السلطات الاسبانية تحاصر المتورطين فى العمليات الارهابية الأخيرة..وأوروبا تعلن الاستنفار

الإثنين 21/أغسطس/2017 - 06:19 م
طباعة السلطات الاسبانية
 
تشديد الاجراءات الأمنية
تشديد الاجراءات الأمنية فى اوروبا
ضيقت السلطات الاسبانية الخناق على المتورطين فى الأحداث الارهابية الأخيرة، فى الوقت الذى يري فيه الخبراء أن الأزمة ليست أمنية بالمقام الأول، وزيادة العسكرية لن تؤدي لتوقف العمليات الإرهابية، أوروبا بحاجة إلى حل للمشكلات السياسية، والتوقف عن التفكير في زيادة أعداد رجال الشرطة.
 وتضاربت فيه الأنباء بشأن مصير المشتبه بتنفيذ هجوم الدهس في مدينة برشلونة الإسبانية قبل أيام، حيث كشفت صحيفة إسبانية عن السلطات المحلية قولها، إن الشرطة اعتقلت يونس أبو يعقوب، قائد المركبة التي دهست حشدا من المارة في يرشلونة الخميس، مما أسفر عن مقتل 14 شخصا، وفي الوقت نفسه، أفادت إذاعة محلية بأن رجلا كان يضع حزاما ناسفا قتل برصاص الشرطة في سوبيراتس غرب برشلونة، لتكشف بعد ذلك مصادر في التحقيق أن القتيل قد يكون أبويعقوب.
كانت الشرطة أعلنت أنها بدأت عملية مطاردة واسعة بحثا عن أبو يعقوب (22 عاما)، الذي قاد بحسب وسائل الإعلام الشاحنة الصغيرة بسرعة جنونية الخميس الماضي في شارع لارامبلا الشهير، وذكرت الشرطة الكتالونية إنها قتلت مشتبها به يبدو أنه كان يرتدي حزاما ناسفا، غير أنها لم تؤكد ما اذا كان هو الهارب المطلوب في الهجوم الإرهابي في برشلونة. 
كان مصدر قريب من التحقيقات اكد أن الشرطة الإسبانية قتلت رجلا قرب برشلونة، قد يكون يونس ابو يعقوب الذي يشتبه بأنه سائق الشاحنة التي دهست حشدا في هذه المدينة، ورفضت الشرطة الإسبانية تأكيد تقارير مقتل يونس ابو يعقوب لكنها قالت على تويتر إن هناك واقعة "جارية" في سوبيراتس على بعد عشرة كيلومترات من برشلونة. ولم تذكر مزيدا من التفاصيل. فيما ذكرت عدة وسائل إعلام إسبانية أن رجلا كان يضع حزاما ناسفا قُتل بالرصاص في سوبيراتس. وذكر مصدر قريب من التحقيقات أن القتيل قرب برشلونة قد يكون المشتبه بتنفيذه الاعتداء في المدينة.
كانت الشرطة الإسبانية قد حذرت في وقت سابق من أن يونس أبو يعقوب، الذي يشتبه بأنه سائق الشاحنة الصغيرة الفار الذي دهس حشدا في برشلونة، هو شخص خطير وربما يكون مسلحا. وحددت الشرطة أوصاف أبو يعقوب وقالت إن طوله 1,80 سم، ونشرت على تويتر أربع صور له بشعر اسود قصير، وثلاث صور أخرى له وهو يرتدي قميصا قطنيا باللونين الأسود والأبيض.
كانت شرطة كاتالونيا قد أطلقت نداء للحصول على معلومات عن الشاب المغربي الفار البالغ من العمر 22 عاما والذي يعتقد انه الوحيد المتبقي من خلية مؤلفة من 12 شخصا،وقتلت الشرطة أو اعتقلت المشتبه بهم الباقين عقب هجمات الأسبوع الماضي في برشلونة ومنتجع كامبريلس والتي أعلن تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) مسؤوليته عنهما ويعتقد أنها الأولى التي تشهدها إسبانيا.
ملاحقة الجناة فى
ملاحقة الجناة فى احداث برشلونه
وكانت الشرطة اطلقت النار على السيارة عندما اقتحمت حاجزا عقب اعتداء برشلونة، وعثرت على بيريز مقتولا طعنا في السيارة لاحقا. ويعتقد المحققون ان الضحية هو مالك السيارة، وأن أبو يعقوب خطف السيارة للهروب عقب ارتكابه اعتداء برشلونة.
