"داعش" والاتجاه نحو أفغانستان بعد تحرير الموصل

الخميس 03/أغسطس/2017 - 02:54 م
طباعة داعش والاتجاه نحو
 
بعد هزائمه المتكررة في سوريا والعراق وخصوصا بعدما تم تحرير الموصل من تنظيم دولة الخرافة "داعش" أصبح السؤال المنطقي والذي يبحث الخبراء في الجماعات الاسلامية عن اجابته: أين يذهب مقاتلون "داعش" بعد القضاء عليهم في العراق وسوريا؟ فقد ضاقت أرض البلدين بهم.
داعش والاتجاه نحو
إلا ان العديد من الخبراء ومراكز الرصد لهذه الحركات تتنبأ بذهاب هؤلاء المقاتلون إلى ليبيا أو اليمن خصوصا بعد التأكد من أن قطر وتركيا تقدم لهم دعما لوجستيا لتوجيههم إلى ليبا، إلا ان تنظيم داعش الإرهابي كثف هجماته الإجرامية بأفغانستان على مدى اليومين الماضيين ، حيث نفذ هجوما إرهابيًا استهدف السفارة العراقية بالعاصمة الأفغانية "كابول" وأعقبه بتفجير آخر بعد أقل من 24 ساعة استهدف أحد مساجد الشيعة بغرب أفغانستان ليوقع 30 قتيلا وأكثر من 63 جريحا .
ويأتي لجوء تنظيم "داعش" الإرهابي لأفغانستان تأكيدًا للتحذيرات التي أطلقها مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة التابع لدار الإفتاء المصرية مؤخرًا وعلى مدى أكثر من تقرير لرصد توجهات التنظيم الإرهابي خلال الفترة المقبلة حيث أصدر مرصد الإفتاء العديد من التحذيرات بأن تنظيم "داعش" الإرهابي ينوي تحويل قبلته إلى أفغانستان بعد هزيمته في مدينتي الموصل العراقية والرقة السورية وهو ما حدث بالفعل .
وأوضح مرصد الإفتاء في بيانه الذى أصدره اليوم الخميس 3 أغسطس 2017، أن تنظيم داعش الإرهابي يسعى خلال الفترة الحالية لإيجاد معاقل جديدة لعناصره وقواته لتُبقي على رمزية "الخلافة" المزعومة، وتحافظ على معنويات العناصر المسلحة التابعة له، وعثرت على ملاذ للباحثين عن الجهاد والعمل تحت راية دينية، أفغانستان، خاصة أن تنظيم "داعش" يملك نفوذًا كبيرًا هناك فيما يسمى ولاية خراسان، ويعمل التنظيم على تجنيد مقاتلين ويتوسع فيما يتجاوز إقليم ننكرهار شماليَّ أفغانستان.
وأشار مرصد الإفتاء إلى أن تنظيم "داعش" الإرهابي يسعى للتوسع في ضم مقاتلين من تنظيم القاعدة وحركة طالبان أفغانستان، إضافة إلى وجود الكثير من المتعاطفين مع التنظيم في الداخل الباكستاني لتنظيم عمليات إرهابية أكثر دموية خلال الفترة المقبلة .
ونوه المرصد إلى أن تنظيم "داعش" الإرهابي قد يلجأ أيضا إلى جنوب الفلبين، لكونها مناطق تسودها الفوضى وتتركز بها جماعة "أبو سياف" وهي تعد ملاذًا آمنا للجماعات والتنظيمات المتطرفة .
ودعا مرصد الإفتاء إلى ضرورة تنسيق الجهود الدولية والتكاتف الدولي التام لتتبع تحركات التنظيم الإرهابي خلال الفترة المقبلة لاستئصال جذوره السرطانية الإرهابية من مختلف أنحاء العالم .
كما كشف مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة التابع لدار الإفتاء المصرية أن حركة طالبان الباكستانية أصدرت النسخة الأولى من مجلة نسائية تهدف إلى إقناعهن بالانضمام إلى الحركة المسلحة والمشاركة فيما يزعمون أنه "جهاد".
داعش والاتجاه نحو
أضاف المرصد أن الحركة الباكستانية المتطرفة نشرت نسختها الأولى من المجلة النسائية التي أطلقت عليها اسم (سُنَّة خَوْلة) – أي طريق خَوْلَة – وعلى غلافها صورة لامرأة ترتدي البرقع.
وقال مرصد الإفتاء إنه بالاطلاع على المجلة الصادرة باللغة الإنجليزية يتضح من الوهلة الأولى ضعف إخراجها الفني الذي لم يَرقَ إلى إصدارات تنظيم داعش المختلفة رغم أنه يحاول تقليدها.
