قبل انطلاق ساعة الصفر.. القوات العراقية تقصف مواقع "داعش" بـ "تلعفر"

الثلاثاء 15/أغسطس/2017 - 01:59 م
طباعة قبل انطلاق ساعة الصفر..
 
لا زالت القوات العراقية تعد عدتها لانطلاق عملياتها في أخر أكبر مواقع تنظيم "داعش" في مدينة تلعفر بمحافظة نينوى بشمال، حيث تواصل شن ضرباتها الجوية علي مواقع التنظيم.
قبل انطلاق ساعة الصفر..
قالت قيادة العمليات المشتركة اليوم الثلاثاء 15 أغسطس 2017، إن القوات العراقية تشن ضربات جوية علي معاقل التنظيم الإرهابي "داعش" في مدينة تلعفر.
وقال المتحدث باسم قيادة العمليات المشتركة العراقية العميد يحيى رسول إن "فكرة العمليات رسمت في قيادة العمليات المشتركة والخطط العسكرية أيضا"، مضيفًا أن هناك استحضارات تجري بانتظار أوامر السيد القائد العام للقوات المسلحة (رئيس الوزراء حيدر العبادي) بعد الاطلاع على الخطط وتحديد الساعة الصفر لتنطلق العمليات العسكرية وسنعلن عن ذلك بشكل رسمي.
وأشار رسول في بيان إلى أن العمليات لم تبدأ بعد، مضيفا أن القطعات العسكرية تجري الاستحضارات وهناك ضربات استنزافية وتجريدية لقدرات عناصر التنظيم الإرهابي باستهداف مقراته ومواقعه، موضحًا أن الضربات تجري وفق معلومات استخباراتية من خلال القوة الجوية العراقية وهي مستمرة منذ فترة

وكان الحشد الشعبي العراقي أعلن أمس الاثنين عن قرب انطلاق عمليات تحرير مدينة تلعفر، بمشاركة فصائله، وتضم قوات الحشد الشعبي فصائل شيعية، بعضها مدعوم من إيران.
وتسببت فتوى للمرجع الشيعي الأعلى في العراق، علي السيستاني، بمقاتلة داعش، في تشكيل الحشد الشعبي من متطوعين وفصائل شيعية، عام 2014، عندما اجتاح التنظيم شمال وغربي البلاد، وبات على بعد 100 كيلومتر شمال العاصمة بغداد.
وشاركت قوات الحشد الشعبي في معركة الموصل التي انطلقت يوم 17 أكتوبر الماضي، علي الرغم من رفض القوى السنية.
وكان رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، أكد على أن قوات الجيش والشرطة هي التي ستتولى مهمة الهجوم على تلعفر، مضيفًا أنه تعهد للسنة بإبعاد الحشد الشعبي، لسد الطريق أمام احتمال ارتكاب هذه القوات انتهاكات بحق السنة في تلعفر، انتقاما من مقتل مئات الشيعة في القضاء، موضحًا أن إيران وأطرافا سياسية عراقية على صلة وثيقة بطهران تضغط على العبادي لإشراك الحشد في معركة تلعفر، حيث تحرص طهران على سيطرة الفصائل الموالية لها على القضاء القريب من الحدود، ضمن مساعيها للسيطرة على الحدود السورية – العراقية.
وأثارت احتمالية مشاركة الحشد الشعبي الجدل، حيث يرفض السُنة مشاركته في المعركة، كما تعترض تركيا على ذلك، وتقول إنها ستتخذ ما يلزم حال حصول أي انتهاكات بحق التركمان السُنة في هذا القضاء.
يعتبر التركمان هم ثالث أكبر قومية في العراق بعد العرب والأكراد، ولا يوجد تقدير رسمي لعددهم، لكن المسؤولين التركمان يقولون إنهم يشكلون نحو 7% من سكان البلاد، البالغ عددهم حوالي 33 مليونا.
ووفق بيان سابق، أعلن فصيل في الحشد الشعبي، عن تلقيها أوامر من القيادة العامة للقوات المشتركة بالمشاركة في عملية تحرير قضاء تلعفر التي ستنطلق عن قريب.
قبل انطلاق ساعة الصفر..
وتحاصر تلك القوات التي استعادت عشرات القرى جنوب تلعفر المدينة التي تسكنها غالبية من التركمان، وكانت آخر المناطق التي سقطت بيد تنظيم الدولة الإسلامية في محافظة نينوى.
وكما ذكرت بوابة الحركات الإسلامية في تقرير سابق لها، أن قضاء تلعفر، ويحمل مركزه الاسم نفسه، يقع على بعد 65 كلم من مدينة الموصل، وهوعبارة عن جبهة بطول نحو 60 كلم، وعرض نحو 40 كلم، وتتألف من مدينة تلعفر وبلدتي العياضية والمحلبية فضلا عن 47 قرى متناثرة بمنطقة بعضها صحراوي مكشوف وأخرى تقع بين تلال صخرية متوسطة الارتفاعات، ويقطن القضاء غالبية تركمانية تنقسم بين الطائفتين الشيعية والسنُية.
وقضاء تلعفر، يحيطه من 3 نواحي، ربيعة وتسكنها عشيرة شمر، وناحية زمار تتكون من 78 قرية، (49 قرية عربية و29 قرية كردية)، والعياضية، يسكنها خليط من التركمان والعرب والأكراد في القرى التابعة لها، حيث تتواجد عشيرة الجرجرية (الكركرية) الكردية في قرى الناحية.
ووفق ما ذكرت بوابة الحركات الإسلامية في تقرير سابق لها، أن تلعفر تعتبر هي آخر المناطق الكبيرة التي يسيطر عليها تنظيم داعش داخل الحدود الإدارية لمحافظة نينوى العراقية، وهي معقل التركمان الشيعة غرب الموصل، قبل أن يحتلها تنظيم داعش صيف 2014.
من جهته، اعلن قائد الشرطة الاتحادية الفريق الركن رائد شاكر جودت الاثنين "وصول طلائع قوات الشرطة الاتحادية من الفرقة الخامسة والثالثة وافواج القناصين والطائرات المسيرة وعشرات الاليات المدرعة الى مشارف تلعفر واسكتمال كافة التحضيرات اللوجستية لمعركة تحرير تلعفر".
ويقدر عدد مقاتلي تنظيم داعش في تلعفر بنحو ألف بينهم أجانب، بحسب ما أشار رئيس مجلس قضاء تلعفر محمد عبدالقادر لوكالة فرانس برس.

وفي 10 يوليو الماضي استعادت القوات العراقية مدينة الموصل، أكبر معاقل تنظيم الدولة الإسلامية في البلاد، بعد معارك استمرت تسعة أشهر، ولا تمثل خسارة الموصل نهاية التهديد الذي يشكله تنظيم الدولة الإسلامية، إذ يرجح أن يعاود المتطرفون وبشكل متزايد تنفيذ تفجيرات وهجمات مفاجئة تنفيذا لاستراتيجيتهم التي اتبعوها في السنوات الماضية.
وتعتبر معركة تلعفر اختبارًا  حقيقيا يظهر مدي قدرة رئيس الوزراء العراقي على استعادة المدن العراقية من قبضة داعش.
الجدير بالذكر أن التنظيم الإرهابي "داعش" سيطر علي قضاء تلعفر في يونيو 2014،  حيث ارتكب العديد من جرائم بحق الشيعة الذين يشكلون أغلبية سكانه.

شارك