي تم في نهاية 2016.
 كان "داعش" قد استولى على مدينة دير الزور عام 2014، ولكن جميع محاولاته للسيطرة على القاعدة الجوية وبعض أحياء المدينة باءت بالفشل. وتحصل الوحدات العسكرية المحاصرة على المواد الغذائية والأسلحة والذخيرة عن طريق الجو.
وفى سياق متصل قال أوليج جلازونوف خبير جمعية المحللين السياسيين-العسكريين، الأستاذ المساعد في جامعة بليخانوف للعلوم الاقتصادية "من هذا يتضح أن مشروع "الدولة الإسلامية" قد فشل، وأن قوات الحكومة السورية تتقدم باتجاه دير الزور وسوف تصل إلى الحدود العراقية. لذلك لم يكن من الصدفة نقل "داعش" خيرة مسلحيه من هذه المنطقة إلى مناطق في جنوب–شرق آسيا، و أي أنهم بهذا يحاولون إنعاش مشروع دولتهم، ولكن هذا لن يحصل في الشرق الأوسط أبدا". 

شارك