وأوضح المرصد أن اسم المجلة الموجهة للنساء يعكس الرسالة التي يحاول التنظيم المتطرف توجيهها إلى النساء في حثهن للانضمام إلى حركة الجهاد، وما يحمله من معطيات تاريخية؛ حيث تنسب إلى إحدى الشخصيات الشهيرة في تاريخ الإسلام، وهي خولة بنت الأزور التي يضرب بها المثل في الشجاعة والبطولة التي أبدتها في معركة أجنادين.
وأشار المرصد إلى أن حركة طالبان الباكستانية حاولت من خلال هذه المجلة استدعاء أحداث تاريخية من أجل تحفيز النساء على الجهاد، حيث جاء عنوان المجلة "طريق خولة … مجلة من المهاجرات في سبيل الله في خراسان".
وتابع المرصد في تحليله لمجلة طالبان النسائية الأولى أن الصفحات الداخلية يبدو التركيز فيها على القسم التحريري أكبر من المشهد البصري، حيث لم تحتل الصورة جزءًا مهمًّا في اﻟﻤﺠلة، فالصورة السائدة في خلفية النص هي لقافلة مكونة من ثلاثة جِمال في الصحراء، فضلًا عن صورة لزعيم التنظيم الملا فضل الله الخراساني، ثم صورة لطفل يحمل سلاحًا.
وأما القسم التحريري الذي يحتل أغلب المجلة ولا يترك إلا مساحةً صغيرة للصور، فقد بدأ بافتتاحية المجلة التي تناولت الحرب الباكستانية الهندية، حيث اعتبرت المجلة أن عقيدة الجيش الباكستاني لن تصمد أمام الجيش الهندي الكافر، وأنه لا بد أن يعتنق عقيدة الجهاد الإسلامية من أجل دحر الأعداء وهزيمتهم.
ثم نشرت المجلة ترجمة إنجليزية لبيان زعيم التنظيم الذي جاء تحت عنوان "النساء المؤمنات" يخاطب فيه نساء المسلمين ويذكرهنَّ بقدر زوجة فرعون التي ضرب الله بها المثل في الصبر والإيمان.
داعش والاتجاه نحو
تضمنت المجلة مقالًا مطولًا لطبيبة باكستانية تدعى "خولة بنت عبد العزيز"، بعنوان "رحلتي من الجهل إلى الوعي"، تشرح فيه قرارها بالتخلي عن التعليم الغربي، وتبني أيديولوجية التنظيم المتطرفة التي تصفها بالعقيدة الصحيحة. كما تدعو فيه النساء إلى الانضمام إلى التنظيم والخروج من ظلمة الجهل إلى نور الإسلام الصحيح.
كما أجرت المجلة مقابلة مع زوجة زعيم حركة طالبان، التي لم يذكر اسمها، تحدثت فيها عن زواجها من فضل الله الخراساني عندما كان عمرها 14 عامًا. وقالت: "أسألكنَّ لماذا كل هذه الضجة في كل مكان الآن عن زواج القاصرات. علينا أن نفهم أنه إذا تُرك الصبيان والفتيات الناضجون دون زواج لفترة طويلة، فقد يصبحون مصدرًا للدمار الأخلاقي للمجتمع".
وتضمنت المجلة أيضًا عمودًا تحت عنوان "انهضن يا بنات حواء فقد حان وقت الشهادة" يقدم النصائح للراغبات في القتال ويشدد على "تنظيم التجمعات السرية في المنزل، ودعوة أخواتكن الجهاديات اللواتي يفكرن مثلكن، وتوزيع المواد المكتوبة التي تتحدث عن القتال، وتنظيم دروس التدريبات الجسدية لأخواتكن، وتعليمهن كيفية استخدام الأسلحة البسيطة والقنابل اليدوية".
ولم ينسَ محررو المجلة أن يضيفوا قِسما خاصًّا بالأطفال، جاء تحت عنوان: "تعالوا إلى الجهاد مع المجاهد الصغير عمر" والذي يحكي فيه الطفل عمر البالغ من العمر بضعة أعوام كيف انضم إلى مدرسة الشريعة في خراسان وأنه يمارس التدريبات اليومية ويخدم المجاهدين ويساعدهم في أوقات فراغه، كما دعا الأطفال إلى التخلي عن آبائهم والهجرة في سبيل الله والالتحاق بالتنظيم والاستشهاد.
وأكد مرصد الإفتاء أن تنظيم طالبان الباكستاني يسير على نهج داعش في التغرير بالنساء وتحريضهن على الانضمام للتنظيم واستغلالهن لتنفيذ العمليات الانتحارية، مؤكدًا أن النساء في مثل هذه التنظيمات الإرهابية المتطرفة لسن سوى أدوات تُستغلُّ لتحقيق أهدافها في انتهازية واضحة، بعد أن تخلت عن معتقداتها وأدلتها الشرعية التي تصب في صالح المرأة وحمايتها، إلى استغلالها في القتال والتفجيرات الانتحارية، في دلالة واضحة على افتقارها لعنصر الرجال، وعدم قدرتها على جذب المزيد من الأنصار.

شارك