قبل انطلاق ساعة الصفر.. القوات العراقية "تعد العُدة" لتحرير "تلعفر"

الأحد 06/أغسطس/2017 - 02:25 م
طباعة 	قبل انطلاق ساعة
 
دخلت القوات العراقية مرحلة الاستعدادات الأخيرة للتوجه إلي قضاء تلعفر غرب مدينة الموصل التي استعادتها القوات العراقية في 10 يوليو الماضي.
	قبل انطلاق ساعة
وتعد القوات العراقية العدة بتكتيك عالي للقضاء علي التنظيم الإرهابي بالكامل وطردة من المدنية واستعادتها لتلحق بالمدن المحررة من قبضة الإرهاب.
وفي هذا الشأن، قال مصدر أمني عراقي مسؤول اليوم الأحد 6 أغسطس 2017، إن القيادة العسكرية العليا أصدرت أوامرها للفرقة المدرعة التاسعة، بالاستعداد الفوري للتوجه نحو قضاء تلعفر 65 كلم غرب مدينة الموصل مركز محافظة نينوى.
وقضاء تلعفر، يحيطه من 3 نواحي، ربيعة وتسكنها عشيرة شمر، وناحية زمار تتكون من 78 قرية، (49 قرية عربية و29 قرية كردية)، والعياضية، يسكنها خليط من التركمان والعرب والأكراد في القرى التابعة لها، حيث تتواجد عشيرة الجرجرية (الكركرية) الكردية في قرى الناحية.
ووفق ما ذكرت بوابة الحركات الإسلامية في تقرير سابق لها، أن تلعفر تعتبر هي آخر المناطق الكبيرة التي يسيطر عليها تنظيم داعش داخل الحدود الإدارية لمحافظة نينوى العراقية، وهي معقل التركمان الشيعة غرب الموصل، قبل أن يحتلها تنظيم داعش صيف 2014.
ووفق تقارير، فإن رئيس الوزراء، حيدر العبادي يعتمدعلى قوات الجيش والشرطة في عملية تلعفر، مستعينا بعشرة آلاف مقاتل من البيشمركة الكردية وفرقة العباس القتالية المحسوبة على المرجع الديني الأعلى في العراق علي السيستاني، وسط جدل وغموض حول مشاركة قوات الحشد الشعبي في تلك المعركة.
ووفق وكالة رويترز، قال الرائد صفوان كاظم العسافي، مسؤول وحدة توزيع الأوامر العسكرية في مقر قيادة القوات العراقية تابعة لوزارة الدفاع، إن "الفرقة المدرعة التاسعة، قوة قتالية مهمة، أثبتت فاعليتها خلال تحرير الموصل من سيطرة تنظيم داعش الإرهابي، واكتسبت الكثير من الخبرات القتالية لاسيما في مجال حرب الشوارع"، مضيفًا أن هذا الأمر دفع بالقيادة العسكرية العليا إلى إصدار توجيهات إلى قيادة الفرقة بضرورة البدء وبشكل فوري بتسليم مهام مسك الأرض في المناطق التي تتواجد بها في الموصل إلى قوات الشرطة المحلية والاتحادية والاستعداد للتوجه نحو تلعفر، للمشاركة مع باقي الوحدات المسلحة كل حسب مهمتها ومحورها في تحريره.
وكما ذكرت تقارير فقد استطاعت الوحدات العسكرية العراقية المشتركة، من قطع الطرق جميعها التي تربط بين الموصل وتلعفر، وفرض طوق مشدد على التنظيم داخل قضاء تلعفر، إذ أن "البيشمركة" (قوات الإقليم الكردي شمالي العراق)، باتت تسيطر على الحدود الإدارية الشمالية للقضاء، بينما تسيطر قوات الجيش العراقي والحشد الشعبي على حدوده الإدارية الجنوبية.
	قبل انطلاق ساعة
وقضاء تلعفر، ويحمل مركزه الاسم نفسه، يقع على بعد 65 كلم من مدينة الموصل، وهوعبارة عن جبهة بطول نحو 60 كلم، وعرض نحو 40 كلم، وتتألف من مدينة تلعفر وبلدتي العياضية والمحلبية فضلا عن 47 قرى متناثرة بمنطقة بعضها صحراوي مكشوف وأخرى تقع بين تلال صخرية متوسطة الارتفاعات، ويقطن القضاء غالبية تركمانية تنقسم بين الطائفتين الشيعية والسنُية.
وعندما اجتاح داعش القضاء، صيف 2014، فرّ منه السكان الشيعة، فيما قتل التنظيم مئات لم يسعفهم الوقت للهرب.
وذكرت مصادر أن هناك اجتماعات عسكرية مكثفة لتوزيع محاور قتال تلعفر، على القوات التي سوف تشارك بهذه المعركة، حيث يتوقع أن يجري الإعلان عن انطلاق ساعة الصفر لبدء العمليات من قبل القائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي، خلال الأيام القليلة القادمة بعد تأكيد القيادات جميعا بجهوزية مقاتليها لهذه المهمة.
وجدير بالذكر أن الفرقة المدرعة التاسعة، شاركت في تطهير الأحياء والمناطق التي سيطر عليها "داعش"، من خلال إجراء التفتيش الدقيق ومتابعة الخلايا النائمة ورفع العبوات الناسفة من الطرق والبيوت المفخخة.
وكان رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، أكد على أن قوات الجيش والشرطة هي التي ستتولى مهمة الهجوم على تلعفر.
وأضاف العبادي، أنه تعهد للسنة بإبعاد الحشد الشعبي، لسد الطريق أمام احتمال ارتكاب هذه القوات انتهاكات بحق السنة في تلعفر، انتقاما من مقتل مئات الشيعة في القضاء، موضحًا أن إيران وأطرافا سياسية عراقية على صلة وثيقة بطهران تضغط على العبادي لإشراك الحشد في معركة تلعفر، حيث تحرص طهران على سيطرة الفصائل الموالية لها على القضاء القريب من الحدود، ضمن مساعيها للسيطرة على الحدود السورية – العراقية.
كانت ذكرت كذلك بوابة الحركات الإسلامية أن تلعفر هو المكان الذي اختاره عدد من قادة داعش الأجانب لسكن عوائلهم، ولكن منذ بدء تراجع مقاومة التنظيم في الموصل القديمة، قبل نحو أسبوعين، ثم انهياره كليا، تتسرب أنباء عن انتقال هذه العوائل من تلعفر إلى الحويجة، جنوب كركوك.
وتواجه الحكومة العراقية تحديات كبرى في التعاطي مع ملف عوائل تنظيم داعش المتطرف، بعد انتهاء أيام سيطرة التنظيم على مساحات كبيرة في العراق.

شارك