ميركل تتمسك بموقفها فى دعم اللاجئين..والبابا فرانسيس يدعو قادة العالم لاحتوء المهاجرين

الإثنين 21/أغسطس/2017 - 07:43 م
طباعة ميركل تتمسك بموقفها
 
تتواصل الاهتمامات الألمانية بقضية اللاجئين من الناحية الانسانية، ورفض أى محاولة لوضع حد أقصي لقبول اللاجئين، فى الوقت الذى تراجعت فيه الحكومة الألمانية أمام المعارضة التى  انتقدت سياسة الباب المفتوح الذى انتهجتها المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، فى الوقت الذى حث فيه بابا الفاتيكان قادة وزعماء العالم لتبنى هموم ومعاناة اللاجئين.

ميركل تتمسك بموقفها
من جانبها جددت المستشارة ميركل تمسكها بعدم وضع حد أقصى للاجئين القادمين إلى ألمانيا، وأنها متمسكة بقرارها قبل عامين، وهو فتح حدود بلادها أمام مئات آلاف اللاجئين، مضيفة بقولها "ما زلت أعتقد أن قراري كان صحيحا"، ودعت إلى مزيد من التضامن الأوروبي لمساعدة بلدان مثل إيطاليا واليونان في التعامل مع الأعداد الكبيرة من المهاجرين الذين يصلون إلى حدودهم.
أكدت ميركل أن حكومتها تشدد على ضرورة زيادة استخدام التكنولوجيا وزيادة عدد عناصر الشرطة لضمان الأمن والسلامة في البلاد، والاشارة إلى أن هناك في ألمانيا مايقدر بـ"10 آلاف شخص لديهم تطرف في وجهات نظرهم، ولكن حوالي 700 منهم فقط يعتبرون خطرين، وأنها ستسعى إلى توحيد أجهزة الشرطة والإجراءات الأمنية في كافة الولايات الألمانية.
وفى سياق الاهتمام الألمانى باللاجئين، استضافت منظمة "مالتيزير" "Malteser" أحد أبرز المنظمات التي تعنى بمساعدة اللاجئين في برلين، حوالي ثلاثين لاجئاً سورياً وأفغانياً، إضافةً إلى يافعين من هامبورغ، ليتدربوا معاً على الرقص وليغنوا بصوتٍ واحد، في تجربة فريدة لكلٍ من الطرفين.

ميركل تتمسك بموقفها
ونقل موقع "مهاجر نيوز" عن مدير المشروع  لوكاس سيل " الفكرة بدأت في عام 2015 عندما زار مديرنا العام بعض المخيمات، ورأى الوضع ورأى أن الاطفال بشكلٍ خاص يملكون إمكانيات غير مستثمرة في أي مكان، نظراً لظروف أهالهم القانونية أو النفسية، كذلك هناك العديد من الكبار الذين لا يمكنهم تعلم اللغة لمشاكل قانونية أو الحصول على عمل، يعيشون في تلك المخيمات دون أي استثمار لطاقاتهم، فكانت البداية هي احتواء إمكانيات اللاجئين".
أضاف  سيل " "ويكلم فويسيز" أتت لاحقا في 2016 عندما كنت أتكلم مع أحد أصدقائي في "مالتيسير" "Malteser" ، وأيضاً بتشجيع من أحد أعضاء البرلمان بدأنا نفكر بإعطاء اللاجئين منصة ليس للحديث عن قصصهم فقط بل لتفجير طاقاتهم، ومن هنا كان العمل على التدريب على الرقص والغناء للاجئين ومتطوعين ألمان للوصول إلى عملٍ فني بالنهاية يقدم باسمهم كلهم، دون تمييز بينهم".
بينما قالت أسيل السورية "أحرص على القدوم إلى هنا مع شقيقتي أسبوعياً، فهنا وجدت أصدقاء جدد، بدأت أتعلم كيفية التعامل مع فتيات وشبانٍ بعمري في ألمانيا، فالسنة القادمة سأعود إلى المدرسة وأشعر بقلق وبعدم ثقةٍ حتى من لغتي الألمانية وأجد في هذا المكان فرصةً لأمارسها دون خجل، كما أنني أحب الموسيقى والرقص، لذا هنا أجد كل ما يلزمني".
من ناحية أخري دعا البابا فرنسيس، قادة العالم إلى بذل المزيد من الجهود لمساعدة اللاجئين والمهاجرين في محاولته الضغط على السياسيين لتحسين ما وصفه بالوضع "المؤسف" الذى يواجه الناس الفارين من الصراع.
ونشر الفاتيكان وثيقة سياسية مفصلة توضح كيفية تعامل الدول مع أزمة اللاجئين. ودعا إلى منح المهاجرين واللاجئين مزيدا من الدعم في كل مرحلة من مراحل رحلتهم، بما في ذلك في البلدان التي يصلون إليها في نهاية المطاف، واقترح إنشاء ممرات إنسانية للأشخاص الذين يحاولون الفرار من الحرب.

