كيف يجب أن تتعامل الولايات المتحدة مع الشرق الأوسط بعد القضاء على داعش؟

السبت 19/أغسطس/2017 - 10:25 م
طباعة كيف يجب أن تتعامل
 
نشرت مجلة "فورين بوليسي"  ملفًا حول مصير تنظيم داعش ما بعد الحرب، وعلى الرغم من التقرير نشرته في يوليو الماضي، إلا أنها أشركت فيه ستة صحفيين تناولوا فيها سيناريوهات الوضع في العراق وسوريا بعد الهزائم المتلاحقة التي مني بها، وهذه المحاور الست هي:
1- عدم إمكانية الولايات المتحدة من الراجع من منطقة الشرق الأوسط
2- حرب ما بعد الحرب
3- بقاء تنظيم داعش
4- مساومة القوات الكردية على بقاء واشنطن
5- بقاء النزعة الجهادية في سوريا
6- الصراع على السلطة في العراق

1- الولايات المتحدة لا يمكن أن تتراجع من الشرق الأوسط:
يرى إليوت إبرامز، الباحث بمركز دراسات الشرق الأوسط في مجلس العلاقات الخارجية، أنه على الرغم من أن تنظيم داعش مُني بهزائم متوالية في أكثر معاقله في العراق والشام، بمدينتي الموصل والرقة، حيث كانت الهزيمة مزدوجة إلا أنها تحديات جادة ستواجه إدارة البيت الأبيض والولايات المتحدة. 
يتمثل التحدي الأول في الجماعة التي ستخلف "داعش" الإرهابية، بينما يتمثل التحدي الثاني  قدرة الولايات المتحدة من وقف نفوذ التحالفات الجديدة بين كل من إيران وحزب الله الشيعي وروسيا لتكون عوامل مهددة لإسرائيل والأردن؟
فالولايات المتحدة لن تقبل أن تكون إيران أو روسيا هي السلطة المهيمنة في معظم أنحاء المنطقة. ولذلك ستجد لها وضعًا إقليميًا من خلال استخدام القوة لبنائه وقيادته.

ويرى الباحث أن الولايات المتحدة تستطيع أن تدخل في تفاهمات مع روسيا حول الوضع في سوريا بعد خروجها من الصراع مع الجماعات الجهادية، لإعادة بناءه في نطاق استيعاب مصالح الأمريكيين، والسماح للعديد من اللاجئين بالعودة إلى ديارهم. النقاش الذي لن يتحقق ما لم تكتسب القوة الأمريكية أولا الاحترام الروسي، مدركين أن الحل الوسط ضروري.

ويرى الباحث أنه في أفضل السيناريوهات، مع الهزيمة التامة لتنظيم داعش وفقدانه لأراضيه فقد يستمر التنظيم في الوجود كمجموعة إرهابية، فالقاعدة والجماعات الجهادية الأخرى لم تختفي.
ويرى الباحث أن هزيمة داعش لن تنهي مشاركة الولايات المتحدة  في صراعات الشرق الأوسط، بل قد تؤدي في الواقع إلى زيادة هذه الصراعات.
 أما التحدي الثالث فهو كيفية مواجهة سيطرة الشيعة على المنطقة، وهو الأمر الذي سيزيد من احتقان الجماعات السنية، وتجنيدهم لبناء تنظيمات جهادية في الداخل.
ويقول الباحث: "ما دامت إيران تحاول السيطرة على المنطقة بأسرها، والجماعات الجهادية السنية تستهدف الولايات المتحدة، فإن الجماعات الجهادية سوف تتغير - ولكنها لا تقل – ولن تقلل من حصة أميركا في سياسات السلطة في الشرق الأوسط".


2- حرب ما بعد الحرب:
في هذا الجزء يتعرض روبرت مالي، وهو نائب إدارة الأزمات الدولية، ومساعد خاص للرئيس السابق باراك أوباما، ومستشار الرئيس في حملة داعش، ومنسق البيت الأبيض في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ومنطقة الخليج، أن معظم حلفاء الولايات المتحدة في الشرق الأوسط، لم تكن أولويتهم الحرب ضد تنظيم داعش، بقدر انزعاجهم من عدم تدخل الولايات المتحدة في قوات التحالف في بداية الأمر، أما بالنسبة لتركيا، فما يشغل بالها هو حربها ضد الأكراد.

ويرى "مالي" أن الحرب على تنظيم داعش ما هو إلا غطاء غير كامل للصراعات والتناقضات الإقليمية مع تنظيم داعش، خاصة وأن الأكراد لهم نضالهم في حق تقرير المصير بإقليم كردستان؛ إلى جانب التنافس السعودي الإيراني في المنطقة؛ أما داخل العالم العربي السني، كان التنافس بين الإسلاميين (قطر وتركيا) من جهة، وبين (مصر والإمارات العربية المتحدة) وكان ينظر إليه على أنه صراع وجود؛ كل هذا فضلًا عن الصراع الطائفي في العراق بين السنة والشيعة على غنائم ما بعد الحرب.

ويوصي الباحث الأمريكي، إن الوسيلة المثلى لتأمين مصالح الولايات المتحدة في عالم ما بعد داعش، وهو ليس الاهتمام  بالانضمام إلى الصراعات الإقليمية أو تكثيفها التي لن تؤدي إلى شيء في نهاية المطاف.

شارك