تصريحات العبادي تقطع الطريق على موقف الصدر من ميليشيا "الحشد"

السبت 05/أغسطس/2017 - 07:39 م
طباعة تصريحات العبادي تقطع
 
بعد أيام من زيارته المفاجئة للمملكة العربية السعودية، تسببت الدعوة التي أطلقها زعيم التيار الصدي، مقتدى الصدر أمس الجمعة، وطالب خلالها بدمج العناصر المسلحة المنضبطة في الحشد الشعبي في القوات المسلحة، وأكد على ضرورة سحب السلاح بصورة أبوية من الفصائل المسلحة، في حالة واسعة من الجدل في الشارع العراقي، لتكون التصريحات التي أدلى بها رئيس الحكومة حيدر العبادي أول تصريح رسمي رافض لها.
والصدر من أكثر المرجعيات الدينية العراقية التي ترفض الممارسات الطائفية لميليشا الحشد الشعبي، وطالبهم في أكثر من مناسبة بالتوقف عن تلك الممارسات، كما تحفظ على مشاركتهم في المناطق السنية التي شاركت قوات الحشد في تحريرها، وبالفعل عبرت العديد من الجمعيات الحقوقية على رفضها الممارسات الطائفية التي تورطت فيها قوات الحشد خلال عمليات تحرير تلك المناطق.

تصريحات العبادي تقطع
واعتبرت تقارير زيارة الصدر إلى السعودية مؤشر على تحالف جديد بين المملكة والتيار الديني الشيعي العراقي، ويبدو ان السعودية تحاول في ذلك الوقت حشد أكثر القوى الدينية العراقية المناهضة للتغول الإيراني في الداخل العراقي، لذلك كان من المنتظر أن تطفو على السطح إجراءات تعكس تلك المحاولات.
وقوات الحشد الشعبي هي من أكثر القوى المسلحة الموالية لإيران، وقد تم إقرار قانون في البرلمان العراغقي يُقنن وضعها، بل ويجعلها كيان منفصل عن الجيش العراقي، ما اعتبره مراقبين أنها محاولة لاستنساخ التجربة الإيرانية فيما يخص تأسيس قوات الحرس الثوري التي هي منفصلة تماماً عن الجيش الإيراني.
وأكد رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، اليوم السبت، أن قوات "الحشد الشعبي" الشيعية "لن تُحل وستبقى تحت قيادة الدولة والمرجعية الدينية"، وقال العبادي، في كلمته خلال مهرجان "فتوى النصر" الذي أقامته فرقة "العباس" القتالية، إحدى فصائل الحشد الشعبي، إن "فتوى الجهاد الكفائي تحولت إلى فتوى النصر، بعد أن هب أبناء البلد استجابة لفتوى السيد علي السيستاني (المرجع الشيعي العراقي)"، وفقا لما نقله موقع رئيس الوزراء.

تصريحات العبادي تقطع
وأكد العبادي أن "العراق باق وينتصر ويشع الأمل للآخرين". وقال إن "صناع النصر هم الشهداء والجرحى والمقاتلون، وكذلك الجهد الهندسي والجهد الطبي وأبطال سلاح الجو والصنوف الأخرى". وأضاف: "لقد انتصرنا وسنكمل مشوار النصر".
وحذر العبادي ممن وصفهم بأنهم "يحاولون زرع التفرقة"، قائلا: "على الجميع ألا يستمع إلى الأصوات النشاز، فلن نسمح لهؤلاء بإعادتنا إلى المربع الأول". وأضاف: "يوجد تلاحم بين الشعب وقواتنا الأمنية والدولة". وتابع بالقول إن "الحشد لن يُحل وسيبقى تحت قيادة الدولة والمرجعية الدينية".
وقال الصدر، في كلمة لأنصاره بعد دعوتهم للتظاهر ضد قانون الانتخابات والفساد، إن السلاح "يجب أن يكون بيد الدولة حصرا". ودعا الصدر العبادي إلى "دمج العناصر المنضبطة من الحشد الشعبي ضمن القوات المسلحة وإلا جعل زمام أمر الحشد المقر بالقانون تحت إمرة الدولة حصرا لا غير وبشروط صارمة".
كما طالب الصدر بالعمل على "سحب السلاح بصورة أبوية من الجميع سواء في ذلك الفصائل او غيرها مع حفظ هيبة المجاهدين والمقاومين، ودعا الصدر أنصاره إلى الالتزام بمناصرة الجيش العراقي والقوات، بكل أصنافها لمحاربة تنظيم داعش، وحيتان الفساد في العراق.

تصريحات العبادي تقطع
وقال في خطاب متلفز أمام عشرات الآلاف من أتباع التيار الصدري الذين تجمعوا في ساحة التحرير: "أنتم اليوم ملزمون بمناصرة جيشكم وقواتكم المسلحة بكل صنوفها، فيكون السلاح بيد الدولة حصرا وبقيادة من حرر الأراضي التي كانت بيد الأرذال ".
وأضاف الصدر أن: "رئيس الوزراء يحاول أن يكون رجل دولة رغم الضغوط الداخلية والخارجية، وهو ملزم أن يكمل مشوار الإصلاح لإبعاد شبح الإرهاب".

شارك