موسكو تدعو السوريين لدعم لمحاربة الارهاب...ومحاولات لتخفيف التوتر فى إدلب

الخميس 17/أغسطس/2017 - 05:35 م
طباعة موسكو تدعو السوريين
 
استمرار المعارك السورية
استمرار المعارك السورية
تستمر عملية أستانا لتعزيز الجهود الرامية إلى تنفيذ الاتفاق الخاص بإقامة منطقة تخفيف التوتر في إدلب وإنقاذ سكانها من عنف الإرهابيين والمجرمين، والإشارة إلى أن الوضع في محافظة إدلب يثير قلقا بسبب زيادة نشاط تنظيم "جبهة النصرة" الإرهابي، بالتزامن مع دعوة موسكو للفصائل الروسية الجميع في محاربة الإرهاب وتشكيل مجالس محلية للمصالحة.
يأتى ذلك في الوقت الذى توجهت وزارة الدفاع الروسية برسالة إلى السوريين، داعية إلى مشاركة الجميع في محاربة الإرهاب وتشكيل مجالس محلية للمصالحة في مناطق تخفيف التوتر، وقال العماد سيرجي كورالينكو، نائب قائد مجموعة القوات الروسية في سوريا المعني بمسائل المصالحة، إن المرحلة القادمة من  عملية المصالحة الوطنية يجب أن تشمل استئناف عمل مؤسسات السلطة المحلية في البلدات التي تشملها مناطق تخفيف التوتر.
تابع أن المركز الروسي المعني بمصالحة الأطراف المتنازعة في سوريا يقترح تشكيل لجان مصالحة في تلك المناطق، ستضم ممثلين عن البلدات والحكومة السورية وشخصيات معارضة ذائعة الصيت، وتوجه كورالينكو إلى السوريين "أناشد جميع السوريين الذين يريدون تحرير بلادهم من الإرهاب واستعادة السلام في أرضهم بأن جهودنا المشتركة فقط ستسمح بوقف الحرب وعودة السلام إلى سوريا
مناطق خفض التوتر
مناطق خفض التوتر
وشددت موسكو على تواصل في إطار عملية أستانا الجهود الرامية إلى تنفيذ الاتفاق الخاص بإقامة منطقة تخفيف التوتر في إدلب وإنقاذ سكانها من عنف الإرهابيين والمجرمين، وقالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا إن الوضع في محافظة إدلب يثير قلقا بسبب زيادة نشاط تنظيم "جبهة النصرة" الإرهابي، معربة عن استياء موسكو بشأن مقتل سبعة من ناشطي "الخوذ البيضاء" نتيجة هجوم مسلح الأسبوع الماضي.
أضافت زاخاروفا أن "وزارة الخارجية الروسية أعلنت أكثر من مرة عن موقفها المبدئي بشأن عمل "الخوذ البيضاء". ولم نغير موقفنا"، مؤكدة في الوقت ذاته أنه من الناحية الإنسانية لا يمكن قبول قتل أناس عزل ، كما أكدت الدبلوماسية الروسية أن تحسن الوضع السياسي العسكري في سوريا وتنفيذ الخطوات العملية في إطار عملية إقامة مناطق تخفيف التوتر ونشر وحدات من الشرطة العسكرية الروسية على خطوط التماس، تسمح بالأمل في "تحسن الأوضاع الإنسانية بشكل جذري وبناء جسور الثقة في المجتمع السوري تدريجيا"، إضافة إلى إتاحة الفرصة لتركيز "المزيد من الجهود لمكافحة إرهابيي "داعش" و"النصرة".
وعلى صعيد أخر كشف محللون إلى نجاحات الجيش السوري في الحرب ضد الإرهابيين؛ مشيرا إلى الدور المهم، الذي لعبه المستشارون الروس في تحقيقها، والإشارة انه "نتيجة للعمليات العسكرية المشتركة بين القوات الجو-فضائية الروسية والجيش السوري وقوات المتطوعين المسلحة الرديفة في المنطقة الشرقية من حمص، تم تحرير مدينة السخنة بالكامل من مقاتلي "داعش، وانتهت عملية تطهير السخنة، وأصبح الطريق شرقا باتجاه مدينة دير الزور من الناحية النظرية - مفتوحا. بيد أن الأمر يحتاج إلى بعض من الوقت لنزع الألغام في المدينة وضواحيها، واتخاذ الاحتياطات المطلوبة لتجنب هجوم مضاد والحيلولة دون تكرار ما حدث في تدمر، على الرغم من أن وضع "الجهاديين" عموما في شرق حمص وفي الجزء الأوسط من سوريا لا يمكن إنقاذه إلا بمعجزة.
وزير الدفاع الروسي
وزير الدفاع الروسي سيرجي شويجو
تمت الاشارة إلى أن الطريق إلى دير الزور لن يكون نزهة، على الرغم من أن حدة مقاومة الجهاديين أصبحت نسبيا ضعيفة، والأهم أن الطريق أمام الجيش العربي السوري أصبحت خالية من المواقع الجدية والدفاعية المحصنة للجهاديين.
وقال وزير الدفاع الروسي سيرجي شويجو، أن مدينة دير الزور المحاصرة من قبل الجهاديين، تشكل "نقطة محورية" على الخريطة السورية، وإن تحريرها سيتحول إلى عامل حاسم في مجمل عملية الحرب ضد "داعش"؛ مشيرا في الوقت نفسه إلى "النجاحات الجدية" التي حققها الجيش السوري على أرض الواقع.
وأكد محللون أنه لتقديم صورة رقمية أوضح حول نجاحات الجيش العربي السوري، يجدر التوقف قليلا أمام ما بينته هيئة الأركان العامة الروسية في أواخر شهر يوليو من أن الجيش السوري أصبح يسيطر على 74.2 ألف كم مربع، في حين أنه مع بدء عملية القوة الجو–فضائية الروسية في سوريا كان يسيطر على نحو 19 ألف كم مربع من مساحة البلاد. وللمقارنة، فإن الوحيدين الذين وسعوا سيطرتهم إضافة إلى الجيش العربي السوري هم فقط الكرد (340 كم مربعا)، بينما فقد الجهاديون (ذوو الرايات السوداء) نحو 4336 كم مربعا في الشهرين الأخيرين، كما فقد "المعتدلون" 2784 كم مربعا وبشكل أساس تخلوا عنها طوعا.
وتعد علامات التحضير لتقدم القوات الحكومية في اتجاه دير الزور والرقة ظهرت على الفور بعد تطهير السخنة، حيث نشطت الطائرات المروحية الآن في عمليات إنزال المظليين خلف خطوط "داعش"، وبشكل خاص في اتجاه الرقة للسيطرة على النقاط الرئيسة في البادية وعلى الطرق. ومن أجل الموضوعية، تجدر الإشارة إلى أن ما نراه هنا هو - النتيجة المباشرة لنجاح تدريبات المستشارين الروس الذين تمكنوا من تحويل قوات المتطوعين الجدد إلى وحدات حقيقية من القوات الخاصة المظلية.
كما أن اعتماد القوات الحكومية تكتيك "تدمير الجيوب المعزولة" منذ الصيف الماضي تقريبا، كان له نتائجه الإيجابية على الأرض. ولعل الأمثلة على ذلك عديدة، وخاصة في شرق الغوطة، حيث يجب على المسلحين أن يختاروا ما بين "العصا والجزرة"، ولا سيما أن مناطق "خفض التصعيد" أصبحت مثالا حيا لمن يرغب منهم جديا في التسوية السياسية.
المتحدثة باسم وزارة
المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا
وسيكون مصير الذين رفضوا إلقاء السلاح في حي جوبر سيئا للغاية، فالجيش العربي السوري بدأ عملية تطهير قاسية تعتمد على استخدام نيران المدفعية المركزة وقصف الطيران الحربي، على غرار الهجوم الذي فشل في عام 2015. وعلى الرغم من أن الجيش يتقدم في جوبر ببطء شديد، فلا أحد يعتزم وقف عملية تطهير جوبر لأسباب إيديولوجية. حتى لو كانت هذه العملية العسكرية مكلفة، وخاصة أنها تشغل قوة كبيرة من الجيش، كان يمكن الاستفادة منها أكثر، على سبيل المثال في شمال حماة وحول إدلب، حيث يمكن تلمس نقص في القوات هناك. 

