مواصلة لمواقفها المتناقضة.. قطر تتراجع بشأن طلب "تدويل الحج"

الثلاثاء 01/أغسطس/2017 - 05:54 م
طباعة مواصلة لمواقفها المتناقضة..
 
لا زالت قطر تلعب دورها المتناقض في نشر التصريحات ونفيها في وقت واحد، حيث نفت الدوحة على لسان وزير خارجيتها محمد بن عبدالرحمن آل ثاني أن يكون صدر أي تصريح من أي مسؤول قطري في شأن تدويل الحج، وقال إنه لم يتم اتخاذ أي إجراء من شأنه النظر في قضية الحج كقضية دولية.

مواصلة لمواقفها المتناقضة..
كانت بوابة الحركات الإسلامية ذكرت في تقرير سابق لها، أن قطر بدأت تتأمر علي السعودية وتسير علي نهج ايران من أجل تدويل الحج، عبر تقديم شكوي الي المقرر الخاص بالأمم المتحدة المعني بحرية الدين والعقيدة، لتنفيذ مخطط إيراني قديم يسعى تدويل موسم الحج، في محاولة لإيهام العالم أنّ المملكة تضيّق على الحجاج القطريين، وهي دعاوى يدحضها ويفندها واقعٌ بيّن.
ومواصلة لتناقض الموقف القطري، كان بيان صدر عن اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان القطرية السبت الماضي، وجاء فيه أن اللجنة خاطبت المقرر الخاص بالأمم المتحدة المعني بحرية الدين والعقيدة، مبديةً قلقها الشديد إزاء "تسييس الشعائر الدينية"، واستخدامها لتحقيق مكاسب سياسية، في انتهاك صارخ لجميع المواثيق والأعراف الدولية التي تنص على حرية ممارسة الشعائر الدينية، ما دام ذلك لم يخل بالأمن القومي أو التدابير الصحية أو الأخلاقيات العامة للمواطنين.
جاء ذلك في أعقاب التصريحات الذي أدلي بها وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، حيث اعتبر أن طلب قطر تدويل المشاعر المقدسة عدوانياً وإعلان حرب ضد السعودية.
 وقال الجبير على هامش الاجتماع الرباعي في المنامة: نحتفظ بحق الرد على أي طرف يعمل في مجال تدويل المشاعر المقدسة، مضيفًا أن تاريخ المملكة واضح في تسهيل وصول الحجاج.
واعتبر الجبير أن قرار قطر بمنع مواطنيها من الحج يعكس عدم احترامها الحجاج القطريين، مبدياً ترحيب السعودية بهم، ومؤكداً أنها تبذل جهوداً كبيرة في تسهيل وصول الحجاج والمعتمرين.
من جانبه نفى سفير خادم الحرمين الشريفين لدى مصر مندوب السعودية الدائم لدى جامعة الدول العربية أحمد قطان، ما تحاول قطر ترويجه من استخدام المملكة لموسم الحج للضغط على قطر لتنفيذ مطالب دول المقاطعة، قائلا: لم تمارس السعودية في تاريخها كاملاً منذ أن أسسها الملك الراحل عبدالعزيز آل سعود سياسة الضغط عموماً على أي دولة لإجبارها على اتخاذ مواقف أو قرارات غير نابعة من قناعاتها، وذلك انطلاقاً من إيمانها التام بأن لكل بلد الحرية في ممارسة سيادته واتخاذ القرارات وأي إجراءات تتناسب مع مصالحه.
وأضاف: فيما يختص بالحج والعمرة، فإن ما تدعيه قطر عارٍ تماماً من الصحة ويدخل تحت محاولات صرف النظر عن المطالب الأساسية التي قدمتها المملكة ودول المقاطعة وهي وقف دعم الدوحة للإرهاب، وانتهاج سياسات زعزعة الأمن والاستقرار في الدول والتدخل في شؤون الأشقاء في مجلس التعاون والدول العربية الأخرى.
ولفت قطان إلى أن القيادة السعودية توجه دائماً بتقديم الخدمات وتسهيل أمور الحجاج والمعتمرين من كل دول العالم. وتحذر من تسييس الشعائر الدينية واستغلالها، وتؤكد أن أبواب الحرمين مفتوحة لجميع المسلمين.
ووفق رويترز فقد نقلت عن علي الوليد آل ثاني ممثل قطر لدى منظمة التجارة العالمية أن بلاده تقدمت بشكوى إلى المنظمة ضد الإجراءات التي تفرضها عليها السعودية والبحرين والإمارات. كما قال إن الدوحة ستثير مسألة المقاطعة أيضاً أثناء اجتماع للمنظمة الدولية للطيران المدني (إيكاو) التابعة للأمم المتحدة.
