بعد لقائه محمد بن سلمان.. قراءة في زيارة الصدر إلى الإمارات المتحدة
الأحد 13/أغسطس/2017 - 06:48 م
طباعة
يبدو أن شهية الزعيم العراقي مقتدى الصدر فتحت على منطقة الخليج، فبعد أقل من شهر من زيارته التي أحدثت جدلاً واسعاً إلى المملكة العربية السعودية، وصل زعيم التيار الصدري اليوم الأحد، إلى دولة الإمارات العربية المتحدة تلبية لدعوة رسمية.
وتعكس الإجراءات التي تتخذ على الأرض في الوقت الحالي، مدى التجهيز لترتيبات تنبئ عن وجود إعادة لخريطة التحالفات في المنطقة، خريطة تضم حلفاء جدد حتى وإن كانوا في وقت سابق ألد الأعداء.
ويتعرض الصدر منذ زيارته الأخيرة إلى المملكة السعودية إلى هجوم كبير من خصومه السياسيين إلا أن زياته إلى دولة الإمارات المتحدة تعكس إصراره على المضي قدماً في الاستمرار فيما هو مخطط له مع دول الخليج خاصة السعودية والإمارات.
مراقبون طرحوا تساؤلات حول إمكانية استضافة القاهرة هي الأخرى لقاء مع مقتدى الصدر، بوصف الثلاثي العربي (مصر والسعودية والإمارات) يقودون جهود إقليمية لإعادة التوازن في المنطقة بعدما سد غيابهم خلال العقدين الأخيرين إيران وتركيا ما ترتب عليه تعقيدات أقليمية كبيرة في الكثير من الملفات المهمة في المنطقة.
وتمكن الثلاثي العربي من تحقيق تقدم ملحوظ على الأرض خلال الفترة الأخيرة، فمصر تمكنت في وقف المد الإخواني في المنطقة بعد ثورة 30 يونيو، كما عرقلت عاصفة الحزم رغم الأخطاء الميدانية الكبيرة نفوذ إيران في اليمن.
كما حد الحلف العربي الثلاثي من التغول التركي من العبث بالأمن الليبي، وتحرز مصر تقدماً كبيراً في الملف الفلسطيني وتحديداً فيما يتعلق بحركة حماس، وكيفية التعامل مع قطاع غزة، والحد من التغول التركي والقطري في القطاع.
من جانبه، قال مكتب الإعلامي للصدر، في بيان مقتضب، إن السيد مقتدى الصدر "يتوجه إلى دولة الإمارات العربية المتحدة اليوم الأحد، تلبية لدعوة رسمية منها وإرسال طائرة خاصة من قبلهم لنقل سماحته ذهاباً وإياباً"، ولم يشر البيان، إلى مدة الزيارة أو الموضوعات التي سيناقشها الصدر مع المسؤولين الإماراتيين.
وكان زعيم التيار الصدري العراقي، مقتدى الصدر، قام بزيارة إلى السعودية، الشهر الماضي، حيث التقى ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، في لقاء هو الأول من نوعه بينهما، فيماغ وصف الصدر في تصريحاته الاخيرة الرياض بأنها بمثابة "الأب"، قائلاً إن السعودية أثبتت قوتها وهي تعمل على إحلال السلام بالمنطقة.
ولطالما انتقد الصدر الممارسات السعودية في المنطقة، لكن يبدو كما أشرنا سابقاً أن توافق الطرفين تجاه بعض الملفات جعلت من الطرفين حليفين، إلى الدرجة التي دفعت الصدر إلى وصف السعودية بـ"الأب".
وأشار الصدر، في مقابلة أجرتها معه صحيفة "الشرق الأوسط" السعودية، يوم الجمعة الماضي، إلى تطابق في الرؤى خلال لقائه في جدة الشهر الماضي مع ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، مؤكداً أنهما ناقشا ملفات عدة في المنطقة بينها اليمن، والبحرين، وسوريا، والقدس، والعلاقات الإيرانية السعودية، وعلاقات بغداد بالرياض.
وأوضح الصدر، أن جميع الخلافات التي تسود المنطقة يمكن حلها تدريجياً حتى ولو استغرق ذلك وقتاً، مشيراً إلى أن ذلك يشمل الوضع القائم بين الدول الأربع وهي السعودية ومصر والبحرين والإمارات، من جهة، وقطر من جهة، معتبراً أن الأخيرة لديها حساسية من التنازل، لكنها ستتنازل، وسترجع إلى حضنها العربي شيئا فشيئاً.
وفي الشأن الداخلي العراقي، أكد زعيم التيار الصدري، أنه "لا بد من مركزية الدولة العراقية، دون أن يكون هناك جيشان في البلد"، قائلاً: "العراق سيواجه مشكلات كبيرة إذا لم يصل إلى مرحلة الدمج بين قوات الحكومة والحشد الشعبي، تحت قيادة رئيس الوزراء، وكذلك قائد القوات المسلحة".
أما بالنسبة لموضوع كردستان، فقد حذر زعيم التيار الصدري من انفصال الإقليم، قائلاً: "اتصلت بقادة كردستان و"تمنيت أن يؤجلوا" الاستفتاء المرتقب على الانفصال، مؤكداً أنه في حال تقرر انفصال كردستان، فإن ذلك "سيجلب مشاكل من الداخل والخارج".
وبالنسبة للأزمة السورية، قال زعيم التيار الصدري، أنه طالب بتنحي "الرئيس السوري بشار الأسد" من منصبه منذ أكثر من شهر، مشيراً إلى أن تنحي الأسد يمكن أن يساهم في إحلال السلام بالمنطقة، وسيزيل حجة التدخل الدولى في الأزمة الدائرة هناك.