نعم، وجود القوات العسكرية حتى الآن غير كاف. وعلى الرغم من "التهدئة" في محافظة درعا، والتي خففت الوطأة عن جزء من قوات الجيش، حيث تمكن هناك "حزب الله" بمعجزة غريبة من إقناع "جبهة النصرة" " بشراء تذكرة على الحافلة الذاهبة إلى إدلب".، وعلاوة على ذلك، وبعد أن فقد الأمريكيون الاهتمام بمنطقة التنف، تفرق "المعتدلون" المحليون، ورفع بعضهم الرايات السوداء، وهرب الآخرون، في حين طهرت القوات الحكومية وحلفاؤها كل الحدود السورية الأردنية، وتوقفت الاشتباكات على هذا المحور.
وتبقى المنطقة الممتدة بين الرقة والكرد هي المنطقة الوحيدة الأكثر إثارةً للجدل. وكما كان متوقعا، فإن البيانات المتتالية، التي كان يدلي بها التحالف الموالي للولايات المتحدة، حول أنه سيحرر المدينة من عناصر "داعش" بين يوم وآخر، لم تكن إلا جزءا من الحرب الإعلامية. إذ إن البنتاغون في الواقع الفعلي يواصل دفع الكرد لفرض سيطرتهم على أكبر ما يمكن من المناطق الريفية في محافظة الرقة.
وتدرس دمشق بعناية فائقة في الوقت الراهن، وعلى خلفية تحرير السخنة، الخريطة العسكرية والطريق الأقصر من هناك نحو الشمال، للتواصل مع وحدات الجيش العربي السوري جنوب الرقة.  

شارك