مواصلة لمواقفها المتناقضة..
في هذا السياق، استنكر الشيخ عبد العزيز آل الشيخ مفتي عام السعودية، رئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء، الدعوات المطالبة بـتدويل الحرمين الشريفين، مؤكدًا أن تلك الدعوات "ضالة وحاقدة".
وأشار إلى أن ما خرج من بعض وسائل الإعلام حول المسألة مزيف، المراد منه إثارة البلبلة والقلاقل بين المسلمين، والنيل من وحدتهم وتمسك كلمتهم.
وأوضح أن مشاهد اصطفاف المسلمين ووحدة كلمتهم غاظت الأعداء، وهم يسعون بذلك إلى استهداف تلك الوحدة، التي يظهر فيها المسلمون الذين يأتون من أصقاع الأرض في أدائهم مناسك العمرة والحج، بكل طمأنينة وسكينة وهدوء.
وأمس الاثنين 31 يوليو 2017، دعت منظمة أصدقاء الإنسان الدولية، في بيان لها، إلى عدم تسييس الحج والعبادات في ظل إجراءات تعسفية اتخذتها السعودية تجاه القطريين، بما يؤثر بشكل مباشر على حرية أدائهم لشعائرهم الدينية في المملكة.
وقالت المنظمة ومقرها فيينا في بيانها، منذ بدء الحصار على قطر مطلع يونيو لماضي، قامت المملكة السعودية بمجموعة من الإجراءات التي تعيق سفر الأشخاص الذين يرغبون بأداء الحج والعمرة والذين يحملون الجنسية القطرية إلى السعودية.
وذكرت المنظمة أن من بين تلك الإجراءات اشتراط أن يكون العبور إلى السعودية لهؤلاء الأشخاص عبر الجو فقط، وتحديد منفذين للدخول، فضلاً عن اشتراط الموافقة المسبقة على خطوط الطيران التي يمكن للمعتمر أو الحاج الوصول من خلالها.
وأشارت إلى أن الأهم أن القرارات شملت تقييدا تعسفيا يجب بموجبه على مسلمي قطر المقيمين خارجها العودة لبلادهم مرة أخرى، والانطلاق من الدوحة إذا أرادوا العمرة، مرورًا بمحطات ترانزيت فقط، حيث لا يمكن السفر المباشر إلى السعودية من الدوحة.
ووفق تقارير، فإن قطر تلعب دور قوي في ترويج قضية "تدويل الحج" لإثارة موجة غضب عالمية، حيث جاء المطلب القطري بعد ستون يومًا من نشوب الأزمة بين الدول الداعية لمكافحة الإرهاب، "مصر، السعودية، الإمارات، والبحرين"، ونظام الحمديين في الخامس من يونيو الماضي.
 الدول الأربع أعلنت قطع علاقاتها مع الإمارة الخليجية المارقة عن الصف العربي، وفرض عقوبات عليها لـدعمها وتمويلها الإرهاب، وتدخلها في الشؤون الداخلية لبعض الدول العربية.
وزعم خبراء قطريون، أن تعاظم المضايقات للحُجّاج القطريين من قِبل السلطات السعوديّة كان كفيلا لاتخاذ هذه الإجراءات التصعيدية وتقديم شكوي ضد السعودية.
ويري مراقبون أن الموقف القطري متناقض تمامًا في ظل تناولها قضية "تدويل الحج" في الوقت نفسه نفت أى تصريحات صدرت من الدوحة عن تلك القضة، وتبق قطر هي من يصطنع الخلافات ويستبق لحدوث مشاكل دولية، وبالأخص في ظل مقاطعة السعودية للدوحة علي غرار الأزمة الخليجية والمشارك فيها أربع دول بينهم الإمارات والبحرين ومصر.
ووفق ما ذكرت بوابة الحركات الإسلامية في تقرير لها، أن قضية ‏تدويل الحرمين مطلب إيراني قديم يؤكد عليه معاون السلطة القضائية الإيرانية محمد جواد لاريجاني في كتابه "مقولات في الإستراتيجية الوطنية" خلال تناوله نظرية طرح إيران بمثابة "أم القرى" بدلا من أرض الحرمين، والتي تدعو صراحة إلى تدويل الحرمين، وضرورة خروجهما عن السيطرة السعودية، وإدارتهما عن طريق لجان دولية يكون لإيران فيها نصيب أكبر، حسب نظرية لاريجاني.
وتنضمن قطر هذا العام إلى مخططات إيران باتهامات السعودية بتسييس الحج، ومحاولة السعي بتدويل أهم فريضة إسلامية.

شارك