ويري محللون أن الشرطة وأجهزة الأمن الإسبانية يتعرضون للحرج، بعد اكتشافها علاقة انفجار في ألكانار قبل أيام من هجمات برشلونة وكامبرليس والمجموعة، التي نفذت الهجمات، إذ كان الانفجار لمواد تعد لعملية إرهابية أوسع، وما يزيد الحرج اكتشاف علاقة إمام مسجد في ريبول، حيث جاء أغلب منفذي الهجمات، بتنظيم القاعدة وهجوم مدريد عام 2004.
وتبحث الشرطة وأجهزة التحقيق الآن في العلاقة بين عبدالباقي السعدي والمتهمين بهجمات برشلونة، ونشرت وسائل إعلام رئيسية تفاصيل عن تلك العلاقة واتهام السعدي بأنه ربما كان المسؤول عن تطرف الشباب، الذين نفذوا الهجمات.
وكشفت  صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية، أن المسجد، الذي عمل فيه السعدي شمالي ريبول تابع لجمعية النور الإسلامية، التي تتبع بدورها اتحاد الجمعيات الإسلامية في إسبانيا، وأن زعماء هذا الاتحاد على علاقة وثيقة من تنظيم الإخوان السوري، بحسب تقرير لمركز راند البحثي عام 2007. 
وبحسب رئيس الجمعية القائمة على المسجد، علي ياسين، فقد غادر السعدي المسجد منذ 3 أشهر قبل الهجوم، قائلا إنه يريد العودة إلى المغرب، ويعتقد المحققون وخبراء الإرهاب أن التخطيط لهذه المؤامرة بدأ عقب وصول السعدي مباشرة إلى ريبول، وتشير المعلومات إلى أن المشاركين في الهجوم سافروا إلى الخارج قبل الهجوم إما إلى المغرب أو أماكن أخرى في أوروبا، كما فعل السعدي نفسه، وهو ما يدل على وجود روابط تنظيمية أوسع في مناطق مختلفة. 
ويظهر التطور الزمني لأنشطة السعدي وعلاقاته عن شبكة تنظيمية قوية تمتد من القاعدة إلى داعش، فالرجل ذو الأصول المغربية، الذي كان في الأربعينات من عمره، كان على صلة بالمتهمين في تنفيذ تفجيرات محطة قطارات مدريد، التي ارتكبها تنظيم القاعدة عام 2004، وأسفرت عن قتل 191 شخصا، بحسب مسؤولين أمنيين، وأدخل السعدي إلى السجن قبل 5 سنوات بتهمة تهريب الحشيش من المغرب إلى إسبانيا، وتم حبسه إلى جانب رشيد إغليف، المحكوم بالسجن 18 عاما لدوره في هجمات مدريد، كما رافق السعدي أعضاء خلية إرهابية تم تفكيكها عام 2006 في برشلونة.
اوروبا تحت الارهاب
اوروبا تحت الارهاب
فى حين نوهت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية إلى أن منفذ هجوم انتحاري على قاعدة عسكرية بالعراق في نوفمبر 2003، كان أحد شركاء السكن للسعدي ويدعى بلقاسم بليل.
من جانبه قال  عبد الرحيم عبد القادر، الباحث في المعهد الفرنسي للشؤون الدولية والاستراتيجية، إن الأزمة ليست أمنية بالمقام الأول، وزيادة العسكرية لن تؤدي لتوقف العمليات الإرهابية، أوروبا بحاجة إلى حل للمشكلات السياسية، والتوقف عن التفكير في زيادة أعداد رجال الشرطة فالعسكرة ليست الحل".
بينما قال الجنرال المتقاعد في القوات الجوية الفرنسية، جان فنسنت بريسيت، إن زيادة عدد رجال الشرطة ومهامها، التي تستهدف منع الهجمات الإرهابية لم تنجح في إيقاف الهجمات على باريس منذ يناير 2015 حتى الآن، والتهديدات لا تزال قائمة.
أضاف: باتت دوريات الشرطة التي تستهدف حماية المدنيين من العمليات الإرهابية أهدافا للإرهابيين، خاصة أنهم يتبعون طرقا غير نظامية، فتلك الدوريات ورجال الشرطة تعطي إيحاءا أن السياسيين يفعلون شيئا لحمايتهم، ولكنهم بالعكس فهم يخلقون أهدافا سهلة جديدة للإرهابيين، ويزيدون الخطر على المدنيين".

شارك