ميركل تتمسك بموقفها
من جانبها كشفت صحيفة "الإنديبندينت" البريطانية، عن أن البابا فرنسيس، قال إنه "يجب على الدول أن تفعل المزيد لمساعدة اللاجئين في العمل والتعليم، كما دعا الدول الغنية لدعم البلدان النامية التي تتحمل وطأة أزمة اللاجئين. وتقدر الأمم المتحدة أن 56% من المشردين في العالم يعيشون في أفريقيا والشرق الأوسط، وغالبا في البلدان التي تفتقر إلى الهياكل الأساسية والموارد اللازمة لمواجهة تزايد عدد السكان. ولا يوجد حاليا في أوروبا سوى 17% من المهاجرين واللاجئين".
ونُشر التقرير من قبل قسم المهاجرين واللاجئين الفاتيكان، الذي يقدم تقاريره مباشرة إلى البابا، ويقول المسؤولون إن القضية هي فى صميم جدول أعماله، إلى جانب معالجة تغير المناخ.
وسبق وأن أدان سابقا ما وصفه بـ"عولمة اللامبالاة" بعد زيارة معسكر مهاجرين فى إيطاليا. وقال في وقت لاحق إن الطريقة التي تتعامل بها الدول مع أزمة اللاجئين ستكون "اختبارا لإنسانيتنا".، وقال البابا فرانسيس، في رسالته بمناسبة اليوم العالمي للمهاجرين واللاجئين، التي صدرت لتتزامن مع نشر تقرير الفاتيكان، إن "الحب الأملي" يجب أن يظهر "لكل شخص يضطر إلى ترك وطنه بحثا عن مستقبل أفضل".
أضاف "هذه مسؤولية كبيرة تنوي الكنيسة أن تتشاطرها مع جميع المؤمنين والرجال والنساء ذوي النية الطيبة الذين يدعون للرد على العديد من تحديات الهجرة المعاصرة بالكرم والسرعة والحكمة والبصيرة، حسب كفائتهم."

ميركل تتمسك بموقفها
وأضاف أنه ينبغي تلخيص نهج القادة تجاه المهاجرين على أنه، "الترحيب والحماية والترويج والاندماج".
ويأتي تدخل البابا، قبل عام، من اجتماع قادة العالم في نيويورك، لمحاولة الاتفاق على تدابير جديدة لمساعدة اللاجئين والمهاجرين. ولا تزال هناك خلافات كبيرة بين الدول حول ما يجب القيام به، حيث تدعو العديد من دول البحر الأبيض المتوسط إلى اتخاذ إجراءات أكثر صرامة لوقف تدفق المهاجرين الذين يصلون إلى شواطئهم، بينما تطالب بلدان أوروبية أخرى بنهج أكثر ترحيبا تجاه اللاجئين.
وقال البابا فرنسيس، الذي وضع خطة عمل دعا فيها الدول إلى دعمها، إن المهاجرين واللاجئين يجب أن يكونوا قادرين على دخول دول المقصد "بشكل أمن وقانون".، موضحا أنه يتعين على الدول أن تأخذ المزيد من اللاجئين وستبذل المزيد من الجهود لإعادة توحيد الأسر التي انقسمت. مضيفا، أنه يتعين أيضا منح تأشيرات مؤقتة للناس الفارين من النزاعات فى الدول المجاورة.
شدد على "أهمية تقديم معسكرات الاحتجاز للمهاجرين الذين ينتظرون تجهيز طلباتهم"، مؤكدا على "أهمية تزويد المهاجرين واللاجئين بالاحتياجات الأولية الكافية والكريمة".، كما حث البابا فرنسيس الدول على "إعطاء الأولوية دائما للسلامة الشخصية على الأمن القومي وضمان حصول المهاجرين على الخدمات الأساسية".

شارك